الأعراس

حول العالم... مدن تحتفل بزفافك وشهر عسلك بنكهاتها الخاصة

العالم,مدن,تحتفل,الخاصة,شهر عسل,فرنسا,قصر فو لو فيكونت,مدينة,إيطاليا,الرومانسية,المغرب,سحر الشرق

29 أبريل 2016

كثيرات يخططن لحفل زفاف أسطوري كما الأميرات في حكايات الأطفال. وراهنًا يميل العروسان إلى الاحتفال بزفافهما في مدينة خارج بلدهما الأصلي، مما يشكّل لهما ذكرى السطر الأول لحكاية حياتهما معًا في مكان يشهد على عهدهما بأن يكونا رفيقَي الدرب حتى آخر العمر.
وفي العالم بلدان كثيرة مدنها تجعل من ألبوم حفل الزفاف، وشهر العسل شريطًا من الأحاسيس الجميلة تحرّكه الذكريات كلّما حنّ الزوجان إلى الأيام الأولى لدخولهما القفص الذهبي. في أجواء باروكية، شرقية أو مفعمة بالأناقة الإيطالية، اخترنا لك هذه المدن لتحتفلي بيوم زفافك، وشهر عسلك في آن.


فرنسا قصر فو لو فيكونت

تريدين زفّة على خطى الأزواج المشاهير مثل توني باركر وإيفا لونغوريا، وفي أجواء عصر النهضة الباروكية، وجهتك إذًا قصر «فو لو فيكونت» في مدينة مانسي جنوب العاصمة الفرنسية باريس. ففي هذا القصر تحتفلين بزفافك في جو شاعري غارق في التاريخ، إما في أحد أجنحته المغلقة حيث قاعات الاستقبال فُرشت بالأثاث العتيق، أو في إحدى حدائقه حيث تضاء ألفا شمعة حول النوافير، ما يجعل حفل الزفاف أقرب إلى قصص «ألف ليلة وليلة».
Tip: إذا كنت ترغبين في خوض تجربة زفاف أسطوري إلى أقصى الحدود في قصر «فو لو فيكونت»، فإن إجراءاته تكون على هذا النحو: تستقلّين هليكوبتر تحط بك في أحد مدرّجات القصر ثم تركبين عربة خيل، ثم يبدأ حفل أوبرا، وتليه ألعاب نارية.
تقع مانسي هذه القرية الصغيرة الخلابة في شمال وسط فرنسا، على بعد حوالى 60  كيلومترًا من باريس.
وتمضية شهر عسل فيها يدخلك في عوالم القرون الوسطى بأبهى صور القرن الحالي، فالبيوت الصغيرة التي يغلفها اللبلاب، والجدران الحجرية والأرصفة الصغيرة التي تلازمها قنوات مياه مفتوحة، وبيوت الغسيل التي تعود إلى القرون الوسطى، وجسر تروا مولان Trois Moulins الذي خلّده الرسام الفرنسي بول سيزان في لوحته جسر مانسي Pont de Maincy ، كل تفاصيل لوحة الحياة جمعت في هذه القرية بريفها الخلاب وهدوئها الجميل بعيدًا من صخب باريس وأضوائها. فلا تترددي في تمضية يومين فيها بعد انتهاء حفل الزفاف.
 

إيطاليا ملتقى الرومانسية والأناقة

درجت في الآونة الأخيرة أن يحتفل الكثير من العرسان بزفافهم في إيطاليا. ولديهم كل الحق في هذا الاختيار، إذ ماذا يمكن أن يكون أفضل من إيطاليا لتنظيم حفل الزفاف وتمضية شهر عسل في مدينة أو بلدة تغمرها الرومانسية الممزوجة بالأناقة الإيطالية وترفها! أمالفي إحدى المناطق التي أصبحت الاختيار الأول لدى  الكثيرين للاحتفال بزفافهم، وحياتهم الجديدة.
عند أقصى جنوب إيطاليا، وتحديدًا بين خليجي سورينتينو ونابولي، يمتد ساحل أمالفي إحدى أروع المناطق الإيطالية المستريحة على بحر الأبيض المتوسط، حيث المنحدرات تتخللها الشواطئ الصغيرة وقرى الصيادين التي تبدو أنها رسمت بألوان الباستيل. أما على الطريق الساحلي بين ميناء ساليرنو وأقصى أجرف سورينتينو فتنتشر فيلات كبيرة، ومدرّجات كروم العنب وبساتين الليمون. تخيّلي حفل زفافك في هذا المحيط الرائع حيث الخلفية مزيج من ألوان الطبيعة تحركها النسائم المتوسطية.
لن تحتاري كثيرًا في تصميم الحفل، لأن المنحدرات والإطلالة على البحر ستكونان أجمل زينة، بغض النظر عن الفندق الذي تختارينه.
أما شهر العسل فمن الرائع أن يكون بين أمالفي ونابولي المجاورة، التي لا تقتصر شهرتها على الأوبرا، بل هي متحف في الهواء الطلق حيث الآثار التاريخية وعجائب الطبيعة المذهلة تجعلها تفيض جمالاً يرمي بشباكه على البحر الأبيض المتوسط.
ونابولي هي أكبر مدينة في جنوب إيطاليا، وقد تفاجئ العرسان الذين يمضون شهر عسلهم فيها، فيدهشون بأحيائها غير المصقولة والتي بقيت أصيلة على سيرتها الأولى، والمباني الفنية والمسارح العالمية والآثار القديمة.
ابدئي جولتك وشريك حياتك في هيركولانيوم إركولانو التي تبعد ست دقائق من وسط نابولي التجاري، فهذه المنطقة لا تزال تحافظ على الكثير من معالمها التاريخية، رغم وصول حمم بركان جبل فوسيوفوز إليها. تتميز بمبانيها الملونة الصغيرة وشوارعها المرصوفة الضيّقة، ما يجعل التجوال فيها متعة لا تنسى. لكل تفصيل في هذه المنطقة سوف يدعوك لتصويره من دون تحفّظ.
وعلى بعد 25 دقيقة من منطقة وسط نابولي، جولي وشريك حياتك في بومبي المدينة الرومانية التي دفنت جزئياً حوالى1500  سنة حتى بدأ اكتشافها عام 1599.
وبعد مزيد من أعمال التنقيب، تم اكتشاف الكثير من أنماط الحياة قبل ثوران بركان جبل فوسيوفوز عام79  قبل الميلاد. وقد دخلت ضمن لائحة التراث العالمي، لتكون واحدة من مناطق الجذب السياحي الأكثر شعبية في ايطاليا. 



المغرب عرس بسحر الشرق

بدأت مراكش تتحوّل إلى وجهة أساسية لحفلات الزفاف. ولمَ لا؟ فهي مدينة أراد مؤسسها يوسف بن تاشفين ثاني ملوك دولة المرابطين أن تكون عربون محبة لزوجته زينب النفزاوية التي قال عنها ابن خلدون إنها كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والكياسة.
فلا عجب في أن تفيض المدينة جمالاً فطريًا تصقله الطبيعة بعفوية تجعل من يزورها يدخل في متاهة مغربية مضمّخة بالعطور والألوان. وحكاية تأسيسها فيها من الرومانسية ما يجعل حفل زفافك وشهر العسل ذكرى فريدة في مدينة شُيّدت كرمى لعيني زوجة. ولعل هذه الحكاية هي التي تجعل الكثيرين راهنًا ينظمون حفل زفافهم في هذه المدينة المغربية المتدثرة بكل سحر الشرق القديم.
ومراكش مدينة لم تضع التاريخ في كواليسها، بل جعلته منقوشًا في شوارعها وأسواقها وساحاتها وأزقتها، لتدخل العروسين في عالم يفور بسحر الماضي المكتوب في متن الحاضر وليس في حواشيه. ففي ساحة جمعة الفنا تنطلق متاهة من الأسواق عبر شوارع ضيّقة تنفلش وسط عالم ساحر يبدو متشبثًا بماضي الحواضر العربية بكل تفاصيلها، بسطات فُرشت عليها خزفيات من السيراميك ينبعث منها بريق يخدع النظر، وتلامس الرأس عباءات تتدلى من الدكك الصغيرة تتراقص بخفة في الهواء على وقع رنين مطرقة نحّاس تنقش حروفاً ورموزاً على آنية تلمع وكأنها أحجية يصعب حلّها، ويؤخذ الأنف برائحة البهارات والأعشاب التي تفوح من سوق العطارة.
في هذه المدينة المغمورة بالشمس حيث تغازل البيوت العتيقة المقاهي الفريدة وشجر النخيل، يستمتع السياح في المنطقة العتيقة فيها، بمشهد الجوامع الرائعة في هندستها المعمارية وقصورها المميزة التي تمنحهم متعة لا تنسى، فشوراعها تزدحم بمصففي الشعر والحمامات المغربية التي لا يمكن تفويتها وباعة السجاد والحلي والأنتيكات والمطيبات.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة