حتى لا تفقد نظرك... الحذر مطلوب!

نظر,الليزر,اللطخة,تدهور,المريض,اعتلال الشبكة,العين,السكري,سن العمل,نوفارتس,العينين,المتابعة الدائمة,خطر الإصابة,الدراسات,الفحص,إصابة الشرايين,الأضرار

كارين اليان ضاهر 17 نوفمبر 2016

يعتبر اعتلال الشبكة والوذمة البقعية في العين بسبب السكري سببين رئيسيين لفقدان البصر بين المرضى والذين يكونون في سن العمل، اي في السنوات الإنتاجية مع ما ينتج من ذلك من أعباء على المريض نفسه وعلى المجتمع.
لذلك أطلقت الجمعية اللبنانية لطب العيون، بالتعاون مع شركة نوفارتس للأدوية حملة "خلّيلي عينك على السكري" التي تهدف إلى لفت نظر المواطن إلى أخطار السكري وإصابة العين نظراً لأهمية الفحص المنتظم للعينين في حال الإصابة بالسكري بهدف التشخيص المبكر لأي مشكلة ناجمة عن المرض، خصوصاً أن السكري بات وباءً في عصرنا هذا نتيجة تغيير نمط حياتنا ونظامنا الغذائي وأصعب ما فيه أنه لا يقف عند مرحلة معينة، بل يرافق المريض طوال حياته.
وفي ما يتعلّق بمضاعفات في العينين، فيزيد خطر الإصابة بها مع زيادة سنوات الإصابة بالسكري مما يستدعي المتابعة الدائمة.
وبحسب رئيس الجمعية اللبنانية لطب العيون د. الياس شلالا، صحيح أن السكري يؤثر في الكثير من الاعضاء، إلا أن العين هي اكثر ما يمس المريض عند إصابتها مع زيادة خطر الإصابة بالفقدان الكلّي للنظر، خصوصاً ان المريض قد يكون في قمّة عطائه. وقد تحدث د. زياد بشور عن تأثير السكري في العينين، مؤكداً أن كل الدراسات قد اظهرت أن الوقاية هي أهم من العلاج.
وتكمن المشكلة بحسب قوله في هذا الخصوص في أن المريض لا يشعر بتطور المشكلة إلى أن يخف نظره فتكون الحالة عندها متقدمة ويصبح علاجها أكثر صعوبة.
كما يشير د. بشور إلى أن الفحص المنتظم للعينين كل 6 أشهر أو سنة، بحسب الحالة، يساعد على الكشف المبكر لأي مشكلة حتى يبدأ العلاج في المرحلة التي يكون فيها النظر جيداً بعد، لا عندما يتراجع لأنه في مراحل متقدمة لا يمكن مساعدة المريض إلى حد كبير وتبقى فاعلية العلاج أقل.
ويقول د. بشور: "نسبة 41 في المئة فقط من مرضى السكري في الولايات المتحدة يجرون هذا الفحص المبكر المنتظم للعينين، إما بسبب نقص التوعية أو بحجة عدم توافر الوقت. هذا فيما تبقى الوقاية نقطة اساسية للعلاج الفاعل ولحماية شبكة العين".
أما عن طبيعة العلاج المعتمد في هذه الحالة فبات أكثر تطوراً إذ يعتمد على الحقن في العين بأدوية معينة تحتوي على مادة مضادة لبروتينة في العين تنتجها لدى إصابة الشرايين بالسكري، لتحسين النظر وتحسين السكري الذي يصيب الشبكة.
فهذه البروتينة تسبب كل المضاعفات التي تحصل في العينين. وتعتبر هذه العلاجات فاعلة جداً لكن تقل فاعليتها في حال تأخيرها بما لا يسمح بالتحسن كما في حال البدء في مرحلة مبكرة.
علماً أن الحقن تُجرى بمعدل 9 مرات في السنة الاولى ثم تخف كميتها في السنوات اللاحقة حتى لا يعود المريض بحاجة إلى حقن.
وهي تجرى بشكل خاص لمرضى السكري الذين يعانون مشكلة اللطخة الصفراء في العين وتعتبر فاعلة لهم تحديداً شرط المتابعة من بداية الإصابة بالسكري بهدف الحد من الأضرار وحماية الشبكة والنظر.
هذا فيما تسبب هذه الحقن ألماً أقل مقارنةً بالانسولين، فهي تجرى تحت التخدير الموضعي في العيادة فلا يشعر المريض بشيء. حتى أن المرضى يتقبلونها أكثر من الليزر، خصوصاً نظراً لفاعليتها الكبرى.

أما بالنسبة إلى الليزر الذي كان يعتبر العلاج الوحيد في سنوات مضت، حتى بدا الوضع اليوم افضل بكثير مما كان عليه قبل 10 سنوات.
ففي حالات عديدة ما كان لليزر من فائدة، خصوصاً إذا كانت اللطخة في مركز النظر، بحيث تتدهور حالة المريض إلى ان يفقد نظره، لا بسبب الليزر نفسه كما يعتقد كثر، إنما لعدم الاستفادة منه.
من جهته شدد د. شلالا على أن الاهم يبقى عدم فقدان النظر حتى  يعيش المريض حياة منتجة وطبيعية، مع الإشارة إلى ان المريض لا يشعر بوجود مشكلة ولا يعرف بها إلا مع تدهور حالته بما انه لا تظهر أعراض فيتدهور نظره من دون ان يشعر ويصبح العلاج اصعب.