كيف تصبح أباً صالحاً في عشرة أيام؟

الكتاب: السيرة الأبوية كيف تصبح أباً صالحاً في عشرة أيام,للأديب وليد خيري

القاهرة – طارق الطاهر 21 مايو 2016

«السيرة الأبوية... كيف تصبح أباً صالحاً في عشرة أيام» عنوان كتاب للأديب وليد خيري، الصادر عن دار العين. عنوان الكتاب لافت منذ اللحظة الأولى، فهو عن تجربة إنسانية شديدة الخصوصية في علاقة الأب بابنه، كتبها وليد خيري بشكل سلس محمّل بمشاعر الأبوة، والكتاب جزء من سيرة ذاتية، انصبّت حول علاقة الكاتب بزوجته ثم بابنه الذي رعاه في خطواته الأولى، إلى حد أنه عندما سافرت زوجته لمدة عشرة أيام، كان من السهل عليه أن يكون أباً وأمّاً في آن واحد.
يسرد وليد سيرة ابنه، وليس سيرته، فهو يتتبعه منذ أن كان جنيناً الى أن كبر أمامه، ويقول: «أتذكر حين وضعت الممرضة في يدي قطعة اللحم الحمراء، وقالت اتفضل ابنك، لحظتها بكيت... بكيت كثيراً من الفرح، وخفت أن تنزل دموعي فأؤذيك».
وليد يسرد لحظة بلحظة المحطات الأساسية في حياة ابنه، كيف لعب، كيف نطق، كيف التحق بالمدرسة، لكن فجأة لم يستطع المؤلف مواصلة هذا الرصد، بحيث قرر أن ينفصل بهدوء عن زوجته، التي احتفظت بالابن، فيروي لحظات اللقاء التي أصبحت محدودة، ومشاعر ما قبل اللقاء: «أكثر ما يعذبني في ليلة السبت طاعة ابني المطلقة، فالولد يتصرف كما يليق به كابن بار، في مشوار توصيله الى أمه لا أسمع منه سوى كلمة حاضر، وكما علمونا أن كلمة حاضر «بتريح»، ظننت أنني سأرتاح بها، فإذا بالـ«حاضر» هذه تعذبني، وتجعل القلب لا يقوى على الفراق، يا بنيَّ لمَ تطيعني بهذا الشكل المتعب؟... ألا تقاوحني كعادتك، وتشاكسني، وتعصي أمري، فيرد قلبي ولو قليلاً لفراقك المؤقت؟.. ألا تعرف شيئاً عن غلظة القلب يا أخي؟!».