سعيد الكفراوي: كتبت بأسلوب أغنى تجربتي ولم يهمني التصنيف

سعيد الكفراوي,كتبت,بأسلوب,أغنى تجربتي,ولم يهمني التصنيف

طارق الطاهر - (القاهرة) 18 سبتمبر 2016

مفاجأة كبيرة أذهلت الوسط الثقافي المصري، عندما أُعلن اسم القاص الكبير سعيد الكفراوي باعتباره فائزاً بجائزة الدولة التقديرية في الآداب لهذا العام... وسر المفاجأة يكمن في اعتقاد البعض بأن الكفراوي لا بد من أن يكون قد فاز بها منذ سنوات طويلة، لأنه يستحقها.


- من هنا عندما قابلت الكفراوي سارعت بسؤاله: هل تشعر بالفعل أن الجائزة قد تأخرت؟
كثيراً، فتقريباً أنا آخر أبناء جيلي فوزاً بها، لكن رغم ذلك أنا سعيد بفوزي بها، لأنّ الجائزة توّجت مشواراً طويلاً وصعباً من الإبداع.

- بهذه المناسبة تكاد تكون الوحيد من أبناء جيلك، بل من القلائل على مستوى الإبداع العربي والعالمي الذين تفرغوا لنوع أدبي واحد وهو القصة القصيرة. لماذا أخلصت لهذا النوع من الكتابة دون غيره؟
لم يشغلني تصنيف ما أكتب، فقط أكتب بالأسلوب الذي يُغني تجربتي، لذا أحببت الكتابة القصصية، وأخلصت لها، واعتبرتها الشكل الأمثل للتعبير عن تجربتي. كل مجموعة قصصية صدرت لي أعتبرها قصة تشبهني، قصة لا ينفصل شكلها عن مضمونها، وتسعى للتعبير عما أقصد، وأتذكر هنا مقولة أديبنا الراحل يحيى الطاهر عبدالله، بأن كتابة قصة قصيرة جيدة تساهم في اكتشاف الحقائق القديمة التي لا تزال صالحة للدهشة.

- تسيطر على أغلب مجموعاتك القصصية روح الريف... فهل هذا مقصود؟
لا أحب تصنيف الكاتب، لأنني أؤمن بأن كل كاتب يكتب ما كتبه الآخرون، لكن بأسلوب مختلف، فلا جديد في الكتابة، وإنما الجديد هو الكاتب نفسه، بالإضافة إلى أن عالمي القصصي تجاوز الريف إلى المدينة، فقد كتبت على سبيل المثال في نهاية الستينيات قصة «لابورصا نوفا» عن ريفي ضائع في مدينة لا تعرف الرحمة.

- في تقديمك لعملك الصادر أخيراً «زبيدة والوحش»، وهو عبارة عن مختارات قصصية لعدد من مجموعاتك القصصية الأولى، كتبت مقدمة قصيرة بعنوان «مدخل» تحدثت فيها عن الموت، هل يسيطر الموت على تفكيرك هذه الأيام؟
بالفعل قلت في هذا المدخل: «مقدر عليَّ أن آتي بالماضي وأثبته على صفحات هذه الحكايا، هل هو الصوت الذي يأتي من الآماد البعيدة، عبر الحلم وكهف الذاكرة، أم أنها طفولة ما مضى من أيام، ربما أو ربما كما يقول «استورياس»: «من يجعل وهو يرحل أو يموت أهله يذكرونه ويستمرون على الإحساس بأنه يعيش معهم، لا يكون قد رحل نهائياً، لا يكون مات تماماً». أعتقد أن الموت في عقائد المصريين ليس نهاية للحياة، ليس العدم والفناء في الأبدية، ولن أكون مبالغاً إذا قلت إنني واحد ممن يعيشون موتهم كل يوم، لكنني أعتقد أنني أهرب من مطاردته في أحيان كثيرة بالكتابة عنه والجدل معه.

- على مدار مسيرتك الإبداعية، هل هناك تعليقات من مثقفين وأدباء ونقاد ترجع إليها من وقت لآخر؟
كثيرة هي التعليقات والآراء التي ترصد تجربتي وتشيد بها، وعلى سبيل المثال أتذكر ما قاله ذات يوم الروائي صنع الله إبراهيم: «ينفرد سعيد الكفراوي، من بين الكتّاب الذين عالجوا عالم القرية في قصصهم، بسمات واضحة، فعينه اللاقطة وقلمه المتمكن يعملان في تلك المنطقة الغامضة من الواقع المشحون بالطقوس والخرافات».
الجدير ذكره أن سعيد الكفراوي من مواليد 1939، وله إحدى عشرة مجموعة قصصية هي: «مدينة الموت الجميل»، «ستر العورة»، «سدرة المنتهى»، «مجرى العيون»، «بيت العابرين»، «كشك الموسيقى»، «دوائر من حنين»، «أيام الأنتيكا»، «حكايات عن ناس طيبين»، «يا قلب مين يشتريك»، «شفق ورجل عجوز وصبي». وسبق أن ترجمت قصصه إلى الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، التركية، السويدية، والدنماركية.