أربعون

أقلام لها,هالة كوثراني

هالة كوثراني 24 أغسطس 2016

تقتربين من الأربعين، ثم تتخطين الوهم. ها أنت أكثر حرية، وضياعك الآن يحمل معاني يسهل عليك تفسيرها. هو ضياع «بسيط»، تحتاجين إليه للانطلاق في البدايات «الصغيرة». ها أنت الآن تقدّرين الحياة أكثر، ويمكنك غربلة الوجوه والأسماء والقرارات المزعجة لرميها جانباً بكل بساطة. فلا تتردّدي ولا تخجلي ولا تخافي... لا تخافي من الرقم، من التقدّم نحو الأربعين أو تجاوزها. لا تستسلمي للمعاني السائدة (حول التقدّم في العمر) والأفكار التي تتناقلها الأجيال ولا تتطوّر. أساليب حياتنا تتغيّر، تبهرنا التكنولوجيا، ونتمسك بأفكار تنتمي إلى قرون سابقة. أنت امرأة في العالم العربي، تحاربين على أكثر من جبهة، تحاربين الحقائق المفروضة والأفكار والنيات. تقتربين من الأربعين أو تجاوزتِ السنّ التي تُعتبر مدخلك إلى مرحلة جديدة. منذ طفولتك تتخطين الحواجز ولم تتعبي. نلت أعلى الشهادات ونجحت في واجبات الأمومة والعمل، خضت معارك لتنتزعي حقّك في الاختيار. ونحن نتابع قصصك أينما كنت، في مصر وتونس ولبنان والسعودية والمغرب... في كل بلد عربي. ليست الأربعون نهاية مرحلة أو منتصف طريق عليك المضي فيه وإن كان مزعجاً أو مؤدياً بك إلى جدار «عنيد». لقد نضجت قدرتك على العطاء. يمكنك الآن أن تنطلقي في رحلة جديدة، أن تخوضي بداية جديدة في حياتك المهنية. الآن عرفت ما تريدين تحقيقه. الآن وجدت ما بحثت عنه حين كانت الرؤية غير واضحة والعقبات كثيرة. لا تقبلي بما لا يرضيك ولا يسعدك، ولا تخافي من بداية مهنية جديدة بعد أعوام من «الكفاح»... تلهمنا قصص النساء العربيات اللواتي نتعرّف إليهن ونكتب عنهن، وليس «للمستحيل» أي دور فيها.