تامر إسحاق: خاتون هي البطلة وعبارة «حاضر ابن عمي» لا تعبّر عن نساء ذلك الوقت

تامر إسحاق,خاتون,المسلسل,خلفية تاريخية,الشخصيات النسائية,البيئة الشامية,تفاصيل البيئة

لها (دمشق) 26 يونيو 2016

بعد أربع سنوات من التأجيل المتكرر، رأى « خاتون » النور بعدما اختمر نصّه ورُصدت له الإمكانات التي تؤهله ليظهر بالصورة الفضلى ... « خاتون » الذي يصّر صنّاعه على توصيفه بالفنتازيا الشامية، تدور أحداثه بداية في عشرينات القرن الماضي حول علاقة حب بين ابنة زعيم الحارة « خاتون » ، والضابط الفرنسي وما يتولد عنها من تداعيات تطاول الحارة والعلاقات القائمة بين الشخصيات، إضافة إلى أحداث أخرى مليئة بالتشويق ومرتبطة بمحاربة المحتل الفرنسي من جانب أبناء البلد، والتنافس على كرسي الزعامة، والصراعات والتحديات التي تعيشها غالبية الشخصيات ... هذا ما أكده لنا حوارناالآتي مع مخرجه .


- إلى أي مدى راعى المسلسل الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداثه كخلفية تاريخية عبر العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومُناهضة المحتل؟
عام 1922 كانت بداية الحكم الفرنسي على سورية، وفي المسلسل نتعرّف إلى الحارة السورية وكيف تعاطى سكانها مع الوضع في ذلك الحين، وهو يرصد تحركات مجموعة من الشباب الثوار الذين وقفوا ضد المحتل. وفي الجانب الآخر نتابع قصة خاتون الفتاة التي تحب ضابطاً فرنسياً وتهرب معه.
وهنا أسجّل أمرين، الأول أن المسلسل لا يقدم توثيقاً للأحداث، والأمر الثاني أن جزءاً كبيراً منه يتم تصويره خارج الحارة، فهناك معسكرات فرنسية ومغاور ومعارك سكة القطار، وبالتالي نحاول قدر الإمكان تقديم صورة عن النماذج والعلاقات الإنسانية والوطنية التي كانت قائمة في الشام آنذاك.

- من الشائع أن يأتي دور المرأة في مثل هذه الأعمال في الدرجة الثانية فإلى أي مدى يبرز المسلسل دور الشخصيات النسائية وحضورها وتمردها؟
خاتون هي البطلة والمحور، إنها ابنة أكبر بيت في الحارة وهربت مع الضابط الفرنسي الذي تحب، وهذا بحد ذاته شكّل نقلة في العمل ومفصلاً حقيقياً فيه، فالنساء في ذلك الوقت لم يكن دورهن محصوراً في غسل أرجل أزواجهن، أو مختزلاً في عبارات من نوع «حاضر ابن عمي...»، فقد كان لهن حضورهن ووجودهن، وإن أردنا التوغل في العمق أكثر حول وضع المرأة آنذاك فسيكون الحديث عن ثقافة وتعليم، ولكن في المسلسل تناولنا الحكاية الاجتماعية فقط لفتاة أحبت شاباً وهربت معه.

- ما سبب الاستعانة بممثلين لبنانيين في البيئة الشامية؟ ... أهو خط لبناني ضمن أحداث المسلسل؟
أرفض في الأساس أن تؤدي أي شخصية غير شامية دوراً شامياً، لأن هناك لهجة شامية ينبغي أن تكون حاضرة، لذلك يؤدي الممثلون اللبنانيون معنا أدواراً لشخصيات لبنانية، هم ضباط وعساكر في الجيش الفرنسي، وقد قُدِّموا على أنهم لبنانيون.

- ما الهدف من الغوص في تفاصيل البيئة والمكان ( أكسسوار، ديكور، ملابس ...) هل هو لإظهار هذه البيئة على حقيقتها أم للإبحار فيها نحو الإبهار وإظهار جمالية فلكلورية؟
الاتجاه الرئيسي في «خاتون» هو نحو الدراما. نعم، تفاصيل الشخصيات كما الأكسسوار الشامي موجودة، ولكن لا أستطيع أن أُبرز الأكسسوار على حساب الدراما، وبالتالي لا أدخل على الخط الفلكلوري، وإنما أُبحر في الجو الشامي والبيت الشامي والأكسسوار والبحرة، ولكن ليس على حساب الدراما. وبالتالي وجود هذه الجماليات مطلوب وضروري بالنسبة إلى الصورة كي نقدمها بشكل مختلف، ولكن يبقى الاتجاه الرئيسي هو الدراما.

- تأخير تصوير « خاتون » لمدة أربع سنوات ... كيف أرخى بظلاله على آلية العمل؟ هل أساء اليه أم جاء لمصلحته ولإغنائه؟
مما لا شك فيه أنه أغناه أكثر، حيث أُجريت عليه تعديلات جذرية، فقد كانت هناك اختلافات في وجهات النظر بيني كمخرج، وبين الشركة المنتجة، وبالنتيجة توصلنا إلى نص جاهز للتنفيذ، خاصة أن المسلسل ليس بيئة شامية فحسب وإنما ينتمي إلى الفنتازيا الشامية، أضف إلى ذلك أن التأخير على مستوى الشركة المُنتجة (غولدن لاين) التي اشترت العمل وأنتجته، قد ظلمها مادياً لأنها اشترته العام الماضي وكان ينبغي تصويره حينها إلا ان تعديلات حدثت على النص ولكننا استطعنا أن نلحق بالموسم الرمضاني الحالي.

- وكأن الحظ السيئ قد رافق العمل لفترة من الزمن، حيث كثر اللغط حول تغيير أسماء واعتذار فنانين وتبديل مخرجين... !
قد يكون كذلك، لكن النص جذاب وقد كتبه طلال مارديني بأسلوب لافت ومشوّق، وأرىأن هناك أعمالاً تمتلك مواصفات خاصة وبالتالي تحتاج إلى تحضير خاص، وعندما تدرسها شركة إنتاج لتنفذها قد تتأخر في إنجازها أو تؤجلها إلى وقت لاحق.