متحف سرسق شاهد على تطور الفنون في لبنان

متحف سرسق,شاهد,تطور الفنون,في لبنان

كارولين بزي 27 أغسطس 2016

افتتح متحف نقولا سرسق أبوابه في نهاية عام 2015، بعدما أُقفل عام 2007 بهدف إعادة ترميمه وتوسيعه ليضم أكبر عدد ممكن من المقتنيات. شُيد القصر عام 1912، وقد تحول في العام 1961 إلى متحف للفنون بعد وفاة مالكه الذي أوصى بذلك قبل مماته. كان نقولا سرسق هاوياً للفن والأدب، فسعى بعد وفاته لأن يقدم منصة للفنانين الصاعدين ليعرضوا أعمالهم في متحفه... عن متحف نقولا سرسق والمعارض التي تنظّم فيه تتحدث رئيسة قسم الإعلام في المتحف مورييل قهوجي...


- متى تأسس المتحف؟
كان المتحف في البداية قصراً لنقولا سرسق الذي كان يهوى جمع الأعمال الفنية، لعشقه للفنون والأدب، وعندما توفي في العام 1952، ولم يكن قد تزوج، كتب في وصيته أن يتحول قصره إلى متحف للفنون، وكان يهدف من هذه المبادرة الى تشجيع الفنانين اللبنانيين والعالميين الذين يعيشون في لبنان على أن يعرضوا فنونهم في المتحف. افتتح المتحف أبوابه في العام 1961 في معرض الخريف، وبين عامي 1952 و1961 كان كميل شمعون رئيساً للجمهورية، وقرر حينها أن يستخدم المكان قصراً لاستضافة الديبلوماسيين الأجانب.  وهذا المعرض كان أحد أهم أنشطة المتحف الذي شارك فيه جميع الفنانين اللبنانيين والمقيمين في لبنان وقدموا أعمالهم الحديثة التي لا يتعدى عمرها السنتين، شرط أن تكون هذه الأعمال حديثة ولا يتعدى عمرها السنتين، وكانت هناك لجنة تقيّم أفضل الأعمال التي يجب أن تُعرض في المتحف.

- ما هي محتويات معرض الخريف؟
هي لوحات ومنحوتات وتجهيزات الفنانين الذين فازت أعمالهم في المسابقات. كان المتحف يشتريها ويقتنيها، وهكذا تكونت مجموعة المتحف على مدى سنوات. وهي مجموعة مهمة تطلعنا على جانب تطور الفنون في لبنان، ولا سيما في فترتي الستينيات والسبيعينات من القرن الماضي.

- هل يشهد المعرض مواسم معينة سنوياً؟
سيُقام هذا العام 11 معرضاً، نفتتح ثلاثة معارض في السنة، في قاعة المعارض الكبرى وتبلغ مساحتها نحو 800 متر مربع، وفي الطابق السفلي ننظم أربعة معارض في السنة مصممة لتساعد الفنانين الصاعدين الذين لم تُتح لهم الفرص في إقامة معارض فردية في لبنان، وربما يعرضون ضمن معارض جماعية. بالإضافة إلى مجموعة فؤاد دباس للصور، وهي موجودة حالياً في المتحف، وفي كل معرض نحاول أن نسلّط الضوء على مقتنيات معينة، وهي عبارة عن مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تعود إلى القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين.

- هل استحدثتم قاعات جديدة؟
في العام 2007، قمنا بتوسيع المتحف وأعدنا ترميمه. كان الطابق الأول هو القاعة الأولى للمتحف، وتتضمن القاعة العربية ومكتبة نقولا سرسق والمجموعة الدائمة. في العام نفسه، تم إقفال المتحف بمبادرة من رئيس اللجنة حينها غسان تويني، بغية توسيعه لكي يوازي المتاحف العالمية. والمهندسان المعماريان اللذان تولّيا أعمال الترميم هما المهندس المعماري الفرنسي جان ميشال فيلموت، والمهندس اللبناني جاك أبو خالد. تم الإبقاء على واجهة المتحف واقتصر العمل على أقسام القصر الداخلية، فقاموا بحفر نحو 20 متراً تحت الأرض لتشييد أربع طوابق سفلية، خصص طابقان منها للزوار، وطابقان لا يمكن الزوار الدخول إليهما، لأن أحدهما محترَف، والآخر بمثابة فضاءات لتخزين المجموعة الدائمة. وهناك قاعة للمؤتمرات ولعرض الأفلام أيضاً، الى جانب مكتبة وصالة عرض كبيرة. أما الطابق الأرضي ففيه صالتان متناظرتان، وهو فضاء صغير للفنانين الصاعدين ليعرضوا أعمالهم.

- كيف يتم اختيار الفنانين الذين يستطيعون عرض لوحاتهم؟
نجتمع كفريق ونقرر من هو الفنان الذي سيقيم معرضه، وذلك كله بالمجان، لأننا ندير معرضاً وليس غاليري.

- ماذا عن نسبة الإقبال؟
على الصعيد الثقافي في لبنان، تعتبر هذه المرحلة من أنشط المراحل التي يرتاد فيها الزوار المتحف. وكان المتحف قد أقفل أبوابه عام 2007 وأعدنا افتتاحه في تشرين الأول/أكتوبر 2015. في أثناء الافتتاح، كان يصل عدد الزوار في نهاية الأسبوع فقط حوالى 2000 شخص. وبلغت نسبة الزوار خلال شهرين نحو 15 ألفاً.

- لماذا أُقفل المتحف كل هذه الفترة؟
لأن أعمال الترميم استغرقت وقتاً طويلاً، ولأن تاريخ تأسيس المبنى يعود إلى العام 1912، وبالتالي باتت دعائمه ضعيفة، وعمليات الحفر وحدها تطلبت سنتين، كما أن المهندسين اللذين تابعا العمل كانا دقيقين جداً وذلك للحفاظ على جودة العمل، وقد زادت مساحة المتحف خمسة أضعاف عن السابق.

- ماذا عن التغطية الإعلامية؟
عندما أعدنا افتتاح المعرض تحدثت عنه مختلف وسائل الإعلام، حتى أن الصحافيين يأتون من مختلف دول العالم ليتعرفوا إلى المعرض، وكُتب العديد من المقالات عنه. فقبل إقامة المعارض ننشر لوحات إعلانية، ونوزع جدول المعارض على الجامعات والمطاعم والمقاهي، ونحاول أن نوسع شبكة علاقات المتحف.

- ماذا عن فترة المعارض؟
كل معرض يدوم ما بين الشهرين والثلاثة أشهر. قريباً نفتتح معرضاً كبيراً جداً أطلقنا عليه اسم «النشرة الجوية الآن»، وهو يهدف الى تسليط الضوء على كيفية مواجهة الفنانين التغيّرات البيئية في العالم، ويشارك فيه 15 فناناً لبنانياً وعالمياً، ومن بينهم جوانا حاجي توما، خليل جريج، أدجين لحود، ومنيرة القديري... ويستمر المعرض إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول.