هكذا تتم الوقاية من مرض يقتل خلال 24 ساعة!

الوقاية,مرض,التعب,الكسل

كارين اليان ضاهر 28 أبريل 2016

التهاب السحايا هو مرض قد يسبب الوفاة خلال 24 ساعة، ومع ذلك لا يتم تسليط الضوء عليه بشكل كافٍ حتى تتم مكافحته على الرغم من وجود اللقاح القادر على تحصين الأطفال ضد الإصابة به.
لذلك، وبمناسبة اليوم العالمي لالتهاب السحايا، نظمت شركة سانوفي باستور لقاء إعلامياً يهدف إلى نشر التوعية حول هذا المرض، وإلى التركيز على أهمية تلقيح الأطفال لحمايتهم من المرض ومما قد ينجم عنه من مضاعفات.
وبحسب البروفيسور غسان دبيبو الاختصاصي في طب الأطفال والأمراض المعدية في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، يصيب التهاب السحايا الغشاء الذي يؤمن الوقاية للدماغ والنخاع الشوكي.

وهو قد ينتج من فيروسات أو بكتيريا أو فطريات.  أما التهاب السحايا بالمكورات السحائية الناتج من بكتيريا "النيسرية السحائية" فينتقل بالعدوى وقد يؤدي إلى تعفن في الدم وهو السبب الرئيسي لـ1،2 مليون إصابة في العالم وحوالى 135 حالة وفاة سنوياً. واللافت أن داء المكورات السحائية قد يؤدي إلى الموت خلال 24 ساعة، فهو سريع التقدم.
وعلى الرغم من العلاج، فإن نسبة 10 في المئة من المرضى المصابين بالتهاب السحايا هم عرضة للوفاة. أما في حال الإصابة بعدوى تعفن الدم فيصل معدل الوفيات إلى 40 في المئة. في المقابل نسبة 20 في المئة من الناجين من الوفاة يواجهون عواقب المرض كبتر الأطراف والندوب الحادة والتلف في الدماغ والصرع وفقدان السمع.
وتكمن المشكلة الاساسية في أن أعراض المرض الاولى قد تتشابه مع أي حالة مرضية يواجهها طفل. فقد تختلط الأمور على الأهل، مما يفسر التأخير في طلب المساعدة الطبية. إلا أن ثلاثية ارتفاع الحرارة وآلام الرأس الحادة والتقيؤ تبقى خاصة بالمرض وفي حال اجتماعها لا بد من التوجه سريعاً الى الطوارئ لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

أما في حال هبوط الحرارة واستمرار أعراض التعب والكسل لدى الطفل فهي أكثر خطورة بعد وتدعو الى القلق. ومن الاعراض التي تحدد مرحلة تقدم الإصابة بالتهاب السحايا، الطفح الجلدي النزفي وآلام العنق والتصلّب ورهاب الضوء فيما يمكن ان تأتي متأخرة.
كما ان الأعراض المتأخرة كالهذيان والنوبة المرضية وفقدان الوعي تتطور بسرعة وقد تؤدي إلى الوفاة. من هنا أهمية التحرك السريع عند ظهور أولى الأعراض. في المقابل يبقى اللقاح الوسيلة الوحيدة للوقاية من المرض في ظل خطورته الكبرى. وهو آمن لا بد من إعطائه لتجنب المضاعفات الخطيرة والوفاة حتى التي قد تنتج عنه في حال الإصابة.
وتجدر الإشارة إلى أن التهاب السحايا بالمكورات السحائية يصيب الأطفال خصوصاً من هم دون سن 5 سنوات. وتكمن المشكلة في أنه ينتقل بالعدوى من طريق رذاذ الجهاز التنفسي وإفرازات الحلق، فترتفع معدلات انتقاله في الأماكن التي ترتفع فيها الكثافة السكانية وفي المدارس مثلاً.