أحدث العلاجات للحد من الوفيات بين مرضى السكري!

العلاجات,الوفيات,مرضى السكري,المرض,السكري,Empagliflozin,الانسولين,أمراض القلب والأوعية الدموية,العلاج الجديد,المستشفى,السكتة الدماغية,الشرايين

كارين اليان ضاهر 28 أبريل 2016

يصل عدد الإصابات بالسكري في المنطقة إلى أكثر من 37 مليوناً، فيما من المتوقع أن تصل هذه الأرقام إلى 280 مليوناً في عام 2035. فمرض السكري ينتشر بسرعة كبيرة في ايامنا هذه نتيجة نمط حياتنا وطبيعة نظامنا الغذائي والسمنة المتزايدة وقلة ممارسة الرياضة.
هذا علماً أن السكري يخفض معدل العيش بـ8 سنوات بالنسبة إلى المرأة و9 سنوات بالنسبة إلى الرجل. أما مريض السكري المصاب بجلطة أو بأمراض في القلب فينخفض معدل حياته بـ12 عاماً. ويعتبر مريض السكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، فعندما يرتفع ضغط الدم لديه، يصبح خطر الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية مزدوجاً. فبحسب الدراسات تموت نسبة 52 في المئة من مرضى السكري نتيجة مضاعفات قلبية لا نتيجة مرض السكري نفسه. وبحسب إحدى الدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الاكثر شيوعاً للوفاة لدى مرضى السكري من النوع الثاني، من هنا أهمية التركيز على الحد منها من خلال علاجات متطورة.
انطلاقاً من ذلك، عقدت شركة بوهرنجر إنجلهايم مؤتمراً صحافياً لتسليط الضوء على خطورة أمراض القلب بالنسبة إلى مريض السكري ولإطلاق علاج Empagliflozin الذي يعتبر أحدث الأدوية المبتكرة التي تساعد على الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة الثلث لدى مريض السكري. فمكافحة هذه الأمراض تساعد على الحد من الوفيات بين مرضى السكري. وقد أشار رئيس جمعية الغدد الصماء والسكري والدهون د. منذر صالح الى أن معدل انتشار المرض في لبنان هو 11 إلى 13 في المئة وهو مرتفع لكن يبقى أقل من معدل الانتشار في الدول المجاورة.
وأضاف أنه غالباً ما يترافق مرض السكري مع ارتفاع في ضغط الدم ومشكلات أخرى كالكوليسترول مما يزيد الخطر، خصوصاً في حال التدخين مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
لذلك فالهدف من العلاج الجديد ليس خفض معدل السكري فحسب لدى مريض السكري من النوع الثاني وإنما ايضاً الحد من مضاعفات المرض، خصوصاً تلك المرتبطة بالقلب والاوعية الدموية. أما أستاذ علم الغدد الصماء والرئيس الأسبق لقسم الغدد الصماء والأيض في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس د. سليم جانبرت، فقد ركز على أهمية الحد من مخاطر أمراض القلب والاوعية الدموية كعامل أساسي في متابعة مريض السكري. وأشار إلى أن المتلازمة الأيضية ومتلازمة مقاومة الانسولين ترتبطان بزيادة نسبة مخاطر الأمراض القلبية الوعائية.
وأضاف: "لقد اقترحت مؤخراً طريقة جديدة لخفض معدل السكر في الدم من خلال زيادة إفرازه في البول من طريق مثبطات البروتين الناقل للصوديوم والغلوكوز 2 وهي مثبطات SGLT2 لأنها تثبط عمل مستقبلات هذا البروتين، والتي تساهم في استيعاب الجلوكوز على المستوى الكلوي".

وانطلاقاً من العلاقة الوثيقة ما بين مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، أجرت شركة بوهرينجر إنجلهايم تجارب سريرية على مجموعتين أعطي لإحداهما العلاج الجديد وللأخرى علاج وهمي تبين فيه أن الدواء الجديد سيطر على مستوى الغلوكوز وأنه آمن، لكن أيضاً كانت المفاجأة النتائج الإيجابية في ما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية. فكانت النتيجة:

- انخفاض المخاطر النسبية للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 38 في المئة مع العلاج مقارنة بمعدل أقل بكثير مع الدواء الوهمي.

- انخفاض المخاطر النسبية المؤدية إلى دخول المستشفى بسبب قصور في القلب بنسبة 35 في المئة.

- انخفاض المخاطر النسبية المؤدية الى الوفاة من مختلف الأسباب مجتمعة بنسبة 32 في المئة مقارنةً مع الدواء الوهمي.

- انخفاض المخاطر المركبة التي تؤدي إلى الموت والناتجة من أمراض القلب والاوعية الدموية كاحتشاء عضلة القلب غير القاتل أو السكتة الدماغية غير القاتلة بنسبة 14 في المئة، عند إضافة الدواء إلى البروتوكول المعتمد لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني والذين هم عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقد تحدث د. عمر حموي مدير قسم أمراض القلب التداخلية في مركز كليمنصو الطبي مشيراً إلى أنه صار معروفاً أن أمراض القلب والاوعية الدموية هي السبب الاول للوفاة لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني، إلا أن علاجات السكري المتوافرة بما فيها الانسولين، لم تكن مفيدة في معالجة المضاعفات المرتبطة بالقلب والشرايين. لذلك كانت للنتائج السريرية المتعلقة بالعلاج الجديد أهمية كبرى وتأثير مهم بما ان مفعوله لا يقتصر على معالجة السكري بل يتخطاه ليؤثر إيجاباً في القلب والأوعية الدموية حتى لدى المرضى الذين يعانون أمراض قلب في مراحل متقدمة.