أنت أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب! ...وهكذا تحمين نفسك منه

اصابة,الاكتئاب,الانتحار,الأفكار الانتحارية,نقص الطاقة,كثرة النوم,الوقاية,العلاج النفسي,أمراض معينة,العوامل الكيماوية,العوامل الوراثية,العوامل البيئية

كارين اليان ضاهر 23 أبريل 2016

كلّنا نواجه في حياتنا اليومية ظروفاً صعبة تقودنا إلى حالة من الحزن والقلق، إلا أن هذه الحالة قد تتطور أكثر لدى البعض لتصل إلى حد الاكتئاب. هي ظروف قد تمر مع البعض مرور الكرام فيما تتطور مع آخرين هم عرضة للاكتئاب لأسباب مختلفة فيدخلون في هذا النفق المظلم الذي يصعب الخروج منه في كثير من الأحيان. لا نصاب بالاكتئاب صدفة، وليست كل حالة حزن نمر بها اكتئاباً كما يعتقد البعض.
فالاكتئاب مرض قاسٍ له تداعياته وأعراضه وأسبابه وعلاجاته. هذا ما تحدثت عنه المعالجة النفسية شارلوت خليل، مشيرةً إلى ظروف عدة تقود أشخاصاً معينين إلى الاكتئاب الذي ترتفع نسبته بشكل خاص بين المراهقين وتعتبر المرأة عرضة أكثر من الرجل للإصابة به.

يحكى اليوم أنه قد تكون للاكتئاب أسباب عضوية، ما مدى صحة ذلك؟
لا يمكن القول إن للاكتئاب سبباً واحداً، فهو ينجم عن عوامل عدة مختلفة كالعوامل البيولوجية الكيماوية، أو حوادث مؤثرة وأفكار ومعتقدات معينة وصدمات عاطفية وعوامل جينية، فضلاً عن الظروف المحيطة والتركيبة النفسية للشخص نفسه. هذه العوامل مجتمعة، سواء كلّها أو بعض منها، تؤدي إلى إصابة شخص بالاكتئاب.

  • العوامل الكيماوية: ويقصد بها المواد الكيماوية في الدماغ والتي قد تكون لها علاقة بالمزاج وتلعب دوراً في الإصابة بالاكتئاب. كما تكون بعض أنواع الخلل في التوازن الهورموني في الجسم سبباً في ظهور حالة الاكتئاب.
  • العوامل الوراثية: تشير بعض الأبحاث والدراسات إلى أن حالات الاكتئاب هي الأكثر انتشاراً بين الاشخاص الذين لهم أقارب مصابون بالحالة نفسها.
  • العوامل البيئية: بدرجات معينة تعتبر البيئة سبباً للاكتئاب. فقد يواجه الشخص ظروفاً معينة وحوادث مؤلمة صادمة كوفاة شخص مقرب أو فشل عاطفي أو خسارة وظيفة.
  • اضطرابات مرضية: في حال الإصابة بمرض عضال، تحصل اضطرابات في الغدد. كذلك في حال الإصابة بآلام مزمنة وأمراض.
  • تناول أدوية معينة: قد يكون الاكتئاب نتيجة الآثار الجانبية لبعض الأدوية.

 

 كيف يمكن أن تشخص حالة الاكتئاب، خصوصاً أنه غالباً ما تتم الإشارة إلى الاكتئاب ما إن يواجه شخص ما حالة من الحزن؟
لا بد من التوضيح بأن حالة الاكتئاب ليست من الحالات التي يمكن أن نشخصها بأنفسنا، بل تتطلب مراجعة الطبيب وتشخيصه. مع الإشارة إلى أن الاكتئاب ليس دليلاً على ضعف الشخصية أو ضعف الإرادة كما يعتقد البعض ولا يمكن التغلب عليه بفعل إرادي وقد يصيب أي شخص كان.

هل صحيح أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب؟
كما بالنسبة إلى الكثير من الامراض، تختلف حالة الاكتئاب بين الرجل والمرأة من النواحي كافة. لكن من الواضح أن المرأة تعتبر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة مضاعفة. ففيما تصاب امرأة من 5 نساء بالاكتئاب، يصاب رجل من 10 رجال في مرحلة من مراحل حياتهم.

ما سبب هذا الاختلاف بين الرجل والمرأة في زيادة احتمال إصابتها بالمرض؟
تكمن الأسباب الأساسية للاختلاف في العوامل الهورمونية كانقطاع الدورة الشهرية والولادة. من جهة أخرى، يؤثر اختلاف مجالات الاهتمامات بين الرجل والمرأة بحيث يبدو الرجل عملياً أكثر ويلجأ إلى آليات دفاعية نفسية مختلفة عن المرأة التي تتأثر أكثر بالانفعالات والعلاقات.

هل يمكن أن ينتج الاكتئاب أحياناً من الإصابة بأمراض معينة؟
ثمة أمراض عدة يشكل الاكتئاب أحد أعراضها كالاضطراب الثنائي القطب واضطراب المزاج الدوري واكتئاب ما بعد الولادة الذي يظهر لدى النساء في كثير من الحالات بعد الولادة. أيضاً الاكتئاب الفصامي العاطفي واكتئاب الشتاء المرتبط بالفصول وعدم التعرض لأشعة الشمس.

هل تتم معالجة الاكتئاب بالأدوية دائماً أم يمكن أن يكون العلاج النفسي وحده كافياً؟
تعالج معظم حالات الاكتئاب بمضادات الاكتئاب إلى جانب العلاج النفسي والتثقيف ودعم المريض وعائلته.

متى يعتمد العلاج النفسي ومتى يكون العلاج بالأدوية؟
يلعب العلاج النفسي دوراً مهماً في معالجة الأسباب التي أدت إلى الإصابة بالاكتئاب من طريق مساعدة المريض على تخطي الأسباب وكل العوامل التي أدت إلى الإصابة.

يقال إن من يصاب بالاكتئاب يصبح أكثر عرضة للإصابة حتى بعد المعالجة، كيف يمكن العمل على تجنب الوقوع مجدداً في حالة الاكتئاب؟
لتجنب الإصابة مجدداً بالاكتئاب، على المريض أن يتابع العلاج بشكل منتظم ويتقيد بإرشادات الطبيب المعالج. وحتى بعد توقف الأعراض، يجب عدم وقف تناول الدواء من دون استشارة الطبيب.

يحكى أن الأدوية المضادة للاكتئاب تؤدي مع الوقت إلى الاعتياد عليها بحيث يصعب التخلي عنها، ما مدى صحة ذلك؟
ليس صحيحاً أن الأدوية المضادة للاكتئاب تؤدي إلى الإدمان عليها، لكن تماماً كغيرها من الأدوية والعلاجات يجب التقيد بإرشادات الطبيب عند تناولها للحد من الآثار السلبية. من هنا ضرورة المتابعة مع الطبيب. فمن خلال التشخيص المناسب والعلاج الصحيح يمكن الحد من أعراض الاكتئاب والشفاء منه.

- إلى أي حد يمكن أن تصل مضاعفات الاكتئاب؟
يعتبر الاكتئاب مرضاً قاسياً يلقي بعبء ثقيل على المرضى وعائلاتهم. وحالة الاكتئاب التي لا تتم معالجتها قد تتفاقم إلى حد العجز والانتحار ربما. كما قد يسبب الاكتئاب مشاكل عاطفية وسلوكية وصحية واقتصادية تؤثر سلباً في الحياة من النواحي كافة.

هل من طرق معينة للوقاية من الاكتئاب؟
لا يمكن التحدث عن طرق معينة للوقاية من الاكتئاب. لكن ثمة تدابير معينة يمكن اتخاذها للحد من التوتر ورفع مستويات الثقة بالنفس والتقدير الذاتي بما ان ذلك يساعد على الحد من الاكتئاب. لذلك يعتبر العلاج النفسي أساسياً لتحسين نظرة المريض إلى نفسه وإلى تعزيز ثقته بنفسه، إلى جانب أهمية الانفتاح على الآخرين والاهتمام بذاته. هذه العوامل، إلى جانب الدعم من الأصدقاء والأهل، خصوصاً في فترة الأزمة التي يمر بها الشخص والتي قد تقوده إلى الاكتئاب، تساعده في التغلّب عليه. كما أن العلاج المبكر من بداية ظهور الأعراض الأولى قد يساعد على منع تفاقم الحالة.


تعرّفي إلى أعراض الاكتئاب....

  • صعوبة في التركيز وفي تذكر التفاصيل واتخاذ القرارات
  • التعب ونقص الطاقة
  • الإحساس بالذنب وعدم الجدوى
  • فقدان الأمل والتشاؤم
  • الأرق والنهوض في ساعة مبكرة أو كثرة النوم
  • الاضطراب والتوتر الزائد وعدم القدرة على الاسترخاء.
  • فقدان القدرة على الاستمتاع بأنشطة وهوايات لطالما كانت ممتعة بما فيها العلاقة الزوجية
  • الإفراط في الأكل أو فقدان الشهية
  • الآلام المستمرة كآلام الرأس والتشنجات العضلية أو اضطرابات في الجهاز الهضمي لا تتحسن رغم العلاجات
  • سيطرة مشاعر دائمة بالحزن والفراغ والقلق
  • سيطرة أفكار انتحارية ومحاولة الانتحار.

 

هذا ما ينذر بالخطر!
يترافق مع حالة الاكتئاب خطر الإقدام على الانتحار. لذلك يجب أن تؤخذ دائماً الأفكار الانتحارية التي يعبر عنها شخص ما على محمل الجد لحمايته. ثمة علامات تنذر بالخطر ولا يمكن إهمالها:

  • الانتقال المفاجئ من الحزن إلى حالة الهدوء.
  • التفكير الدائم والتحدث المستمر عن الموت.
  • ازدياد حالة الاكتئاب سوءاً بعد تشخيصها عيادياً استناداً إلى أعراض كالحزن والاضطرابات في الأكل والنوم وفقدان الاهتمام.
  • تمني الموت والمخاطرة بالحياة بهدف تحقيق ذلك.
  • فقدان الاهتمام بأمور لطالما كان الشخص يجد متعة في القيام بها.
  • التعبير عن الشعور بفقدان الأمل والإحساس بعدم المنفعة.
  • ترتيب مختلف الأمور واتخاذ تدابير معينة في الحياة وكأنها النهاية.
  • التمني لو أنه لم يولد.