«تشابه أسماء»

هالة كوثراني,أقلام لها,تشابه أسماء

هالة كوثراني 13 أبريل 2016
لأسمائنا قصصٌ نحبّها وإن كنا لا نحبّ أسماءنا. هي قصصٌ أبطالُها أهلُنا أو أشخاص أحبّهم أهلنا فأحببناهم. تغيّرت مشاهد حياتنا وعاداتنا بسبب تطوّر ما نسمّيه وسائل التواصل الاجتماعي، فتقلّص الوقت الذي نمضيه في قراءة الكتب، وهذا ما يعترف به مدمنو القراءة أنفسهم، لكن لم تتغير الرغبة في سرد القصص أو الاستماع إليها. ما زلنا نحتاج إلى تفسير ما نعيشه ونسمّيه حياة، حياتنا. نسعى إلى فهم الأحداث التي نحياها واستيعاب سرعتها. بين القصص التي تشبّثت بوعينا وكبرنا على سردها قصص أسمائنا. «مَن سمّاكِ؟ ولماذا تحملين هذا الاسم بالتحديد؟ هل تحبّين اسمك؟ هذه السيدة اسمها لا يشبهها»... «سمّاني والدي باسم صديقه المقرّب إليه والذي اغتيل في مدينة عربية»... «أحمل اسم جدّي وأحسّ بثقل الاسم فوق كتفيّ»... «جدّتي سمّتني بهذا الاسم بعدما طال انتظارها حفيداً أو حفيدة»... هذه بعض قصص الأصدقاء، قصص سمعتُها من هنا وهناك. وثمة قصص أخرى طويلة ومعقّدة ولدت منها أسماء وقصص أخرى. كما نتابع الآن ضمن حلقات مسلسلات الخوف من الآخر والسعي إلى إلغائه، قصص تغيير البعض أسماءهم خشية استفزاز قلق رجال الأمن في المطارات الأوروبية أو الأميركية. وهذه قصص حقيقية شهدتُ على اثنتين منها. الخوف من الآخر وغزوات الإرهاب الصادمة جعلت، للأسف، بعض الأسماء العربية تهماً. فهل يمكن أن يكون الاسم عائقاً أو جداراً في حياة صاحبه بدل أن يكون جسراً أو بطاقة تعريف؟ الانسجام بين الاسم وصاحبه فكرة نلهو بها وليست جوهرية. فصاحب الاسم يمنحه هالته.