عندما يجتمع سحر الداخل وبانوراما الخارج

سحر الداخل,بانوراما الخارج,التحفة الفنية,الشقة الفاخرة,الشاطىء اللبناني,العاصمة بيروت,التصاميم المعاصرة,الخشب,الباركيه,الطراز العصري,المدفأة,الزجاج,الرخام الإيطالي,السرير الخشب,اللوحة الزيتية

روزي الخوري 06 ديسمبر 2020

أهو هدوء الخارج وسحر المنظر البانورامي الخلّاب الذي تشرف عليه هذه الشقة، أمّ التألق الهندسي الذي نسجت خيوطه المهندسة كارينا سكّر بإبداع وذوق لا متناهيين، صنعا هذه التحفة الفنية؟ إنهما الأمران معاً اجتمعا ليعطيا نتيجة واحدة : جمال هندسي يشعّ من هذه الشقة الفاخرة على إحدى التلال المشرفة على الشاطىء اللبناني شمال العاصمة بيروت .


حاكت المهندسة الجمالين معاً، فجعلت صفاء الداخل ووضوح الخيوط الهندسية منسجمين مع الشرفة الكبيرة التي تبعت الهندسة بالتنسيق والدقة نفسيهما.
تميل المهندسة بطبيعتها إلى التصاميم المعاصرة التي تضعها بأسلوب جديد مبتكر لكلّ شقة.

ولعلّ التميّز في هذا المسكن يكمن في كثرة استعمال الخشب المنعكس جمالاً ودفئاً وراحة. الأرض في المنزل كله من الباركيه بلونه الكرزي الذي أضفى حياةً وإشعاعاً على الصالونات. والأرض الباركيه مستويان، أعلى وأدنى.
الجزء الأعلى نصله عبر درجتين، ويقودنا إلى غرفة الطعام التي اتسمت بدورها بالخشب الفاخر الموشّى بمشتقات البني، وحتى المقاعد لم يدخلها القماش لتحافظ على جمالية الخشب بأدق تفاصيله.

وبالعودة إلى الصالونات، فهما اثنان متشابهان بالطراز العصري والمقاعد الوثيرة من القماش. في أحد الصالونات، مقعد اتسم بكبر حجمه من القماش الكتان البيج، واحتلّ طول الجدار، وأمامه طاولة عبارة عن طاولات مستطيلة باللونين البني والأبيض، لكلّ منها لون، ارتكزت على قواعد من الكروم.
واللافت في هذه الطاولة أنّه يمكن فصلها عن بعضها لتصبح أجزاء تتوزع أمام المقاعد. وعلى الجزء الأخير منها وضعت مجموعة من المجلات. وعلى مقربة، يطالعنا مقعد طويل منفصل يسهل التحكم به كيفما أراد من يجلس عليه، حتى ولو شاء أن يتمدّد.

جلسة المدفأة رائعة التصميم، واجهتها زجاج مطلّة على الشرفة الخارجية المطلة بدورها على منظر بانورامي سقفه زرقة السماء وقاعدته صفحة البحر. ويشغل ردهة المدفأة مقعدان، واحد باللون الهافان أرائكه بيج، يقابله مقعد بيج من دون ظهر، وفي وسطهما طاولة أنيقة التصميم من الخشب والزجاج استلقت على سجادة من الحرير كما في كلّ المنزل، حيث تناثرت بين الجلسات على الباركيه قطع من السجاد الفاخر.
درجتان من الباركيه صعوداً توصلاننا إلى غرفة الطعام، وقد طُلي حائطها الجفصين، خلافاً لكلّ الجدران البيض، بلون بيج ذهبي كما سقفها، ميّز الجلسة وأعطاها طابعا فريداً. الجدار الجفصين اخترقته مستطيلات انبعثت منها إنارة غير مباشرة، ساهمت أيضاً في تميّز غرفة الطعام المتسمة بالخشب في طاولتها ومقاعدها، ظهرها من الخشب المقلّم على شكل مستطيلات رفيعة.
وقد دخل إليها النور والحياة بفضل نافذة كبيرة اخترقت الجدار، ليطلّ من خلف الزجاج مشهد أخضر زاهٍ شكلته الشتول والزهور التي انغرست في الحوض الخارجي للنافذة.

وبما أنّ المنزل مصمّم لراحة سكانه بأسلوب عملي وجميل في آن معاً، خصصت المهندسة ركناً في قاعة الاستقبال خلف جلسة المدفأة مطلّاً على الشرفة لطاولة البلياردو حيث يمضي المالكون أوقات التسلية والترفيه.
وعُلّقت على جدار هذا الركن فقط لوحتان زيتيان تجريديتان، وتدلّت فوق طاولة البلياردو ثريا عصرية من الكروم. وإلى جانب الطاولة مقعدان من الجلد الهافان والكروم.

الحماّم المخصّص للضيوف، ازدانت جدرانه والمغسلة بالرخام الإيطالي البيج والخشب، ورُسم بابه ونافذته على شكل قنطرة.
جناح غرف النوم يذكّر بتصميم الفنادق، فالفخامة والراحة والعملية حاضرة بكلّ مقوّماتها. غرفة الماستر سريرها وجدرانها من الخشب، وقد أضاء ظهر السرير الخشب على طول الجدار مصباحان يميناً ويساراً. وبين الغرفة وحمّامها، يفصل جدار من الزجاج.

أما قمّة التميّز فتمثّلت في الحمام الكبير الذي أعطته المساحة بعداً عملياً وجمالياً في آن واحد، ليخال الداخل إليه بفضل اللوحة الزيتية على كل الجدار بإطار من الخشب المزخرف الذهبي والتي رسمت عليها الورود، أنّه يدخل قاعة جلوس وليس حمّاماً.
وبالوصول الى المطبخ، فهو رحب وعصريّ، تداخل فيه لونان مع لون الخشب الطبيعي، وأكسسواره من الستينلس.