آسر ياسين: أنا رجل شرقي لكنني أؤمن بحرية المرأة

آسر ياسين,حرية المرأة,المرأة,السابق,النجاح,العلاقة,العادات والتقاليد,البرامج,الوسط الفني,مسلسل,المسلسل,مهرجان القاهرة

سعيد فراج(القاهرة) 02 أبريل 2016

رغم أنه يفتخر بكونه رجلاً شرقياً، لكنه يرفض تماماً تهميش المرأة، أو تعامل الرجل معها على أنها من ضمن ممتلكاته. النجم آسر ياسين يتكلم على فيلمه الأخير «من ضهر راجل»، وعلاقته بأبطاله، ودور والديه وشقيقه في حياته، والصدفة التي ربطته بزوجته وعلاقتها بالمعجبات، ولماذا نشر صورة قدميْ مولوده الجديد؟


- كيف كانت ردود الأفعال التي تلقيتها عن فيلمك الأخير «من ضهر راجل»؟
ردود الأفعال التي تلقيتها كانت كلها إيجابية وجيدة، وقد رأى بعض أصدقائي البعيدين عن الوسط الفني أن هذا الفيلم من أفضل الأعمال التي قدمتها، أيضاً أُعجب أهلي به، كما لم يشتك أحد من العنف الدائر في الفيلم، وحتى السيدات اللواتي شاهدن الفيلم لم يشتكين أبداً منه.

- من حرص على تهنئتك على الفيلم من الوسط الفني؟
كثيرون، مثل الفنان نبيل الحلفاوي الذي كان متحمساً للفيلم، فهو في الأصل ملاكم مثل الشخصية التي أديتها في الفيلم، بالإضافة إلى الفنان محمد هنيدي الذي أرسل لي تهنئة عبر موقع «تويتر»... إلى جانب كثيرين لا أريد ذكر أسمائهم حتى لا أنسى أحداً منهم.

- ما تعليقك على احتلال الفيلم المرتبة الأولى في إيرادات الأفلام مع بداية عرضه؟ وهل تصنيفه (فوق 18 عاماً) جعل الإيرادات تتراجع؟
أنا سعيد بالفعل لتحقيق الفيلم نجاحات باهرة في بداية عرضه. أما عن تصنيفه «للكبار فقط»، فهذا الأمر ليس لي شأن به، ويتعلق فقط بالرقابة على المصنفات الفنية، كما قدمت أفلاماً جماهيرية كثيرة مثل «الوعد» و«بيبو وبشير» وغيرهما، بالإضافة إلى «رسايل بحر» الذي كان يغلب عليه الطابع الفني، وكلها حققت إيرادات جيدة، والإيرادات ليس لها مقياس معين.

- هل ترى أن توقيت عرض الفيلم أثر في إيراداته؟
الأفلام تتأثر بتوقيت عرضها والأبطال المشاركين فيها، فربما لو تم عرضه في العيد مثلما كان مخططاً له لما حقق أي إيرادات، وأنا سعيد بالإيرادات التي حصدها الفيلم في توقيت شبه ميت، مما يعكس المستوى الفني الجيد للفيلم.

- هل منافستك على تحقيق أعلى الإيرادات، بعدما أصبحت نجم شباك، ستغير في اختيارك للأفلام مستقبلاً؟
كل ما يهمني حالياً هو أن أحافظ على مستواي الفني وجودة ما أقدمه من أعمال جعلت الجمهور يتحدى البرد ويذهب إلى شباك التذاكر ليشاهد الفيلم. ولن أختار دوراً أخجل بتقديمه، بل سأسعى إلى إرضاء ضميري الفني في الأدوار التي أجسدها، لأن هذا هو تاريخي الذي سيُخلّد لدى الجمهور.

- هل كنت حريصاً على وجود الإسقاطات السياسية في الفيلم؟
بالعكس، الفيلم يتضمن إسقاطاً اجتماعياً وليس سياسياً، لأنه يتناول فكرة الصراع بين القوي والضعيف، وهو شيء موجود على أرض الواقع في مجتمعنا.

- أثناء تصوير الفيلم كنت تلتقط دائماً صور «سيلفي» مع ياسمين رئيس ووليد فواز، حدثنا عن العلاقة بينكم في الكواليس؟
 «السيلفي» كان بين كل فريق العمل، بالإضافة إلى الفنان محمود حميدة والمخرج كريم السبكي، و«شيكو» مدير التصوير. أما وليد فواز فهو فنان محترم جداً، أحب أعماله، كذلك الفنانة ياسمين رئيس التي تألقت في فيلم «فتاة المصنع»... والفنان محمود حميدة هو «القمة»، وأحب أن أراقب طريقة عمله، حتى أتعلم منه لأنه متفانٍ في عمله ومخلص جداً لفنّه، بالإضافة إلى الفنان شريف رمزي الذي استمتعت بالعمل معه، والفنان محمد لطفي الذي أعتبره بمثابة أخي الأكبر.

- لماذا تغيبت عن حضور العرض الخاص للفيلم؟
حضرنا جميعاً العرض الخاص للفيلم في الأوبرا أثناء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لكن العرض الأخير الذي أُقيم في إحدى دور السينما، كان عرضاً تجارياً، ولم أتمكن من حضوره بسبب انشغالي بولادة زوجتي، وبالمولود الجديد، فالأسرة بكل تأكيد مهمة بالنسبة إلي، لذلك حرصت على مرافقة ابني في أيامه الأولى.

- بعد إخفاق الفيلم في مهرجان القاهرة وعدم حصوله على جوائز، هل تأمل بمشاركته في مهرجانات أخرى داخل مصر أو خارجها؟
الجوائز تعتبر مكافأة إضافية للفيلم، ولكن بالنسبة إليّ قد تم الانتهاء من الفيلم، كما أنني لا أحصر تركيزي على الجوائز أثناء عملي، رغم أنها شيء مشرف بالتأكيد لأي فنان يشارك في أي عمل.

- ما الجديد في أعمالك الفنية؟
هناك سيناريوات عدة معروضة عليَّ، لكنني لم أستقر على أي منها حتى الآن.

- قدّمت في رمضان الماضي مسلسل «العهد»، فهل كنت تتوقع النجاح الذي حققه؟
بكل تأكيد، فمنذ قراءتي لسيناريو المسلسل، كنت أتوقع أن يثير اهتمام المشاهد لمتابعة حلقاته، والالتفاف حولها، وانتظار الحلقات المقبلة، فجميع أحداث المسلسل مثيرة، تجعل المشاهد يتابعها في شغف، وأنا سعيد بالنجاح الذي حققه هذا العمل.

- قدمت في هذا المسلسل شخصية شريرة، على غرار فيلم «أسوار القمر»، ألا تخشى حصرك في أدوار الشر؟
دوري في مسلسل «العهد» مختلف تماماً عن الدور الذي لعبته في فيلم «أسوار القمر»، ولا أخشى تجسيد الشخصية الشريرة في أكثر من عمل، لأن كل ما أريد الوصول إليه، هو أن يصدقني الجمهور ويتعايش مع الشخصية التي أؤديها.

- هل مسلسل «العهد» كان تاريخياً؟
المسلسل ليس تاريخياً، لكنه ينتمي إلى نوعية الفانتازيا، وفيه لون سياسي، بعيد عن أي شخصيات سياسية واقعية، وأحداثه من وحي خيال المؤلف، مضافاً إليها الحبكة الدرامية.

- ألا ترى تشابهاً بين مسلسلي «العهد» و«ألف ليلة وليلة»، خاصة أن كليهما ينتمي إلى الفانتازيا؟
لا يمكن الربط بين المسلسلين، لأن كلاً منهما منفصل عن الآخر، من خلال مضمونه وأحداثه، وأنا سعيد بما قدمته في مسلسل «ألف ليلة وليلة»، فهو كان مغامرة بالنسبة إلي، وتم حبك العمل فنياً من خلال الخدع والمؤثرات الخاصة والغرافيك ووسائل التقنية الحديثة، والمخرج رؤوف عبدالعزيز نجح في هذا المسلسل، رغم أنها التجربة الأولى له في مجال الدراما التلفزيونية، وأنا فخور بتقديم مثل هذا العمل الذي يرتبط بذكريات مع المشاهد المصري والعربي.

- كيف تختار أدوارك وتستعد لها؟
أبدأ أولاً بقراءة السيناريو حتى أُعجب بالدور المعروض عليَّ، وأتناقش مع المؤلف والمخرج، ونبني معاً تصور الأحداث، ونرى كيفية التفاعل بين الشخصيات والشكل الخارجي لها.

- قدمت الكوميديا من خلال «بيبو وبشير»، لماذا لم تكرر التجربة؟
أحب الكوميديا، بالإضافة إلى الأكشن والدراما، وأعشق كل الألوان في التمثيل، وظهوري في أي دور يعتمد على السيناريو المعروض عليَّ قبل أي شيء آخر، ومع أنني لم أقدم أدواراً كثيرة في الكوميديا، لكنني سأسعى إلى الإكثار منها في الفترة المقبلة، لأنني لا أريد أن أحصر نفسي في دور واحد فقط.

- من حرص على تهنئتك بمولودك الجديد؟
هناك الكثيرون الذين هنأوني بولادة طفلي الثاني «أمين» مثل أحمد حلمي، وهنا شيحة، وممدوح السبع، وغادة عادل وشيرين رضا وأروى جودة، والمخرج كريم السبكي... وغيرهم ممن عملت معهم، وأخشى عدم ذكر أحدهم.

- نشرت صورة قدميْ مولودك «أمين»، ألا تخاف عليه من الحسد؟
على الإطلاق، وقد فعلت هذا أيضاً مع ابني الأكبر «طاهر» بعد ولادته، فنشرت لكل منهما صورة قدميه فقط، لأنني لا أريد إظهار حياتي الشخصية كثيراً، فدخولي الوسط الفني كان من اختياري أنا وليس من اختيار أسرتي، وبالتالي أحب أن أفصل بين حياتي الفنية والشخصية.

- هل تنوي دخول ولديك الوسط الفني؟
سوف أدعمهما وأشجعهما فقط في ما أرى أنهما يحبانه، سواء كانت ميولهما فنية أو رياضية أو حتى في دراسة معينة.

- كيف ترسم مستقبلهما؟
أترك المستقبل لله وحده، وكل ما أسعى إليه أن أخلص لهما وأحسن تربيتهما، وأعطيهما من وقتي واهتمامي، حتى أجعلهما يتحملان كل صعوبات الحياة.

- صرحت في أحد البرامج أنك تعرفت إلى زوجتك بالصدفة ولم تكشف كيف تم زواجكما... حدثنا عن قصة حبكما؟
بالفعل كان تعارفنا مجرد صدفة عابرة، حيث تعرفت إليها من طريق أصدقاء مشتركين، وحدث تلاقٍ بيننا، فتزوجنا.

- هل معجباتك يشكلن مصدر إزعاج لحياتك الأسرية؟
على الإطلاق، لأنني أستطيع التوفيق بين الأمور، وأحاول أن تكون ردودي على المعجبين أو المعجبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حدود معينة، ومعظم جمهوري يتمتع بأخلاق عالية، فإذا كنت مع زوجتي في الأماكن العامة، ويريد أحد المعجبين التقاط صورة تذكارية معي، يستأذنونها أولاً، فترحب، ولا تمانع أبداً.

- هل أنت شخص محافظ يتقيد بالعادات والتقاليد؟
أحترم العادات والتقاليد، وأميّز الإيجابي منها وأتمسك به، مثل الاحتفال بالأعياد في نطاق أسري، و «اللمة» والطقوس الدينية في شهر رمضان المبارك، وأجواء المحبة والود التي تسود بين الأشخاص في هذا الشهر الفضيل، لأنه ذو طابع ديني واجتماعي، كما أحب العادات والتقاليد التي تربينا عليها، وأنا بالطبع رجل شرقي فأبي إسكندراني، وأنا من مواليد القاهرة، وتربيت في مصر، وأجدادي من صعيد مصر، ومدينة دمياط، لذلك أعتبر نفسي رجلاً شرقياً مستنيراً ومتفتحاً على المعرفة والعلم، ولي بالتأكيد طباع شرقية، لكنها لا تتمثل في حب السيطرة أو امتلاك المرأة.

- كيف تتعامل مع المرأة؟
أعتبر المرأة مصدر القوة في العالم، فهي التي تنجب، وأنا مؤمن بها وبحريتها، وعلى سبيل المثال المرأة في صعيد مصر لها شأنها الخاص وقوتها، وكان جدي صعيدياً ويحكي لي كيف كانت جدتي هي الأساس، والمتحكمة في كل أمور الحياة، كما كانت حكماً في النزاعات على الأراضي وغير ذلك... والمرأة لم تكن ضعيفة على الإطلاق، وبالأخص المرأة المصرية.
لكن للأسف، في الأعوام الثلاثين الأخيرة تم تهميش دور المرأة، وتعمّدوا إظهارها في دور الجاهلة والمستضعفة، ومعظم الرجال أصبحوا يركزون على شخصية «سي السيد» المتحكم بالمرأة، وتجاهلوا شخصيتها القوية في أعمال عدة مثل «المومياء» و «أم العروسة»، فإجبار المرأة على أشياء معينة هو السهل، أما تركها على حريتها فهو الصعب، وأنا أحترم المرأة كثيراً ولا أحب تهميشها، وهذا ما تربيت عليه ورأيته في التعامل بين والديّ وأجدادي.

- هل أنت مهتم بتكوين صداقات أم أنك غير اجتماعي؟
بالعكس، أنا شخصية اجتماعية جداً، لكن في بعض الأحيان أصبح غير ذلك، وأُفضّل العزلة خصوصاً عندما أكون في صدد التحضير لعمل جديد، حتى أدرس الدور الذي أجسده جيداً، مع الإشارة إلى أنني كنت خجولاً بعض الشيء قبل دخولي عالم الفن، وقبل مشاركتي في التمثيل في الجامعة.

- تشاركت من قبل صورة مع والدك وأنت صغير وأخرى مع والدتك، حدثنا عن العلاقة التي تربطك بوالديك؟
العلاقة التي تربطني بوالديَّ يسودها التفاهم والاحترام، وأسعى دائماً ليكونا فخورين بي، وبالأعمال التي أقدمها، وألا يغضبا مما أقدمه، خصوصاً أنني كنت أرى تعبهما معي وإخلاصهما لي منذ صغري، بدءاً بالاهتمام بدراستي.
كما كانت والدتي تصطحبني إلى تدريبات النادي وأنا صغير، وعملت خصيصاً مدرّسة «إنكليزي» في المدرسة التي كنت أدرس فيها حتى تتابعني عن قرب... كل هذا أتذكره جيداً، ويجبرني على احترامهما وحبهما، كما أعجز عن رد جزء ولو بسيط مما فعلاه معي.

- هنأت أخيراً المخرج عمرو سلامة على برنامجه الجديد Saturday Night Live، فهل هناك علاقة صداقة تربطك به؟
عمرو سلامة صديق مقرب لي منذ فترة، ومن أفضل الأعمال التي شاركت معه فيها فيلم «زي النهاردة» عام 2008، وأعتبره من أهم الأدوار التي جسدتها، وهو مخرج موهوب أكنّ له كل الاحترام والتقدير، وأتمنى نجاح برنامجه الجديد، ويجب عليَّ تشجيعه.

- ما سر نجاحك؟ وهل من شخص كان يتوقع لك هذا النجاح؟
أخي الأصغر «إسلام» هو من توقع لي النجاح، وساندني ودعم قراري بالاتجاه إلى التمثيل، خاصةً أنني مهندس في الأصل، وبدأت التمثيل من الصفر، ولم يكن لي أي معارف في الوسط الفني، وتركت دراستي من أجل التمثيل، وساعدني أخي على اتخاذ هذا القرار الصعب.
أما سر نجاحي فيكمن في دعم أسرتي لي، وإرادتي القوية، وتوفيق ربنا قبل أي شيء، لأنني مؤمن بأن كل جهد أبذله سأُكافأ بنجاح بعده، كما أركز على عدم التراجع عن المستوى الذي قدمته، وهذا يزيد صدقيتي عند الجمهور مع كل عمل أقدمه.

- ما هي أبرز الأحداث التي مررت بها خلال العام السابق؟ وما أمنياتك خلال هذا العام؟
أبرز ما حدث لي في العام السابق هو ولادة ابني «أمين» الذي أسعد حياتنا في آخر العام السابق يوم 30 كانون الأول/ديسمبر، وأعتبره من أجمل الأحداث، كما قدمت فيه مسلسليْ «العهد» و «ألف ليلة وليلة»، بالإضافة إلى عرض فيلم «أسوار القمر»، الذي شاركت في بطولته مطلع العام السابق، وحصلت فيه على جائزة أفضل ممثل في مهرجان تطوان في المغرب، وأتمنى في العام المقبل أن تظل أسرتي بخير وسعيدة.