تصريحات نارية وإطلالة ثلجية حليمة بولند: «أنا من تصنعْ الموضة»... وهذا مصيري بعد 30 عاماً

حليمة بولند,الإعلامية الكويتية,تصريحات نارية,إطلالة ثلجية,نجاح كتابي الأول,حقائق,مقتطفات,مغردة,هجوم,طارق العلي,أيقونات,متصالحة مع نفسها,صادمة,مفاجئة,جمالي الداخلي,الزمن الماضي,عدم الاكتراث,إنستغرام,Me حليمة,الكتّاب,تونس,الفنان,الفوازير,الفنانات,الماكياج,مادة التربية الإسلامية,شيريهان

مايا بنّوت 06 يوليو 2016

 نُحبُّ ثقة حليمة بولند بنفسها. هي امرأة تحب نفسها ولا عيب في ذلك، فالحب صفة إيجابية في زمن الحرب والمآسي أو ما يسمّى «الزمن الجدّي». تقول بأن أحلام كانت تُطعم والدها بيدها، وتكشف تحفظ والدتها على أزيائها وغنائها وبعض اللقطات الجريئة في برامجها. هي متصالحة مع نفسها كثيراً لدرجة صادمة ومفاجئة لناحية عدم الاكتراث بمحاولة التشكيك المباشر بنجاحها وأسلوبها، لكنها غير صامتة وترفض التمادي والاستهزاء. تعلنُ الإعلامية الكويتية استسلامها للدراما للمرة الأولى رغم أنها لا تطمح إلى احتراف التمثيل، وتطلّ على جمهورها بأناقة لافتة لن تعبر مرور الكرام، «ماري-أنطوانيت» بملامح كويتية ضد الثورات أيضاً...


- في بداية الصيف، أعلنت عبر صفحتك على موقع «إنستغرام»: «بعد نجاح كتابي الأول اليوم وقّعت لكتابي الثاني. باركولي» ... كيف قيّمت هذا النجاح؟
أقيّم نجاحي من خلال حقيقة واضحة، تجديد الشركة نفسها عقدها معي ومضاعفة الأجر. ولو لم تحقق Spark أرباحاً لما تعاونت معي ثانيةً. هي ليست شركة عادية، وإنما من أكبر دور النشر والطباعة وتوزيع الكتب. وقد وقّعوا أخيراً مع النجم المصري الكبير أحمد حلمي. تنتج هذه الشركة لأهم الكُتّاب في الوطن العربي مثل الدكتور يوسف زيدان والدكتور نبيل فاروق... ولو لم يكن التعاون معي مجدياً مادياً لما كانوا اضطروا لذلك، فهي شركة تجارية تهدف الى الربح.

- من كان لديه فضول قراءة كتابك الأول «Me حليمة» برأيك؟
الـFans بالدرجة الأولى، وهم كثر ما شاء الله. جمهوري المقرب مني الذي يرغب في التعرف على جوانب جديدة في حياتي. فأنا لم أكتب قصة حياتي فقط، بل رويت تجارب استفدت منها وكشفت أسرار جمالي ورشاقتي واهتمامي بنفسي والمشاكل التي مررت بها وقد يستفيد منها غيري. هو كتاب شامل ويمكن أي إنسان قراءته، ويستفيد في الوقت نفسه من خبرتي البسيطة في هذه الحياة.

- إلى أي مدى أزعجك حذف حقائق ومقتطفات من هذا الكتاب؟
لقد تدخّل مقص الرقيب بشكل كبير في محتوى الكتاب لارتباطه بجوانب سياسية محظورة بالتأكيد. وتمّ حذف ثلاثة أجزاء أساسية قبل طباعته. وأنا مع قرار الرقابة اليوم، وكلنا تحت مظلتها، وعلينا أن نسلّم بهذا الأمر.

- هل تشعرين بأن عليك عدم التحدث عن مرحلة مرتبطة بهذه الأجزاء؟

طالما يرفض المجتمع الذي أعيش وسطه ذلك... نعم. ولي وجهة نظر ربما يخالفني البعض فيها الرأي، لكنني ملتزمة بقرار الرقابة.

- بين هذه الأجزاء تفاصيل رحلتك إلى ليبيا، كيف تستعيدين تلك المرحلة شخصياً؟
كانت مرحلة عايشت فيها الشعب الليبي عن قرب. عشت أسبوعين في ليبيا وتم تكريمي من القذافي لأنه كان رئيس الدولة آنذاك، ومن وزارة الإعلام الليبية الممثلة بأحمد المنصور حينها. زرت كلية الإعلام في الجامعة الليبية، وكانت تجربة غنية، وصودف أن كان القذافي رئيس البلاد يومها. وحتى لو كان أي رجل آخر، أنا في النهاية لبّيت دعوة حكومة ليبيا وشعبها. 

- هذا ما حصل مع ماجدة الرومي حين كُرّمت في تونس من رئيسها آنذاك زين العابدين بن علي ومنحها وسام الاستحقاق...
هذا صحيح، فالفنان لا يزور أي دولة لهدف سياسي. وأنا زرت بلداً شعبه عزيز على قلبي، أحبّه وأحترمه. وما يحدث بعد ذلك، أنا لا أعلم بالغيب والثورات... علماً أنني ضد الثورات.

- لمَ أنت ضدها؟
للأمانة، لقد سادت الفوضى بعد الثورات، وخلّفت الكثير من القتلى والدمار والضياع. الثورات ليست دائماً على حق، وهذه وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب.

- لنتكلّم قليلاً عن الكتاب الجديد...
الكتاب الجديد مختلف تماماً عن الأول. وهو عبارة عن روايات أدبية قد تكون موجّهة للكبار وتتناول قضايا المرأة، أو للصغار قد تكون مرفقة مع أقراص مدمجة فيها صور ورسومات لي ولطفلتيْ، خاصة أن لي جمهوراً كبيراً من الأطفال في الكويت والخليج عموماً. وقد وقّعت العقد رسمياً.

- هل تتخذين موقفاً موحّداً ممن يقلّدك؟
أبداً، إن كان التقليد ضمن حدود الأدب والاحترام فلا أجد مشكلة في تقبّله. حتى أنني أنشر مشاهد تقليدية على حساباتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنني أكثر شخصية تمّ تقليدها... كذلك أحلام. روحي رياضية ولا أنزعج، لكنني أرفض التمادي والاستهزاء.

- ماذا تقولين لمن يتهمك بالدلع المفرط؟
انتشر كالنار في الهشيم فيديو لي وأنا صغيرة في برنامج «افتح يا سمسم أبوابك» التربوي التابع لمجلس التعاون الخليجي، وكنت أتحدث يومها بنبرة صوتي الحالي، حتى أن البعض اكتشف أنه ظلمني باتهامي بالدلع المفرط.

- لكن الدلع قد يكون مقبولاً من طفلة أكثر من امرأة ناضجة في مجتمع محافظ...
باختصار، يحق لي أن أتدلع بكل تواضع وبعيداً عن الغرور.

- ذكرت الفنانة الإماراتية أحلام منذ قليل كيف تفاعلت مع دفاعها عنك بعدما استفزها انتقادك مغرّدة وكأنها لا تعرفك عن قرب: «من فترة اشوف مذيعين يسيئون لإعلاميه كويتية وبالتحديد حليمة بولند... لا تربطني بها علاقه شخصيه بس بعيدا عنه خساره الرجوله عيب والله عليكم»؟
لا أعلم من تقصد، أشكرها على كلامها اللطيف رغم عتبي عليها. البعض حاول استفزازها فقالت بأنني لم أدافع عنها أثناء توقيف برنامجها... رغم أننا ارتشفنا من نفس الكأس أخيراً. توقف برنامجي باختلاف الأسباب جملة وتفصيلاً. لكن تعددت الأسباب والموت واحد. لقد دافعتُ عنها رغم شراسة الهجوم عليها بكلمات قاسية... دافعت عنها بشكل مستميت إن صح التعبير. لكن أحلام كانت سريعة الغضب حينها وردّت بأنه لا يهمها دفاعي عنها لأنني لست صديقتها ... لكن «يا أحلام أنا اليوم لا أنكر، ويُحسب لك أننا كنا في رمضان كل يوم نفطر في بيتك أنا وبابا وزوجي». ولا أنسى أنها كانت تطعم والدي بيدها، وتقدّر أهلي وأجالس زوجها وأولادها وأهلها. كانت تلك الأيام جميلة بيننا. لكن ربما في لحظة غضب قالت هذا الكلام. لا أعلم.

- كيف تتطلعين إلى تجربة توقيف برنامجك «ديو حليمة» أخيراً وأنت الإعلامية الأولى خليجياً؟
نحن نعيش في مجتمع محافظ وربما لمس البعض جرأة كبيرة في برنامجي. فالحلقة التي تلاها الإيقاف مباشرة استضفتُ فيها الراقصة السعودية أم عايض، وقد استفز هذا الأمر البعض كثيراً، وبلغ حد استجواب وزير الإعلام نتيجة ضغوطات نيابية «متأسلمة» في مجلس الأمة بكل شفافية وصدقية.

- إلى أي مدى استفزك هجوم الفنان طارق العلي عليك وندمه على المشاركة في هذا البرنامج بسبب أسلوب تقديمك؟
لقد انتشر فيديو مجتزأ له، وهو رغم ذلك اعتذر لاحقاً. لم يتضمن الفيديو قوله: «حليمة إعلامية كبيرة ونفتخر بها...». وتتلخص وجهة نظره بأنني ربما ارتكبت خطأ صغيراً وأنا رددت عليه. وتساءلت لمَ لمْ ينسحب من البرنامج طالما أنه لم يعجبه أو استفزه سؤالي عن فشله الذريع في الدراما بعكس نجاحه في المسرح. ربما استفزه السؤال.

- لكنه انتقد إطلالتك أكثر من حوارك وأسئلتك؟
لقد كان يغني طوال الوقت، وهناك تناقص بين حضوره في الحلقة وما قاله بعدها. كان فرحاً وليس مستاءً، والصورة أبلغ من الكلام وهي خيرُ ردٍ. وعلى ذلك، علاقتي به الآن ممتازة وهو فنان كبير. وقد اتصل بي شخصياً للاعتذار، وأنا قبلت اعتذاره وأكنّ له كل الاحترام والتقدير.

- ألم تؤثر كثرة تغيير اللوك في هويتك، خصوصاً أن نجمات العالم عُرفن بتسريحة معينة مثلاً وأصبحن أيقونات؟
أنا أحب التغيير والتجديد في إطلالاتي، وهذا هو سبب تقديمي للفوازير. قدمت 30 شخصية بـ«لوكات» مختلفة، من سميرة توفيق إلى سعاد حسني ومارلين مونرو وهند رستم والأميرة ديانا وشجرة الدر. كذلك قدّمت برامج الألعاب وتلك الحوارية... الجمهور تعوّد على تتبّع الموضة مني، في الخليج والكويت تحديداً، لأنني أصبحت «أنا أصنع الموضة» بكل تواضع، وأنا أقصد الكويت والخليج لكوني كويتية. والإنسان يحقق نجاحاته الأولى في بلده. جيل كامل يتتبع «ستايلي» وأزيائي.

- ذكرت أسماء أيقونات جسدتِ شخصياتهن في الفوازير، هل تأثرت بإحداهن وأنتِ تكبرين؟
لا، لكنني متأكدة من أنني سأنضم إلى هذه القائمة بعد 30 عاماً، وسأكون أيقونة الجمال معهن. بكل تواضع. (تضحك).

- ما أكثر ما يخدم صورتك كإعلامية اليوم؟
شخصيتي كحليمة لها بصمة خاصة، وحتى طارق العلي رغم انتقاده لي، قال في تصريح خاص بأنني ماركة مسجّلة في الإعلام الكويتي والخليجي والعربي ولو ظهرت مليون إعلامية وقلّدنها. فهويتي التصقت بي كأول خليجية تعتمد هذا الأسلوب. وبالتالي، أنا تركت بصمة في الإعلام شئنا أم أبينا... خالفوني الرأي أم وافقوني.

- من يُقابلك في عالم الرجال إعلامياً؟
لا أعرف، لكن إن أردت ذكر اسم رجل ساندني مهنياً، فهو الأب الحنون والإعلامي الكبير الذي تشرفت بالوقوف إلى جانبه محمد لويس. قدّمت معه برامج في بداياتي على شاشة تلفزيون الكويت. أكنّ له كل المحبة والتقدير. أما الإعلامي الرجل الذي يوازي نجاحي وجماهيريتي اليوم في الكويت، فلا أجد إجابة.

- سجّلتِ حلقة ناجحة وتستحق المشاهدة مع الإعلامي المصري وائل الإبراشي. هل يستفزك اقتصار الحديث على لون شعرك الأحمر الذي قيل بأنك اعتمدته تأثراً بهيفاء وهبي؟
لا يستفزني الأمر أبداً. وأعود إلى نقطة سابقة. أنا أعتمد مئات اللوكات، ومنها سعاد حسني التي أحب تسريحتها. قالوا بأنني شبيهة السندريلا... وربطوا بيني وبين شمس وهيفاء وهبي. وكل اللواتي ذكرتهن جميلات وأحبّهن من دون استثناء. لكن تظل لي شخصيتي المنفصلة التي أفتخر بها بعيداً عن كل هؤلاء الجميلات.

- تتجه غالبية الإعلاميات اليوم إلى الفن لكسب جمهور إضافي، ماذا عنكِ؟
أعلن استسلامي، وللمرة الأولى أقولها. رفضت عروض التمثيل طوال مشواري الإعلامي الذي يمتد حوالى 10 سنوات، وقد تلقيتها من أهم مخرجي ومنتجي الخليج لئلا أقول جميعهم للأمانة... حتى في مصر جاءتني بعض العروض للمشاركة في مسلسلات هناك من محمد السبكي ويسري عكاشة، كذلك في الأردن من المنتج محمد مجالي لبطولة مسلسل بدوي مع منذر الرياحنة. أما اليوم، الدراما وفي رمضان أصبحت تستحوذ على 99 في المئة من اهتمام المشاهد العربي. أحياناً يكون الإنسان مجبراً على السير مع التيار، وأنا بدأت التفكير بخطوة التمثيل. وربما تكون تجارب استثنائية بدون احتراف رسمي للتمثيل مثل ما فعلت ميريام فارس وشيرين عبدالوهاب ولطيفة وهيفاء وهبي... 

- قلّما تذكر النجمات أسماء غيرهن من الفنانات...
أحبهن جميعاً وتجمعني بهن علاقة مودة وأخوّة، ولا أجد مشكلة في ذلك.

- هل تابعت تجربة ميريام فارس؟
لقد خاضت تجربة مميزة في «اتهام»، كذلك شيرين في «طريقي»، وهيفاء في «مريم». لكنهن لم يحترفن التمثيل، وتألقن كمغنيات أكثر. أما من المذيعات فليست هناك إعلامية اتجهت إلى بطولة مسلسل وسجّلت تجربة فريدة. 

- ماذا عن ميساء مغربي وعلا الفارس؟
ميساء ممثلة أصلاً. وأنا أشكر علا على الكلام الجميل الذي قالته عني ودفاعها عني على مواقع التواصل الاجتماعي. أشكرها على محبتها وأبارك لها مسلسلها، وهي بالتأكيد تجربة أولى وفريدة لها. وخطوتي التمثيلية ستكون على غرار تجارب لا تطمح إلى احتراف التمثيل.

- هل تلقيت عروضاً للمشاركة في دراما رمضان 2017؟
نعم، رغم أنني لا أحب التحدث عن أعمالي قبل توقيعها، لكنني قد أقوم ببطولة مسلسل مصري بشخصية امرأة كويتية، إضافة إلى عرضين كبيرين عبارة عن مسلسلين خليجي وسعودي.
- ماذا لفتك على شاشة رمضان؟
للحقيقة، أرى أن «سيلفي» «أكل الجو». فقد اكتسح باقي الأعمال بقضاياه ومواضيعه التي تلامسنا بشكل كبير كتفجير المسجد في الكويت وقد خصص حلقة كاملة عنه. وقضية نبذ الطائفية. وقضية الكويتي في الـHyde Park في لندن.

- ما حقيقة الرعب الهستيري الذي انتابك ونُقل على الشاشة خلال مشاركتك في برنامج «أبو المقالب»؟ وهل كان لصالحك؟
لا، لم يكن لصالحي. أولاً، أنا لدي «فوبيا» رهاب من الحيوانات. وقد لا أتجه إلى سيارتي لو اقتربت منها قطة، وربما أنتظر ساعات حتى تبتعد. هذا مرض أعانيه وأتمنى أن أجد علاجاً له. فما بالك إذا فوجئت بأسد أو كما يقول عادل إمام: «أنا بخاف من الكلب يطلعلي أسد». وفي النهاية، من يقول بأن الحلقة مفبركة أو تقاضيت عنها أجراً! هل الأسد يعرف أننا نمثّل أيضاً وتلقى تعليمات بألاّ يعض؟ هل يعرف هذا الحيوان المفترس أننا في مقلب؟ «ويا ما أسود أكلت مدربينها». أول ما فكرت به هو ابنتاي، لا أريد أن تصبحا يتيمتيْن. فكرت بالعودة اليهما سالمة معافاة بدون أن تكون رجلي مجروحة أو يدي مقطوعة.

- تكلمت عن عادل إمام، ألم تتابعي مسلسله «مأمون وشركاه»؟
لا، فقد تزامن عرضه مع صلاة التراويح.

- ما أكبر لحظة خوف عشتها في حياتك؟
هي لحظات كثيرة، لكنني اليوم بت أخاف على نفسي أكثر بعدما أنجبت ابنتيّ. قبل أن أختبر أمومتي كنت أمتلك روح المغامرة أكثر، حتى أنني أمارس أصعب الألعاب في مدينة الملاهي. بينما أضع ابنتيّ نصب عينيّ اليوم. فهما جلّ اهتمامي وكل ما في حياتي وأحيا لأجلهما. لقد غيّرت الأمومة شخصيتي جذرياً.

- تظهرين كملكة الثلج وماري-أنطوانيت في جلسة التصوير الخاصة بهذا الحوار...
لقد جسّدت شخصية ماري-أنطوانيت في الفوازير. واليوم، «ستايلي» الجديد ربما يكون صادماً لجمهوري، وقد تعمّدت أن أظهر به للتعبير عن أمور كثيرة. أحببت الجرأة في اللون الأبيض، نحن بحاجة إلى أن نتخلص من الكثير من أمور حياتنا. أعبّر من خلال هذه الجلسة التصويرية عن أحاسيس داخلية وواقع وجماليات مختلفة عما اعتدنا عليه مع الماكياج، بل من جانب مختلف يأخذنا إلى عصور مختلفة وأزمنة وشخصيات مختلفة. 

- هل مللتِ من الماكياج؟
أعتمد الماكياج على الشاشة لأداء دور حليمة الإعلامية. لكن من يعرفني عن قرب، يجدني لا أهتم بوضع المساحيق التجميلية في بيتي وجلساتي العائلية. وأنا اخترت أن أطل بـ«لوك» عالمي على جمهوري مع الحفاظ على لمسات الجمال والأناقة بمنظور آخر. وأحب أن أوجّه تحية كبيرة إلى مصمم الأزياء الكويتي والأخ والصديق محمد حمادة الذي اهتم بـ«اللوك» العام خلال التصوير، وفريق التصوير الذي تعاون مع أهم المجلات العالمية مثل «فوغ».

- اخترت ألواناً هادئة وخالفت كل إطلالاتك السابقة الجريئة بالألوان، ماذا عن هذا الانقلاب؟
رغبت في معرفة ردود فعل جمهوري. لقد أحببت هذا التغيير كثيراً، فأنا أظهر بصورة مختلفة جذرياً. وهذا أغرب لوك اعتمدته.

- لطالما برزت ملامحك بأسلوب شرقي، ألم تترددي في التخلي عن الكحل والخطوط الجمالية وتحديد الحاجبين؟
لطالما ارتبط جمالي بالملامح العربية الأصيلة، ورغبت في أن أظهره بمنظور آخر. وكل امرأة تستطيع ان تبرز جمالها كما يحلو لها. وهذه رسالة لكل امرأة بأنها تستطيع أن تعتمد جمالاً مختلفاً، وليس هناك تعريف واحد للجمال. وكل امرأة جميلة. وأنا مؤمنة بأن جمالي الداخلي ينعكس بشكل كبير على شكلي الخارجي، فمن تمتلك السواد في داخلها سيظهر ذلك جلياً على ملامحها. وإن كانت بيضاء من الداخل فسيبدو ذلك على ملامحها أيضاً براءة وصفاءً ونقاءً بعيداً عن الزركشة والزخرفة. وأنا كذلك.

- ألن نرى هذه الزركشة على وجهك وأزيائك مجدداً؟
هذا اللوك هو فانتازي مئة في المئة. لن أظهر بشعر أبيض بالتأكيد، لكنني سأعتمد إطلالات أكثر نعومة في الفترة المقبلة.

- أي إعلام قدّمت حليمة على الشاشة؟
أشكّل اليوم مدرسة إعلامية في الكويت والخليج، فثمة من تنتهج أسلوبي في التقديم. وليس غروراً حين أقول بأنني أيقونة الجمال والأناقة في الخليج والكويت. أنا أعنيها لأنه واقع. الغرور بعيد عني كل البعد. لكن هذا واقع شئنا أم أبينا.

- هل أثّرت الأمومة في الأضواء أم العكس؟
منحتني الأمومة وهجاً وسعادة أكبر وقدرة على العطاء والإنجاز. ولكن لأكون صادقة ومنصفة، ربما أصبحت مقصّرة إعلامياً بعدما تبدّلت أولوياتي. فعائلتي أخذت الكثير من اهتمامي بمهنتي. لأسرتي الحصة الأكبر اليوم. في السابق كان النجاح لأرضي نفسي، بينما أصبح طموحي مرتبطاً بعائلتي. ولا يمكن أن أنسى دعم والدي تحديداً أطال الله بعمره، والذي ينصرني ظالمة أم مظلومة ويتعاطف معي طوال الوقت، وأيضاً وجود والدتي إلى جانبي.

- ماذا عن تعاطف والدتك كونها تدرّس مادة التربية الإسلامية؟
تعارض أمي الكثير من الأمور في مشواري الإعلامي لكونها مدرّسة للتربية الإسلامية. هي أقرب لي في حياتي الزوجية والشخصية بنصائحها وحنانها. أما حياتي الفنية والإعلامية فلا تعجبها دائماً. ولديها تحفظ على أزيائي وغنائي وبعض اللقطات الجريئة في برامجي. أنا لا ألومها. وزوجي يدعمني لكنه يوجّه ليّ نقداً لاذعاً أحياناً، في ما يتعلق بالاحترافية.

- هل زوجك رجل منفتح ليتقبل انتقادك المستمر؟
جداً. وأنا أستغرب من ينتقدني، فأنا إعلامية والمصافحة أقصى ما أفعله خلال حواراتي. ومن ينشر انتقادات محرجة هم أصحاب حسابات وهمية ولا قيمة لتعليقاتهم.

- ألم يساورك شعور الابتعاد عن الشهرة والأضواء لتكتفي بحياتك الزوجية والأسرية؟
مررت بهذه الحالة النفسية بعد إجهاضي الأول لتوأم في الشهر السابع وقبل انجابي ابنتيّ كاميليا وماريا، وقد اختفيت طوال عامين. دخلت في حالة اكتئاب، كانت مرحلة مؤلمة وصعبة. وأتمنى أن أصل الى قرار الاعتزال، وأمي تدعو لي بذلك على الدوام بهدف الحجاب والالتزام الديني والالتفات إلى ابنتيّ فقط. 

- تكلمنا في بداية الحوار عن كتابك، من هي الشخصية التي ترغبين في اكتشاف حياتها عبر الصفحات؟
بصراحة... سعاد حسني، خصوصاً تفاصيل مقتلها الغامض. فأنا ضد مبدأ الانتحار. لقد تركنا النهاية معلّقة في الفوازير لأننا نجهل حقيقة مصير السندريلا. وأتمنى ألاّ تكون سعاد حسني قد انتحرت، لأن ذلك معناه خلود في النار وكفر بالله. فربّ العالمين يغضب غضباً أبدياً على المنتحر.

- هل كنت فعلاً لتحققي نجاحاً أكبر لو ظهرت في زمن عبدالحليم حافظ؟
هذا ما قاله الإعلامي مفيد فوزي. كما قال بأن عبدالحليم حافظ وعبدالوهاب كانا ليذوبا في عينيّ.

- هل يشبه دلعك اليوم دلع ماجدة المصرية في الأمس؟
كانت أكثر دلعاً مني في السينما المصرية بصراحة. الزمن الماضي كان يبيح الدلع ويقدّر الجمال أكثر. وأتمنى لو كنت ولدت في ذاك الزمن، لكن لأنني كويتية ربما لما كنت موجودة مع هند رستم ونادية لطفي. فمصر تسبقنا بأعوام طويلة في مجال الفن والسينما والدراما.

- إلى أي مدى شخصيتك مقبولة في زمن الحرب والمآسي أو ما يسمى «الزمن الجدّي»؟
بالعكس، ربما تكون شخصيتي هي المنفذ من الحروب والمآسي في هذا الزمن الجدّي. أقدم دلعاً تلقائياً وعفوياً محبباً لدى جمهوري، وربما مستفزاً لحسّادي.

- من هو الفنان الذي ترغبين في أداء دور البطولة أمامه لو كان على قيد الحياة من الزمن الجميل؟
رشدي أباظة وأحمد رمزي.

- قدّمت برنامجاً سياسياً وآخر ثقافياً... ماذا قدمت لك هاتان التجربتان في البدايات؟
لقد أضافت هاتان التجربتان الخبرة إلى رصيدي الإعلامي وسيرتي الذاتية. أما لأكون صادقة وصريحة، فبرامج الألعاب والفوازير هي التي صنعت جماهيريتي وليست البرامج السياسية أو الثقافية. قد تكون ألقت الضوء على جانب في شخصيتي الإعلامية وركزت على خلفيتي العلمية كأكاديمية ومتخرجة من كلية الإعلام في جامعة الكويت، ومثقفة قادرة على إدارة الحوار الثقافي.

- لمَ لمْ تكرري تجربة الفوازير؟
لقد أصبح كل كليب غنائي عبارة عن فوازير اليوم. زمن الفوازير كان في عصر شيريهان ونيللي... حتى ميريام فارس خاضت التجربة مرة واحدة ولم تكرّرها. لقد ولّى زمن الفوازير، أو انتهى ربما.

- من هو الاسم الثالث الذي تلى شيريهان ونيللي وترك بصمة في الفوازير؟
بصراحة، كنت أحب سمير غانم وفطوطة. أما تقييمي للجيل الحالي فأتجنّبه رغم أنني أعتبر أن ما قدمته كان الأنجح على الإطلاق، مع احترامي لكل زميلاتي لكوني أول خليجية قدّمت الفوازير.

 

CREDITS

شكر خاص : تصميم الأزياء: محمد حمادة