ما لن تنساه «حليمة»

الإفطار,مسلسل,هالة كوثراني,أقلام لها

هالة كوثراني 13 يوليو 2016

“لن تنسى هذا الإفطار” مسلسل من أربع حلقات قصيرة تابعناها على موقع مجلتنا وتحديداً على صفحة “لها تي في” tv.lahamag.com تعرض حلقاته قصة حقيقية من قصصنا، حكاية الحاجة حليمة التي تنتظر أن يجتمع أولادها كلّهم حولها، لكن الغربة والظروف تمنع تحوّل هذه الأمنية مشهداً حقيقياً. وهي لم تر أحد أبنائها المغتربين منذ أحد عشر عاماً، كأنّ حياته في فرنسا وظروف العيش في الغربة أفقدته الإحساس بالزمن. غاب عن أمه أعواماً طويلة، وكانت تتلصّص على حياته عبر شاشة الهاتف، تمدّ يدها إلى الشاشة، تلمسها، ثم ترسل إليه قبلات لا يحس بها خداه لكنها تصل مباشرة إلى قلبه ووعيه وذاكرته. تدّعي حليمة أن رؤية ابنها عبر الهاتف تهدئ نار قلقها عليه وحاجته إليها. لكن كيف يمكن الشاشة الباردة والمسافات البعيدة أن تعوّض دفء حضوره وفرحة احتضانه؟
حكت لنا حليمة حكايتها. أما حكايتنا، فكشفناها في الحلقة الأخيرة حين تسنّى لها أن تحضن ابنها وتحرس ابتسامته وبريق عينيه. فاجأناها بتسهيل عودة الابن لزيارة أمه، ووثقنا لحظات اللقاء بالكاميرا. المشهد مؤثر فعلاً. أسعدنا أن نساهم في جمع شمل عائلة في شهر المحبة والإيمان. وما لاحظناه وأسعى هنا إلى إلقاء الضوء عليه هو تفاعل المتابعين وتعليقاتهم التي تؤكد أن الغربة قدر يفرّق الأقرباء والأحباء في عالمنا العربي. دموع حليمة هي دموع الأمهات اللواتي تابعنها وكتبن بكلمات لطيفة تمنياتهن أن تجمعهن الظروف بأولادهن. السعي وراء العيش الكريم والبحث عن هامش من الحرية كانا أبرز أسباب غربة الشباب العرب. لكن الحروب التي حوّلت أيامنا كوابيس مستمرة شتتت العائلات. وأصبحت وسائل التواصل والاتصال الحياة البديلة، حياة ثانية نعيشها لنتواصل مع أمهاتنا أو إخواننا أو أخواتنا أو آبائنا. التعليقات على فيديو اللقاء بين حليمة وابنها المغترب تلخّص أوجاعنا وتؤدي دور مرآة صادقة تعكس أحوالنا الموجعة.