في القاهرة 140 مثقفاً يجيبون عن سؤال: هل نحتاج إلى خطاب ثقافي عربي جديد؟

١٤٠ مثقفاً,يجيبون عن سؤال,هل نحتاج إلى خطاب ثقافي,عربي جديد,الوعي

القاهرة – طارق الطاهر 18 يونيو 2016

 

انطلقت في القاهرة، في الفترة الممتدة من 29 إلى 31 أيار/مايو، فعاليات الملتقى الدولي الأول لتجديد الخطاب الثقافي، بحضور 140 باحثاً من مصر، لبنان، سورية، العراق، فلسطين، الأردن، المغرب، ليبيا، ووصل عدد الأبحاث التي نوقشت على مدار أيام المؤتمر الى أكثر من 95 بحثاً، بخلاف مجموعة من ورش العمل التي ركزت على الموضوعات التالية: آليات تجديد الخطاب الثقافي، تسويق المنتج الثقافي، الشباب وتجديد الخطاب الثقاقي، بالإضافة الى تنظيم معرض عن الحرف التقليدية.
الملتقى كان فرصة لطرح عدد من الإشكاليات الرئيسة في الثقافة العربية، فمن ليبيا جاء بحث أحمد إبراهيم الفقيه بعنوان «عن الثقافة والمستقبل في السياق العربي الإفريقي»، حيث أشار فيه إلى أن مجتمعات آسيوية في الصين واليابان والهند، استطاعت أن تحقق المعادلة وتزاوج بين التراث الثقافي الذي يحفظ لهذه المجتمعات هويتها وشخصيتها، وبين روح العصر، وهو ما لم يحصل في بلدان المنطقة العربية والإفريقية عموماً. ومن لبنان أكدت إلهام كلاب رئيسة حلقة الحوار، أن التجديد حاجة ملحة عند كل مفكر ومثقف، ولا بد من تجديد رؤيتنا للتراث، ومحاولة ردم الفجوة بين الأجيال، لا سيما أن العولمة ألغت الحدود، مشيرة إلى أن لبنان قد جمعه بمصر، في القرنين التاسع عشر والعشرين، الكثير من الوشائج الثقافية من خلال رواد كبار أسسوا للنهضة العربية في الثقافة والصحافة والمسرح. أما الدكتورة أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، فقد أشارت إلى أن الملتقى يأتي بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، لذا فهو يسعى إلى المشاركة في صنع المستقبل، لا سيما أن الثقافة العربية ترجع إلى عصور موغلة في القدم، مما يدل على أن هذه الثقافة يتخللها عنصر مهم وهو القدرة على التجدد والانفتاح على ثقافات العالم، مع الاحتفاظ بجوهرها.
ولفتت الدكتورة أمل في بيانها، إلى أهمية هذا الملتقى في هذا التوقيت تحديداً، وأن الثقافة نشاط معرفي اجتماعي يساهم في إنتاجها الأفراد والجماعات مقترنة بالوعي، وعلينا الأخذ في الاعتبار ضرورة التنوع، فلا بد من أن تكون لنا رؤية ثقافية كاشفة، وعلينا أن نجدد في أنماط التفكير، وكذلك النظريات المرجعية، كما لا بد لنا من أن نعترف بأن المثقف يعاني نوعاً من العزلة، ويقع عبء معالجة هذا الأمر على المثقف نفسه.
ومن جانبه، اعترف حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، بأن عنوان هذا الملتقى «تجديد الخطاب الثقافي» يثير تساؤلات كثيرة، فنحن في أزمة حقيقية لا يمكن إغفالها... مؤكداً أنه من جيل تربى على أن هناك أزمة واحدة وهي القضية الفلسطينية، لكن الآن أصبح لدينا العديد من الأزمات في العراق وسورية وليبيا، ومن واجبنا كمثقفين أن نعمل على الخروج من هذه الأزمات، بإعلاء المصلحة الوطنية، وأن نطرح جميع الأسئلة في ما بيننا، للوصول إلى مشتركات نستطيع البناء عليها.
وفي كلمته، أوضح الروائي عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري، أن هناك توجهاً لتغيير الخطاب الثقافي، بحيث ننتج خطاباً يدفعنا قُدماً، ولا نكون مهمومين دائماً بأسئلة الماضي، فلا بد من أن يراعي الخطاب التزامه بعصره وأسئلته، لكي ننطلق إلى الأمام، بعدما تأخرنا كثيراً.
من الموضوعات التي طرحت في هذا الملتقى: «دور التكنولوجيا في تجديد الخطاب الثقافي» لمحمود الضبع، «الحقوق الثقافية والإعلامية في ضوء متغيرات العصر» لمنى سعيد الحديدي، «الفسيفساء الثقافية المجتمعية السورية» لنبيل سليمان، «الصناعات الثقافية والإبداعية» لهويدا صالح، «تحديث التعليم» لسيد مضية، و«الصناعات الثقافية والإبداعية» لشاكر عبدالحميد.