مارغو حداد: لن أقبل أي مساومة على فني!

مارغو حداد,مساومة,الموضة,الطابع الاجتماعي,مصر,الوسط الفني,الكتابة,النجومية,المسلسل,الكواليس,السلطان والشاه

سعيد فراج(القاهرة) 21 مايو 2016

رغم أنها تخوض أولى تجاربها التمثيلية في مصر من خلال مسلسل «السلطان والشاه»، إلا أن العمل مكتظ بالنجوم العرب من مختلف الجنسيات، ولهذا تصفه بأنه خطوة مهمة في مشوارها الفني.
الفنانة الأردنية مارغو حداد تتكلم عن علاقتها بسامر المصري وصفاء سلطان وسميرة بارودي، وتكشف سر اهتمامها بالدراسة، وتعلن رفضها الاعتماد على جمالها في طريق النجومية، كما تتحدث عن والديها وإخوتها، وهواياتها وعلاقتها بالموضة، وموقفها لو طلب منها زوج المستقبل ترك الفن.


- في البداية حدثينا عن الشخصية التي تقدمينها في مسلسل «السلطان والشاه»؟
أجسد شخصية السلطانة «تاجلو»، وهي شخصية غريبة وجديدة عليَّ، فقد قدمت من قبل دور الملكة والأميرة على المسرح، لكنني أقدمها للمرة الأولى في التلفزيون، وعندما قرأت السيناريو أحببت الشخصية بكل صفاتها الاندفاعية، واتزانها في بعض الأوقات، وأُعجبت بذكائها الحاد في بعض الأمور، فأحسست أنني سأبدع في هذه الشخصية، وحاولت البحث وقراءة الكثير عنها باعتبارها لعبت دوراً تاريخياً، لكنني لم أجد ما يكفي عنها، فحاولت أن أجتهد أثناء تجسيدها، والذي سيحكم عليه الجمهور.

- وما هي أبرز ملامح الشخصية؟
إنها شخصية رومانسية، فهي زوجة السلطان العثماني «سليم الثاني»، التي يعشقها عشقاً كبيراً، ولا يفكر في أن يخونها يوماً، أو يدخل في علاقات مع الجواري أو الوصيفات، وقد جلست مطولاً مع النجم السوري سامر المصري، الذي يجسد شخصية السلطان، حتى ندرس الخطوط الدرامية في المشاهد التي تجمعني به، وسعيدة جداً بالعمل معه.

- ما رأيك في سامر المصري كفنان؟
«سامر» زوجي في المسلسل، ونقدم معاً قصة حب جميلة عبر السلطانة «تاجلو»، التي تعتبر بمثابة القائدة والحكيمة والحازمة، وهو فنان محترف، ومن أكثر الشخصيات هدوءاً وثقافة، كما أنه حازم في عمله، ويحرص على أن يكون كل شيء كاملاً في موقع التصوير.
وقبل التطرق إلى موهبته، سامر أكاديمي، وأنا أحب الفنان الأكاديمي. أدرس الدكتوراه في المعهد العالي للسينما، لأنني على اقتناع أن الموهبة وحدها لا تصنع فناناً، ورغم كثرة النجوم في الوطن العربي، لكن المبدعين بينهم قلّة، فالمبدع دائماً ما يكون دارساً ومثقفاً وملمّاً بالجوانب الحياتية، حتى يستطيع أن يقدم شخصية تجذب المشاهد، ولا تكون ضعيفة وهشة.

- كيف تسير العلاقة بين أبطال المسلسل في الكواليس؟
هذا المسلسل مليء بعمالقة الفن، وهو خطوة مهمة في حياتي الفنية، ويعطيني قوة ويكسبني خبرة، خصوصاً أنني ألتقي فيه بالفنانة اللبنانية القديرة سميرة بارودي، والنجمة صفاء سلطان، والأردني زهير النوباني، والعراقي جواد شكيرجي، والمصري عبدالرحمن أبو زهرة، واللبنانية مادلين طبر.

- هل كثرة النجوم في المسلسل تزيد المنافسة بينكم؟
لا منافسة بيننا على الإطلاق، ونتميز بروح التعاون في الكواليس، ونعمل في نطاق أسري، وهذا ما يحرص عليه المخرج محمد عزيزية، كما كان «الطريق إلى كابول» أول تجربة لي معه، فهو قائد ويعرف كيف يوظف قدرات الفنان الذي يمثّل أمامه.

- هل تتبادلون النصح بينكم خلف الكاميرا؟
يحدث هذا بالفعل، فدائماً ما ينصحني سامر المصري في أحد المشاهد كذلك الفنانة سميرة بارودي التي لا تبخل عليَّ بالنصيحة، وهذا يجعل أبطال العمل يظهرون في أجمل صورة، فيخرج العمل قوياً، ويستمتع به المشاهد كثيراً.

- هل حدث توافق خاص بينك وبين أحد الأبطال؟
بالفعل هناك انسجام تام بيني وبين النجم سامر المصري، مما ساعدنا في تكوين دويتو رائع في العمل سيلاحظه المشاهد... صفاء سلطان هي أيضاً صديقتي المقربة، وتتميز علاقتي بها بروح الفكاهة والدعابة.

- ما شعورك بالعمل في مصر؟
هذا المسلسل هو أول عمل لي في مصر، وأنا سعيدة به، كما لا أشعر بالغربة في مصر، بل كأنني في بلدي الأردن لحسن المعاملة وأصالة شعبها الطيب، فقد أصبحت مصر جزءاً مني، فهي بلدي الثاني كما يقال، وأنا أدرس فيها حالياً. ورغم كل الأحداث، تجد أهل مصر سعداء ويغنّون ويمرحون ويضحكون.

- هل تحضّرين لعمل آخر؟
أعمل حالياً على استكمال تصوير باقي مشاهدي في مسلسل «مالك بن الريب» في الأردن، وهو عمل تاريخي ضخم، من إخراج محمد لطفي، ويشاركني بطولته الفنان الأردني ياسر المصري، وكوكبة من نجوم الأردن، وهو يتحدث عن فارس بني تميم «مالك بن الريب»، ويتناول مرحلة تاريخية مهمة، كما أقرأ سيناريوات عدة لم أستقر على أحدها بعد.

- علامَ تركزين في اختيارك للأدوار؟
أقرأ الشخصية بالكامل وأدرسها جيداً قبل أن أتخذ قراراً بقبول الدور، وأبحث عما إذا كانت هذه الشخصية ستضيف إليّ فنياً أم لا، وهل ستترك بصمة لدى المشاهد، كما أعتذر عن أعمال كثيرة لا تؤثر فيّ.

- هل ساعدك جمالك في الوصول الى النجومية؟
الجمال شيء مهم، ومن الممكن أن يراني البعض غير جميلة، على عكس البعض الآخر، لكن الأهم من الجمال هو الموهبة والقدرة على التمثيل، لأن هناك نجمات كثيرات غير جميلات لكنهن يبرعن التمثيل، وقد يحكم العمل أحياناً على الممثلة بأن تظهر بشكل قبيح حتى وإن كانت جميلة، وكممثلة يجب أن أمتثل لمتطلبات الدور، كما أنني لست عارضة أزياء لأهتم بالشكل فقط.

- لماذا درست الإخراج رغم أنك كاتبة وممثلة في الوقت نفسه؟
حصلت على الماجستير في الإعلام، وأحضّر حالياً للدكتوراه في المعهد العالي للسينما في مصر، وأهتم بالإخراج في الأفلام الوثائقية، بحيث قدمت ما يقرب من 60 فيلماً وثائقياً متعددة الجوانب الحياتية، ما بين السياسة والاجتماع والاقتصاد، وغيرها... وسأتجه في ما بعد إلى الأفلام السينمائية القصيرة.

- من هو الفنان الذي تأثرت به؟
تأثرت بنجوم كثيرين، لكن ما من فنان معين أقتدي به، أو أريد أن أصبح مثله، وأحب أن يكون لي أسلوبي الخاص كممثلة.

- هل هناك أدوار محددة ترفضين تجسيدها؟
هناك أدوار معينة لا أجد نفسي فيها، مثل أدوار «التعري»، فمن الممكن أن يكون الإغراء من خلال طرفة عين، لأن «التعري» لا يحقق النجومية أو الشهرة السريعة، وإنما التمثيل الجيد هو الذي يساهم في صنع نجومية الفنانة، لكونه عاملاً مهماً في التأثير في المشاهد، ويمكنني تجسيد دور فيه «إغراء» من طريق إسقاطات رمزية، تتضمن طرفة عين إلى فنان تغريه أهم من اللباس القصير أو غيره، لذا أرفض بشدة «الإغراء» بالتعري.

- من هو قدوتك ومثلك الأعلى في الحياة؟
أبي بلا شك هو قدوتي ومثلي الأعلى، فهو من علّمني الثقافة واحترام الآخرين وتقدير الذات.

- هل ورثت اهتمامات معينة من والدك؟
بالتأكيد، ورغم أنه رجل عسكري، كان عاشقاً للفن والثقافة، وكان يقول لي دائماً إن الحياة العسكرية والقانونية لا تؤثر في الحس الفني للإنسان، وقد تعلمت منه أشياء كثيرة، مثل الحزم والإصرار والمثابرة والاعتماد على النفس والصبر، وهذا ما أفادني في مشواري الفني.

- وما الأثر الذي تركته فيك والدتك؟
والدتي ست بيت، «بيتوتية» كما يقال، وهي تعشق كل شيء جميل، وأستشيرها في كل أمور حياتي، ولا يمكن أن تكذب عليَّ، وعلمتني الحب من أجل الحب، وهذا نادراً ما نجده في أي أسرة، كما أشعر بأن لا مثيل لها في الحياة.

- وماذا عن إخوتك؟
لديَّ أخ يعمل في التجارة، وأخت متزوجة درست الحقوق، وليس لهما أي علاقة بالفن على الإطلاق، رغم أن أخي صوته جميل، وهما يعيشان في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، فأهلي يتنقلون ما بين عمان ومصر ولوس أنجلوس.

- لماذا تهتمين بالكتابة؟
أعشق الكتابة، وأحب الخوض في قضايا اجتماعية لم يقترب منها أحد بعد، وكتاباتي أجهز لها من طريق دراسة أعدّها وأصيغها في كتاب، وآخر ما درسته وكتبته كان عن «الفيديو كليب»، وكيف اختلفت ثقافة الصورة بالتعري، والموسيقار محمد عبدالوهاب نفسه قال: «عندما تنحدر الكلمة الصورة فنحن في صدد التخريب الاجتماعي»، وبالفعل هذا ما يحدث من تخريب اجتماعي في الفن والإعلام وغيره، وتشويه لشكل المرأة وإظهارها على هيئة سلعة، وهذا خطأ فاضح، فالمرأة لها دور فعال في المجتمع، ولا يمكن أن يُختزل في الشكل أو أي شيء آخر.

- هل كونت صداقات في الوسط الفني في مصر؟
نعم كونت صداقات في مصر، لكنها ليست متشعبة وقوية، لأنني لم أمكث في مصر طويلاً، وتربطني صداقة بالفنانة اللبنانية مادلين طبر، والفنان مجدي كامل.

- هل من جديد في حياتك العاطفية؟
لا جديد، ولم أرتبط عاطفياً بعد، وما من سر أخفيه، وحتى الآن لم أجد الشخص المناسب.

- وما الصفات التي تبحثين عنها في شريك حياتك؟
أريده أن يكون رجلاً شهماً بكل معنى الكلمة، ومثقفاً ومحباً للحياة، وأن يكون هناك تواصل فكري بيننا، فهذه صفات بسيطة، لكنني أحرص عليها كثيراً، كما لا أشترط فيه جنسية معينة، أو أن يكون من الوسط الفني.

- إذا وجدت هذا الشخص وطلب منك أن تتركي الفن فهل تقبلين؟
لن يحدث هذا أبداً، لأنني كما قلت أحرص على أن يكون هناك تواصل فكري بيني وبينه، وبالتالي فلن يعترض على شيء أقبل به، أو يحاول مساومتي عليه، وإذا حدث هذا فسيكون شخصاً كذاباً، لم يصارحني في بداية تعارفنا، ووقتها سأنفصل عنه من دون تردد.

- هل يغلب الطابع الاجتماعي على شخصيتك؟
بالفعل، أنا اجتماعية بطبعي، وأحب التعرف الى كل الناس، لكنني أرفض الخوض في تفاصيل حياتي الشخصية، لأنها ملكي وحدي.

- ماذا عن طموحاتك المستقبلية؟
لا حدود لها، فأنا أطمح للوصول الى العالمية، وأحلم بالتمثيل حتى آخر لحظة، لأنني أعشق الإخراج والتمثيل والمسرح والتلفزيون والكتابة، والفنان الذي يضع حداً لطموحه لا يكون فناناً حقيقياً.


أنا والموضة
أعشق الأزياء كثيراً، ونصف ما أكسبه أنفقه على الملابس، وأبحث دائماً عن الملابس التي لم يرتدها أحد قبلي، حتى أن بعض من يراني من بعيد يعتقد أنني «موديل»، فكل ملابسي أختارها بنفسي، حتى في المهرجانات، كما أهتم كثيراً بالساعات والأكسسوارات التي تناسبني، وتكون مجنونة، ولا يغرّني الألماس، بل يهمني ما يليق بي.

سعاد حسني وأحمد زكي
هناك نماذج إنسانية تبهرني، مثلاً في التاريخ أعشق شخصية الملكة بلقيس وأيضاً شجرة الدر، كما أن الملك حسين ملك الأردن الراحل من الشخصيات التي أثرت فيَّ. من الوسط الفني يبهرني أحمد زكي وسعاد حسني.