أخيراً... وجد العلاج القادر على إعادة الأمل إلى مرضى التليّف الرئوي المجهول السبب!

العلاج,الأمل,مرضى التليّف الرئوي,الامراض النادرة,التشخيص,الشفاء,المريض,البداية,فحوص مخبرية,صور شعاعية,وظيفة الرئة

كارين اليان ضاهر 21 أكتوبر 2016

صحيح أن مرض التليّف الرئوي هو من الامراض النادرة، إلا أن عناصر عديدة فيه تجعله ينافس معظم انواع السرطان ويتغلّب عليها خطورةً.
فهذا المرض الذي ينهك المريض يتشابه بأعراضه مع أمراض عديدة أخرى تصيب الجهاز التنفسي كالانسداد الرئوي المزمن والربو، مما يسبب تأخيراً في تشخيصه ويجعل الحالة أكثر حدة وصعوبة.
حتى أنه في كثير من الاحيان تمر سنوات قبل أن يتم التشخيص الصحيح للمرض. علماً ان التليف الرئوي المجهول السبب هو مرض رئة يشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة ونسبة 70 أو 80 في المئة من المرضى يموتون خلال 5 سنوات فقط أو أقل من تاريخ التشخيص. وحتى  اليوم تبقى اسبابه الفعلية مجهولة، كما أنه لم يكن يتوافر له أي علاج حتى الآن، خصوصاً أن الابحاث تقل في هذا المجال لاعتباره من الأمراض المزمنة المعقدة التي تنعدم فيها فرص الشفاء. انطلاقاً من ذلك، أقامت شركة الأدوية "بوهرنجر انجلهايم" لقاء بهدف التوعية حول هذا المرض، وتم خلاله الإعلان عن توافر علاج جديد فاعل قادر على الحد من تطور المرض وأعراضه ومن تفاقم الحالة مما يعد بتغيير حياة ملايين المرضى.
علماً ان أعراضه تبدو في غاية الصعوبة بالنسبة إلى المريض، خصوصاً أنها تتفاقم بسرعة من تاريخ التشخيص وهي السعال وضيق النفس الحاد مع تراجع تدريجي في وظائف الرئة.
وبحسب رئيس قسم امراض الرئة والعناية المركزة في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس"، فإن التليف الرئوي المجهول السبب يبدو أكثر خطورة من أشكال عديدة من السرطان. أما عوامل الخطر فعديدة منها التدخين والتعرض للتلوث البيئي والتاريخ العائلي للمريض.
من جهتها اشارت د. ماري-لويز كوسا كوينسكي رئيسة قسم أمراض الرئة ومركز النوم في المركز الطبي للجامعة الاميركية- اللبنانية في بيروت إلى أن معدل الحياة من تاريخ التشخيص هو بين سنتين و3 سنوات، ولم تكن العلاجات متوافرة حتى ظهور العلاج الجديد الذي حصل على موافقة الـFDA وصار متوافراً في لبنان ليساعد على إبطاء تفاقم المرض وتحسين حياة المرضى.
أما مدير مختبر وظائف الاعضاء التنفسية في كلية الطب في الجامعة الاميركية في بيروت فشدد على أهمية التوعية حول هذا المرض الذي يتم تشخيصه بشكل خاطئ، والذي يتطلب اختصاصياً في الغالب لاكتشافه.
فهو يشخص غالباً في البداية على اساس أنه قصور في القلب أو انسداد رئوي أو ربو أو غيرها. فيما اكد لـ"لها" أن الفحص العيادي لدى الطبيب الاختصاصي، إضافة إلى فحوص مخبرية أخرى وصور شعاعية كفيلة بالمساعدة على تشخيص المرض بالشكل الصحيح، نظراً إلى تشابه أعراضه إلى حد كبير مع أمراض أخرى.
أما العلاج فدوره الاساسي يكمن في إبطاء تراجع وظيفة الرئة من دون ان يكون قد تبين حتى الآن إلى أي مدى يمكن ان يطيل حياة المريض نظراً لاكتشافه الحديث.