«السعفة» الذهبية لآخر اليساريين المحترمين

السعفة,اليساريين,فيلم البريطاني,الأختيارات,سينما,منطقة,المهرجان,جائزة السيناريو,جاكلين خوسيه,الروماني

23 مايو 2016

كان الأمر متوقعاً منذ البداية، أي منذ عرض فيلم البريطاني كين لوتش «أنا، دانيال بليك»... توقع كثر أن تكون السعفة الذهبية من نصيبه. نُسي الأمر بعض الشيء، من ناحية أمام بضعة أفلام أخرى بدت منافسة حقيقية له، ومن ناحية ثانية أمام اللعنات التي راحت تنصب على بعض الأختيارات. في النهاية رجع الحق الى صاحبه وفاز لوتش وفيلمه بالسعفة وكان التصفيق كبيرا، خصوصا أن السينمائي الثمانيني الكبير يبدو وأنه يقدم هنا فيلمه الأخير، ووصيته الإجتماعية – السياسية النهائية، مع الإعلان عن فوز فيلم لوتش بالسعفة الذهبية تنفس كثر الصعداء، إذ لعدم ثقة اعترتهم بالمهرجان وأهله، نسوا أن المحكمين يمكن أن يكونوا محبين حقيقيين للسينما. لوتش دعا في خطبته الى عالم أكثر عدلا ولا شك ان كثرا أحسوا تعاطفا معه لا سابق له.

مهما يكن من أمر، وبصرف النظر عن هذا، لا بد هنا من إشارة أساسية تتعلق بمنطقتنا الشرقية، الممتدة في شكل أو آخر من أقصى المغرب العربي، الى أقصى آسيا. هذه المنطقة كانت هذه المرة نجمة حقيقية في الحفل الختامي لمهرجان «كان». أكثر من نصف الجوائز الأساسية ذهبت الى أفلامها. وليس هذا فقط بل إن الموسيقي اللبناني إبراهيم معلوف قطع الحفل الصاخب بمعزوفة رائعة بشكل لا سابق له في هذا المهرجان. من الشرق أيضا نالت المخرجة المغربية هدى بنيمينة جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها الأول «سماويات». أما تحفة الإيراني أصغر فرهادي الجديدة «البائع»، الفيلم الذي أضيف الى المسابقة في اللحظات الأخيرة، فنال جائزتين بشكل إستثنائي: جائزة أفضل ممثل ذهبت الى بطل الفيلم شهاب حسيني الذي أدى دورا رائعا مكنه من منافسة نحو نصف دزينة من ممثلين كبار كان الرهان عليهم مؤكدا، وجائزة السيناريو التي ذهبت الى فرهادي نفسه.

في التمثيل، ولكن النسائي، ومن الشرق البعيد هذه المرة، فازت الرائعة جاكلين خوسيه عن دور روزا في فيلم بريانتي مندوزا «ما روزا»... كان التصفيق هنا رائعا ومستحقا... ومع التصفيق الشديد لجاكلين خوسيه، طغى إحساس بأن نتائج هذا العام بدت أكثر عدلا من أية نتائج سابقة في «كان» خلال السنوات الأخيرة. وهو أمر عززه فوز البريطانية آندريا آرنولد بجائزة النقاد الخاصة عن فيلمها «أميركان هاني»، وكذلك عززه بالطبع فوز الكندي كزافييه دولان بالجائزة الكبرى، أهم جوائز المهرجان بعد «السعفة الذهبية»، فيما ذهبت جائزة الإخراج شراكة الى الفرنسي أوليفييه السايس عن فيلمه الذي كان على أية حال اعتبر أضعف أفلام المهرجان «مشتروات شخصية»، كما إلى الروماني كريستيان مونجو عن تحفته الجديدة إنما الطويلة «باكالوريا». وكلها أفلام سنعود إليها طبعا.

 إبراهيم العريس نقلاً عن الشقيقة الحياة