كارول سماحة: كرهتُ الحب حتى التقيتُ بزوجي ...

كارول سماحة,كرهت الحب,حتى التقيت بزوجي,امرأة لا تندم على الماضي,واقعية بأحلامها,وجدت الحب الحقيقي,أمومتها,تالا غيرت حياتي

مايا بنّوت 27 أبريل 2016

إنها امرأة لا تندم على الماضي ولم تعدْ تخشى المستقبل. حين أحاور كارول سماحة لا أشعر بأنني أطرح أسئلة على فنانة فقط بل أتحدث مع امرأة حقيقية، واقعية بأحلامها... متوازنة بتوقيت تحقيقها. تبدو عودة النجمة اللبنانية إلى الماضي في ألبومها الجديد هادئة وكأنها انتقام لطيف بعد أن وجدت الحب الحقيقي. تقول بأن أغنيات «ذكرياتي» هي جزء من حياتها، ما دفعها لكتابة بعض كلماته. لقد عاشت صاحبة «وحشاني بلادي» أحداثاً فنية وشخصية متسارعة في العامين المنصرمين، وها هي تكشف لنا المزيد عن أمومتها وألمها العاطفي وعودتها إلى الدراما ... 


- حركة يديْك طغت مجدداً على صورة غلاف ألبومك بعد «إحساس»...
صوّرت هذه الجلسة مع شربل بو منصور، وأنا أتعاون معه في كل أغلفة ألبوماتي. أحب أن تترجم الصورة إحساسي. طغى الحزن على ألبوم «إحساس»، فكان مزاج الغلاف باللون الأسود، بينما كان ألبومي الأخير بمثابة حديقة لتنوع أنماطه الموسيقية. يهمني أن أوصل رسالة فنية عبر صورتي، ولا أكترث بأن أظهر امرأة جميلة وأنيقة فقط. في ألبوم «ذكرياتي»، رغبت أن تتضمن الصورة شيئاً من الروحانية من خلال نظرتي ونقاء التفاصيل. اخترنا الألوان الزهرية الأنثوية وسط الحقول، لأنني صورت هذه الجلسة وأنا حامل في شهري الثالث، وكنت أعلم أنني سأنجب طفلة. ولو أنني كنت حاملاً بمولود ذكر لكان اللون الأزرق قد طغى على صورة الألبوم. أشكر الله ممتنة من خلال نظرتي إلى العلا... أشكره على كل شيء في حياتي التي أختصر جزءاً منها في هذا الألبوم وسمّيتها «ذكرياتي». وبالنسبة إلى حركة اليدين، لا أتعمد ذلك، بل أتصرف بتلقائية أمام الكاميرا، كما أعبّر كثيراً عن أحاسيسي بلغة الجسد، خصوصاً أنني ابنة المسرح.

- هل تأثرتِ بداليدا على المسرح؟
قد أكون متأثرة بها في لا وعيي. تبرز يداي في الصور التي أحتفظ بها من حفلات المدرسة. هذه أنا، وهذا هو أسلوبي في التعبير عن أحاسيسي ببساطة.

- إلى أي مدى كان التحدي أمامك كبيراً لتقديم ألبوم بأهمية «إحساس» أو أفضل؟
أشعر بصعوبة بالغة مع كل ألبوم، فتوقّع الجمهور لن يكون أقل مما قدمت سابقاً، مما يجعلني في قلق دائم خلال تحضير أعمالي الفنية. لا يشغلني أن أقدم أغنية جميلة فقط، إذ يقدم الكثير من الفنانين الأغاني الجميلة. الأهم هو تقديم الجديد. وفي عالم الموسيقى، قلائل هم الذين يقدّمون الجديد. وهنا تكمن الصعوبة، الحديث عن الحب، عن الوطن والابنة والمرأة الواثقة في نفسها والتي تغيّر مبادئها... والصداقة في ألبوم واحد. لقد أديت أغنية عن الصداقة في «ذكرياتي».

- لنبدأ مع عنوان الألبوم السادس في مسيرتك «ذكرياتي» (كلمات وألحان مروان خوري)، العنوان متصالح جداً مع النفس...
رغبت ومروان خوري أن نقدّم تجربة مختلفة عما نجحنا فيه. كان سهلاً للغاية أن أؤدي أغنية رومانسية ناعمة كما فعلنا سابقاً. ومروان يحب التجدّد. لقد أديت أغنية حب تانغو معه في «حدودي السما». أبديت له رغبتي الغناء مع الأوركسترا السيمفونية وبوجود الموزع الكبير ميشال فاضل. لطالما تمنيت أداء أغنية «ذكرياتي» عن امرأة تتذكر ماضيها بسلام، الماضي الجميل والمر، وغرام في حياتها والأصدقاء. هذه الأغنية الكلاسيكية هي جزء من حياتي. لقد صنع مروان هذه الأغنية خلال 24 ساعة، بينما قد يستغرق معه الأمر عاماً كاملاً إن لم ترقه الفكرة. ولهذا قد يصدر لي ألبومات لم أتعاون فيها معه. لقد سجّلنا «ذكرياتي» في موسكو، وأشعر بأنها أعطت فخامة للألبوم.

- «لو بدي قول نسيت شو بكون كذابة»، تردُ هذه العبارة في الأغنية... بمَ تذكرك شخصياً؟
أتذكر الألم الذي عشته في حياتي ودموعي، هو وجع لكنه بلا أي قيمة لأنه أصبح من الماضي. الوقت يجعلنا ننسى فعلاً ويداوي جروح الإنسان. أنا فخورة بهذه الأغنية وأشعر بأنها ستبقى مميزة في أرشيفي الفني.

- هل تستعيدين ذكريات شخصية أم مهنية مؤلمة؟
شخصية، فهي الأكثر تأثيراً في حياة الإنسان. الإحساس بالظلم والحرقة، وما من أحد منا بلا ذاكرة...

- نستعيد الذكريات المؤلمة بابتسامة، بينما نستعيد الذكريات السعيدة بدمعة أحياناً، كيف تتفاعلين مع أحداث مرّت في حياتك؟
الذكريات الجميلة توقظ فينا حب الحياة والتعلّق بتفاصيلها واستمرارها. فنبكي خوفاً وحسرة على ما كان، أو من خسارة ما نعيشه... كلقاء أم بابنتها بعد غياب ودموع فرحها. بينما نضحك على أنفسنا أحياناً ونتساءل: «هل يعقل أنني كنت مستاءة من هذا الأمر الذي لم يتحقّق»؟ «كم كنتُ غبية بالفعل»! يتبدل الإنسان لأن أسلوب تفكيرنا يتغيّر. ونعيد التفكير في أمور سطحية لا تستحق الاهتمام.

- هل تودين إحراق تاريخ ما، خصوصاً أن في شخصيتك امرأة ثائرة لا يمكن إخفاؤها؟
لم أصل إلى هذه المرحلة بعد... لا أشعر بأنني مررت في تجربة سيئة تستحق الندم، حتى الموت بتّ أعتبره حدثاً طبيعياً. أتقبّل الأمور بشكل بسيط وبدون دراما. هذه هي الحياة في النهاية، ولا ألغي فيها تاريخاً واحداً بل أتقبلها بحلوها ومرّها.

- ألا يصعب عليك نسيان ذكرى معينة؟
لا، أنا أنسى بسهولة. هذا طبعي. لا أفكر بما يحزنني ويغضبني طوال عام أو عامين. يحتاج الأمر إلى القليل من القوة، وليس سهلاً ما توصلت إليه.

- خضتِ مجدداً تجربة الغناء من كلماتك مع أغنية «غيرت مبادئي» وغيرها ...
قال لي مروان خوري منذ يومين بأن المرأة تعبّر بشكل مباشر عن أفكارها، لا تلف ولا تدور بل تدخل في صلب الموضوع. نحن النساء لا نضيّع الوقت ونضع إصبعنا على الجرح فوراً. وحين نحب نخاف على كرامتنا، بينما قد تغمض المرأة عينيها أحياناً وتضحّي. وأغنية «غيّرت مبادئي» تتكلم عن امرأة داست على مبادئها لحماية من تحبه. وتنتهي الأغنية بتغيير المبادئ لانعدام الطيبة وفقدان الثقة بكل الناس. أصل إلى هذه الأفكار في لحظة غضب...

- المرأة التي تغير مبادئها لكي ترضي رجلاً، هل أديت هذا الدور يوماً؟
كل امرأة تعيش مرحلة تشعر فيها بأنها لا تبالي إلاّ بالرجل الذي تحبه. قد تشعر بأنها تحبه أكثر من نفسها حتى وقد تندم لاحقاً. وهذه أمور تحصل في مقتبل العمر حين تكون حماستنا كبيرة في هذه الحياة ... نريد العطاء والتضحية بشغف. والمرأة كلما نضجت أصبحت أكثر هدوءاً وعقلانية وتتعلم من أخطائها وضرورة تغليب عقلها على قلبها. فالقلب هو ما يوصلنا إلى المشاكل.

- ما الذي قد تغيّرينه في نفسك من أجل الرجل؟
الآن! لا شيء. ولست مقتنعة بأن على الإنسان أن يغيّر ما في نفسه من أجل الآخر إلاّ إذا كان يزعج الآخر. لكنني لا أجد نفسي مجبرة على تغيير تفاصيل عفوية وجميلة في شخصيتي مثلاً. هذا خطأ ومعناه أنني ألغي ذاتي وأصنع لنفسي شخصية مزيفة.

- «أنا شايفة النهاية ومعاها البداية»، هذا ما كتبتِه ... هل تتجاوزين الألم سريعاً؟
من تكون يافعة وتجربتها غير غنية في هذه الحياة تشعر بحزن شديد. فحين تقع المرأة في الحب بعمر الـ25 تشعر بوجع كبير لدى تلقي صدمة عاطفية، بينما في منتصف الثلاثين تقسو المرأة نتيجة خبرتها في الحياة وعامل النضج وطعم الألم الذي سبق لها أن تذوقته. في العشرين نتزوج سريعاً وننجب الأطفال سريعاً ثم ننفصل من دون تفكير وتصبح القرارات بطيئة في الثلاثين. نخاف من قرار الزواج والطلاق والانجاب...

- هل خفت من قرار الزواج؟
نعم. فكّرتُ كثيراً، فكنت قد بلغت مرحلة تعودت خلالها على العيش بمفردي متخطيةً فكرة الزواج وتأسيس عائلة. وكنت مرتاحة لمتابعة الحياة من دون زواج حتى أقنعني وليد بأنه الشريك المناسب. ولم أكن لأخاطر وأتزوج لولا وليد. واليوم وبعد مرور أكثر من سنتين على زواجنا، أشعر بأنني أتخذت قراراً صائباً ولم أندم عليه أبداً. هو الرجل المناسب لي بهدوئه وانسجامه مع شخصيتي ومهنتي ودعمه المستمر لي. يقولون بأن المرأة تعيش مرحلة مختلفة بعد الزواج، لكن وليد لم يتغيّر أبداً معي. ما زال الشخص نفسه، قبل الزواج وبعده. وأنا كذلك.

- يبدو وكأنك تتشربين الثقافة المصرية بعد إقامتك في القاهرة، وها أنت تؤدين «عزيزة»، مقطوعة موسيقية ثانية للموسيقار محمدعبدالوهاب؟
بلا شك، أشعر بأنني أنتمي إلى ثقافتين بعد إقامتي في مصر. لكنني في النهاية امرأة لبنانية وأتحدث مع زوجي بلهجتي، وحتى الأطباق التي نتناولها لبنانية، خصوصاً أن والدتي تقيم معي الآن وتساعدني في الاهتمام بتالا. يحب وليد الشيش برك والمغربية والتبولة... أعيش في مصر ولكن في بقعة جغرافية لبنانية. أصدقائي الملحنون من مصر، نعيش على مسافة قريبة وأتواصل معهم يومياً، ولذلك تعاوني معهم أكبر اليوم. أنا أولاً فنانة لبنانية، وثانياً فنانة عربية تحب أن تغني كل اللهجات. أشعر أحياناً بالتعصب حين يغني الفنان لهجة عربية غير لهجته، بينما لا بأس به إن أدى بالفرنسية أو الإنكليزية.

- هل نجاح أغنية «وحشاني بلادي» (لحن «ليلة حب» لعبدالوهاب) دفعك إلى تكرار التجربة؟
بالتأكيد، فقد تبدّد خوفي حين لمست إعجاب الجمهور بتجديدي لحناً لعبدالوهاب. اقترح عليّ الموزع جان ماري رياشي أن أعيد التجربة مع «عزيزة» التي تعد مقطوعة موسيقية للرقص من دون كلمات. لحّن عبدالوهاب هذه المقطوعة للرقص فقط. فوضعنا النص على هذه المقطوعة وأبقينا على اسمها. كل مكتبة عبدالوهاب اشترى حقوقها محسن جابر وشركته «عالم الفن».

- كتبتِ أغنية «هيدا قدري» أيضاً...
تكلمت في هذه الأغنية عن الحب الإيجابي الذي يدفع الإنسان إلى النظر بعين جديدة ويغيّر وجهة نظره السابقة. وهذا هو الحب الحقيقي الذي يُخرج منا الأفضل والأجمل، لا الحب الذي يبكينا ويقهرنا ويجعلنا نعيش في خوف دائم.

- أجمل حب، هل يُنسي كارول عنفوانها وكبرياءها كما تقول كلمات الأغنية؟
قصدت أنني لم أعد أخاف على كرامتي وحاجتي إلى حماية نفسي بعدما شعرت بالأمان بين يديّ رجل يستحق الثقة وأثبت لي أن الحب الحقيقي موجود.

- تحدثتِ عن رجليْن في هذه الأغنية، أحدهما دفعك إلى كره الحب...
تحدثت عن رجل من الماضي كرّهني الحب والغرام في هذه الأغنية، بينما منحني رجل جديد نظرة تفاؤل وأمل في هذه الحياة. إنه الحب الذي يُفرِح ويوازن بين القلب والعقل. قارنت بين الحُبّيْن. الحب غير العقلاني لا مستقبل له وينتهي في أي لحظة، لأن القلب هو الذي يتحكم به فقط.

- إلى أي مدى تشبهك هذه الأغنية؟
تشبهني 100 في المئة، الماضي الذي عشته وكرهت فيه الحب حتى لقاء وليد، الحب الحقيقي والثابت.

- كتبت أغنية «أنا سحراك» بالمصرية، أين تكتبين وكيف؟
كتبتُ الألبوم على مراحل، وضعت كلمات هذه الأغنية إلى جانب أغنية «لبنان» في الأشهر الأولى من إقامتي في مصر. «أنا سحراك» هي عن امرأة واثقة بقدراتها وبنفسها وإلى أي مدى تستطيع السيطرة على الرجل. كتبت أغنية لبنان قبل أحداث الحراك المدني وعدّلت كلماتها في كندا حيث أنجبت ابنتي. لقد أغضبني ما حصل بينما كنت أتغنى بلبنان في الكتابة الأولى لهذه الأغنية. شعرت بأنني كتبت كلاماً مثالياً وغير واقعي.

- هل نقل لنا الرحابنة صورة حالمة وغير حقيقية عن لبنان؟
ربما لبنان الأخضر كان منذ أربعة عقود. ولهذا غيرت كلمات أغنيتي.

- ماذا قصدت بـ«ضيّعوا الإيمان زغّروا البلد»؟
باتوا يستغلون الدين لأغراض سياسية. لقد أفقدوا الإيمان روحانيته. كتبت أيضاً: «قسّموا لبنان دمّروا البلد أكلوا المال العام ورّتوا الولد...».

- وأنت لا تستطيعين أن تورثي ابنتك جنسيتك اللبنانية اليوم...
هذا موضوع آخر ولا أريد التفكير فيه حتى لا يسوء مزاجي. لكنه واقع للأسف. في بريطانيا تستطيع المرأة غير البريطانية الحاصلة على الجنسية البريطانية أن تمنحها لأطفالها بينما لا يحق للرجل ذلك. قارني بيننا وبينهم...

- في فترة متقاربة أنجبت وميريام فارس التي فضلت عدم إظهار وجه طفلها، بينما لم تمانعي أنت. هناك من توقع عدم إظهار طفلتك؟
لم أفكر كثيراً بالأمر، فالطفل في هذه السن يتغيّر شكله كل شهر. لن يعرفها أحد لاحقاً، وفي الوقت نفسه لم أشعر بأن ذلك «محظور اجتماعياً» Taboo. كما لم أضع مخططاً لتصويرها بانتظام واستعراض صورها. ببساطة، شعرت بأنني سعيدة بابنتي وأردت أن أشارك جمهوري هذا الشعور. أنا إنسانة بسيطة ولا أحب تعقيد الأمور أو «الفذلكة».

- هل تخافين عليها من الأضواء؟
لا، سأربيها كما ربتني والدتي، وأن تفرّق بين الخطأ والصواب، وتعرف قيمة نفسها، كما لن أكترث لاحقاً بالحياة التي ستختارها، سواء تحت الأضواء أم بعيداً عنها. فلتفعل ما تشاء.

- نعود إلى المولود الفني الجديد... كيف هي أصداؤه؟
أسمع تعليقات إيجابية عن تنوّع الألبوم الموسيقي والأغاني الرومانسية والإيقاعية. أسلوبي هو Fusion Pop وهو مزيج فني أحرص عليه على الدوام. أشعر بالملل حين أستمع إلى ألبوم يضم أغاني بوتيرة واحدة. ألبوماتي تعكس ما أحبّه. لقد تلقيت أصداء رائعة من موسيقيين كبار وفنيين.

- أظن أن عليك تصوير أغنية «مخلصة»، قصتها رائعة ومليئة بالمشاهد...
سأفعل وأعلنها للمرة الأولى ! قصتها جاهزة وسأصورها مع المخرج تييري فيرن في جنوب فرنسا قبل شهر رمضان.

- غنيت شارة مسلسل«سوا»... ألن تعودي إلى الدراما؟
سأقدم مسلسلاً في رمضان 2017. وأعمل على تحديث نصه يومياً مع السيناريست. لقد كُتب هذا العمل لوردة الجزائرية منذ أكثر من 25 عاماً.

- بعد مسلسل «الشحرورة»، أي عمل ستقدّمين؟
لن أعود بعمل غير مهم، وأفضل أن ألتزم بيتي. ستكون عودة مهمة بعد «الشحرورة». وهو مسلسل غنائي تمثيلي.

- حصدت أغنية «روح فل» أصداء إيجابية رغم أنها صدرت قبل الألبوم...
محمود عيد الذي لحن هذه الأغنية لحّن أيضاً «هيدا قدري»، وهو قائد فرقتي الموسيقية. لقد حققت «روح فلّ» نجاحاً كبيراً من دون تصويرها أو أي دعم دعائي. علي المولى هو شاعر شاب قدّم لي كلمات رائعة «ما بعرف بعدك شو صرلي خيالي بطل يعمل متلي». لفت نظري كثيراً. سأصوّر هذه الأغنية. أشكر الله على أن الألبوم يحتل المرتبة الأولى اليوم رغم أنني لم أصور أي أغنية منه أو أسجل حوارات تلفزيونية للحديث عنه.

- هل تغيرت حياتك الاجتماعية في مصر... تنشرين صوراً مع يسرا وإلهام شاهين وليلى علوي؟
هنّ صديقات وليد، وهو ابن الوسط الفني والإعلامي والإنتاج التلفزيوني. علاقتنا بهؤلاء النجمات ليست فنية ونتقابل على مأدبة العشاء على الدوام. كما تربطنا صداقات بأكثر من ثنائي خارج عالم الفن. لم أشعر يوماً بالغربة في مصر، فأصدقاء زوجي يشبهونني كثيراً.

- هل يخف تفكير المرأة بمستقبلها حين يصبح في حياتها رجل؟
في الاتحاد قوة، وحين نصبح إثنين في هذه الحياة يخف القلق. لم أعد وحدي وأسست عائلة بعد إنجاب ابنتي. أعيش كل يوم بيومه ولم أعد أفكر كثيراً بالغد. أحمد الله على أنه منحني عائلة سعيدة، بينما قبل الزواج كانت الوحدة تدفعني إلى التفكير ليلاً.

- وزن حملك الزائد بلغ 21 كيلوغراماً، هل خسرتها واستعدت رشاقتك بالكامل؟
أحتاج أيضاً إلى إنقاص كيلوغرامين من وزني، وهذا سهل، لكنني أشعر بالكسل. سأخسرهما في الصيف بالتأكيد.

- هل وجدت صعوبة في كتابة كلمات «تالا» حتى كتبها مالك اليمن؟
تلقيت كلمات أغنية «تالا» وأنا في شهري السادس من شاب لبناني لا أعرفه. هو طبيب مقيم في الولايات المتحدة الأميركية. أرسلها إلي كهدية وتأثرت كثيراً حين استمعت إليها. دمعت عيناي لكثرة ما أحببتها. لم يترك المجال أمامي للكتابة، شعرت بأنني حصلت على ما أريده من معانٍ وأحاسيس. كل العائلة مذكورة في كلمات الأغنية.

- إلى أي مدى تتوقين الى رؤيتها صبية وفي الوقت نفسه تستمتعين بمراحل طفولتها الآن؟
«تقبرني ... حياة قلبي»! هي «مهضومة» وشقيّة. ظننت أنها ستكون هادئة وAngel بينما شخصيتها نارية وتضحك باستمرار. تالا غيّرت حياتي. أنا سعيدة بكل لحظة معها لدرجة الرغبة في الإنجاب مجدداً. تكبر تالا وأصبح عمرها 7 أشهر، أريد أن تستمر هذه اللحظات. أنا مغرمة بأمومتي، وهذا أقوى شعور تعيشه المرأة مهما بلغت خبرتها في الحياة وحققت من نجاح. تنسى المرأة نجاحها المهني بمجرد رؤية طفلتها فور ولادتها في المستشفى. بت أنهض صباحاً وأفكر بأنني أريد أن أعيش عمراً طويلاً من أجل ابنتي. ليس الفن فقط، ما من شيء يستمر. ما هو ثابت فقط هو أن تالا هي ابنتي وأنا أمّها التي تريد أن تهتم بها حتى تكبر. صباح رحلت... لم نعد نسمع أغانيها كما في السابق. متى نستمع إلى أم كلثوم عبر الإذاعة؟ أين هما؟ الشعوب أصبحت بلا ذاكرة. لم نعد نستمع إلى العظماء... الجيل القادم لن يعرفهم للأسف في عصر السرعة.

- من تشبه تالا؟
تشبهني كثيراً بينما كانت تشبه والدها أكثر. هي نسخة عني الآن. تقول لي أمي بأن تعابير وجهها مثل «كارول الصغيرة».

-  هل وضعتِ لها الأقراط أم بعد؟
لا، صديقتي توسلتني أن أضع لها الأقراط بعد ولادتها بعشرة أيام. لكنني خفت. قد أقوم بذلك الشهر المقبل.

ذكريات

- أول مرة وضعت الماكياج في الصغر...
قلّدت والدتي ووضعت أحمر الشفاه أمام المرآة الكبيرة. لوّنت وجهي به.

- أي إطراء تذكرينه بابتسامة؟
غزل وليد، فهو يعطي المرأة حقها بإطراءاته اللطيفة، خصوصاً قبل مغادرة المنزل حين أنتهي من ماكياجي وارتداء ملابسي. يعزّز ثقة المرأة بنفسها وقيمتها.

- كيف تستعيدين تاريخ 31 تشرين الثاني/أكتوبر 2013؟
تاريخ زواجي. كان نهاراً هادئاً وخالياً من التوتر، خصوصاً أن المراسم كانت بسيطة وسط الأهل والأقارب ولم تهدف إلى إرضاء مئات المدعوين.

- ذكريات تصوير مسلسل الشحرورة...
أرهقني هذا المسلسل، تعبت كثيراً خلال التصوير جسدياً ونفسياً، لكن النتيجة كانت رائعة. لا يزال هذا المسلسل قيد العرض حتى اللحظة، وهذا دليل على نجاحه. أنا فخورة بهذا العمل.

- في عام 2009 أسست شركة إنتاج خاصة تحت اسم Lacarma...
أنتجت ألبوم «حدودي السما» من خلالها هذه الشركة، وآخر ألبوم. تأسيسي لهذه الشركة كان خطوة نحو استقلاليتي الفنية.

- الجلوس بين أعضاء لجنة Xfactor، إليسا ووائل كفوري وحسين الجسمي ...
كانت تجربة مهمة، خصوصاً أنها كانت بداية فورة برامج المواهب، ورغم كل المشاكل التي أحاطت به، حقق «إكس فاكتور» النجاح، خصوصاً مع لجنة مماثلة. لقاؤنا كان غريباً على المشاهد. أحمل ذكرى جميلة من هذا البرنامج.

- متى شعرت بوهج نجوميتك؟
لا أحب تصنيف نفسي، ويكفي أنني تعاونت مع منصور الرحباني. لقد بدأت معه بأغنية «بصباح الألف التالت». لا أعترف بتصنيفات الفن التجاري. من يستطيع تقديم عمل بحجم «زنوبيا» اليوم؟ هناك أسماء كبيرة تحلم بالغناء في بعلبك. قيمة الفنان تحدّدها المسارح التي يقف عليها.

- أجمل هدية تلقتها تالا...
لم أعد أتسوق لنفسي، أحضر كل شيء أنا وأمي لتالا وبشكل شبه يومي.

 

CREDITS

تصوير : Direct Studio

شعر: صالون طوني ابراهيم

مكياج : Hamada