هكذا أتى الرد القاسي على حملة التضامن مع مرضى السرطان!

رد قاسي,حملة تضامن,مرضى السرطان,السرطان,ريبيكا ويلكينسون

كارين اليان ضاهر 06 سبتمبر 2016

ردّت ريبيكا ويلكينسون بقساوة على حملة التضامن مع مرضى السرطان التي غزت وسائل التواصل الاجتماعي داعية إلى نشر صور "سيلفي" بالأسود والأبيض كوسيلة لتحدي المرض. هي مريضة سرطان ثدي وأم لطفلين تم تشخيص المرض لديها في عام 2013 وهي في سن الـ 32 سنة وتم على أثره استئصال ثدييها ومبيضيها، وجدت أن هذه الحملة نفسها "نرجسية" وليس فيها ابداً ما يساعد على التوعية ضد السرطان بعكس ما تدّعيه، كما أنها لا تقدّم أي دعم للمرضى.

أكدت ويلكينسون أن الحملة مستفزة لها ولغيرها من المرضى الذين عانوا الكثير مع المرض، فأرادت أن تظهر للمرضى كيف يكون التحدي والدعم فيما نشرت صورتها "السيلفي" عارية تظهر فيها ثدييها بعد الخضوع لجراحة الاستئصال وهي ترفع إصبعيها في علامة النصر. وعلى الرغم من ذلك، اعتبرت أن صورتها هذه حتى، لا تسرد قصّتها كاملة ولا تظهر شيئاً من المعاناة التي مرّت بها والعذاب فكتبت: "لا يمكن ان تروا في صورة السيلفي هذه الآثار التي تركها العلاج الكيميائي على جهاز المناعة لدي وعلى يديّ وقدميّ وعلى ذاكرتي حتى. كما انكم لا ترون فيها الآثار النفسية للمرض عليّ وعلى طفليّ اللذين قد يحملان الجينة المسببة أيضاً. ولا يمكن أن تروا الآثار التي تركتها جراحة استئصال المبيضين التي خضعت لها. لا يمكن أن تروا أن حاجبي هما مجرد وشم بعدما خسرتهما بسبب العلاج".

علماً أنه بعد تشخيص المرض لديها، واستئصال أحد ثدييها وخضوعها لعلاج كيميائي، تبين في الفحوص أنها تحمل الطفرة الجينية BRCA1 مما يجعلها عرضة بنسبة عالية للإصابة بسرطان المبيض أيضاً مستقبلاً، إضافةً إلى سرطان الثدي في الثدي الآخر. لذلك خضعت ايضاً إلى عملية استئصال المبيضين واستئصال الثدي الثاني. أما طفلاها فسيخضعان إلى الفحص الجيني للتأكد مما إذا كانا يحملان الطفرة الجينية مثلها، في سن 18 سنة بما انهما قد يكونان قد ورثا ذلك عنها بنسبة 50 في المئة.

وعبّرت ويلكينسون لـ Huffington Post عن انزعاجها الشديد من تلك الحملة التي أقيمت والتي لا تظهر أي تضامن مع المرضى، فهي لم تشعر إلا بالغضب منها، فيما يمكن العالم ان يقوم بالكثير من الخطوات الإيجابية دعماً لمرضى السرطان. أما ما نشرته هي فكان له وقع إيجابي وتم التجاوب معه بشكل لافت حيث راسلتها سيدات كثيرات خضعن إلى عمليات استئصال مماثلة، كما كان له تأثير إيجابي كبير فيهن حيث شعرن بمزيد من الثقة في النفس والإيجابية. وبالتالي تلقت ويلكينسون الكثير من كلمات الشكر لما كان لكلماتها من تأثير إيجابي في المرضى وعائلاتهم.

في الواقع قد يكون رد ويلكينسون قاسياً على الحملة التي أظهر الناس تجاوباً كبيراً معها، لكنه في المقابل يحمل الكثير من الشفافية لاعتباره ينقل معاناة هذه المريضة مع المرض خلال مرحلة لا يمكن أن يدرك ما فيها من عذاب إلا من يمرّ بها، مما يفسّر اعتبارها هذه الحملة "سطحية" وغير مجدية في دعم أي مريض يترك المرض الكثير من الآثار الجارحة في جسمه ونفسيته.