نيللي كريم: لا أحب مشاهدة أعمالي مع أولادي! ويجب أن نغير نظرتنا الى المرض النفسي

نيللي كريم,لا أحب مشاهدة أعمالي,المرض النفسي,الحب موجود,في حياتي,ضحكت,تعليقات الجمهور,إعلان,مرت,ظروف صعبة,إشادة الصحافة,نال,مهرجان كان,مواقع التواصل الاجتماعي,أولادي,المتعة,علاقتي بالمطبخ,الصدفة,يحزنني,يفرحني,الصعوبات,مشاريع,سقوط حر,الأدوار الحزينة,مشوارك,أعمالك الفنية

مؤمن سعد - (القاهرة) 10 أغسطس 2016

«أخيراً نيللي كريم ضحكت»... كان هذا أبرز تعليقات الجمهور عندما شاهد ابتسامتها في إعلان تلفزيوني خيري، خاصةً أنها قدمت خلال السنوات القليلة الماضية أعمالاً غلب عليها الحزن والشجن، وكان آخرها مسلسل «سقوط حر». نيللي تكشف لنا رد فعلها على هذا التعليق، وتتحدث عن كواليس مسلسلها واستعانتها فيه بطبيب نفسي، ورأيها في يسرا وعادل إمام والفخراني وغيرهم، كما تتكلم على مشاركة فيلمها «اشتباك» في مهرجان «كان»، والاتهامات التي وُجهت إليه. وبعيداً عن الفن، تعترف نيللي بأنها مرت بظروف صعبة، وأنها تحتاج إلى إجازة تمضيها مع أولادها... وغيرها من الأسرار التي تكشفها لنا في هذا الحوار.


- ما الذي جذبك للمشاركة في فيلم «اشتباك»؟
بحكم الصداقة التي تجمع بيني وبين مخرج ومؤلف الفيلم محمد دياب، أحب قراءة سيناريوات أعماله الفنية الجديدة، وعندما كتب فيلم «اشتباك» أرسل لي السيناريو لقراءته قبل ترشيح أبطاله، وأعجبت به كثيراً، وخلال تلك الفترة لم تكن هناك شخصية نسائية في العمل، فتناقشت معه لإيجاد شخصية أم أو امرأة تكون مؤثرة في الأحداث. وبعد مرور عام كامل، فوجئت به يطلب مني المشاركة في العمل. وعند قراءتي السيناريو للمرة الثانية، وجدت أنه أضاف تعديلات كثيرة إليه جعلته أكثر واقعية، فوافقت على الفور، خصوصاً لثقتي الكبيرة في التعاون معه، لأنه من المخرجين الذين يسعون لتقديم أعمال فنية هادفة، ويبذل مجهوداً كبيراً في عمله، ففي هذا الفيلم تحديداً كان يغير في السيناريو حتى أثناء التصوير، للوصول الى الأفضل.

- ما شعورك بعد مشاركة الفيلم في مهرجان «كان» السينمائي؟
سعيدة جداً، لأنها المرة الأولى التي أشارك فيها من خلال فيلم في مهرجان «كان»، وقد انتابني شعور مختلف، خصوصاً أنني شاهدت الفيلم للمرة الأولى أثناء عرضه في المهرجان وسط الجمهور، ولمست إعجاب الجميع به، وأشادت به الصحافة العالمية. وأنا فخورة لأننا قادرون أن نقدم عملاً فنياً يستطيع أن يترك بصمة جيدة في واحد من أهم المهرجانات العالمية. ورغم أن الفيلم لم يحالفه الحظ لنيل جائزة في المهرجان، صُنِّف ضمن أفضل عشرة أفلام في المسابقة، كما أنني سعيدة بالتعاون مع محمد دياب بعد تجربة فيلم «678»، الذي حقق نجاحاً كبيراً، وشارك أيضاً في العديد من المهرجانات الدولية.

- لكن العمل اتُّهم بأنه يهاجم الشرطة المصرية، فما تعليقك؟
لكل منا وجهة نظره المختلفة عن الآخر، ونحن جميعاً كصنّاع للفيلم نرحب بالنقد الإيجابي، لكن أتمنى أن ينتظر الجميع حتى يُعرض الفيلم، وبعد مشاهدته يبدي رأيه فيه، وأطلب من المشاهد أن يستمتع بالتجربة ككل ولا يجتزئ أشياء معينة منها، وبالتالي يتعايش مع كل شخصية ضمن الأحداث، بغض النظر عن عيوبها أو آرائها التي قد تختلف أو تتفق مع المشاهد، لأن أحد أهداف العمل الأساسية هو نشر رسالة بأنه رغم اختلافنا في الأفكار ووجهات النظر السياسية، نبحث جميعاً عن الحياة الكريمة، كما أنني لا أصنّف الفيلم بأنه عمل سياسي، بل هو إنساني اجتماعي، يعرض مشاكل المجتمع باختلاف شرائحه، من طريق مجموعة من الشخصيات جمعتهم الظروف في مكان واحد، وهو عربة الترحيلات.

- ما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟
الفيلم بالكامل اعتمد على التصوير الخارجي في الشارع، وهذا مرهق للغاية، بالإضافة إلى الضغط في التصوير، بحيث تم تنفيذ كل المشاهد في أربعة أسابيع، رغم أنه كان محدداً لها ستة أسابيع، وهذا أحد الأسباب التي جعلت صنّاع العمل لا يطلقون دعاية كافية للفيلم، ورغم ذلك جذب العمل اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية. ومن الأمور الصعبة أيضاً، أن المخرج محمد دياب اشترط على كل الممثلين البقاء في عربة الترحيلات أثناء تصوير المشاهد، حتى لو لم تكن مشاهدهم الخاصة، لأنه كان يصور بكاميرا محمولة باليد، وأثناء دوران السيارة كانت الكاميرا تتحرك بشكل عشوائي وتظهر كل الموجودين داخل السيارة، ولذلك كان من الضروري ظهور جميع الممثلين في كل المشاهد.

- أعلنت أن العمل يعتمد على البطولة الجماعية رغم أنه من بطولتك، فما السبب؟
أرى أن بطلة العمل هي عربة الترحيلات، أما الممثلون فكل من شارك منهم في العمل يُعدّ بطلاً في سياق الأحداث، لأن لكل شخصية دورها المؤثر والذي لا يمكن حذفه، وعندما يشاهد الجمهور الفيلم سيدرك ذلك تماماً، وكل من يعمل وراء الكاميرا هو من أبطال العمل أيضاً، بدءاً بالمخرج وصولاً إلى الديكور والموسيقى والتصوير تحت إدارة مدير التصوير أحمد جبر، و«الستايلست» ريم العدل، ويجب أن ننسب الفضل الى كل هؤلاء وليس الى شخص بمفرده.

- هل تحضّرين لمشاريع سينمائية جديدة؟
 معروض عليَّ عدد من السيناريوات، لكنني حتى اليوم لم أحسم قراري في أي منها، كما أنتظر عرض فيلم «يوم للستات» للمخرجة كاملة أبو ذكري، من تأليف هناء عطية، وبطولة إلهام شاهين وفاروق الفيشاوي ومحمود حميدة وهالة صدقي وسماح أنور، وهو يناقش عدداً من القضايا التي تشغل المرأة العربية، وأتمنى أن يشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية، لأنه يستحق ذلك.

- كيف وجدت ردود الفعل على مسلسلك «سقوط حر» الذي عرض في رمضان الماضي؟
سعيدة جداً بردود فعل الجمهور على العمل، فجميع التعليقات التي وصلتني تؤكد أن المتابعين تفاعلوا مع الشخصيات وتأثروا بها، كما أنهم فهموا مضمون العمل والرسالة التي يحملها، وهذا ما كنت أتمناه وأبحث عنه، خصوصاً أنني متأكدة من أن المسلسل من الأعمال الهادفة، وهو من  الدراما الجيدة التي ينجذب اليها الجمهور في الوطن العربي.

- هل أُرهقت بسبب تقديمك شخصية المريضة نفسياً؟
من الصعب تقديم أي شخصية مركبة، لأنها تحتاج إلى أداء تمثيلي معين كي يقتنع بها الجمهور، وشخصية «ملك» من أصعب الأدوار التي لعبتها في مشواري الفني، لكونها تحتاج إلى التعبير بانفعالات معينة وإيحاءات خاصة. كما يركز الدور على التمثيل أكثر من الحوار، بمعنى أن هناك العديد من المشاهد التي تتطلب الأداء بدون أي جمل حوارية، وهذا صعب بالنسبة الى أي ممثل، لأنه مطلوب منه أن يوصل المضمون من طريق المشاعر والأحاسيس فقط.

- هل تطلب الدور منكِ زيارة المصحات النفسية والجلوس مع المرضى قبل بدء التصوير؟
اكتفيت بالجلوس مع الطبيب النفساني نبيل القط أثناء فترة التحضيرات وطوال التصوير، وقد شاركنا أيضاً في مسلسل «تحت السيطرة»، إلى جانب قراءتي المتأنية للسيناريو، والذي تضمن كل التفاصيل الخاصة بالشخصية، ولم أشعر بالحاجة إلى زيارة المصحات النفسية أو حتى الجلوس مع المرضى النفسيين، لأن لكل مرض نفسي أعراضه الخاصة، كما لم أحتج إلى قراءة مراجع أو كتب عن المرض النفسي، خصوصاً أن المعلومات المطلوبة للدور كان قد زوّدني بها الدكتور نبيل.

- نهاية المسلسل كانت مفاجئة للجميع بعدما اكتشفنا أن «ملك» بريئة من قتل شقيقتها وزوجها...
قاطعتني قائلة: حاولنا أن تكون النهاية غير متوقعة بالنسبة الى المشاهد، ولم نلمّح خلال الأحداث الى احتمال براءة «ملك» من تلك الجريمة، كما لم نحاول توجيه الشكوك إلى «سليم» زوج شقيقتها، الذي يجسد دوره أحمد وفيق، بل كنا نقصد أن تتكشف تلك الخيوط في الحلقات الأخيرة من العمل، كي يبقى المشاهد متشوقاً لمتابعة الأحداث حتى نهاية المسلسل، والفضل في ذلك يرجع إلى المؤلفة مريم ناعوم التي كتبت السيناريو الدرامي بشكل مميز ورائع. ورغم ذلك، لا يعتمد العمل على الإثارة والتشويق، ولا ينتمي الى نوعية الأعمال البوليسية، بل هو دراما تناقش المشاكل النفسية المختلفة ومدى تأثيرها في حياة المريض وأسرته وكل من حوله.

- ما تعليقك على وجود ثلاثة مسلسلات في رمضان تتحدث عن المرض النفسي؟
اكتشفت بعد عرض المسلسلات أن هناك عملين آخرين - بخلاف مسلسلي - يتحدثان عن الأمراض النفسية، وهما «فوق مستوى الشبهات» من بطولة يسرا، و«الخانكة» لغادة عبدالرازق، وحدث ذلك من طريق الصدفة، ولم يكن مرتباً له من جانب صنّاع تلك الأعمال، ومع ذلك لا عمل أثر في الآخر، لأن كلاً منا ناقش القضية بطريقة مختلفة... ولا تشابه بيننا، سواء في القصة أو طريقة الإخراج ومضمون العمل، وحتى في نوع المرض النفسي الذي تم التطرق اليه في كل مسلسل.

- لكن البعض شعر باهتمامك الزائد بقضية المرض النفسي على حساب قضايا أخرى، فما رأيك؟
لا أنكر أن هناك قضايا عدة تحتاج إلى المناقشة وتسليط الضوء عليها، وينتظر الجمهور دائماً من المبدعين مناقشة كل الأمور التي تلامس الواقع، لكن المرض النفسي أيضاً من القضايا المهمة، لأن الكثيرين حولنا يعانون أمراضاً نفسية من دون أن يعرفوا، بل إن الكثيرين في مجتمعنا ما زالوا يعتبرون المرض النفسي جنوناً، وهذا خطأ شائع للأسف. وإذا نظرنا الى الغرب نجدهم يذهبون إلى الطبيب النفسي بدون قيود، لأن مجتمعهم يرى المرض النفسي كأي مرض آخر يمكن علاجه، وهذا ما نحتاج إلى توضيحه في مجتمعنا.

- ما هي المسلسلات التي شاهدتها ونالت إعجابك؟
استطعت هذا العام متابعة عدد من الأعمال الدرامية، نظراً لانتهائي من تصوير مسلسلي في الأيام الأولى من شهر رمضان، وأعجبت كثيراً بمسلسل «ونوس» للفنان المبدع يحيى الفخراني وهالة صدقي، فكعادته كل عام يقدم لنا عملاً فنياً رائعاً ومميزاً، ويغرّد خارج السرب. أيضاً استمتعت بمتابعة مسلسل «فوق مستوى الشبهات» للجميلة يسرا، والذي يستحق النجاح الضخم الذي حققه، وواضح المجهود الذي بذله كل من شارك في العمل لخروجه بهذا الشكل، كما انجذبت الى مسلسل «مأمون وشركاه» للزعيم عادل إمام ولبلبة، وانبهرت كثيراً بنهايته... فأكثر ما يميز أعمال الزعيم أنها تبحث عن المضمون الهادف. ومن أعمال النجوم الشباب، أُعجبت بمسلسل «الخروج» لظافر العابدين ودرة وشريف سلامة، وكذلك مسلسل «غراند أوتيل» لعمرو يوسف، وهو من الأعمال المميزة، واستطاع تقديم فترة الخمسينيات بشكل واقعي وحقيقي، بالإضافة إلى السيناريو الرائع الذي كتبه المؤلف الموهوب تامر حبيب، أيضاً مسلسل «شهادة ميلاد» لطارق لطفي، الذي أكد من خلاله أنه فنان مميز وقادر على حجز مكان له في الدراما الرمضانية كل عام، ومسلسل «القيصر» من بطولة يوسف الشريف الذي قدم فكرة جديدة ومختلفة.

- يبدو أنكِ معجبة بالمستوى الذي وصلت اليه الدراما المصرية هذا العام!
غالبية المسلسلات كانت مميزة ومتكاملة العناصر الفنية، بدءاً بالقصص الجيدة والجذابة، والإخراج والصورة الرائعة، وصولاً الى الأداء التمثيلي الجيد لكل الممثلين، وهذا مشرّف لأي شخص ينتمي الى تلك الصناعة ويُظهر تفاؤلاً كبيراً في مستقبلها. وبالتأكيد فإن نجاحي وسط مجموعة كبيرة من الأعمال الجيدة يسعدني، لأن المنافسة كانت شديدة، وأتمنى أن تظل الدراما المصرية في الريادة دائماً، وتقدم كل جديد ومختلف ومبدع. وأعتقد أن كل من يعمل فيها يتمنى لها ذلك ويسعى الى تقدمها، وجميعنا نبذل قصارى جهدنا من أجل الحفاظ على ثقة الجمهور المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام.

- هل حددت عملك الدرامي المقبل؟
لم أستقر على مسلسلي المقبل بعد، وما من مشروع حتى الآن، فبمجرد أن انتهيت من تصوير «سقوط حر» قررت أن آخذ إجازة طويلة أتابع خلالها المسلسلات المعروضة، وفي الوقت نفسه أجلس مع أولادي بعد انشغالي عنهم بالتصوير لفترة تتجاوز الأشهر الثلاثة، لكن أتمنى أن أوفّق في عمل فني جيد ومختلف.

- بعد مشاركتك في إعلان خيري لأحد مستشفيات القلب علّق الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على ابتسامتك بعبارة «أخيراً نيللي كريم ضحكت»... كيف استقبلت ذلك؟
تفاعلت مع تعليقاتهم وضحكت مع الجمهور على «إفيهاته»، ولا أنزعج من ذلك أبداً، لأنه إن دل على شيء فهو يدل على محبة الجمهور لي واهتمامه بأي عمل أقوم به، حتى لو كان إعلاناً تلفزيونياً، والكثير من جمهوري نشر الصورة على حسابي الشخصي في «فايسبوك»، وتبادلنا التعليقات عليها بكل حب واحترام، ورغم أنني لم أكن أتوقع أن ظهوري في الإعلان سيأخذ كل هذه الضجة، أسعدني كثيراً، ومشاركتي فيه جاءت لكونه عملاً خيرياً، كما أن ردود فعل الجمهور على ابتسامتي في الإعلان طمأنتني إلى نجاح مسلسلي بطريقة غير مباشرة، لأن هذا التعليق ناتج من الدور الذي قدمته في العمل.

- ألا تشعرين بأنها رسالة من جمهورك يطالبكِ فيها بتغيير نوعية الأدوار الحزينة التي حصرت نفسك فيها أخيراً؟
لا أعتبر نفسي محصورة في أعمال معينة، لأنني قدمت طوال مشواري الفني مختلف الأدوار، فقد شاركت من قبل في أفلام كوميدية وحققت نجاحاً كبيراً، وما زالت عالقة في أذهان الجمهور حتى الآن، ومنها على سبيل المثال فيلم «غبي منه فيه» مع هاني رمزي، وهو من أقرب الأعمال الى قلبي، كذلك قدمت عدداً من الأفلام التي تعتمد على الأكشن والإثارة والتشويق، هذا فضلاً عن الأعمال الاجتماعية والرومانسية والتاريخية، لكن ربما البعض لا يلتفت لذلك، لأنني قررت في الفترة الأخيرة أن أقدم أدواراً مركبة وصعبة، وبالتأكيد سأعود للتنويع بين الأدوار، لكن ذلك يتوقف على الأعمال المعروضة عليَّ ومدى جودتها.

- هل معنى ذلك أنكِ ستغيرين جلدك الفني العام المقبل؟
لم أفكر بعد في مسلسلي المقبل، لكنني لا أختار أدواري أو أعمالي الفنية بهذه الطريقة، بل أبحث عن تقديم عمل فني جيد ومتكامل العناصر ويناقش قضية مهمة ومؤثرة، سواء كان كوميدياً أو اجتماعياً أو تاريخياً، لأن المضمون الذي يدور حوله العمل هو الذي يحقق نجاح الفنان ويصنع له تاريخاً مشرّفاً، وكل ما أعد به الجمهور أنني سأعتمد الاختلاف، وسأقدم شخصية بعيدة تماماً عن «ملك»، أو أي شخصية أخرى جسّدتها طوال مشواري الفني.

- بعد النجاح الذي حققته في مشوارك الفني، من هي منافستك؟
لا أعتبر نفسي منافسة لأحد ولا أفكر في هذا الأمر أبداً، فدائماً أضع نفسي في منطقة حيادية، وحتى عندما أقيّم نفسي، لا أعقد مقارنة بيني وبين أحد من زملاء المهنة، ودائماً أتمنى النجاح للجميع، لأن كل فنان يجتهد ويسعى من أجل إرضاء الجمهور.

- من تحرصين على أخذ آرائهم في أعمالك الفنية؟
اختيار العمل يكون قراري الشخصي، ولا أحاول استشارة أحد في الأعمال المعروضة عليَّ، أما بعد عرض العمل فهناك أشخاص أثق في آرائهم وأحرص على معرفة وجهة نظرهم في أدائي التمثيلي، ومنهم شقيقي الذي أعتبره ناقداً فنياً رائعاً رغم أنه يعمل في مجال بعيد تماماً عن الفن، فهو طبيب نفسي، كذلك أستشير أولادي رغم أنني لا أحب مشاهدة أي عمل فني لي معهم، وأفضّل أن أتابع أعمالي بمفردي، لأن لي طريقتي الخاصة في المشاهدة، مثلاً أنا أعتز كثيراً بمسلسل «وجه القمر» الذي جمعني بالفنانة العظيمة الراحلة فاتن حمامة، بينما تعشق ابنتاي مسلسل «ذات» وتعتبرانه من أجمل أدواري على الشاشة الصغيرة، أما كريم ويوسف فيحبانني في الأعمال الكوميدية الخفيفة... فاختلاف الأذواق أمر طبيعي وأتفهمه جيداً.


أولادي
زواجي في سن مبكرة وأنجابي في عمر السابعة عشرة جعلاني قريبة من فكر أولادي، وأسلوب التفاهم بيننا. سهل فنحن مثل الأصدقاء تماماً، وهذا يسعدني كثيراً، لأنني أصبحت قريبة منهم جداً، فهم يحكون لي كل تفاصيل حياتهم ولا أسرار بيننا، وأحياناً أنشغل عنهم لبعض الوقت بحكم عملي، لكن هذا لا يحول دون التواصل معهم ومعرفة كل شيء عنهم بشكل يومي، وكأنني موجودة معهم في المنزل. ولكل منهم شخصيته المستقلة، خصوصاً كريم ويوسف. وربما أجد بعض الصفات المتشابهة بيني وبين ابنتيَّ سيليا وكندة، ومنها حب الجلوس في المنزل، لكنْ هناك درس مهم علمتهم إياه، وهو الالتزام والجدية في أي عمل يقومون به مهما كان بسيطاً. وقد تعلمت هذا الدرس منذ طفولتي عندما كنت أتعلّم الباليه، وأصبح من أهم القواعد التي ما زلت أسير عليها حتى اليوم.

الحب
موجود دائماً، مع أولادي وأمي وعائلتي وأصدقائي المقربين، سواء من داخل الوسط الفني أو خارجه، أيضاً حب الجمهور نعمة كبيرة من الله، لذلك لا أشعر بفراغ في تلك المنطقة أبداً.

أنا وFacebook وInstagram وTwitter
مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فايسبوك» و»انستغرام» و»تويتر» أصبحت نافذة قوية لتواصل الفنان مع معجبيه، ومعرفة آرائهم والأمور التي تشغلهم، كما أنها تجعلني أُرافق الجمهور في كل الأوقات، سواء أثناء تصوير عمل فني جديد أو في أوقات فراغي من طريق نشر صور لي واستقبال تعليقاتهم عليها، وأجد متعة كبيرة فيها لأنها تقرّبني ممن يحبونني وأحبهم.

المتعة في حياتي
أحاول أن أستمتع بكل شيء في حياتي، عملي يمثل لي متعة كبيرة، الجلوس مع أولادي متعة أخرى لها إحساس مختلف، وجود أمي في حياتي متعة لا أستطيع الاستغناء عنها أبداً، الجلوس قُبالة البحر لساعات دون التحدّث مع أحد متعة تجعلني أسترجع ذكرياتي الجميلة، حتى مشاهدة عمل فني جديد، سواء كان مسلسلاً أو فيلماً سينمائياً هو متعة بالنسبة إليّ، فالحياة تحفل بالأشياء الجميلة، لكننا أحياناً نحصر نظرتنا في السلبيات فقط.

علاقتي بالمطبخ
بحكم عملي وانشغالي الدائم بالتصوير لا أستطيع دخول المطبخ كثيراً، لكن في أوقات الفراغ أحرص على تحضير الأكلات التي يحبّها أولادي من يديَّ، وأبرزها الأرز بالملوخية والفراخ. أما عن نفسي فأنا إنسانة نباتية، أعشق ساندوتش الجبنة البيضاء بالطماطم وساندوتش البطاطس، وأميل إلى تناول الخضار أكثر من اللحوم.

يحزنني ويفرحني
أي إنسان يتعرض في حياته للحظات محزنة وقاسية يتمنى ألا يتذكرها ويحاول أن يحذفها من ذاكرته تماماً، وعن نفسي مررت بالتأكيد بظروف صعبة، لكن بشكل عام أحاول نسيان أي شيء محزن مر في حياتي، خصوصاً أنني أكرة الاكتئاب وأخاف منه، لذلك لا أحب أن أعيش لحظات مأسوية. وفي المقابل، النجاح في عملي من الأشياء التي تفرحني، نجاح أولادي في دراستهم يسعدني كثيراً، سماع خبر جيد عن أي شخص قريب مني، أو أي شيء يعود بالنفع على بلدي يفرحني جداً.

 

 

CREDITS

تصوير : خالد فضة

شعر: راضي

مكياج : سهى خوري

شكر خاص : ميسار وسحر عزب