صادق الصبّاح: لا عقد احتكار مع نادين نسيب نجيم... ومحمد سعد فاجأ هيفاء وهبي

صادق الصباح,المسرح,مسرح مصر,كراكتير,وش السعد,برنامج,بيبلوس,الكلام,العائلة,مسلسل,الدراما,المنتج العربي,النجمة

16 أبريل 2016

تضم مروحة إنتاجاته السنوية أعمالاً من مختلف الدول العربية، وأيضاً المشتركة في ما بينها. في هذا اللقاء مع صادق الصباح، يكشف المنتج العربي الكثير من كواليس أعماله الحالية كـ «وش السعد» و«مسرح مصر»، ومفاجآت الشركة المقبلة، ومن أبرزها جديد النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم، إضافةٍ إلى آرائه الصريحة في أعماله السابقة التي وصلت بجرأة إلى حد النقد الذاتي في نقاط عدّة.


- لماذا الإصرار على الدراما المشتركة برأيك؟
عملنا هو تقديم دراما لبنانية وتدعيمها بعناصر من جنسيات أخرى. لا أهتم باختلاف الجنسيات حين أقدم عملاً يحمل حظوظ النجاح. وللعام الثالث، نُصرّ على تقديم أعمال كهذه للمحافظة على مستوى محدد، يستقطب السوق، وبخاصة السوق الخليجي. أرى أن الوطن العربي مقسم الى 4 مناطق: منطقة اسمها بلاد الشام ولا أفرّق في ما بينها، مصر وما يحيط بها، المغرب العربي، والخليج، فنحن لسنا شركة لبنانية بحتة وإنما عربية.
ورغم أنني متحيّز إلى لبنانيتي، أعترف بأن الاستعانة بالنجوم والمخرجين والمؤلفين السوريين خدمت كثيراً الدراما اللبنانية. أنا مستعد للاستعانة بمن يفيد، حتى لو كان في الهند، لإنجاح الدراما اللبنانية.

- لكن، ألا يفرض الواقع اللبناني علينا أن نعطيه حقه، إذ تعجز الأعمال المشتركة عن ذلك عملياً؟
المجتمع اللبناني منقسم عمودياً، فكرياً وأيديولوجياً ومناطقياً. عند التوغل فيه ستسقط في مستنقع قد تغرق في وحوله. نحن نتابع ما يحصل في الأسواق، ونشاهد أعمالاً لبنانية خفيفة لا تجسّد واقع المجتمع. نحن ننجرف وراء أذواق الناس، وهذا ليس أمراً جيداً، ولكن لا خيار آخر أمامنا.
كما لا أجد نفسي قادراً في السنوات المقبلة على تقديم أعمال تلفزيونية تعكس بيئة لبنان الحقيقية، ولكنني سأحاول بالطبع. وفي النهاية لا نستطيع أن نفرض ما نريده، إذ يجب أن نخاطب لغة السوق وهواته وأهواء المحطات التلفزيونية.

- حقق مسلسل «سمرا» نجاحاً جماهيرياً، ما رأيك بهذه التجربة؟
تجربة «سمرا» فريدة من نوعها. وقد تبنينا حلم نادين نجيم بتقديم عمل كهذا، واجتمع مع «فورمات» قدمتها بنفسي وهو «كساندرا»، فدمجنا الأمرين بمساعدة المخرجة رشا شربتجي التي تستحق التقدير لأنها عملت بإخلاص على النص، والكاتبة كلوديا مارشيليان، والتي يمكن إطلاق لقب «مصنع الأعمال» عليها.

- ولكن العمل وقع في مطبّات عدة، كان أبرزها في مفردات بعض الحوارات!
عندما اجتمعت مع الكاتبة والمخرجة في بداية المشروع، تحدثنا عن مشكلة المفردات، ومخارج الحروف وطريقة كلام الغجر، فقرّرنا أن نقدم اللهجة البيضاء لأنني لا أريد تحويله إلى عمل بدوي.
رأيت أنه يمكننا تحمّل هذه الانتقادات في حال قدمنا دراما جميلة ومترابطة بخطوطها وتسلسل أحداثها، وكان من المهم جداً إلقاء الضوء على هذه الشريحة من الناس والتطرق الى معاناة السوريين.

- وماذا عن منزل العائلة اللاجئة في العمل والذي يُعد فخماً قياساً بوضعها!
أنا موافق على انتقاد أحوال بيت العائلة السورية النازحة في العمل، فهي تسكن في شقة متواضعة جداً، ولكن ربما الأكسسوار الذي زيّنها جعلها تبدو أكثر ترفاً، أي أن الضعف كان في الديكور ومن عمل عليه. وفي الواقع هناك عائلات سورية تعيش في منازل مُستأجرة بألف دولار وتكون شققاً معقولة.
وفي الدراما ثمة زمن وخريطة توزيع محددان، وإذا أردت أن تعطي عملاً حقه الكامل وتوفر له كل عناصر النجاح، فستحتاج الى وقت طويل من التحضيرات، ونحن نتقيد بالشروط التوزيعية، ونعمل للحصول على أفضل نتيجة فنيّة ممكنة ضمن الشرط الانتاجي المتاح.

- يُقال إن هناك عقد احتكار مع نادين، ما صحة هذا الكلام؟
لا يوجد عقد احتكار مع نادين نجيم. أعرف جيداً أنها تتلقى عروضاً كثيرة، لكنها إنسانة أصيلة ووفية. علاقتي مع نادين متينة على المستويين العائلي والمهني، وهي مجتهدة جداً على كل الصعد، وما يهم أن تشعر من خلال عملها معنا بأنها في بيتها وضمن عائلتها، وأن هذه العائلة تؤمّن لها الحضور والإمكانات المادية، فلا شيء يدفعها عندئذ للمخاطرة بالعمل مع غيرنا.
في العلاقة بين المنتج والنجم، يجب أن يضحّي الاثنان في سبيل النجاح. ولي تجارب في العقود الاحتكارية وكانت سيئة جداً، ما جعلني أمتنع عنها، فالمهم هو الإخلاص والاحترام المتبادل.

- هل سيدفعك «سمرا» إلى خوض تجربة مماثلة؟
قرّرنا بالفعل أن نخوض تجربة أخرى طويلة مستوحاة من مسلسل «كابري» الذي أنتجه تلفزيون «راي» الإيطالي على مدى ثلاثة أجزاء.
وجدنا أن شخصيات هذا المسلسل قريبة منا بسبب تشابه طرق العيش في الدول المتوسطية، وتتضمن قصته أحداثاً منطقية لتجسد في لبنان، لذا ستصبح «كابري» جبيل وسنسمّي المسلسل «بيبلوس».
اشترينا الاجزاء الثلاثة وسنسعى الى تقديم مضمون متماسك يبعد شبح الملل، بصرف النظر عن عدد الحلقات. وطبعاً نادين نجيم ستشارك مع نخبة من الممثلين المصريين واللبنانيين في هذا العمل الذي تحضره حالياً كلوديا مارشليان.

- هل سيكون تيم حسن خارج «بيبلوس»؟
أعتز كثيراً بعلاقتي مع تيم حسن، وهو من الفنانين القليلي الظهور، عملنا لسنتين في «تشيللو» و «نص يوم» ونحضر للسنة الثالثة. لا يحب تيم الظهور كثيراً ولا يحبذ العمل لفترات طويلة، تحدثنا عن مشروع طويل، لكنني لم أجد لديه قبولاً، لأنه مرّ بتجربة صعبة في مسلسل «الإخوة» وكانت طويلة جداً، أبعدته عن حياته الخاصة، لذا يفضل أن يشارك في رمضان في 30 حلقة فقط.

- من اختار اسم «تيمور» في «تشيللو»، وهل التشابه مع اسم تيم مقصود؟
حدد الكاتب نجيب نصير ثلاثة اسماء لشخصية تيم حسن في «تشيللو». وأحببت «تيمور» لثقله ولأنه يحاكي الشخصية. واللعبة الانتاجية الناجحة توجب علينا رسم الشخصية بكل تفاصيلها، حتى بشكلها وأكسسواراتها.
تيم حسن نجم كبير وممثل بارع وشهادتي به مجروحة، وفي «نص يوم» سترونه بشكل مختلف كلياً لأنه يمتلك عمقاً ويذوب في الشخصية.

- أثارت الحلقة الأولى من برنامج «وش السعد» بعض الانتقادات، أخبرنا عن بعض التفاصيل لكونك منتج العمل...
حمْل محمد سعد لهيفاء وهبي، لم يكن ضمن أي اتفاق مسبق، فبعدما وجد محمد أن الحوار قد طال كثيراً، وبحكم امتلاكه خبرة طويلة، لجأ الى هذه الطريقة لينهي بها الحلقة. على مستوى الانتقادات، أراني أحترم جزءاً كبيراً منها، لكنْ ثمة جزء لا يمثل أهمية بالنسبة إلي، لأنه صادر من أعداء النجاح. ورغم الاعتراضات، أعطت حلقة هيفاء دفعاً قوياً للبرنامج من دون أن نخطط لذلك.

- هل صحيح أنك طلبت من محمد سعد تغيير كراكتير «بوحة»، وصرّحت بأن البرنامج قد يتوقف؟
البرنامج مستمر، ولا يعاني أي مشاكل، ولكن الشائعات يطلقها في الغالب أعداء النجاح. يهدف البرنامج الى تقديم جرعة كوميدية بعيداً من التجريح أو الإدانة، إذ نريد أن نحاكي المجتمع المصري بالضحكة. في السنوات الأخيرة، كانت الكوميديا هي الأكثر مشاهدة في مصر، ربما لأنهم بحاجة إلى ذلك، أو لأنهم شعب ظريف وصاحب نكتة، فارتأيت أن أقدم مسرحاً أسبوعياً آخر يواكب نجاح «مسرح مصر»، وأحضرنا مجموعة مؤلفين وعملنا على «فورمات» اخترعناها بأنفسنا، وتقوم على أن تستقبل كل حلقة ضيفاً مختلفاً لنشر أجواء من الضحك والتشويق بغية الترفيه عن الناس. كما لم أطلب من محمد سعد التخلي عن كاراكتير «بوحة».

- حدّثنا عن تجربة «مسرح مصر» التي علمنا أنها ستتطور...
«مسرح مصر» تجربة ناجحة جداً، وتكمن أهميته بأنه يعتمد على الشباب، وقد وُفقنا في الموسم الأول ووقّعنا على الموسم الثاني الذي سيبدأ في عيد الفطر المقبل، كما انطلقنا أيضاً بـ «مسرح مصر» للأطفال وأنهينا الحلقة الاولى منه، وسنؤسس أكاديمية تضم ممثلين شباناً وصبايا وسنقدمهم للناس، ومن ينجح بينهم يدخل الى «مسرح مصر» في مشروع جاهز ومباشر من دون وعود زائفة.

- كمنتج، ألا تجد مخاطرة مادية اليوم في التوجه إلى المسرح؟
للمسرح المدعوم من التلفزيون جدوى اقتصادية، أما المسرح التقليدي فظروفه أصبحت صعبة جداً، لذا فإن ربطه بالتلفزيون وفق معادلة خاصة سيجعله أكثر قابلية للربح. نقدم تسعة عروض مسرحية قبل أن نذهب إلى التلفزيون، ولذلك فإننا نستفيد من المسألة، ولا نريد من المسرح إلا تغطية نفقة المسرح بحد ذاته، ونغطي في المقابل جميع النفقات الأخرى من التلفزيون.