ماذا لو كانت زيادة الوزن دليلاً على مشكلة صحيّة

التوتر,الجسم,ممارسة التمارين الرياضية,الأنسولين,النوم المزمن,الدماغ,الهواتف الذكية,الأرق,الهرمونات,جراثيم الأمعاء,probiotiques,الأمعاء,الغدة الدرقية

جولي صليبا 16 أبريل 2016

نظن جميعاً أن زيادة الوزن تنجم عن الأكل المفرط والمأخوذ الكبير من الوحدات الحرارية. لذا، نحاول دوماً تقليص كمية الطعام التي نستهلكها كلما أردنا التخلص من بعض الكيلوغرامات. لكن ماذا لو كانت زيادة الوزن ناجمة عن مشكلة صحية؟


قصور في الغدّة الدرقية
القصور في الغدة الدرقية يعني عدم إفراز هذه الغدة لكمية كافية من الهرمونات. إلا أن هذه الغدة الصغيرة، الموجودة في قاعدة العنق، مسؤولة عن تنظيم أيض الجسم.
هكذا، عند إفراز كمية قليلة من الهرمونات الدرقية، يتوقف الجسم عن حرق الوحدات الحرارية التي يستهلكها، مما يؤدي إلى زيادة الوزن حتى لو تناولنا الطعام الصحي، وبكميات معتدلة.
لمعالجة هذه المشكلة، لا بد أولاً من إجراء تحليل للدم لمعرفة حسن عمل الغدة الدرقية. وفي حال وجود قصور في عمل الغدة، يمكن تناول أقراص الهرمونات بشكل يومي للتعويض عن ذلك النقص، علماً أن الفائدة تبدأ بالظهور خلال 15 إلى 30 يوماً.
وفي بعض الأحيان، لا تبرز الحاجة إلى تناول الأدوية بل يمكن تنشيط عمل الغدة الدرقية من خلال تغذيتها باليود عبر تناول ثمار البحر والملح الميوّد.

خلل في توازن جراثيم الأمعاء
في حال حصول خلل في توازن جراثيم الأمعاء (microbiote)، بسبب التوتر، أو التهابات في الجهاز الهضمي، أو عدم القدرة على تحمل بعض الأطعمة، أو تناول بعض مضادات الالتهاب والمضادات الحيوية، تفقد هذه الجراثيم جزءاً من خصائصها، وتفسح المجال أمام الالتهاب، لاسيما في النسيج الدهني في الجسم.
لإعادة التوازن إلى جراثيم الأمعاء، لا بد من استهلاك البروبيوتيك (probiotiques) طوال ثلاثة أشهر متتالية. فهذه الجراثيم الحية، الموجودة أساساً في اللبن والمكملات الغذائية واللفت المخلل، تحلّ مكان الجراثيم غير المرغوب فيها. هكذا، يعود التوازن إلى الأمعاء ويختفي الالتهاب من النسيج الدهني، ويعود شكل الجسم إلى سابق عهده.

خلل في توازن الهرمونات
في النصف الثاني من الدورة الشهرية، أي بعد الإباضة قرابة اليوم الرابع عشر، يحصل خلل في التوازن بين معدلات الاستروجين والبروجسترون إذ يرتفع معدل البروجسترون فجأة، علماً أن هذا الهرمون يحضّر الرحم لاستقبال البويضة. كما ترتفع حرارة الجسم، ويحصل احتباس للماء في الأنسجة، وتزداد الشهية.
وفي سن اليأس، تختلف العملية، إذ يقع الخلل في إنتاج الهرمونات الجنسية ثم يتوقف نهائياً. إلا أن هذه الهرمونات تسهم في توزيع الدهون بشكل صحيح في الجسم. لذا، عند حصول خلل فيها، تتضاءل الكتلة العضلية ويحرق الجسم بالتالي عدداً أقل من الوحدات الحرارية، لاسيما وأن العضلات هي أكبر مستهلك للطاقة. كما يحصل تبدل في توزيع الدهون في الجسم، إذ تتركز هذه الدهون في النصف العلوي من الجسم.
لمعالجة هذه المشكلة، لا بد من زيارة الطبيب النسائي الذي يصف علاجاً هرمونياً حسب احتياجات كل امرأة. وبالنسبة إلى الطعام، يستحسن الابتعاد عن الأطباق النباتية 100 في المئة والتركيز على البروتينات الحيوانية لأنها قادرة على الحدّ من التسرب المائي في الأنسجة. ولا ننسى طبعاً ضرورة تحسين الكتلة العضلية من خلال ممارسة 30 دقيقة من النشاط الجسدي يومياً.

مشاكل النوم المزمن
تؤدي المشاكل المزمنة في النوم (مثل الأرق، أو الاستيقاظ الليلي، أو النوم المتأخر...) إلى إيقاع الخلل في توازن الهرمونات المسؤولة عن إبلاغ الدماغ باحتياجاتنا الجسدية إلى الطاقة.
هكذا، يبقى الإحساس بالشبع ضعيفاً أثناء تناول وجبات الطعام، فيما يزداد الإحساس بالجوع ونتناول بالتالي كميات كبيرة من الطعام. يمكن القول نوعاً ما إن الدماغ يحثنا على تعويض قلة النوم بتناول الطعام.
لا بد إذاً من معالجة مشكلة النوم، عبر شرب الشايات المهدئة في المساء، وتفادي الضوء الأزرق (لاسيما المنبعث من الأجهزة الالكترونية والهواتف الذكية) لأنه يوقع الخلل في إفراز الميلاتونين. يستحسن اختيار الضوء البرتقالي الخفيف في غرفة النوم لأنه يحفز النوم. كما يمكن الخضوع لجلسات علاج ضوئي (luminothérapie) لمدة 30 دقيقة يومياً، على مدى 4 إلى 6 أسابيع.

مقاومة الأنسولين
مقاومة الأنسولين تعني انخفاض تأثير هرمون الأنسولين في الجسم، وقد يشير ذلك إلى احتمال التعرض لداء السكري. وفي هذه الحالة، تتراكم الكيلوغرامات في البطن.
ثمة حلّ بسيط لزيادة فاعلية تأثير الأنسولين و»صدّ» تلك المقاومة. فممارسة نشاط جسدي لمدة 30 دقيقة، ثلاث مرات أسبوعياً، كفيل بمعالجة المشكلة. جربي المشي السريع، أو الركض، أو السباحة، أو الركوب على الدراجة الهوائية. وبالنسبة إلى الطعام، ابتعدي في وجبة الفطور عن السكريات السريعة (مثل الخبز الأبيض والعصير والمربى) في الفطور، وركزي على البروتينات (مثل الجامبون، واللبن، والجبنة البيضاء) والسكريات البطيئة (مثل الخبز الأسمر). وفي وجبتيّ الغداء والعشاء، تناولي البروتينات (مثل اللحم الأحمر أو السمك أو الدجاج)، مع الخضر والقليل من البقول أو النشويات، إضافة إلى حصة واحدة من الفاكهة.

التوتر
يؤثر التوتر المزمن بشكل سلبي في الجسم، فنشعر دائماً بالجوع، ونلتهم كميات كبيرة من الطعام، ويحصل احتباس للماء في الجسم، ويتضاءل حرق الوحدات الحرارية بنسبة 25 في المئة تقريباً.
لا بد إذاً من ممارسة التمارين الرياضية التي تقضي على التوتر، أي التمارين التي تعزز القدرة على الاحتمال (مثل الركض، والسباحة، والركوب على الدراجة الهوائية، والمشي السريع....).
فهذه النشاطات الرياضية تحفز إفراز الأندورفينات وتقلل الجوع الناجم عن التوتر. وبالنسبة إلى الطعام، لا بد من التركيز على الأطعمة المعززة للسيروتونين، أي الناقل العصبي الذي ينظم العواطف. تناولي السلمون، والسردين، والاسقمري، والتونة، والرنكة، والبيض، والباذنجان، والحبوب الكاملة.