تحدّي خطر الإصابة بسرطان الثدي

جراحة الاستئصال,التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي,الصورة الشعاعية للثدي,الفحص الجيني,الإصابة بالمرض,موعد الطمث,سرطان الثدي,السمنة,نظام غذائي غير صحي,ممارسة الرياضة,التدخين,المراقبة الدقيقة,الحقائق

كارين اليان ضاهر 30 أكتوبر 2016

مع الانغماس في ظروف الحياة الروتينية، قد تتهاون المرأة في العناية بنفسها وبصحتها. ومن الأمور التي تهمل كثيرات القيام بها، الفحوص الخاصة بالثدي والمراقبة الروتينية على الرغم من أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بين مختلف أنواع السرطان التي تصيب النساء.
إجراءات كثيرة يمكن أن تتخذيها، وعلامات وتغييرات يجب أن تلاحظيها من خلال المراقبة الدقيقة في الفحص الذاتي الشهري بشكل خاص.
إضافة إلى كل الخطوات التي يمكن أن تتخذيها في نمط حياتك لتحدّي من خطر الإصابة بالمرض طالما أن ثمة ما يمكن فعله، في مقابل عوامل خطر لا يمكن التحكم بها. كل هذه التفاصيل، إضافةً إلى الحقائق عن الفحص الجيني الذي يسمح لك بتحديد خطر إصابتك بسرطاني الثدي والمبيض، تحدثت عنها بالتفصيل الطبيبة الاختصاصية بعلم الأمراض والطب الوقائي ليلى لحود رشدان، وبالتالي أوضحت كل عوامل الخطر التي قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالمرض.


ثمة عوامل معينة تساهم في الإصابة بسرطان الثدي، منها ما يمكن التحكم به، ومنها ما يبدو التعرض له خارجاً عن إرادتنا ... ما أهم هذه المسببات؟
ثمة عوامل كثيرة مسببة لسرطان الثدي تلعب دوراً بدرجات مختلفة في الإصابة بالمرض، أهمها:

  • التقدم في السن لاعتبار احتمال ظهور المرض يزيد مع العمر.
  • وجود تاريخ عائلي للمرض: في حال إصابة أم أو أخت أو أي فرد من أفراد العائلة القريبة بسرطان المبيض أو الثدي يزيد خطر الإصابة بالمرض.
  • في حال وجود أقرباء كثر من الدرجة الثانية مصابين بالمرض يزيد الاستعداد للإصابة.
  • في حال عدم وجود حالات في العائلة وتأخرت المرأة في الإنجاب يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي. فالإنجاب في سن مبكرة يساهم في الحماية. لذلك في حال وجود حالات سرطان ثدي في العائلة، من الأفضل الإنجاب في سن مبكرة.
  • في حال البلوغ المبكر قبل سن 12 سنة، وانقطاع الطمث في سن متأخرة، والتعرض الزائد للاستروجين يزيد الخطر.
  • يزيد تناول حبوب منع الحمل والهورمونات والتعرض للأستروجين من خطر الإصابة بسرطان الثدي. لكن في المقابل، إذا كان أيض الاستروجين سريعاً فلا خطر في تناول هذا النوع من الهورمونات أو حبوب منع الحمل.
  • التدخين.
  • قلة ممارسة الرياضة.
  • اتباع نظام غذائي غير صحي.
  • السمنة.
  • التعرض للمواد الكيماوية.
  • تعرض الصدر للأشعة يزيد الخطر ايضاً.

  هل من أعراض تظهر واضحة لدى المرأة في حال إصابتها بسرطان الثدي؟
من المؤسف انه غالباً ما تظهر الاعراض في مراحل متقدمة من المرض. أما في المراحل المبكرة فقد لا تلاحظ المرأة أي تغيير. قد تلاحظ أن جلد الثدي يبدو أشبه بقشرة برتقال. أيضاً من الأعراض التي يمكن ملاحظتها، التغير في شكل الحلمة بحيث تنقلب إلى الداخل، أو يميل لونها الى الاحمرار. يمكن أن تشعر المرأة ايضاً بكتلة تحت الإبط أو في الثدي. إضافةً إلى الإفرازات من ثدي واحد أو من الاثنين معاً، سواء كانت بنية اللون أو ممزوجة بالدم. وفي مراحل متقدمة من المرض يمكن الإصابة بنحول زائد.

تعاني المرأة ألماً في الثدي قبل موعد الطمث، متى يصبح هذا الألم مقلقاً؟
بين سن 30 و40 سنة تعاني المرأة «تحجراً» وألماً في الثدي أكثر من أي مرحلة أخرى قبل موعد الطمث. وهذا أمر طبيعي. فإذا تكررت العلامات نفسها يعتبر الأمر عادياً، لكن أي تغيير في هذه الناحية كأن يستمر الألم أو ألا يصادف في هذه الفترة، بالإضافة إلى كل التغييرات الاخرى التي يمكن ملاحظتها... أمور تستدعي استشارة الطبيب.
وتجدر الإشارة إلى أن معدل عمر الإصابة بسرطان الثدي هو أقل في لبنان مقارنةً بالدول الاجنبية. من هنا أهمية التركيز على الفحص الذاتي في سن مبكرة للكشف عن أي تغيير في الثدي على أن يُجرى الفحص في المرة الأولى بمساعدة الطبيب لتعلّم الطرق الصحيحة لإجرائه.

هل من إجراءات وقائية يمكن اتخاذها لتجنب خطر الإصابة؟
في حال وجود عوامل خطر، من الأفضل إجراء الفحص الجيني. ففي حال وجود سرطان ثدي أو مبيض في العائلة لدى فرد قريب من الدرجة الأولى، حتى إذا كان بالنسبة إلى الرجل، لا بد من إجراء الفحص الجيني، لأنه يكون هناك استعداد للإصابة.
وبشكل خاص، في حال وجود حالة سرطان ثدي أو أكثر دون سن الـ40 في العائلة، من الضروري إجراء الفحص الجيني للعائلة ككل، لأن العامل الجيني يلعب دوراً أساسياً في هذه الحالة.
والخطر الاكبر يكمن في وجود الطفرات الجينية BRCA1 وBRCA2، فإذا تبين في الفحص أنها موجودة لدى المصابة، لا بد من إجراء الفحص للعائلة كلّها. وينطبق ذلك على حالات سرطان المبيض، وإذا كان الخطر مرتفعاً، يجب استئصال المبيض والثدي، لأنه لا يمكن المخاطرة.

كيف يحدد معدل الخطر في الفحص الجيني؟
تحدد نتيجة الفحص الجيني معدل الخطر لدى الشخص المعني. فإذا كان دون نسبة 17 في المئة يكون منخفضاً، وبين 17 و30 في المئة يكون معتدلاً، وفوق الـ30 في المئة يكون مرتفعاً. في هذه الحالة لا بد من إجراء الصورة الشعاعية MRI قبل سن 30 سنة حتى.

هل من إجراءات وقائية أخرى في نمط الحياة والغذاء، للحد من خطر الإصابة بالمرض؟
من المهم أن تركز المرأة على الطعام المضاد للالتهابات. مثلاً إذا كانت تعاني حساسية ضد الحليب، يجب ألا تشرب الحليب لأن هذا يؤذيها. كما تُنصح بالتركيز على مضادات الأكسدة والأطعمة العضوية، وتلك الغنية بالألياف والأوميغا 3 والفيتامين «د» والأطعمة الطازجة، وأن تتجنب الأطعمة المصنّعة في المقابل.
أيضاً من الخطوات المهمة التي تساعد، ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب السمنة والحد من التوتر والنوم بمعدلات كافية. ولا بد من التوضيح هنا أن الغذاء لا يعتبر علاجاً للمرض... هو يساعد فيما لا يمكن الاعتماد عليه. يجب معرفة الأمور الصحية والمفيدة والتركيز عليها للحد من الخطر واتخاذ الاحتياطات اللازمة كتجنب حبوب منع الحمل مثلاً والتدخين وغيرهما.

 

حلول بديلة للمراقبة في حال


عدم إجراء جراحة الاستئصال

في حال عدم إجراء جراحة الاستئصال الوقائية إذا كانت نتيجة الفحص الجيني الخاص بالطفرات الجينية BRCA1 وBRCA2 إيجابية، ثمة حلول بديلة تتطلب الخضوع إلى الفحوص الروتينية المنتظمة والمكثفة... ولكن بشروط. مع الإشارة إلى أن هذه الفحوص قد لا تكون كافية للكشف المبكر عن المرض، لكنها قد تُجرى للمرأة التي لا تريد إجراء عملية الاستئصال:

  • البدء بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أو الصورة الشعاعية للثدي من سن 25 سنة. وقد تكون هناك حاجة إلى البدء في مرحلة مبكرة في حال وجود حالة في العائلة القريبة دون سن 30 سنة. أما بعد سن 30 سنة فيجب البدء بالصورة الشعاعية مع التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي. وبما أن الرجل أيضاً عرضة، ويمكن أن تكون نتيجة الفحص إيجابية لديه، يجب أن يبدأ بالفحص العيادي من سن 35 سنة.
  • يجب البدء بالفحص الدقيق لدى الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد من سن 25 سنة لمنطقة الحوض. ومن سن 30 سنة أو 35 سنة، يجب البدء بالفحوص الخاصة بسرطان المبيض كالصورة الصوتية وفحوص الدم الخاصة.
  • يجب الخضوع للفحص العيادي للثدي كل 6 أشهر والحرص على الفحص الذاتي الشهري.
  • يجب التقيّد بكل تعليمات الطبيب الضرورية للكشف المبكر عن المرض.