طارق لطفي: تأخر نجوميتي أعطى أملاً للكثير من الفنانين الموهوبين

طارق لطفي,الفنانين,المناسبات الفنية,التمثيل,مشاريع سينمائية,السينما,النجومية,المنافسة الدرامية,المسلسل,شهر رمضان,مسلسلات,الماكياج

نيرمين زكي (القاهرة) 11 يونيو 2016

بعدما حصد البطولة المطلقة العام الماضي في مسلسل « بعد البداية » ، وحقق من خلاله نجاحاً ضخماً، يخوض الفنان طارق لطفي المنافسة الدرامية الرمضانية لهذا العام بمسلسله الجديد « شهادة ميلاد »... ويكشف لنا أسرار هذا العمل، وموقفه من العرض الحصري له، ولماذا أنقص وزنه، وسبب رفضه نشر صور زوجته وأولاده، والأمل الذي منحه للآخرين بعدما حقق نجومية متأخرة .


- بعد النجاح الذي حققته من خلال مسلسل « بعد البداية » العام الماضي، تخوض سباق الدراما الرمضاني هذا العام من خلال مسلسل « شهادة ميلاد » ، فما الذي حمسك له؟
لا أنكر أن مسلسل «بعد البداية» قد ألقى على عاتقي مسؤولية كبيرة، وجعلني أشعر بأن الخطوة المقبلة صعبة. وعقب شهر رمضان انتابني القلق، لكن فور أن عرض عليَّ سيناريو مسلسل «شهادة ميلاد»، شعرت بارتياح شديد، ووجدت أنه العمل الذي يناسبني وعلى قدر المسؤولية التي أستطيع تحملها بعد نجاح «بعد البداية»، خصوصاً أنه يتضمن مواقف إنسانية ويحمل في الوقت نفسه قسوة شديدة ومشاهد مؤلمة، كما لا أريد أن أحرق الفكرة، وأكتفي بالقول إن ما يناقشه مسلسل «شهادة ميلاد» لم يُقدم من قبل في الدراما العربية.

- لكن ماذا عن تفاصيل دورك؟
أجسد، وللمرة الأولى دور ضابط شرطة مصاب بمرض السرطان في مراحله المتأخرة، وهذا فقط ما أستطيع التصريح به. ورغم أن هذه الشخصية تضج بالتحدي، إلا أنها أرهقتني وأصابتني بالاكتئاب.

- هل تقابلت مع أشخاص يعانون هذا المرض؟
بصراحة لم أقابل أحداً، وبالتالي لست في حاجة الى التعرف على المصابين به، لأن المرض منتشر بكثرة، خاصةً في مصر.

- لكن كيف استعددت لهذه الشخصية؟
كان استعداداً نفسياً، أعجز عن التعبير عنه بالكلام، لكن ذلك سيظهر من خلال حلقات المسلسل. فالاستعداد النفسي للدور أرهقني بما يعادل الإرهاق الذي شعرت به خلال الاستعداد الجسدي، الذي استغرق أكثر من خمسة أشهر، تمكنت خلالها من إنقاص أكثر من 15 كيلوغراماً من وزني، حيث خضعت لحمية غذائية قاسية ومارست تمارين رياضية متواصلة، حتى يصبح جسمي نحيفاً ويكشف مدى معاناتي مع المرض... فلا بد من أن يبرز القفص الصدري بوضوح لإضفاء المزيد من الصدقية على الدور.

- لكن ألا تعتقد أن خسارة كل هذه الكيلوغرامات في فترة قصيرة هي مخاطرة كبيرة؟
هذا صحيح، ولا أنكر ذلك، كما لا أنكر أنني شعرت بالإرهاق الشديد، وتلاشت طاقتي في الأيام الأخيرة من الحمية الغذائية، حيث ابتعدت عن تناول الكثير من الأطعمة، وكنت أمارس الرياضة لساعات متواصلة... ورغم المخاطرة الكبيرة، استمتعت كثيراً بهذه التجربة وبكل تفاصيلها.

- لماذا لم تلجأ إلى الماكياج والخدع البصرية بدلاً من المجهود الضخم الذي بذلته؟
الكثير من أصدقائي المقربين نصحوني بذلك، وأكدوا أن الماكياج سيظهرني كأي مريض بالسرطان، لكنني رفضت الفكرة وقررت الدخول في تحدٍ مع نفسي، إذ كنت أريد أن يبرز قفصي الصدري وعظامي من شدة النحول، وهذا ما نجحت فيه من خلال الريجيم الذي خضعت له.

- هل كانت هناك استعدادات أخرى؟
عقدت جلسات عمل مكثفة لأكثر من خمسة شهور مع المخرج أحمد مدحت والمؤلف عمرو سمير عاطف، للاتفاق على كل التفاصيل الخاصة بالشخصية... طريقة مشيها وأسلوب حديثها ونومها بسبب معاناتها المرض.

- أي يوم تعتبره بمثابة شهادة ميلاد جديدة لك؟
كل يوم أتمتع خلاله أنا وأولادي وزوجتي وأحبائي بصحة جيدة، ويمر بدون مشاكل، هو بمثابة شهادة ميلاد جديدة. أي يوم يمر بلا مصائب... وكل إنجاز أحققه في عملي أعتبره شهادة ميلاد.

- ثمة من يؤكد أن مسلسلات الأكشن لا تناسب شهر رمضان، ما رأيك؟
إذا شاهد الجمهور أي مسلسل بدون تركيز ومتابعة جيدة لأحداثه، فاعلم جيداً أنه سيكون عملاً فنياً فاشلاً. فالمسلسل الجيد لا بد من أن يستحوذ على عقول المشاهدين، وأنا لا أشارك إلا في هذه النوعية من الأعمال التي يتعامل معها الجمهور بتركيز شديد. وهناك أمر آخر أحب توضيحه، وهو أن المسلسل لا تدور كل أحداثه في إطار الأكشن، بل يعتمد في الأساس على المواقف الإنسانية والمعاناة مع مرض السرطان.

- توقف تصوير المسلسل لأكثر من شهر، فما السبب؟
من المفترض أن أعود في الحلقات الأخيرة من المسلسل إلى وزني الطبيعي، وهذا الأمر لن يحدث بسهولة، فبعدما تخلصت من أكثر من 15 كيلوغراماً من وزني وصوّرت مشاهدي وفق متطلبات العمل، كان لا بد من أن أظهر بشكل طبيعي تماشياً مع الأحداث، ولذلك خضعت لنظام غذائي صحي استغرق أكثر من شهر، بغية استعادة وزني، ولهذا السبب توقف التصوير.

- هل تفضل العرض الحصري على قناة فضائية واحدة في شهر رمضان؟
بصراحة، كنت أفضل أن يعرض مسلسلي على أكثر من قناة، فالعرض الحصري يُشعرني بالقلق، رغم ثقتي الكبيرة بأن العمل قادر على فرض مكانته بقوة في شهر رمضان، لكنني علمت أخيراً أن الشركة المنتجة قررت عرضه بشكل حصري، ولا يمكنني الاعتراض على هذا القرار أو حتى التدخل به، لأنه من اختصاص الشركة وحدها.

- يشاركك بطولة المسلسل عدد كبير من الفنانين، أبرزهم صلاح عبدالله وإنجي المقدم ... فكيف وجدت العمل معهم؟
أصبحنا عائلة واحدة، ولا أجامل أبداً، لأنها الحقيقة، فهم أصبحوا جزءاً من عائلتي، والسبب في هذه العلاقة الوطيدة يرجع إلى ساعات التصوير الطويلة، والتي جعلت كلاً منا يشعر بأنه وسط أسرته التي تحبه وتدعمه.

- كيف ترى المنافسة الدرامية في شهر رمضان؟
أجدها الأكثر شراسة وقوة هذا العام، فرغم أن عدد المسلسلات لا يتجاوز الـ25 مسلسلاً، إلا أن معظم هذه الأعمال تتميزة بالقوة بسبب تميز مخرجيها ومؤلفيها وأبطالها.

- ما المسلسل الذي تحرص على مشاهدته؟
أعتقد أن تصوير مسلسل «شهادة ميلاد» سيتواصل حتى الأيام الأخيرة من هذا الشهر الكريم، لذلك لن أتمكن من مشاهدة أي مسلسل، لكنني سأتابع كل المسلسلات بعد انتهاء شهر رمضان، فقد تعلمت أن الفنان الذي يريد النجاح، لا بد له من أن يتابع كل ما يحدث حوله في الدراما والسينما.

- إلى أي مدى يشغلك الأجر؟
أنا فاشل اقتصادياً، ولا يمكنني تحديد الأجر الذي يناسب كل عمل أشارك في بطولته، لكن كل ما أعرفه أن الأجر- ورغم أنه لا يشغلني ويمكن أن أتنازل أحياناً عن جزء كبير منه لظروف خاصة أو لشدة إعجابي بدور ما- يحدد نجومية أي فنان وقيمته، فكلما ارتفع أجرك ازدادت نجوميتك.

- ألا توافقني الرأي بأن هذه النجومية تأخرت لسنوات طويلة؟
 لا أنظر الى ما حدث معي بهذه الطريقة، لكن أقول دائماً إن الله سبحانه وتعالى قد كتب لي النجاح في تلك الفترة، ورأى أن هذا هو الأفضل لي، ولذلك أنا راضٍ بنصيبي وسعيد بأن نجوميتي قد تحققت في ذلك التوقيت، لأنها أعطت أملاً للكثير من الفنانين الذين لم ينالوا حقوقهم بعد، ولم يحققوا النجومية التي يستحقونها، فبعد نجاحي في مسلسل «بعد البداية»، فوجئت بأكثر من اتصال من العديد من الفنانين، الذين أكدوا لي أنني أعطيتهم أملاً بالمستقبل، لأنهم كانوا يشعرون باليأس لتأخر نجوميتهم.

- أي فنان تحب مشاهدة أعماله باستمرار؟
كل فنان يتميز بصفة معينة، ولا أنكر أنني أشاهد أعمال جميع الممثلين والممثلات، فأنا متابع جيد لما يحدث حولي.

- ما النصيحة التي تسديها الى كل ممثل في بداية مشواره؟
أقول له : تمسك بموهبتك ولا تتنازل عنها، وثق بنفسك دائماً، الفرصة ستأتي لا محالة، لذلك اصبر ولا تتسرع ولا تضيّع أحلامك.

- ما سبب ابتعادك عن السينما؟
العروض التي تلقيتها لم تكن تعجبني على الإطلاق، فالأدوار كانت تقليدية ومهمشة، وأنا لا أرضى لنفسي بذلك.

- هل من مشاريع سينمائية تستعد لها؟
تعاقدت على بطولة أربعة أفلام دفعة واحدة، لكن من المقرر أن يتم تصويرها خلال عامين، ولن أكشف عن أي تفاصيل أخرى، لكن أقول للجمهور انتظروا مفاجآت السينما، وأتمنى أن تنال أفلامي المقبلة إعجابكم.

- لماذا تتكتم على حياتك الخاصة؟
أنا متزوج ولديَّ ثلاثة أبناء، لكنني لا أحب أن أتحدث عن حياتي الخاصة، وأرفض نشر صور لعائلتي حتى لا أشعر بأن عملي وما حققته من شهرة قد عرّضهم لأي ضرر، فمن الممكن أن تجعل شهرتي أبنائي يصابون بالغرور، وهذا ما أخشاه ولا أتمناه، لذلك أفضل إبعادهم عن دائرة عملي، وأتجنب الحديث عنهم في الصحف ووسائل الإعلام.

- هل توافق على دخول أبنائك مجال التمثيل؟
لا، لأن هذه المهنة تصيب كل من يعمل فيها بإرهاق نفسي وجسدي، وهذا ما لا أتمناه لأبنائي، لكن إذا كان لدى أحدهم إصرار على ذلك فلن أعارضه أبداً.

- إذا تلقيت عرضاً للمشاركة في عمل ما، لكن من خلال دور ثانوي، فهل ستوافق؟
بالطبع لا، لأنني وصلت إلى مرحلة لا يصلح لي فيها إلا الأدوار الرئيسة، فأنا أؤيد المشاركة في أي عمل جماعي، لكن من خلال دور رئيس ومحوري وليس دوراً ثانوياً.

- من هو مثلك الأعلى في التمثيل؟     
هو ليس ممثلاً واحداً وإنما أكثر من نجم، لكن أبرزهم النجم القدير الراحل نور الشريف والنجم يحيى الفخراني والنجم محمود عبدالعزيز وأيضاً الراحل أحمد زكي.

- لماذ ا لا تشارك في المناسبات الفنية الخاصة؟
بالعكس، أنا لا أتردد في تلبية أي دعوة، لكن من الممكن أن يكون انشغالي الدائم بالتصوير في الفترة الأخيرة قد حال دون وجودي في هذه الحفلات، ورغم ذلك أتواصل باستمرار مع زملائي في الوسط الفني، وعلاقتي بالجميع جيدة.

- كيف تتواصل مع جمهورك؟
لا أمتلك أي حسابات على موقع «تويتر»، وليس لديَّ سوى صفحة رسمية على «فايسبوك»، أنشر من خلالها أخباري الفنية باستمرار.


صعوبات الحياة

ما أكبر الصعوبات التي تواجهك في الحياة؟
الشعور الدائم بالتوتر والقلق، فخوفي على عملي ورغبتي الدائمة في تقديم الأفضل يجعلانني أعاني الضغوط التي لا تنتهي وأعيش في قلق دائم.