أنت عرضة للإصابة بهذا المرض الصامت... هكذا تحمين نفسك منه

المرض الصامت,الفيتامين A,البروتينات,المشروبات الغازية,الفيتامين K,الامتناع عن التدخين,ممارسة الرياضة,نظام غذائي,الفيتامين,الكالسيوم,ترقق العظام,الحمل,الرضاعة,كثافة العظام,الإصابة,مخزون الكالسيوم

كارين اليان ضاهر 27 نوفمبر 2016

                      

 

تعتبر المرأة أكثر عرضة للإصابة بترقق العظام، خصوصاً بعد مرحلة انقطاع الطمث التي يتراجع معها معدل كثافة العظام.
وصحيح أنها تواجه خطر الإصابة بهذا المرض الصامت الذي قد لا تظهر له أعراض قبل تعرضها لكسر نتيجة إصابة معينة، وإن كانت بسيطة، لكن ثمة إجراءات وقائية عدة يمكن أن تتخذها بدءاً من مرحلة المراهقة لترفع مخزون الكالسيوم في جسمها وتزيد من كثافة عظامها وصلابتها ومن كتلة العضلات في جسمها.
إضافة إلى عوامل عدة تلعب دوراً في الحد من الخطر وتجنب ترقق العظام أو على الأقل تأخير ظهوره سنوات عدة.

ما هو ترقق العظام؟
الترقق هو حالة تتراجع فيها كثافة العظام فتضعف وتصبح أكثر عرضة للكسور مما يسبب آلاماً وعجزاً وصعوبة في المشي.

كيف يحدث ترقق العظام؟
بين سن الـ 25 والـ 30، يصل معدل كثافة العظام إلى الذروة، لكن بعد هذه المرحلة وتحديداً بعد سن الـ 35، يبدأ المعدل بالانخفاض لدى المرأة، لكن تراجع كثافة العظام يتضاعف في السنوات الخمس أو العشر التي تلي مرحلة انقطاع الطمث، ويترافق ذلك مع انخفاض معدلات الأستروجين في الجسم.
فخلال هذه المرحلة قد تخسر المرأة حوالى 25 في المئة من عظامها بما أنها تخسر تقريباً 2,5 في المئة من معدل كثافة العظام لديها.
وخلال السنوات التالية، يتراجع المعدل أكثر فأكثر وبوتيرة أسرع، مما يؤدي إلى ترقق العظام. لذلك فإن تعزيز صلابة العظام قبل مرحلة انقطاع الطمث يُعد السلاح الأقوى والأكثر فاعلية لمحاربة الترقق لدى المرأة.
أما في مرحلة انقطاع الطمث، وإن كانت العظام لا تزال صلبة وما من علامات تشير إلى احتمال الإصابة بالترقق، فيمكن كشف الحالة في مرحلة مبكرة بواسطة فحص كثافة العظام.

ما المواضع التي تكون أكثر عرضة للكسور في حال الإصابة بترقق العظام؟
المواضع الأكثر عرضة للكسور هي الوركان والمعصمان والعمود الفقري. لكن يمكن أن تحصل كسور في أي من عظام الجسم.

هل صحيح أن المرأة وحدها عرضة لترقق العظام؟
فيما تعتبر المرأة الأكبر سناً أكثر عرضة لترقق العظام، يكون الرجل أيضاً عرضة وليس محمياً من هذا المرض. وفيما قد يتعرض نصف النساء لكسر بعد سن الـ 50 نتيجة الإصابة بترقق العظام، فإن رجلاً من 4 يتعرض للترقق.
إلا أن ترقق العظام يحصل في مرحلة متأخرة أكثر لدى الرجل مقارنةً بالمرأة كما يكون تطوره أكثر بطئاً. لكن عند التعرض لمضاعفاته ونتائجه، يكون مؤلماً ومزعجاً بالدرجة نفسها.

ما هي أعراض ترقق العظام؟
ليس ضرورياً أن تظهر أعراض ترقق العظام في أولى مراحله. حتى أنه يمكن الإصابة بالترقق لسنوات طويلة من دون أن يظهر أي عارض إلى أن يتم التعرض لكسر في موضع معين من الجسم.
لكن من العلامات التي تظهر خلال سنوات نتيجة الإصابة بترقق العظام، قصر القامة مع الوقت وانحناء الظهر مع اعوجاج فيه وألم مفاجئ غير مبرر في أسفل الظهر وانحناء الكتفين... ومن الإنذارات الاساسية المرتبطة بترقق العظام، الإصابة بكسر بعد سن الـ 45 أو بعد انقطاع الطمث، مع الإشارة إلى أن أعراض الترقق هي نفسها لدى الرجل والمرأة عند التعرض لكسر.

ما الذي قد يؤثر في كثافة العظام؟
كلما كانت بنية العظام كثيفة، تكون أكثر صلابة وقوة. وتتأثر كثافة العظام بعوامل جينية وأخرى محيطة.

ما هي العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بترقق العظام؟
ثمة عوامل عدة تلعب دوراً في زيادة احتمال الإصابة بترقق العظام مع التقدم في السن، منها ما لا يمكن التحكم بها، ومنها ما يمكن تغييرها.

العوامل المسببة التي لا يمكن التحكم بها :

  • الجنس حيث تعتبر المرأة أكثر عرضة من الرجل.
  • التقدم في السن.
  • انقطاع الطمث والخضوع إلى جراحة تؤدي إلى انقطاع الطمث.
  • وجود حالات ترقق عظام في العائلة.
  • صغر حجم الجسم والنحول الزائد.
  • المرأة الآسيوية ذات البشرة البيضاء.
  • في حال الخضوع لعملية زرع عضو.
  • التعرض لأمراض تزيد احتمال الإصابة بترقق العظام كالتهاب المفاصل الرثياني والسكري من النوع الأول وانقطاع الطمث المبكر وحالة الأنوريكسيا.
  • بلوغ مرحلة انقطاع الطمث في سن مبكرة.
  • تناول أدوية معينة تزيد احتمال الإصابة، منها علاجات السرطان وبعض أدوية الربو.

 

... وعوامل يمكن تغييرها

  • ثمة عوامل تساهم في زيادة خطر الإصابة بترقق العظام ويمكن التحكم بها، وهي:
  • التدخين.
  • اتباع حمية قليلة الحليب ومشتقاته وغيرها من مصادر الكالسيوم والفيتامين «د».
  • عدم ممارسة الرياضة.

 

  إذا لم تكن أعراض ترقق العظام واضحة، كيف يمكن اكتشاف الحالة؟
في الماضي لم يكن يُكتشف ترقق العظام إلا عند التعرض إلى كسر، فتكون العظام قد اصبحت هشة وضعيفة. أما اليوم فتتوافر الفحوص التي تسمح بكشف معدل كثافة العظام، وتساعد في تجنّب حصول كسور في العظام مسبقاً قبل حصولها. بهذه الطريقة يتم تشخيص حالة ترقق العظام وتحديد العلاج المناسب.
علماً أن فحص معدل كثافة العظام يجرى عادةً في المواضع التي تعتبر أكثر عرضة للكسور في الورك والذراعين والعمود الفقري.

متى وفي اي حالة يجب اللجوء إلى فحص معدل كثافة العظام؟
يقرر الطبيب ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء فحص معدل كثافة العظام استناداً إلى عوامل معينة وهي:

  • السن وما إذا كانت المرأة قد بلغت مرحلة انقطاع الطمث.
  • إذا كانت مدخنة.
  • الطول والوزن.
  • إصابة الأم أو الأب بكسر في الورك.
  • الأدوية التي تتناولها.
  • التعرض لأمراض تزيد خطر الإصابة بترقق العظام.

هل يزيد خطر تراجع كثافة العظام خلال الحمل والرضاعة؟
خلال الحمل ترتفع حاجة الجنين إلى الكالسيوم فيأخذه من غذاء أمه. وإذا كانت لا تحصل على كميات كافية من الكالسيوم فقد تخسر بعضاً منه من عظامها مما يؤدي الى إضعافها.
لذلك من الضروري أن تحرص الحامل على الحصول على معدل كافٍ من الكالسيوم والفيتامين «د». أما المرضعة فيكون تراجع كثافة العظام لديها موقتاً، وقد أظهرت الدراسات أنها تسترجع المعدل الطبيعي بعد 6 أشهر من وقف الإرضاع.

 

هكذا تواجهين ترقق العظام!


صحيح أن ثمة عوامل ثابتة لا يمكن التحكم بها تزيد خطر الإصابة بترقق العظام، إلا أن ثمة عوامل وقائية تساعد في الحد من هذا الخطر وتؤخر ظهوره، أهمها:

  • التركيز على نظام غذائي غني بالكالسيوم للحد من كمية الكالسيوم التي يأخذها الجسم من العظام، إضافةً إلى تناول مكملات الكالسيوم عند الحاجة أو في حال نقص الكالسيوم في الغذاء. علماً أن العظام تحتاج إلى الكثير من الكالسيوم، ويبقى دائماً الأفضل الحصول على الكالسيوم من الغذاء من خلال التركيز على أهم مصادره فيما لا يفيد تناول المزيد من المكمّلات بشكل يتخطى المعدل المطلوب لزيادة كثافة العظام.
  • التركيز على نظام غذائي غني بالفيتامين «د»، مما يساعد على امتصاص الكالسيوم من الطعام في الجسم. علماً أنه يمكن الحصول عليه بالتعرض لأشعة الشمس 10 أو 15 دقيقة مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع. كما يمكن الحصول على الفيتامين «د» من الغذاء بالتركيز على اهم مصادره كالسلمون والحليب والبيض. والجدير بالذكر أن بين سن الـ 19 والـ70 تصل حاجة الجسم من الفيتامين «د» إلى 600 IU في اليوم وبعد سن الـ 71 إلى 800.
  • الامتناع عن التدخين، الذي يزيد خطر الإصابة بترقق العظام ويساهم في تراجع معدلات الأستروجين في الجسم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام وتحديداً التمارين التي تزيد من معدل العضلات، مما يساعد على تقوية العظام والعضلات وزيادة الليونة وتحسين التوازن والحد من خطر التعرض للسقوط والإصابات المؤدية إلى كسور. ومن أفضل الرياضات والأنشطة التي يمكن ممارستها المشي والركض والرقص والهرولة ورفع الأوزان واليوغا وصعود السلالم.
  • التركيز على مصادر الفيتامين K كالخضر الورقية الخضراء.

 

تجنبي هذه العوامل أيضاً!

  • المشروبات الغازية والكافيين: صحيح أن كل الدراسات لم تؤكد ذلك، إلا أن بعضها أظهر أن الإكثار من تناول الكافيين قد يزيد من خطر التعرض لكسور، إذ إن الكافيين يعتبر مدراً للبول ويساهم في إخراج نسبة من الكالسيوم من الجسم من خلال البول. كما أظهرت إحدى الدراسات أن النساء الأكبر سناً واللواتي يكثرن من تناول المشروبات الغازية لديهن معدل كثافة عظام أدنى من النساء الباقيات اللواتي يتناولنها أقل من مرة في الشهر.
  • البروتينات ضرورية لكن ليس بكثرة: صحيح أن البروتينات ضرورية للجسم، لكن فيما يحرقها الأخير تطلق أحماضاً في مجرى الدم فيحاول الجسم التعامل مع الوضع لتعديلها بامتصاص الكالسيوم من العظام. قد لا يؤثر اتباع حمية غنية بالبروتينات لفترة اسابيع في صلابة العظام، إلا أن اتباعها لفترات طويلة قد يضعف العظام. لكن حتى الآن لا تزال الدراسات غير واضحة في ما يتعلق بمعدل البروتينات الذي قد يؤدي إلى ضعف العظام أو تراجع معدل كثافتها.
  • الفيتامين A ضروري لكن باعتدال: يعتبر الفيتامين A في غاية الأهمية للعظام، إلا أن الحصول على كميات زائدة من الريتينول قد يزيد احتمال التعرض للكسور. لذلك من الأفضل اختيار الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على البيتاكاروتين بشكل أساسي.