جيهان عبدالعظيم: نادمة على تجربتي الأولى في مصر

جيهان عبدالعظيم,نادمة,مصر,الفنانة,الوسط الفني المصري,فايسبوك,إنستغرام,شائعة,الإعلام المصري,الوسط الإعلامي,الدراما السوريّة,المسلسلات العربية,الأعمال العربية,مسلسلات

لها (دمشق) 09 أبريل 2016

فنانة لامعة منذ ظهورها الأوّل، أحبّها جمهورها المحلّي في بلدها سورية، فكانت «دلع» في مسلسل «سيرة آل الجلالي»، لتنعكس صورة الغنج والدلال على شخصيّتها...  
من أهم أعمالها: «بقعة ضوء»، «غزلان في غابة الذئاب»، «أشواك ناعمة»، و«إمام الفقهاء»، وغيرها الكثير من المسلسلات المهمة في الدراما السوريّة. لكن في السنوات الأخيرة، كان لها حضور مميز في الدراما المصريّة عبر عملين فكانت صاحبة إطلالة جديدة في «زواج بالإكراه».
الفنانة جيهان عبدالعظيم تحدثنا عن مسيرتها الفنيّة وعن تفاصيل حياتها الشخصيّة، واهتمامها بالغناء والفنّ التشكيلي في هذا الحوار.


- بعدما تحدثت الصحافة عن المسلسل الكوميدي «الأستاذ بلبل وحرمه» وكان مقرراً أن تكوني أحد أبطاله، توقف تصويره من جديد، لماذا؟
لا أعلم السبب، لقد تمّ تأجيل التصوير مرّات عدّة بعد تحديد موعد لانطلاق العمل في أيلول/ سبتمبر الفائت! وبعدما تكرر التأجيل مراراً، قررت عدم المشاركة في هذا المسلسل.

- هل من أعمال مصريّة جديدة ستشاركين فيها؟
لم يعرض عليّ عمل جدّي بعد، ولكنني أبحث اليوم عن فرصة مختلفة بشروط جديّة، بمعنى أنني لن أشارك بأي عمل في هذا الموسم قبل الموافقة على شروطي الخاصة.

- وما طبيعة هذه الشروط؟
هي شروط لها علاقة براحتي كممثلة، مثل إقامتي في مصر، وبالتأكيد الأجر المقدّم من شركة الإنتاج... وكلّ التفاصيل المتعلقة بالاغتراب والسفر والتنقلات وغيرها من الأمور التي قد تسبب لي الإرهاق والتعب، لتقديم عمل فني مختلف.

- هل عانيت لدى دخولك الوسط الفني المصري؟
أبداً، بل يمكن القول بأنّ فرصتي الأولى جاءت على طبق من ورد، لكنني أعتبرها مرحلة من التدريب وتفهّم آلية العمل في مصر، والحديث يدور طبعاً عن مسلسل «قلوب» للمخرج حسين شوكت.
هذا العمل كان تجربة صعبة لكلّ من شارك فيه، وبعد الانتهاء من تصويره لم يكن أحد راضياً عن نتائجه. فهو لم يكن فرصة حقيقيّة، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لما شاركت في هذا المسلسل.

- يعتقد البعض بأنّ من السهل إتقان اللهجة المصريّة، فهل واجهت صعوبة في ذلك؟
يجب أنّ يكون الممثل حقيقيّاً عندما يتحدّث بأيّ لهجة مطلوبة منه، وإلا سيكون الأمر مضحكاً كما لو أنّ أجنبيّاً يتحدّث بالعربيّة، وخاصّة في مشاهد الارتجال، فهناك كلمات لا بدّ من استخدامها في مواضع معينة، كما أنّ ثمة كلمات لها معانٍ خاصّة بأهل مصر تحديداً، وقد تكون طبيعيّة بالنسبة الينا لكنها في مصر تأخذ منحى مختلفاً، مثلاً كلمة «امرأة» تعدّ إهانة في مصر، بينما نستخدمها في سورية بمعناها السليم كما جاءت في الفصحى، لذا يجب أن يكون الممثل حذراً في التعامل مع المصطلحات الاجتماعيّة الخاصّة بأهل المكان.

- حدثينا عن أصداء الموسم الماضي في الشارع المصري والعربي عموماً؟
لقد عُرض المسلسل الثاني «زواج بالإكراه» للمخرجة إيمان حداد على قناة مشفّرة، وبالتالي لن يكون الصدى واضحاً إلا بعد عرضه على القنوات الأخرى، والتي تكون متابعتها أوسع جماهيريّاً. والمسلسل عبارة عن جزءين انتهينا من تصويرهما، وكان تجربة جيدة بالنسبة إلي.

- لماذا لا تعرض المحطات المصريّة مسلسلات مغايرة للهجتها؟
كان ذلك معتمداً في السابق، أما اليوم فقد بدأت المحطات المصرية الخروج من قوقعتها، مثلاً هناك اليوم مسلسلات لبنانية تعرض على القنوات المصرية، الى جانب الأعمال العربية المشتركة، والمسلسلات التركية المدبلجة باللهجة السورية، وهذا بالطبع أمر إيجابي.

- هل تسعين للمشاركة في الأعمال العربية المشتركة؟
بالتأكيد أرغب المشاركة في هذا النوع من الأعمال، لكنني لا أسعى إليها، ذلك أنني لم أتعلم كيفية الوصول إلى أعمال معينة ما لم يبادر القائمون عليها إلى عرضها عليّ، أو لدعوتي لأداء الدور المناسب.
كما أرغب المشاركة في مسلسلات من إنتاج شركة «كلاكيت» للإنتاج والتوزيع الفني، فهناك أسماء لمخرجين مهمين جداً يعملون في هذه الشركة، كرشا شربتجي، والليث حجو، وحاتم علي، وسامر البرقاوي، وغيرهم.

- سطع نجم الممثلات اللبنانيات في الأعمال المشتركة، ما رأيك بما قدمن؟
بالفعل سطع نجم العديد من الفنانات في الأعمال المشتركة، خصوصاً أن هناك نجمتين أو ثلاثاً اغتنمن هذه الفرصة، ولا يمكننا إنكار مجهودهن الشخصي، وهذا إنصاف لهن، فالفنانة سيرين عبدالنور استطاعت استغلال الفرصة جيداً، وحازت محبة الكثيرين من أبناء الوسط الفني وخارجه، وهي تستحق الاحترام والتقدير على ذلك.

- ما هي الأعمال المشتركة التي تابعتها ونالت إعجابك؟
لم أتابعها كلها، لكن مسلسل «لعبة الموت» كانت فكرته مهمة، وسلط الضوء على النساء المقهورات، وهذا الجانب لا يزال منتشراً بكثرة في مجتمعاتنا العربية، ونحن بحاجة إلى نشر الوعي بضرورة حماية المرأة في مواجهة هذه الظاهرة، فالمرأة لم تأخذ حقها بعد، لا عربياً ولا حتى عالمياً، لأن المجتمعات ذكورية بالمطلق، والنموذج الذي قدمته سيرين عبدالنور، نصادفه كثيراً في مجتمعاتنا العربية، لذلك أحببت العمل لأهميته وللرسالة الهادفة التي يحملها.

- ما رأيك بالمسلسلات العربية المقتبسة من أفلام أو روايات أجنبية؟
لا مشكلة في عمل مسلسلات تعتمد على روايات عالميّة أو تكون مقتبسة من أفلام أجنبية، فهي إذا كانت تقدم فكرة تخدمنا فلمَ لا! وقد نجح المخرج سامر البرقاوي في هذا النوع من الأعمال مثل مسلسلات «لو»، و«تشيللو»، وقبلهما «لعبة الموت».

- ماذا عن حضورك في الدراما السوريّة؟
أُسند إلي دور البطولة في مسلسل «مذنبون أبرياء» الذي صوّر في الموسم الماضي، لكنه لم يعرض وتقرر عرضه في الموسم الجديد، وعموماً لم تتسنَّ لي المشاركة في غيره، لأنّني كنت مشغولة في تصوير دوري في مسلسل «زواج بالإكراه» في مصر، فوجودي في سورية كان يقتصر على عطل الأعياد والإجازات البسيطة للراحة ورؤية الأهل والأصدقاء.
أمّا حالياً فيمكنني العودة الى الدراما السوريّة، خاصّة أنّني اشتقت اليها كثيراً، ولكن عودتي ستكون مشروطة بما يناسبني، وبطبعي ميّالة الى الدراما السوريّة، ولكن كلّ شخص يرتكب أخطاء في مسيرته المهنيّة، وبالتالي يتعلّم منها لتطوير تجاربه الجديدة، ولذلك اعتذرت عن مسلسلات سوريّة عدّة عُرضت عليّ، لأنني أتطلع الى النوعيّة اليوم، ولا يهمني الحضور المتكرر أبداً.

- إذاً، أصبحت شروطك صعبة للمشاركة في الدراما السوريّة...
كل ما أقصده أنّ مشاركتي في الدراما السوريّة سترتبط بمدى أهمية الدور المعروض عليّ، فلن أكرر أدواراً متشابهة ولن أجسد أدواراً خفيفة لا تضيف الى مسيرتي الفنية.

- يلوم جميع العاملين في الوسط الإعلامي والفني الدراما السورية على تقصيرها أخيراً، فهل تتوقعين أن يكرر الموسم الجديد الأخطاء نفسها؟
ثمة أعمال هابطة وأخرى جيدة، علما أنني لم أتابعها كلها بسبب ضغوط العمل والتصوير. وتحية إلى كل منتج ومخرج يقدم عملاً في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها سورية، لكن يجب الانتباه إلى الأعمال التي لا تشرّف الدراما السوريّة، فالمنتج يتطلع إلى الربح المادي، وهذا كان موجوداً ولا يزال، وتضاعف خلال الأزمة.

- ما هي نقاط الاختلاف بين الوسطين الفنيين السوري والمصري؟

لن أعقد مقارنة كاملة بين كل العناصر التي تؤلف خصوصيّة كلّ وسط فني على حدة حتى لا يُفهم أنني أُبخس أيّاً منهما حقّه، لكنني سأشير الى بعض المفارقات الواضحة، فصناعة النجم في مصر تختلف عن صناعته في سورية، وببساطة لا نلحظ لدينا الاهتمام الكافي الذي توليه مصر لفنانيها، فالتعامل مع النجم في مصر مختلف كليّاً عما هو متعارف عليه في سورية، وذلك في نواح كثيرة ماديّة ونفسيّة معاً.
وما أريد الإشارة إليه بوضوح في الدراما المصريّة أن هناك عنصراً مهمّاً وهو «الستايلست» الذي نفتقده في الدراما السوريّة، ومن أبرز مهامه مراقبة اللون، وانسجام المشهد مع اللون، وعدم تغليب عنصر جمالي على آخر، وتوازن الصورة، وغيرها من التفاصيل المهمة.

- كيف تعامل الإعلام المصري مع الفنانة جيهان عبدالعظيم؟
أقيم في مصر منذ عامين تقريباً، ورغم هذه الفترة الزمنية المتواضعة، اهتمت بي الصحافة المكتوبة كثيراً، فكان لي حضور على أغلفة مجلات لها اسمها في عالم الصحافة المصريّة، كما تمّت استضافتي في برامج لإعلاميين مهميّن ومشهورين مثل عمرو الليثي وعادل حمودة وريهام سعيد، فالإعلام في مصر حاضر دائماً، لكن هناك صحافة صفراء متعبة ومزعجة جداً تتدخل في تفاصيل حياة الفنان، إلا أنهم لم يتعرضوا لي إطلاقاً.

- هل من شخصيّة سببت لك الحزن بعد الانتهاء من تجسيدها؟
ثمة العديد من الشخصيّات التي حزنت لمفارقتي لها، لدرجة أنني كنت أعيش هذه الأدوار في حياتي الطبيعيّة لأكثر من شهرين بعد انتهاء العمل الدرامي، وأرى أنّ لهذا الأمر علاقة مباشرة بتقمص الدور وعشقه، وكثيراً ما نصحوني بأن أفصل الشخصيّة في المسلسل عن شخصيّتي الحقيقية بعد انتهاء العمل، لكن أظن أنّ حساسيّتي الزائدة منعتني من ذلك، فإذا كانت الشخصيّة «دلوعة» أُصبح دلوعة فعلاً، وإذا كانت متزنة وهادئة مثل شخصية «هالة» في مسلسل «البيوت أسرار» أتقمصها في الواقع.

- هل تأخذين برأي المعجبين؟
نعم، أهتم كثيراً لآرائهم وكلامهم، وذات مرة خضعت لعمليّة انحراف وتيرة أدت إلى مشاكل كثيرة استوجبت إجراء بضع عمليات تجميل إثرها، وفي كلّ مرة كنت أصغي إلى ملاحظاتهم، وكلّ ما يقولونه بعد كلّ ظهور، وأسعى لاستعادة صورتي كما كانت، بناءً على رغبتهم، لأنّها هي التي أحبّوها، وما زالوا، وهذا كلّه لأنّني أراعي كلامهم، وأولي آراءهم كل عنايتي، فهي نابعة من محبّتهم لي بكلّ تأكيد.

- هل زواجك الذي سمعنا عنه أخيراً حقيقة أم شائعة؟
كان هناك مشروع زواج، لكن «النصيب» حسم الأمر وذهب كل منّا في سبيله، فعندما وصلنا إلى مرحلة تأسيس البيت وبناء المستقبل، وجدت عندها أن الأمر لا يتناغم مع أفكاري وأحلامي. عالم الاستقرار والزواج يجب أنّ يُدرس دائماً بدقة وعقلانية، فهناك عائلة ستبنى ولا يجوز أن تتحكم فيها الأنانية والأهواء.

- هل تتابعين صفحتك على «فايسبوك» و«إنستغرام» شخصيّاً أمّ هناك شخص مكلّف بذلك؟
صفحة الفايسبوك تهتم بها مديرة أعمالي المسؤولة، وهي توصل لي كلّ الملاحظات، وترد بالنيابة عني على الجميع. أمّا على موقع الإنستغرام فأتابعها وأرد شخصياً.

- في فترة الهدوء والراحة، ماذا تفعل الفنانة جيهان؟
الرياضة هي زوّادتي التي لا أنقطع عنها، وفي السنتين الأخيرتين زاد اهتمامي بالروحانيّات وتعلّقي بها.

- في فترة الهدوء والراحة، ماذا تفعل الفنانة جيهان؟
أفي السنتين الماضيتين كنت أمضي أوقاتاً طويلة لوحدي، وبعكس الشائع فقد استنتجت أن الجلوس بمفردي لا يثير الكآبة أبداً، إذ عرفت طعم الهدوء والفكر المستنير، والقدرة على رؤية المستقبل بشفافية، وموازنة الأمور، والتصالح مع الذات. ومنذ عيد ميلادي الأخير في شباط/فبراير الماضي، باتت لغة تواصلي مع الآخرين أقوى بسبب الهدوء الذي نعمتُ به في وحدتي وغربتي.

- ماذا عن العلاقة مع الكتاب؟
هي علاقة غير متوازنة، ففي فترات يكون هناك اندماج كبير، وفي فترات أخرى تسود القطيعة. آخر رواية قرأتها للروائي إسماعيل مروة، وحالياً أقرأ «قواعد العشق الأربعون» للروائيّة إليف شافاق.

- تمتلكين موهبة تمثيليّة عالية جعلتك رقماً صعباً في المنافسة، ما هي عوامل نجاحك؟
لا أصطنع العفوية أبداً، ومنذ بداية مسيرتي الفنية اشتهرت بـ «الدلع والغنج» فكنت قريبة من المشاهد بعفويّة ومن دون أيّ تصنّع أو افتعال، وكنت البنت القريبة من الناس، بالإضافة إلى أنّ كلّ أعمالي نابعة من قلبي وشخصيتي.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني المصري؟
لديّ مجموعة كبيرة من الأصدقاء في هذا الوسط، أذكر منهم على سبيل المثال الفنان تامر يسري، والفنانة علا رامي، والفنانة زينة، والفنان محسن محيي الدّين، وقد كانوا لطفاء معي في كلّ الفترة التي أمضيتها في مصر.

- كم اشتاقت الفنانة جيهان عبدالعظيم إلى الوطن خلال الفترة التي أمضتها في مصر؟
لم تكن هناك مقاطعة كاملة، فكنت أتواجد في سورية أوقاتاً كثيرة، كما في الأعياد والعطل الرسميّة والإجازات، وعموماً أنا مشتاقة الى سورية وأنا فيها، فهذه ليست سورية التي عرفتها من قبل. والمهمّ أنّ فيها أشخاصاً إيجابيين وما زالت الحضن الدافئ لنا جميعاً، فالغربة لا يمكن أن تدفئنا أبداً.

- ماذا عن تكريمك أخيراً في مصر؟
هو تكريم قامت به الأكاديميّة الأميركيّة العالميّة لعدد من الفنانين وكنت من بينهم كأفضل ممثلة سوريّة في مصر، وهذا التكريم يمثّل قوّة الدراما السوريّة وحضورها في كلّ مكان، فالفنان سفير حقيقي لبلده أينما حلّ. ومن الفنانين العرب المكرّمين: مادلين طبر، إيهاب توفيق، رامي صبري، وماجد المهندس وغيرهم.

- تتميز الفنانة جيهان عبدالعظيم بخامة صوت قريبة جداً من خامة الفنانة شادية، فأين مشروع الغناء في حياتك؟
مشروع الغناء مؤجّل وهو ليس من أولويّاتي عموماً، ولكن سأنفّده في وقتٍ مناسب، وقد أحببتُ تجربة زميلتي الممثلة المصريّة أميرة فتحي، وأذكر أنّنا التقينا منذ ستّة أعوام تقريباً في الأردن، على هامش «مهرجان جرش» حيث غنّت أميرة في إحدى الحفلات، وغنيت أنا بعدها، وتبادلنا التهاني. واليوم في رصيدها وعلى حسابها الخاص ألبوم غنائي جميل جداً.

- في بيتك في سورية تهتمين بالألوان واللوحات التشكيليّة، فهل من قاعدة لهذه اللوحات والألوان؟
أنا انتقائيّة جداً في اللوحات التشكيليّة، ولكلّ لوحة أعلّقها على جدار في بيتي حكاية، وقصّة تربطني بها. أحبّ الورد في الفنّ التشكيلي، واللون الأحمر، ولديّ لوحات للفنانة التشكيليّة غادة دهني والفنان التشكيلي ببيلي، لكن لا يستهويني شيء بعينه، فكما قلت يجذبني اللون، وطريقة الرسم.