أمانة والي: تتعبني أدوار الضعف لأنني أجد لها معادلات في الحياة تقهرني

معادلات,الفنانات المصريات,مصر,المستقبل,الشاشة,الزواج,مجمل,الأدوار النسائية,المعهد العالي للفنون المسرحية,حالات نفسية,شخصيات شريرة,العمل الفني,مسلسل,المرأة المجرمة

لها (دمشق) 03 ديسمبر 2016

لا يمكن أن تجسد شخصية من دون أن تضع بصمتها الفنية الخاصة عليها... هي الفنانة السورية أمانة والي، فنانة الأدوار الصعبة والمركبة والعصية على الكثير من الفنانات، التي تميزت بأدوار المرأة القوية والمتسلطة والمريضة نفسياً، وكان آخرها دور المرأة المجرمة، الذي انتقلت منه إلى الأعمال الكوميدية هذا الموسم... تكاد شخصيتها تحمل أبعاداً من أدوار المرأة القوية التي تقدمها، فهي امرأة تثق بنفسها، وتعرف ماذا تريد... عن أدوارها ومدى تأثيرها في حياتها اليومية، وعن ابنها وزواجها السابق، وأعمالها الجديدة، كان حوارنا مع الفنانة أمانة والي .


- تشاركين في عملين كوميديين «أزمة عائلية»، و«شو القصة»، هل أتاح لك هذان العملان الفرصة الكوميدية التي كنت تنتظرينها، أم أنهما تنويع لما قدمته وتقدمينه من أعمال؟
عرض عليّ الكثير من الأعمال الكوميدية، لكنني كنت أرفضها لعدم اقتناعي بالنص، والكوميديا مخيفة، فإما أن تنجح أو تسقط سقوطاً مدوياً، وسبق أن قدمت أعمالاً كوميدية، كما في مسلسلي «رياح الخماسين»، و«عيلة خمس نجوم»، وهناك أعمال كوميدية جميلة لكنها لم تعرض عليّ، وما عرض عليّ لم يكن بالمستوى الذي أطمح إليه.

- لو عرض عليك مسلسل «ضيعة ضايعة»، أي شخصية كنت تتمنين تقديمها؟
لو عرض عليّ العمل في مسلسل «ضيعة ضايعة» أو «الخربة»، كنت سأشارك بأي دور يُعرض علي مع المخرج الليث حجو، وتكفيني مشاركتي في مهرجان كوميدي جميل من إخراجه.

- قلّما تتحدثين عن مشاركتك في «باب الحارة»، هل مر العمل مرور الكرام ولم يضف إليك شيئاً؟
دوري في «باب الحارة» يُعدّ شبه دور، لكوني حللت ضيفة على العمل في جزئه السابع، وخرجت منه بمقولة «مرحبا بخاطركن». لم أقدّم الشخصية كما تمنيت أن يكون الدور، ولا أتمنى العودة إلى هذا العمل لأن الشخصية ماتت.

- بعد ثلاثين عاماً من العمل الفني، أكثر ما طُبع في الذاكرة من أدوار أمانة والي، دور «هموم» في مسلسل «عناية مشددة»... لماذا هذه الشخصية بالذات؟
سبب رسوخ الشخصية في ذاكرة الجمهور بعد ثلاثين عاماً من عملي في الوسط الفني، يعود الى القوة التي لم يظهر لها مثيل في الدراما. وعندما قرأت نص مسلسل «عناية مشددة»، خفت من الشخصية وكيفية تقديمها، فهي إنسانة مجرمة تقتل وتتاجر بأعضاء الجثث التي تقطّعها بيديها، وقد نقلت مخاوفي الى المخرج، لكنه أكد لي أنني أستطيع تقديم الشخصية، وأنها حقيقية وليست من نسج الخيال، وكثيراً ما رأيناها خلال الأزمة السورية، وحقق العمل نجاحاً بسبب التناغم ما بين طاقم العمل أمام الكاميرا وخلفها.

- هل تتعبك أدوار القسوة، ولماذا تسند اليك دائماً الشخصية القاسية أو الشريرة... هل هي قسمات وجهك، أم صوتك، أم شخصيتك القوية؟
أحب تقديم الشخصيات الشريرة، فهي محبوكة جيداً وغالباً ما تكون مكتوبة بشكل أفضل من غيرها في العمل، وهي «دينامو» العمل ومحور أحداثه، فالله خلق إبليس والملائكة، وهما طرفا نقيض، لذلك فالشر هو أساس الحياة بشكل عام. كما أنني لست حكراً على الشخصيات الشريرة، ففي مسلسل «الأميمي» جسدت دور المرأة المسحوقة التي تطلب من زوجها أن يبالغ في ضربها كي يرضى عنها، ومن يشاهد شخصية «هموم» لن يصدق أنني سأقدم بعدها دوراً كوميدياً وهو دور الحماة في مسلسل «شو القصة».

- كثيراً ما نسمع عن فنانين يدخلون في حالات نفسية صعبة بعد تقديمهم شخصيات شريرة... فماذا عنك؟
من الممكن أن يتأذّى الفنان أثناء تقديم الشخصية الشريرة وسط أجواء من القتل والدماء، مثل شخصية «هموم»، كما يمكن أثناء عرض العمل أن نستعيد ذكريات التصوير.
ففي مسلسل «اختفاء رجل»، تعبت من الشخصية التي أديتها، وهي لسيدة تعاني انفصاماً في الشخصية. وصرت أسيرة الهواجس والكوابيس، وأثّر العمل في أعصابي، فقررت التأني قبل الموافقة على دور المريضة نفسانياً مرة أخرى. كما أؤكد أن شخصية «هموم» لم يتجاوز تأثيرها نطاق التصوير، فقد بلغت مرحلة أستطيع فيها التحكم بعواطفي والخروج بسهولة من الحالة.

- هل من ممثلة كانت لتقبل الدور بدلاً منك؟ ومن هي برأيك، وهل كانت ستقدم الشخصية بتلك الواقعية التي ظهرتِ بها؟
إذا قلت إن ما من ممثلة تستطيع تجسيد دور «هموم» غيري سيقولون إنني نرجسية، وإذا قلت إن هناك ممثلة، فلن يخطر في بالي اسم محدد، كما أرى أن ما أقدمه شيء خاص جداً، ولا يستطيع أحد أن يقلّدني، وأنا لا أقلّل من قيمتي ولا من قيمة الآخرين، وأثق بنفسي بعد مسيرتي الفنية الحافلة بالشخصيات المهمة، وهناك ممثلون نجحوا أيضاً، والدليل قولي إن كل من شارك في مسلسل «ضيعة ضايعة» نجح في مكانه.

- صرحت بأن الأدوار الضعيفة تتعبك أكثر من أدوار الشر ...
بطبيعتي أكره الضعف وأدوار الضعف، فهي تتعبني لأنني أجد لها معادلات في الحياة تقهرني، لذا أحاول أن أقدم تلك الشخصيات الضعيفة بصدق شديد، ليتنبه أمثال تلك الشخصيات الى ضعفهم ويتحرروا منه.

- هل سبق أن قدمت دور المرأة المغناج والجريئة، وكيف ترين تلك الأدوار؟
قدمت مع المخرج المثنى صبح في مسلسل «ليس سراباً»، شخصية نوعاً ما جريئة، وهي امرأة متزوجة تتعرف إلى شاب من طريق النت، وفي النهاية تنشأ بينهما علاقة غير شرعية، ويكتشف زوجها الخيانة، لكن المرأة تظهر في هذا المشهد قوية، خصوصاً عندما تقف أمام ابنها وتؤكد له استحالة العيش مع والده، ورغم ذلك سيبقى ابنها وإن كانت امرأة ساقطة... وكنت مصرّة على تقديم هذا المشهد، لأنه حتى في ضعف المرأة يجب أن نقف الى جانبها، وعندما قدمت الدور قلت في نفسي: ماذا سيقول ابني الحقيقي لرفاقه في المدرسة عندما يرى أمه بهذه الشخصية الجريئة؟ لا أريد أن تُخدش مشاعر ابني، في وقت أرى أن التمثيل لا ينفصل عن الواقع.

- هل تعتبرين نفسك ورقة رابحة، حين يكون هناك دور مركب وصعب وأنت أول من يخطر في البال؟
هناك ممثلات مظلومات فنياً، لأنهن لا يجسدن إلا دور الأم التي تنطق وللأسف بجمل محددة: أهلا وسهلا، مع السلامة، تقبرني تاكل ولا ما تاكل... ولكن الأدوار التي جسدتها في أعمال مثل «نساء من هذا الزمان»، «زمن البرغوث»، و«عناية مشددة» كلها أدوار مختلفة وبيّنت أهمية المرأة.

- هل دخول ابنك سليمان رزق المعهد العالي للفنون المسرحية، جاء بتشجيع منك، أم هي رغبته الخاصة؟
أعتقد أن ابني سليمان قد ظلمه والده المخرج يوسف رزق قليلاً، إذ دخل الوسط الفني وعمره خمس سنوات، وشارك في 16 عملاً مع معظم المخرجين، وكنت حزينة لأن هذا العمل استحوذ على قسم من طفولته، وعندما درس البكالوريا أهّلته علاماته العالية لدراسة الصيدلة وشجعته على ذلك، لكنه أراد أن يدرس التمثيل، رغم اعتراضي على أن يرهن مصدر رزقه بعمله في الفن، وهو يدرس حالياً التمثيل ومسرور بذلك، وكل أم تحب أن ترى ابنها يدرس ما يحبه وينجح فيه، ولكنني أؤكد أن مستقبله صعب جداً.

- شاركت في معظم أعمال زوجك السابق المخرج يوسف رزق، وأبقيتما على التعاون بعض انفصالكما، كيف استطعتما فصل الحياة الشخصية عن تلك الفنية؟
مشاركتي في أعمال زوجي السابق كانت لأننا نعتمد على العقل والمنطق في العمل، فنحن انفصلنا لأننا اكتشفنا بكل بساطة أنه لا يمكننا العيش معاً، فأخذت وقتاً طويلاً حتى أقنعت الأستاذ يوسف رزق بأن الرجال رؤوسهم كبيرة ولا يقتنعون بسهولة، ومن ثم اتفقنا على الانفصال وبقينا صديقين يجمعنا الوسط الفني وابننا سليمان، وأنا شخصياً لا أحب المشاكل لأنها تؤثر سلباً في الأولاد.

- هل ما زلتما صديقين وأين هو يوسف رزق اليوم، ولماذا ابتعد عن الساحة الفنية؟
كنت حريصة على أن تكون العلاقة بيننا جيدة، وكذلك العلاقة بيني وبين زوجة يوسف وابنه الذي هو في النهاية أخو ابني سليمان من والده، ونحن على تواصل دائم ونناقش مشكلات ابننا ونستشيره في الكثير من الأمور، فسليمان يعيش معي اليوم، لكن عندما يكبر الصبي يحتاج الى أبيه أكثر من أمه. ويوسف رزق متوقف حالياً عن العمل بسبب وعكة صحية ألمّت به، لكنه سيعود الى العمل قريباً.

- هل تزعجك الأدوار النسائية في الأعمال الشامية لكونها تابعة في مجملها للرجل؟
تزعجني أدوار المرأة في البيئة الشامية التي تكون فيها تابعة للرجل، فهي امرأة غير فاعلة إلا في استثناءات محددة.

- خامة صوتك المختلفة، هل هي نعمة، أم كانت سبباً في حرمانك من بعض الأدوار؟
خامة صوتي ميزتني في المسرح، لكنها أتعبتني في الدبلجة، فلو عملت في الدوبلاج لأحرقت صوتي فيه، وأثناء العمل في الدوبلاج يغيّر الفنان في صوته ليصبح قريباً من الشخصية الأساسية، وأنا أعجز عن ذلك، وصوتي معروف، لذلك لم أشارك في دبلجة الأعمال.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني، وهل تنتقدين أعمالهم؟
من أبرز صديقاتي في الوسط الفني وفاء موصلي ولينا حوارنة، نجلس معاً وننتقد أعمالنا، ونجتمع ونتواصل دائماً، وكذلك الأستاذ أيمن زيدان صديقي المقرب، لا نلتقي كثيراً، لكن عندما نجتمع نتحدث عن كل شيء وكأننا تركنا بعضنا البارحة.

- من هو المخرج أو المنتج، أو ما هو العمل الذي أنعش مسيرتك الفنية؟
أحمد ابراهيم أحمد ساهم حقيقةً في إنعاش مسيرتي الفنية، وأوجّه له التحية والشكر، فقد قدمت معه أهم الاعمال في مشواري الفني، وهي: «زمن البرغوت» بجزءيه، «نساء من هذا الزمان»، و«عناية مشددة»، وكذلك يوسف رزق، فعندما تزوجنا كنت ممثلة وشاركته في أعماله قبل الزواج وخلاله وبعده، وأشكره أيضاً، فقد كان مقتنعاً بأنني ممثلة جيدة.

- تعيشين اليوم مع ابنك، هل تفكرين بالزواج مرةً أخرى، أم أنك أضربت عن الزواج؟
لم أعد أفكر بالزواج مرة أخرى، فمن الصعب أن أجد في سنّي هذه شخصاً يناسبني.

- هل انعكس دور المرأة القوية والمتسلطة على الشاشة على حياتك الخاصة فأفشل زيجاتك السابقة؟
لا تأثير لظهوري بشخصية المرأة القوية على الشاشة، في فشل زواج سابق، ولا علاقة بين عملي وحياتي الخاصة.

- ما الذي يخيفك في المستقبل أكثر: العمر، المرض، الوحدة، أم ماذا؟
المرض هو أكثر ما يخيفني في المستقبل.

- والدتك مصرية، وأخوالك عازفون معروفون، لماذا لم تأخذي فرصة فنية في مصر؟
لم أطمح للعمل في الدراما المصرية رغم ان والدتي مصرية وأخوالي عازفون مهمون، وأنا منسجمة في سوريا وأحب العمل فيها.

- من تعجبك من الفنانات المصريات؟
أحب الفنانة يسرا لأنها ممثلة مميزة قدمت أدواراً جيدة، وهي لن تتكرر أبداً، ولن يشهد الفن العربي مثيلاً لها.