أحمد زاهر: زوجتي أنقذتني من الاكتئاب وأيّدتني في إبعاد ابنتينا عن التمثيل

أحمد زاهر,الاكتئاب,التمثيل,الغيرة,المعجبات,الأدوار الرومانسية,الزواج,موهبة التمثيل,فيروس,الصعوبات,السينما,المسلسل,المسلسلات,رمضان,دراما,أعمال لبنانية,مسلسل

نيرمين زكي (القاهرة) 16 أبريل 2016

يعترف بأن فترة مرضه التي استمرت ثلاث سنوات، كانت من أصعب مراحل حياته، وقد اكتشف خلالها حقيقة أصدقائه، وأن زوجته تحملت معه الكثير وأنقذته من الاكتئاب.
أحمد زاهر يتحدث عن تلك الفترة، وعن سبب قراره إبعاد ابنتيه عن التمثيل، وموقف زوجته من هذا القرار، والتي تُكلّمنا بدورها عن الخوف الذي انتابها وهي تقرر الزواج من فنان، ومتى تتحول الغيرة عندها إلى غضب.


- تشارك في بطولة مسلسل «مدرسة الحب»، فما الذي حمسك لهذا العمل؟
رغم أنني لا أظهر إلا في ثلاث حلقات، لأن العمل ينتمي إلى الدراما الثلاثية التي تعتمد على قصص منفصلة تقدم كل واحدة منها في ثلاث حلقات فقط، سأظل أشعر بأن مشاركتي في هذا المسلسل هي بمثابة نقطة تحول في مشواري، لأنني قدمت من خلاله دوراً مهماً ومختلفاً تماماً عن الأدوار التي لعبتها من قبل.

- أصبحت تشارك أخيراً في بطولة أعمال لبنانية، فما السبب؟
في البداية، أؤكد أن مسلسل «مدرسة الحب» ليس عملاً لبنانياً كما يعتقد البعض، وإنما هو مسلسل عربي يضم نجوماً من كل أنحاء الوطن العربي، وإنتاجه سوري.
أما مشاركتي في الدراما اللبنانية فلم أخطط لها على الإطلاق، لأنني أشارك في أي عمل يضيف إلي، بغض النظر عن جهة الإنتاج، سواء أكانت مصرية أم لبنانية أم سورية.

- ما سبب انسحابك من دراما رمضان هذا العام؟
تلقيت عروضاً كثيرة هذا العام، لكنها لم تجذبني ولم أتردد في الاعتذار عنها، فلا يمكن أن أشارك في عمل فني لمجرد إثبات وجودي، أو أقبل بدور يقلّ أهمية عما قدمته في أعمالي السابقة، ومنها «حكاية حياة» و«كلام على ورق»، لكنْ هناك مسلسل جديد أستعد له عقب شهر رمضان، ومن المقرر أن تشاركني بطولته درة، وسيكون بمثابة مفاجأة للمشاهدين.

- هل ترى أن المسلسلات التي تعرض عقب شهر رمضان تحظى بنسب مشاهدة أفضل؟
هذا صحيح، وحدث معي بالفعل، فمسلسل «علاقات خاصة»، والذي شاركت في بطولته، حقق نسب مشاهدة عالية خلال عرضه بعيداً من شهر رمضان، على عكس مسلسل «أرض النعام» الذي عرض في رمضان الماضي، وأعترف بأنه تعرض للظلم بسبب كثرة المسلسلات المعروضة في التوقيت نفسه.

- وهل صحيح أنك ندمت على المشاركة في هذا المسلسل؟
أبداً، بالعكس أنا فخور به، وقد حصلت على أكثر من تكريم ونلت جائزة عن دوري فيه، لكنني غير راضٍ عن نسب مشاهدته، كما أرى أن عرضه حصرياً على قناة واحدة كان سبباً في عدم وصوله إلى المشاهدين كما ينبغي.

- وما المعايير التي تختار على أساسها الأدوار التي تعرض عليك؟
أبحث دائماً عن الدور الصعب، والذي أشعر من خلاله بالتحدي والمغامرة.

- ما سبب ابتعادك عن السينما؟
ضعف العروض، فالأفلام التي تعرض عليَّ مستواها ضعيف، ولا يمكن أن أقبل المشاركة فيها.

- اتخذت أخيراً قراراً بإبعاد ابنتيك عن مجال التمثيل رغم نجاحهما في أكثر من فيلم ومسلسل، فما السبب؟
هذا القرار لمصلحة ابنتيَّ، لأنني أريد أن يفصل الجمهور بين طفولتهما ومرحلة نضوجهما، فإذا لم أبعدهما عن التمثيل، سيظل المشاهد ينظر إليهما كطفلتين، وهما الآن تخطتا هذه المرحلة، ولا بد من أن ينسى الجمهور شكلهما الطفولي، وزوجتي هدى كانت مؤيدة لقراري ومقتنعة به، ولم تعارضني على الإطلاق.

- ما سر الزواج الناجح في رأيك؟
التفاهم هو أساس كل زواج ناجح، فإذا عرف الرجل كيف يتفاهم مع زوجته مهما كانت المشاكل والصعوبات التي تواجهه، سينجحان في تحقيق الاستقرار والسعادة في حياتهما، ولن تؤثر أي مشكلة في علاقتهما.

- ما أكبر الصعوبات التي واجهتكما؟
خلال فترة مرضي تحملت زوجتي ما لا يقوى بشري على تحمله، فهي تقبّلت عصبيتي الزائدة، وأنقذتني من شعور الاكتئاب، ونجحت في جعلي أتخطى هذه الأزمة. فقد كان من السهل عليها ترك المنزل والعودة إلى منزل والدها، لكنها رفضت وأصرّت على أن تبقى بجانبي وتدعمني وتساندني في محنتي، رغم المشاكل المادية والصحية والنفسية التي كانت تواجهني، وطوال فترة مرضي عرفت جيداً مدى حبها وإخلاصها لي، وتأكدت من أنني متزوج من «أجدع» سيدة في العالم.

- كيف اكتشفت إصابتك بفيروس نادر في الغدة الدرقية؟
لم أكتشف مرضي إلا بعد مرور أكثر من عام على إصابتي به، وعلمت بذلك بالصدفة بعدما وجدت أن وزني يزداد بشكل غريب، رغم أنني كنت حريصاً على اتباع حمية غذائية صحية وممارسة الرياضة باستمرار، فخلال عام واحد ازداد وزني من 85 إلى 185 كلغ، ووقتها قررت إجراء بعض الفحوصات الطبية، التي اكتشفت من خلالها إصابتي بفيروس يصيب شخصاً من كل عشرة ملايين.
عشت هذه المحنة لأكثر من ثلاثة أعوام، ثم قضيت وقتاً طويلاً في إنقاص وزني، وحرمت نفسي من كل الأطعمة لمدة عام كامل، وكنت أمارس الرياضة لساعات متواصلة، حتى نجحت في إنقاص وزني.

- من هو الفنان الذي كان حريصاً على دعمك في محنتك؟
المخرج محمد سامي كان أكبر داعم لي في الفترة التي اتخذت فيها قرار إنقاص وزني، حيث أكد أن دوري في مسلسل «حكاية حياة» يتطلب مني الظهور بـ «لوك» جديد وجسد نحيل، وكان يرافقي خطوة بخطوة.

- ما الذي تغير في شخصيتك بعد أزمة مرضك والتي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات؟
أصبحت أكثر قرباً من الله سبحانه وتعالى، وعلمت أنه كلما زاد إيماني بالله شعرت براحة نفسية وتفاؤل بالمستقبل، كما جعلتني أزمة مرضي أدرك جيداً قيمة زوجتي، وأنها كنز أمتلكه، خصوصاً أنها ساعدتني في التمييز بين أصدقائي المخلصين، والذين كانوا يدّعون أنهم مقربون مني ويخافون عليَّ.

- هل تستشير زوجتك في اختياراتك الفنية؟
بالطبع، لأنها ليست زوجتي فقط، وإنما تتولى الآن إدارة أعمالي، وأثق برأيها كثيراً، وأستشيرها في كل عرض أتلقاه. لكن بصراحة أحب أن أقدم الأدوار التي تدخل قلبي، فمن الممكن أن تحاول زوجتي إقناعي بدور معين، لكن إذا لم يدخل قلبي أعتذر عنه، ودائماً ما تتفهم ذلك.

- هل يؤثر عملك في اهتمامك بعائلتك؟
هذا صحيح، ولا يمكنني أن أنكر ذلك، فمهنة التمثيل صعبة للغاية وتسرق حياتنا، لكنني أفضّل البقاء معهم طوال فترة إجازتي وعدم انشغالي بالتصوير.

- ما أكثر الصفات التي تحاول غرسها في ابنتيك؟
عدم الغرور والتعامل مع الجميع بتواضع. وكنت أخشى أن يؤثر دخول ليلى وملك مجال التمثيل في شخصيتيهما، وكنت خائفاً من أن تُصابا بمرض الغرور، لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل.

- إذا اكتشفت أن زوجتك هدى تمتلك موهبة التمثيل، فهل توافق على دخولها هذا المجال؟
بصراحة، لم أفكر في هذا الأمر من قبل، لأنني تزوجت هدى وهي لا تعمل، وأعلم أيضاً أنها لا تملك موهبة التمثيل، لكن كلامي هذا لا يعني أنني أعارض فكرة عملها في الأساس، وأكبر دليل على ذلك أنني أسندت اليها مهمة إدارة أعمالي.

- كيف تتعامل مع غيرة زوجتك؟
غيرة زوجتي ليست قاتلة بل طبيعية، وأي امرأة في الحياة مهما بلغت درجة ثقتها بنفسها تشعر بالغيرة على زوجها، لكن هدى تتفهم جيداً طبيعة عملي، وعندما ترى معجبة تريد التقاط صورة معي أو تصافحني بقوة، لا تغضب وتتعامل مع الموقف بطبيعية.

- ما العيب الذي تحاول التخلص منه؟
العصبية الزائدة، فعندما أفقد السيطرة على أعصابي أتحول إلى شخص غريب، وبصراحة أتمنى التخلص من هذا العيب بسرعة.


هدى: غيرتي عليه طبيعية إلا إذا... تركنا زاهر لنسأل زوجته:

- ما سر الزواج الناجح في رأيك؟
التفاهم أمر مهم في حياة أي زوجين، فإذا توافر كل شيء وغاب التفاهم، من المستحيل أن تتحقق السعادة، فمن الممكن أن يكون هناك استقرار مادي وتوافق ثقافي، لكن مع غياب التفاهم تصبح الحياة الزوجية صعبة، فلا بد من أن يمتلك كل من الزوجين القدرة على مناقشة الأمور وحل المشاكل ومواجهة الصعوبات.

- ما الذي يميز أحمد؟
أحمد رجل بكل معنى الكلمة، رجل في تصرفاته وقراراته، وهو زوج محترم وطيب وحنون وأب كريم ورجل لا يكذب ولا يخون.

- وما العيب الذي تتمنين أن يتخلص منه؟
التشاؤم والعصبية، لكن أحمد تحدوه رغبة في تغيير طباعه والتخلص من عيوبه.

- هل راودتك مخاوف من الزواج بفنان؟
بصراحة كنت مرعوبة من فكرة أن أتحول الى زوجة لا تخرج من المنزل. كنت أخشى أن يعيش أحمد حياته بعيداً عني، وأن يقضي أيامه بالسهر مع أصدقائه، لكن حدث العكس تماماً، بحيث أعيش معه حياة طبيعية جداً، نتسوق معاً ونسافر دائماً.

- هل تنزعجين من الأدوار الرومانسية التي يقدمها؟
لا، لأنني أتفهم جيداً طبيعة عمله وأشجعه على تقديم هذه الأدوار، لأنها تناسبه ويجسدها بشكل رائع، وأشعر بقدرته الهائلة على تقديم أي دور مهما بلغت درجة صعوبته.

- هل تشعرين بالغيرة عليه من المعجبات؟
إذا قلت إنني لا أغار أكون كاذبة، فأنا امرأة والغيرة صفة أساسية في أي زوجة، لكنني أغار على أحمد غيرة طبيعية جداً، ولا أشعر بالانزعاج إلا إذا صادفت موقفاً مستفزاً. ففي إحدى المرات، وجدت صديقة تتحدث معه بشكل غريب وبطريقة مستفزة لي، ولاحظ أحمد ذلك، وأحرجها بقوله لها إنه رجل متزوج... وهذه أجمل صفة في زوجي، فهو يخاف على مشاعري ولا يسمح بأي تصرف قد يزعجني.

- ما أقرب أعماله إلى قلبك؟
كل عمل قدمه له مكانة خاصة في حياتي، فأنا أحب دوريه في مسلسلي «حكاية حياة» و«كلام على ورق»، كما أبدع في مسلسلي «علاقات خاصة» و«مدرسة الحب».