سيمون: دعاء أمي لي قبل وفاتها... سرّ نجاحي

سيمون,الجمهور,المشوار الفني,لجنة تحكيم,المواهب الغنائية,الأغنيات,السينما,مسلسل,سرطان الثدي

محمود الرفاعي (القاهرة) 17 سبتمبر 2016

لا تحلم بالمستحيل حتى لا ترهق أعصابها، وتشعر بالرضا عن النفس، ولا تحب أن تقارن نفسها بالآخرين. الفنانة سيمون تقول إن دعاء والدتها الراحلة لها هو سر نجاحها، وتتكلم عن عودتها الى التمثيل، وسبب قلة عدد أغنياتها، والنجوم الثلاثة الذين تعتز بالعمل معهم، ولماذا تبعد حياتها الخاصة عن الأضواء.


- ما سر حرصك على المشاركة في مؤتمر سرطان الثدي الذي عقد في القاهرة أخيراً؟
أشارك في العمل الخدماتي منذ سنوات طويلة، وأعتبره دوراً مهماً جداً يجب أن يقوم به أي فنان، ولا يمكن أحداً أن يتخيل مدى ما أضافته الى رصيدي الإنساني الأعمال الخدماتية التي شاركت فيها خلال الأعوام الماضية.
والحقيقة أنني اعتدت على هذا النوع من الأعمال منذ أن كنت طالبة في مدرسة الراهبات، إذ كانوا ينظمون لنا حملات نساعد فيها المرضى والمحتاجين، ثم استكملت الدور في الجامعة، ولذلك تعززت لدي فكرة أن الإنسان لا يستطيع العيش بمفرده ولا بد له من أن يشعر بمن حوله. كنت سعيدة جداً بدعوتهم لي لحضور هذا المؤتمر، وسعدت أكثر عندما اطلعت على معلومات جديدة حول هذا المرض اللعين، وضرورة الكشف المبكر عنه، خاصة سرطان الثدي، حتى نتجنب حدوثه في البداية. ومن المقرر أن نقوم بحملات توعية في جميع المحافظات والأحياء الشعبية، وسيتم الكشف مجاناً على السيدات، وهذا مجهود كبير أتوجه بالشكر الى كل من حرص عليه.

- ما شعورك بالتكريمات الأخيرة التي حصلت عليها من مهرجانات عدة؟
في الفترة الأخيرة، وتحديداً ما بين عامي 2015 و2016، حصلت على ما يقرب من عشرة تكريمات، جميعها عن دوري في مسلسل «بين السرايات»، الذي قدمت فيه شخصية «الست صباح». ورغم تخوفي من تقديمها، وذلك لابتعادي فترة طويلة عن الدراما والساحة الفنية، إلا أن ردود الفعل عليها، سواء من الجماهير أو النقاد، فاقت كل التوقعات. وأحب أن أشكر كل من كتب عني بالإيجاب أو السلب، لكن جميع الآراء التي قرأتها كانت إيجابية. وأعتقد أن كل ما حققته هو بسبب دعاء أمي لي قبل وفاتها.

- ما رأيك في ما كتبه أحد النقاد عن دورك في مسلسل «بين السرايات» وجاء فيه: «سيمون فنانة احترمت الدور فاحترمها»؟
بالتأكيد كنت سعيدة جداً بهذا النقد، وأشكر من كتبه، لأنني بالفعل أحترم أي دور أقبله من البداية مهما كانت مساحته، وأتعامل معه على أنه أهم دور في العمل، وبالنسبة إليّ أيضاً، وهذا ما طبّقته خلال تقديمي شخصية صباح، فاهتممت بكل تفاصيلها الداخلية والخارجية، من حيث طريقة الكلام والشكل، حتى يصدّقني الجمهور، وبالتالي حرصت على أن يحمل الدور رسالة مهمة، وهي أن هناك سيدات يكافحن من أجل أبنائهن، وليس شرطاً أن يرتدين ملابس ممزقة لمجرد أنهن يعملن في الشارع، أو أن تكون ألفاظهن سيئة. على العكس فقد عملت أنا وفريق العمل، بداية من المخرج سامح عبدالعزيز «والستايلست»، على أن تظهر الشخصية بصورة مشرّفة تعكس واقع سيدات مصريات كثيرات.

- هل وجدت صعوبة في العودة إلى التمثيل بعد فترة انقطاع طويلة؟
لم أجد صعوبة إلا في فكرة أننا نبدأ تصوير مسلسل والسيناريو لم تكتمل كتابته بعد. وأتذكر أنني خلال السنوات الماضية كنت أقرأ العمل كاملاً قبل بدء التصوير، وأتسلّم السيناريو وأبدأ في دراسة الشخصية التي سأؤديها وأطّلع على الشخصيات التي ستشاركني في بطولة العمل، وعلى هذا الأساس نقوم بـ«البروفات»، أما الآن فنصوّر العمل على هيئة مشاهد سريعة متفرقة، لكن الفنان الجيد يستطيع أن يلعب أي دور مهما واجه من صعوبات، وهذا المبدأ أصبح هو السائد حالياً في الدراما المصرية والعربية، ولا بد من الاعتياد عليه.

- ماذا عن مشاركتك في مسلسل «جراب حواء» الذي عرض أخيراً على عدد من القنوات العربية؟
سعيدة للغاية بالمشاركة في هذا العمل، لأنه يعبّر بقوة عن مشاكل المرأة العربية، وسعادتي ازدادت بالمشاركة مع المخرجة سارة توفيق والسيناريست أحمد عزت، لأنهما قدما بالفعل عملاً محترماً ومميزاً.
وبالنسبة إليّ أجسّد شخصية مذيعة تعمل في إحدى القنوات الفضائية، وتعبر عن مشاكل هذه المهنة، وقد حاولت الابتعاد عن تقديم أي شخصية حقيقية، حتى يشعر الجمهور بأن هذه السيدة واحدة منهم، تعيش في البيت حيث يعيشون، وتعاني مشاكل كالتي تعترضهم في حياتهم اليومية.

- شاركت الفنان محمد صبحي أكثر من عمل، فلماذا لم يتكرر تعاونكما؟
التمثيل مع ممثل عملاق بحجم الفنان محمد صبحي أمر يشرّفني، وربما لا يعرف البعض أنه أصر على مشاركتي في مسرحية «كارمن»، وقال لي «إذا لم تقبلي الدور فلن أنفّذ المسرحية». وبالفعل حققت المسرحية، ومهرجان المسرح الذي قدمنا فيه أيضاً «لعبة الست» و«سكة السلامة 2000»، نجاحاً باهراً استكملناه بالمسلسل الرائع «فارس بلا جواد».
أما ابتعادنا عن بعضنا في الوقت الراهن فيعود إلى أنه أصبح مقلاً في أعماله، إضافة إلى أنه عاشق للمسرح الذي يعاني ركوداً بسبب غياب اهتمام الدولة.

- ماذا عن السينما؟
لم أشارك في فيلم سينمائي منذ ما يقرب من 18 عاماً، وتجربتي الأخيرة مع الفنان هشام إسماعيل في فيلم «فزاع» كانت غنائية فقط وليست تمثيلية، والآن معروض عليَّ أكثر من عمل سينمائي، منها أعمال جيدة تحمل أفكاراً مختلفة، أحاول قراءتها والتأني فيها لكي أختار الأفضل بينها وأعود من خلاله الى السينما من جديد، خاصةً أن أعمالي السينمائية الماضية حققت نجاحاً باهراً، فيكفي أنني وقفت أمام فاتن حمامة في فيلم «يوم حلو يوم مر»، وقدمت «آيس كريم في غليم» مع عمرو دياب.

- ولماذا أنت مقلّة في طرح الأغنيات والأعمال الفنية؟
المنطقة العربية تعاني منذ فترة طويلة ضعفاً وكساداً في الإنتاج الغنائي والفني، فلو عقدت مقارنة بين الوقت الذي ظهرت فيه والوقت الحالي، تجد أن في الماضي كان هناك ما يقرب من عشر شركات إنتاج كبيرة تطرح مئات الألبومات، وكانت تتبنى المواهب الصاعدة والشابة لتكوين أجيال جديدة، أما الآن فلا ترى في الساحة الغنائية سوى شركة أو شركتين.
فشركات الإنتاج المصرية تدهور حالها وأصبحت متخوفة من الإنتاج، كما تتعرض الأغنيات والألبومات الكاملة لأعمال القرصنة على شبكة الإنترنت قبل طرحها، فيتكبد المنتج والمطرب خسائر فادحة، إضافة إلى أنني لست منتجة ولا أعرف خبايا هذا العالم، فمنذ أن اكتشفني المنتج الكبير طارق الكاشف، وكل أعمالي تطرح من خلال شركات إنتاج.

- إلى أين وصلت في التحضير لأعمالك الغنائية؟
سجّلت أغنية جديدة بعنوان «اسهر بقى لوحدك»، من كلمات محمد علي وألحان وجيه عزيز وتوزيع باسم منير، وأنا في انتظار تصويرها وطرحها، كما أبحث عن منتج لأنني لا أنتج لنفسي ولا أجيد التسويق نهائياً.

- ما رأيك في فكرة الميني ألبوم التي يلجأ إليها بعض المطربين؟
فكرة جيدة وأراها أفضل من عدم طرح ألبومات لفترة طويلة، ويمكن أن أقدمها خلال الفترة المقبلة، خاصة لو وجدت المنتج المناسب لتلك الفكرة، فالميني ألبوم ربما يكون أصعب من الألبوم الكامل، لأنني لا بد من أن أختار أفضل الأعمال لطرحها.

- معظم مطربات جيلك بدأن في التعامل مع جيل جديد من الشعراء والملحنين الشباب، فهل تمانعين في الاستعانة بهم في أعمالك المقبلة؟
لا أعارض أبداً التعامل مع كل من يحمل فكرة جديدة وكلمة حلوة ولحناً مبتكراً، بغض النظر عن اسمه أو تاريخه الفني، كما لا أواكب غيري بالمعنى التقليدي، لكن أبحث عن الفن المحترم الراقي الذي تربيت عليه وحاولت تقديمه خلال مشواري الفني، وأنا مستعدة للاطلاع على أفكار جميع الشباب، وأرغب في أن يعرضوا عليَّ أعمالهم كي أختار منها، فأنا كنت في يوم من الأيام شابة ووجدت الكثيرين يساندونني في مشواري الفني، ويجب الآن أن أقوم بالدور نفسه وأساعد غيري.

- ألم تشعري بالغضب بسبب خروج اسمك من المنافسة الغنائية؟
لا أعتقد بنظرية التواجد لمجرد الحضور، لكنني أحب دائماً أن أقدم أعمالاً تتحدث عن نفسها، فمن السهل أن أطرح كل أسبوع أعمالاً غنائية، لكنها لن تُخلّد في ذاكرة المستمعين، في حين أن الناس الآن وبعد مرور سنوات طويلة على طرحي أعمالي الغنائية، لا يزالون يتذكرونها ويغنون كلماتها، أما قلة عدد ألبوماتي فسببها أنني لا أغني إلا ما ينبع من أحاسيسي ووجداني.

- ما رأيك في برامج المواهب الغنائية التي انتشرت أخيراً على القنوات الفضائية؟
أنا من المعجبين بها، وأستمتع عندما أرى مواهب حقيقية في وطننا العربي، فهؤلاء الشباب في حاجة ماسة إلى الظهور، وأتمنى أن تكون تلك البرامج سنداً قوياً لهم بعد انتهاء حلقاتها، ولا تتركهم بدون مساعدة.

- إذا عُرضت عليك المشاركة في لجنة تحكيم أحد البرامج، فهل توافقين؟
لا أعتقد، لأنني أشفق كثيراً على لجان التحكيم عندما يضطرون إلى رفض شخص ما، فهذا شعور صعب للغاية، خاصة أن من يشارك في تلك البرامج يشعر حينها بأنها فرصته الوحيدة في النجاح وإثبات موهبته، والرفض بالنسبة إليه يكون صعباً جداً، وأقول هذا عن سابق تجربة، فقد تعرضت في صغري لموقف مشابه، بحيث كانت هناك مسابقة لاختيار فتاة لأداء دور طفلة شوارع، فاصطحبني والدي إليها، وكان المخرج الراحل حسين كمال هو القائم على المسابقة، وعندما جاء دوري وقبل أن أبدأ رفضني وقال لي «شكراً انزلي من على المسرح»، يومها وقع كلامه كالصاعقة عليَّ، خاصةً أنني كنت طفلة، وظللت أتذكره دائماً، إلى أن كبرت وعرفت الشهرة وقابلته ورويت له الحادثة، فأخبرني بأنه رفضني لأن شكلي لا ينفع في تجسيد شخصية فتاة الشارع... فمواقف كهذه ربما تدمر حياة إنسان، أو تكون عاملاً قوياً في نجاحه وإثبات نفسه في أي عمل.

- ما الذي تتذكرينه من مشوارك الفني من بدايته الى اليوم؟
أتذكر كل شيء، الصعوبات التي واجهتني في بدايتي، ولولا إيمان من حولي بي وإصراري على موهبتي ما استمررت حتى الآن، وأحاول دائماً أن أطور من نفسي ومن أدائي، لكنني كنت على يقين دائم بأنه لا يصح إلا الصحيح.

- هل معنى ذلك أنك راضية عما وصلت إليه؟
راضية جداً عما وصلت إليه، ولا أطلب من الله سوى أن يديم عليّ الصحة وراحة البال وحب الناس لي، ولا أحلم بشيء بعيد المنال، بل بما أستطيع الوصول إليه حتى لا أرهق نفسي وأعصابي، وكي أستمتع بما رزقني إياه الله، ولذلك يعتبرني الكثيرون واقعية جداً.

- هل تستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي؟
أحب دائماً أن أتواصل مع الناس وأتحدث معهم ونتناقش في موضوعات مختلفة، إنما هناك شيئان يغضبانني كثيراً، أولهما الأخطاء الإملائية التي يقع فيها جمهوري، وثانيهما استخدام الألفاظ البذيئة في الدفاع عن رأي ما.

- لماذا لا يعرف الجمهور الكثير عن حياتك الخاصة؟
لأنني مقتنعة بأن حياتي الخاصة يجب أن تظل حبيسة جدران بيتي، وأن الناس لهم سيمون الفنانة فقط.