عرض Chanel للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2016-2017

Chanel,شانيل,باريس,تصاميم,Vanessa Paradis,أقمشة,التصاميم,السروايل,التنانير,ميلا يوفوفيتش,Mila Jovovitch,فانيسا بارادي,ليلي روز

لها - باريس 30 يوليو 2016

كان الجو مؤثراً ببساطته. غابت الرغبة في الإبهار. وجدنا أنفسنا في «الأتولييه» (في المحترف) حيث تولد الأزياء، تتحوّل من رسوم في مخيّلة المصمم إلى وجود ملموس على أيدي الحرفيات. ولم نذهب إلى «الأتولييه»، بل نُقلت محترفات الخياطة إلينا. كنا في عرض شانيل للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2016/2017 تحت السقف الزجاجي في الـ«غران باليه» في باريس. لكننا كنا أيضاً في قلب الكواليس في شارع كامبون. لقد أراد كارل لاغرفيلد في لفتة مؤثرة أن يحيّي الحرفيات اللواتي ينفذن تصاميمه. «فمن دون البراعة الفنية الراقية للأيدي الصغيرة العاملة بسرية وصمت في المحترفات لما ولدت فرادة الأزياء الراقية وروعتها». وربما أراد لاغرفيلد أيضاً أن يحيّي تراث غبريال شانيل، فقد ظهرت في المجموعة رموز مختلفة تعلّقت بها الآنسة كوكو منها الكاميليا والعقدة والتأثير الروسي.

خيوط هنا، أقمشة ودبابيس هناك، مرايا، ماكينات خياطة، طاولات تُقصّ عليها الأقمشة وعارضات يجربن الأزياء. نقل إلينا الجو النابض بالإبداع عالم الخياطات الداخلي الذي أصبح تحت الأضواء مباشرة. ثم انطلق العرض واستمرّ هذا الشعور بالراحة، بجمال بساطة الألوان ورقيّ الأقمشة. الصفاء في الأجواء، انتقل إلى الأزياء الواضحة المعالم، المبنية والمركبة والمنفذة بحرفية عالية. انطلق العرض بالبذلات المصنوعة من التويد والصوف، ثم أضيف التطريز إلى ستراتها وسراويلها القصيرة قبل أن تظهر الفساتين، بعضها مصنوع من طبقتين، كذلك الأكمام في معظم التصاميم، تظهر من تحتها أكمام سوداء تتحول عند الأكف إلى قفازات تكشف الأصابع. ظهر التطريز مدروساً وناعماً على أقمشة الصوف والتويد والتافتا والشيفون والكريب جورجيت والأورغنرة. وبدت الأكتاف مرتفعة واضحة الحدود عريضة الزوايا والأكمام قصيرة غير مكتملة، تصل إلى ما بعد الكوع بقليل، السروايل قصيرة، هي السروايل التنانير أو «الجوب كولوت». غطت الجيوب الأوراك لكن الخصور برزت جميلة واضحة.

لاحظنا أيضاً الريش عند الحواشي والأكتاف. برغم البساطة، يظهر الإبداع المذهل في التفاصيل، في الثنيات والدوائر التي تصنعها الأقمشة، في التطريز بالخيوط الملوّنة والأقمشة والأحجار والترتر غير اللماع والخرز. في بعض القطع غاب التركيز على الأنوثة التي غالباً ما تحتفل بها الأزياء الراقية، (ربما في تحية إلى كوكو). ولعلّ سيطرة الأبيض والأسود هي تحية أخرى إلى أيقونة الدار. وقد اخترقت هذه السيطرة ألوان هادئة مثل الوردي الناعم والرمادي «المخضر» والبني. انسجمت مع الأزياء كلّها الجزمات العالية السوداء، بكعوب غير عالية، والتي تغطي الركبة. وتشبه الثنيات في الجزمات الثنيات في القفازات العالية. أما شعر العارضات فانسجم مع أنواع الأقمشة والأشكال التي بَنَتها، فارتفع عن الوجه بواسطة شريطة سوداء، وبدا كباقة من الشعر الجعد أو المموج.  أخيراً ظهر زي العروس، ولن نقول فستان العروس، لأنه مؤلف من سروال وسترة فوقهما رداء طويل وردي مطرّز بالريش وبالزهور اللمّاعة. بدا مؤثراً أيضاً ظهور كارل لاغرفيلد في نهاية العرض مع الخياطات الأول في محترفات شانيل، Les Premieres تأكيداً منه على رسالة التقدير التي وجهها إليهن وإلى مساعداتهن الأساسيات ونحو 120 خياطة في محترفات شانيل.

حرصت على حضور العرض سفيرات الدار مثل كارولين دو ميغريه وويلو سميث، مع والدها الممثل الأميركي ويل سميث، والمغنية والممثلة الفرنسية فانيسا بارادي، إلى جانب الممثلة الأميركية جيسيكا تشاستين والعارضة والممثلة الأوكرانية الأصل ميلا يوفوفيتش.

Vanessa Paradis: أنا الآن أكثر حرّية

بعد نهاية العرض التقينا في الكواليس فانيسا بارادي التي بدت كعادتها جميلة طبيعية شفافة حرة. عرفت فانيسا الشهرة في الرابعة عشرة. بدت لنا حينها من عالم آخر، عالم نتلصّص عليه في أحلامنا. ربما لهذا خلال أعوام المراهقة الأولى ألصقنا صورها في غرفنا، لنحلم... صوتها مختلف، جمالها غير مألوف، معروف بالمسافة بين سنيها الأماميتين، الجبين العريض فوق الأنف الصغير، مثل الطير «تويتي» في عالم الرسوم المتحرّكة، كما قال المصمم والرسام والمصوّر ومخرج الإعلانات جان بول غود حين اختارها لتؤدي دور عصفور في قفص (في إعلان عطر Coco). ثم تابعنا قصص غرامها، برغم براعتها في حماية نفسها من فضولنا. لكن جوني ديب نفسه «رجل حياتها» (كما قالت في مقابلة تلفزيونية)، فكيف لا يسكننا الفضول؟ حرصت فانيسا بارادي على متابعة عرض شانيل للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2016-2017. حين وصل كارل إلى ركن المشاهير بعد انتهاء العرض، أحاطته بالاهتمام، حيّت إبداعه، هو صديقها المخلص وهي ملهمته.

سألناها أسئلة قليلة وسريعة. تتحمس فانيسا للإجابة، تطرح الاحتمالات، ويتسع الأفق في إجاباتها.

- لماذا تستمر رحلتك مع شانيل؟ لماذا يستمر هذا التعاون بينكما؟
بدأت رحلتي الرائعة مع شانيل عام 1991 حين قدمت مع جان بول غود إعلان عطر «كوكو» Coco. كانت تجربة مذهلة. ومنذ ذلك الحين أسعدني دخولي هذا العالم الثري. الوفاء مستمر، والتعاون مستمر بيننا، روّجت لحقائب Ligne Cambon ثم حقائب The New Mademoiselle ثم أصبحت وجه أحمر الشفاه Rouge Coco  ومجموعة الحقائب Ranger. أحب أن أكون جزءاً من عالم شانيل الفاتن، أن أرتدي قطع أزياء مذهلة. أستطيع أن أستعير أو أرتدي قطعاً رائعة.

- إلى أي حد تهتمين بالموضة؟
بالنسبة إلي الموضة هي الشارع، نعيشها حين نسافر، حين نلتقي الآخرين. أحب الأزياء القديمة، أسلوب «الفينتاج».

- هل تجمعك قواسم مشتركة بغبريال شانيل التي أصبحت رمزاً فرنسياً؟
كوكو شانيل شخصية فريدة، طبعاً لم يتسنَّ لي التعرف إليها، ولا أجرؤ على التشبه بها.

- ما الذي قدمته إليك الشهرة؟
الشهرة تمنحك حرية القيام بما تحبين، تعطيك مميزات، تدلّلك. بغض النظر عن الفكرة السائدة الآن، وهي أن الجمهور «يمتلك» الفنان المشهور ويحقّ له أن يعرف كل ما يفعله خلال يومه. العالم تغيّر، وطرق التعاطي مع الآخرين تغيرت، لكن أرى أن فوائد الشهرة أكثر من سيئاتها، يجب الاعتراف بذلك.

- أنت نجحت إلى حد ما في الهروب من السيئات. 
نعم لكن لا يمكن أن نحصل على مميزات الشهرة فقط، يكفينا أننا محظوظون بمهنة نؤديها بشغف، من دون الإحساس بأنها واجب ممل أو روتيني. كثر يعملون من دون الاستمتاع بعملهم، بل يؤدونه من دون أي متعة أو إحساس بالرضا عن الذات. لكنني أعشق مهنتي وأقدر أنني محظوظة.

- هل تشعرين بأنك أكثر حرية بعد الأربعين؟
أشعر بالراحة. نعم، أحس بأنني حرّة. بعد الأربعين تتصالحين مع نفسك، تقولين هذا ما أنت عليه، وهذا ما فعلته، من هنا تنطلقين كل يوم. لا أقول إنني أعشق فكرة أن العمر يتقدّم بي وأن علامات الكبر تظهر على وجهي، لا أحب دوماً ما أراه في المرآة. لكنه جزء من اللعبة، لا يمكن أن تكون حياتك غنية بالمغامرات والأحداث، أن تقعي في الغرام، أن تصبحي أماً، أن تتعرفي إلى مَن يثرون حياتك من دون أن تتقبلي ما تأخذه منك الأعوام. فالعمر يتقدم بك، وهذه الحقيقة يجب أن نقبلها ونحبها.

- هل الغناء يوصل صوتك إلى حيث لا تصل الأفلام السينمائية التي تشاركين فيها؟
الصوت في السينما ليس صوتي تماماً، هو صوت الدور وصوت المخرج ورؤيته التي تحرّكني كممثلة. في الغناء تغنين بصوتك، تغنين حياتك، تغنين من قلبك، من داخلك، وهو فن أكثر شعبية يصل إلى جمهور أوسع. لكن في الأغنية أيضاً يمكن أن تتخفي، أن تغيرّي صوتك، أن تلعبي.

- ما أهم نصيحة قدمتها لابنتك ليلي روز التي اختارت أخيراً طريق الاحتراف؟
أن تجتهد في عملها وأن تكون ذاتها.