منزل في نايتسبريدج: للرفاهية طقوس... دنيوية!

منزل,نايتسبريدج,طقوس

نجاة شحادة (باريس) 18 سبتمبر 2016

منزل في واحد من أرقى أحياء لندن تتعدى مساحته الـ 1000 متر مربع، موضوع يستحوذ على الكثير من الانتباه ... ولكن أن يكون في الأساس كنيسة ويتم تحويله الى منزل بالغ الفخامة والترف، فإن المسألة تتعدى الانتباه لتدخل حيز الدهشة . لذا، فإن القول بأنه « مدهش » سيكون مطابقاً للواقع، ولكن من أجل أن تكتمل فصول هذه « الحكاية » ، لا بد من أسماء وأرقام :

انطلاقاً من هذه الأسماء والأرقام، فإن زيارة هذا المنزل تصبح ضرورة لكي تتطابق الوقائع، بكل قيمها المادية والجمالية، وبالطبع الوظيفية.
وفي الواقع، أن الجزء الخلفي، وهو الأكبر، لكنيسة «نايتسبريدج» هو الذي تم بيعه لتحتفظ الأبرشية بالجزء الأمامي، حيث لا تزال تمارس فيه بعض الأنشطة الدينية. وقد أضاف المالك عقاراً مجاوراً كان في الأساس إسطبلاً، وهو يرتبط بالكنيسة على مستوى الأرض وفي الدور السفلي، مما سمح بإنشاء غرف النوم المطلوبة كما سنرى في ما بعد.

ولإنجاز هذا المشروع، تم اختيار اثنتين من أشهر الدور العاملة في هذا المجال، الأول: «رغبي أند رغبي» الشهير في تطوير العقارات، والثاني: «تايلور – هوز» الاسم الأكثر شهرة في الديكور وزخرفة الداخل.
التحدي الأول في هذا المشروع تمثل في مراعاة رغبة المالك في الحفاظ على الميزات التاريخية الأصلية للمبنى الذي أنجزه المعماري الشهير جورج بيزيفي عام 1838، حيث الأقواس الداخلية المبتكرة تشكل أبرز سماته المعمارية.
 ومن أجل ذلك، تم وبشكل بديع توظيف هذه العناصر في رسم التصور لداخل بالغ الأناقة والفخامة والرفاهية.

المنزل تتوزعه أربعة أدوار: الأرضي والدور الأول والدور الثاني والدور تحت الأرضي. وعلى امتداد هذه الأدوار يمكن وبشكل واضح ملاحظة أهمية الدقة في الاختيار، والخبرة في التعامل مع الأمكنة وخصائصها، من أجل الوصول الى مشهد زخرفي أقل ما يقال عنه إنه فريد من نوعه.
على أن هذه الفرادة ما كان لها أن تكتمل من دون توظيف كل المهارات الزخرفية واستخدام أنبل المواد والمزاوجات الرائعة بينها، والتي تعكس الى جانب الخبرة والمهارة، حساسية فائقة في التعامل مع هذه المواد.
 كذلك ما كان لهذا المشهد أن يبلغ أوجّه من دون معرفة عميقة بطبيعة المكان وتاريخه وثرائه المعماري... وانطلاقاً من هذه العناصر، جاء التصور الزخرفي مطابقاً ليس فقط لكل المعطيات، وإنما أيضاً لرغبات سيد المكان وميوله.

في الدور الأرضي، سنجد المساحات المخصصة للاستقبال مثل الصالون الرئيسي والمساحة المخصصة للطعام، بالإضافة الى مساحة حرة «اللوبي» ملحقة بهما، والتي تتصل بالمدخل مباشرة، وفيها السلّم الحلزوني الذي يلتف حول مصعد زجاجي بالغ الحداثة، يخدم الأدوار الأربعة، ومن هذه الصالة يمكن الدخول عبر باب خاص الى جناح الضيوف حيث يشتمل على ثلاث غرف نوم فسيحة تتوزع على الدور: الأرضي والأول والثاني. وما يميز هذه المساحة سقفها البالغ الارتفاع (12 متراً)، وأعمدتها الحجرية والزخارف الأصلية، مما يمنحها مظهراً مهيباً... بالإضافة الى صالة للتلفزيون يفصلها زجاج خاص، يمكن بكبسة زر تحويله من شفاف الى أكمد غير شفاف. وسنجد أيضاً المطبخ الكبير بكل ملحقاته من مساحة للفطور أو الوجبات السريعة ومستودع ومخزن للمواد.

جدران هذا الدور معالجة بطرق مختلفة لتشكل في مجموعها تجانساً آسراً مع أجواء المكان، ويبرز الرخام عنصراً متقدماً في هذه المعالجات.
أما الأرضيات فهي من الرخام «كريما المارفيل»، والخزائن وأطر الأبواب فمن خشب «الماهوغيني»، وهي مصنّعة خصيصاً على المقاس. الأثاث والأكسسوارات وكذلك الإضاءة بكل تنوعاتها، في منتهى الأناقة والانسجام مع كل العناصر المعمارية المحيطة، وكذلك مع المواد المستخدمة في تطوير المكان.
ولعل أكثر ما يلفت في صالة المدخل، السقف المجوّف المغطى بأوراق الفضة، والذي تتدلى منه ثريا من الفضة المعتقة.

الدور الأول مخصص لغرف النوم، حيث تستحوذ غرفة النوم الرئيسة «الماستر» على ثلثي المساحة، بسريرها الكبير والصالون الخاص، وبحمامها الفسيح وغرفتي الملابس الملحقتين بها. والواقع أن هذه الغرفة تعتبر بحق قطعة فنية متكاملة، لسقفها المقبّب وجدرانها الأصلية التي تشكل زخارفها بأقواسها البديعة نوافذ ليست مجرد نوافذ لدخول الضوء، ولكن أيضاً تضفي على الغرفة جواً فريداً لا يمكن مقارنته بشيء آخر.
وقد أضفت ستائر الحرير والجدران المغطاة بالحرير على فضاء الغرفة لمسات أنثوية بالغة النعومة. وتم تنفيذ الخزائن وأثاث التلفزيون المطلي بـ«اللاك» الشديد اللمعان، على المقاس من خشب «الماهوغيني» وخشب الجوز الأميركي.
أما الثريا التي تتدلى من سقف الغرفة، فهي منفذة خصيصاً من الزجاج. وملحقات الغرفة من صالة الحمام و«الدوش» تم تشطيب أرضياتها برخام «كريما المارفيل»، والخزائن بخشب «الماهوغيني»، أما الثريا التي تتدلى من سقف الغرفة فهي منفذة على المقاس من خشب الجوز الأميركي والزجاج. وفي المنزل ست غرف للنوم، لكل واحدة صالة حمام وغرفة ملابس.
بينما تتوزع المساحة المتبقية على صالة فسيحة للجلوس أمام التلفزيون، وغرفة نوم أخرى مع حمامها وغرفة الملابس الخاصة بها.

الدور الثاني يبدو مثل «الميزانين»، بمستويين حيث صالة خاصة للتلفزيون بجدار معالج بـ«اللاك»، وفتحات عليا للإضاءة. ومن هذه الصالة، يمكن الوصول الى غرفة نوم واسعة مع حمام خاص وغرفة ملابس، ومن الجهة الثانية، يمكن أن تقودنا الى «تراس» يتيح لنا مشاهدة متاجر «هارودز». وبالطبع، نجد على المستوى نفسه الغرفة الثالثة من جناح الضيوف.
وما يميز الدور الثاني، الواجهات الزجاجية التي تتيح رؤية الداخل لغاية الدور الأرضي. أما بالنسبة إلى الأثاث والأكسسوارات، فهي لافتة كما في الدورين الأرضي والأول من حيث الأناقة والألوان الرصينة، وأيضاً من حيث الخطوط والأشكال.
وفي الدور تحت الأرضي، خدمات فريدة مثل المسبح وغرفة تبديل الملابس، و«السونا» و«بار» للعصائر، وصالة للعلاج و«المساج»، وصالة خاصة بالموظفين ملحق بها صالة حمام وغرفة لتبديل الملابس، وصالة فسيحة للرياضة. وهذه كلها منفّذة بمواصفات عالية بالغة الدقة وبخيارات متفوقة من حيث المواد والألوان والأشكال. ويتوافر في هذا المنزل كاراج لثلاث سيارات.

ولعل هنا، وأكثر من أي مكان آخر، يصدق القول بأن الصورة تساوي ألف كلمة. على أن المؤكد بعد تأمل عميق للصور المرفقة، ستكون النتيجة أفضل بكثير من الأرقام والكلمات.   

الموقع: كنيسة «نايتسبريدج» في قلب لندن.
المالك: مستثمر من جنوب شرقي آسيا.
تاريخ الشراء: عام 2009.
سعر الشراء: 13.50 مليون جنيه استرليني.
السعر الحالي: 50 مليون جنيه استرليني.