مجموعة الرحلات 2017 Dior Cruise... عودة إلى بريطانيا وإلى ازدهار الخمسينات

لندن,Dior,ديور,كايت بكنسايل,روث ويلسون,The New Look,بيتر مارينو,كريستيان ديور,الأميرة مارغريت,ألكسا تشانغ,الفساتين,القمصان,السترات,مجموعات الرحلات,التصاميم,حقائب

لها- لندن/أكسفوردشير 26 يونيو 2016

كانت تمطر في لندن. المطر جزء من التجربة البريطانية. «فليحفظ الله الطقس البريطاني»، قال لنا أحد المنظمين. المطعم الذي قصدناه في المساء حمل اسم ديور. أسلوب الدار الفرنسية قُدم في قالب بريطاني.

 

بدأنا الاحتفالات في «نادي لايدي ديور» حيث اجتمعت الشهيرات والوفيات للدار، منهن الممثلتان البريطانيتان كايت بكنسايل وروث ويلسون. لندن تحب ديور منذ عام 1947 الذي أطلق خلاله المصمم الطموح كريستيان ديور ما سُمّي «المظهر الجديد» The New Look، وطُلب منه أن يقدّم عرضاً خاصاً لمجموعته للملكة البريطانية إليزابيت الأولى... وديور تثق بلندن. ففي صباح اليوم التالي اكتشفنا البوتيك الجديد، بوتيك ديور، في شارع نيو بوند.

المتجر الذي انضمّ إلى روائع المهندس الأميركي بيتر مارينو، ضخم ومذهل. منذ الصباح سحبت منا ديور الدهشة. من البوتيك انطلقنا إلى محطة فيكتوريا حيث انتظرنا قطار «ديور إكسبرس» الفخم الذي سيحملنا إلى وودستوك في أوكسفوردشير. تسنّى لنا أن نعيش تجربة ظهرت منها لمحات في كتب تاريخية وفي روايات وأفلام، تجربة ركوب قطار «أورينت أكسبرس».

كانت الرحلة ممتعة برغم الأمطار. استقبلتنا الطبيعة البديعة الخضراء والسماء الرمادية قبل وصولنا إلى قصر بلينهايم التاريخي مقرّ دوقات مارلبورو المدرج على لائحة اليونسيكو التي تضم مواقع التراث العالمي، ومكان ولادة السير ونستون تشرشل. وداخل القصر المهيب طالَعَنا مشهد آخر مستقى من التاريخ غير البعيد، عام 1954، تاريخ عرض ديور الأول الذي جرى في المكان نفسه، «بلنهايم بالاس» (العرض التاني أقيم عام 1958 بعد رحيل كريستيان ديور).

لقد وجدنا أنفسنا بين فساتين المجموعة التي قدمها كريستيان ديور بدعوة من دوقة مارلبورو العاشرة وفي حضور دوقة وندسور الأميرة مارغريت، خلال عرض هدف إلى جمع الأموال للصليب الأحمر. تفرّجنا على فستان أسود منقّط بالأبيض وعلى آخر من المخمل الملكي، وتأملنا فستاناً من الحرير الأحمر مزيناً بعقدة في الوسط على مستوى الخصر...

فساتين ساحرة عبرنا بينها وبين أجمل نساء العالم، مثل العارضة والممثلة التشيكية إيفا هرزيغوفا، وأكثرهن أناقة مثل العارضة البريطانية ألكسا تشانغ. ثم دخلنا الممرات العريقة حيث اختالت أمامنا العارضات بين المرايا الضخمة والكتب التاريخية الملوّنة بألوان الحياة والحاملة أسرارها. رأينا الكثير في وقت قصير، التويد والمخمل والحرير وأقمشة الجاكار المكسّرة، وموتيفات إفريقية وأخرى آسيوية، وتطريزات منثورة هنا وهناك أو مركّزة حيث لا يُمكن توقعها، ولاحظنا استحضاراً قوياً لرياضة ركوب الخيل، لعلّها تحية فرنسية إلى رياضة بريطانية أصيلة.

رأينا أيضاً فساتين حفلات الشاي، والفساتين القمصان، وسترات «بار» الشهيرة، وأقمشة مطبّعة بنقوش الأزهار ومرتاحة على الأجسام، وأكماماً منتفخة وأشرطة حول السترات وأخرى متدلية من العُرى، وسراويل قصيرة واسعة قليلاً وقمصاناً من دون أكمام. المجموعة مستوحاة من مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مرحلة كريستيان ديور الذهبية التي تكرّست خلالها علاقته ببريطانيا. المزيج الفرنسي البريطاني العالمي، وزحمة التأثيرات يعكسان التوق إلى الحياة الذي سيطر على تلك المرحلة من القرن العشرين، والرغبة في السفر و«اكتشاف الجديد».

أليس السفر التيمة الأساسية التي تسيطر على مجموعات الرحلات؟ وقد أصبحت هذه الأزياء الأكثر مبيعاً في بوتيكات دور الأزياء العريقة. كأن المصمّمين المشرفين على فريق الإبداع في ديور «لوسي ماير» و«سيرج روفيو» بحثا عن احترام إرث ديور من دون الاعتماد التام عليه. فقد ابتعدت التصاميم عن الأقمشة التي تضيق عند الخصر والقصات التي تبرز الجسم كساعة رملية. وفُكّكت سترة «بار»، فتحوّلت إلى قطعة قماش تلفّ الوركين، أو عانقت الفستان على شكل ثنيات «درابيه». أما العقدة التي تعدّ من رموز «ديور»، فأصبحت شريطاً يلتفّ حول العنق مثل وشاح.

وفرضت الأكسسوارات نفسها بين حقائب أعادت لوغو «ديور» إلى أقمشتها وجزمات بأربطة كثيرة وكعوب ذهبية. ولاحظنا مشاركة بيلا حديد في العرض بعد ساعات من الإعلان عن التعاون معها نجمة لفيديوات ماكياج ديور. غادر راف سيمونز في أكتوبر الماضي، لكن عالم ديور أكبر من دور مدير إبداعي يترك فيه بصماته، وبريق تاريخ الدار وحاضره يبهر أكثر من بريق أي مصمم سيرتبط اسمه بالاسم العريق.