منى أبو حمزة: تخطيت وزوجي سقفاً معيناً... وتوقيفه سابقة قضائية!

منى أبو حمزة,تخطيت وزوجي,سقفاً معيناً,توقيفه,سابقة,قضائية,أميرة الشاشة,الإعلامية,اللبنانية,الظلم,اندهاش,تراجع,مستوى الإعلام,نقص الثقافة,إطلاق,الموسم الثامن,حديث البلد,أوبرا وينفري,الاستمرار,أجمل هدية,الأمومة,تجربتها المهنية,الشخصية,خسارة,لا حكم عليه,مواقع التواصل,التهمة,ديو المشاهير,أناقة كلاسيكية

كارولين بزي 14 ديسمبر 2016

على الرغم من تجربتها القاسية في السنوات الأخيرة، إلا أنها تعيش صفاءً داخلياً ينعكس في حديثها وفي إتقانها لعملها. تعترف «أميرة الشاشة» الإعلامية اللبنانية منى أبو حمزة أنه لولا صعود نجمها مع زوجها لما دخل السجن، وتؤكد أن الظلم مدّها بالقوة، مستغربةً اندهاش البعض لمساندتها زوجها. كما تشير إلى تراجع في مستوى الإعلام، يرافقه نقص في الثقافة واهتمام زائد بالمظهر. وتقول منى أبو حمزة التي أعلنت أخيراً عن إطلاق الموسم الثامن من برنامج «حديث البلد» خلال تقديمها الذكرى الـ25 لانطلاقة قناة الـMTV التي هي جزء منها، إنها ترغب في استضافة الإعلامية العالمية أوبرا وينفري لأنها حرّضت الناس على الاستمرار... كما تتحدث عن أجمل هدية تلقتها وتتكلم عن الأمومة والمرأة وتجربتها المهنية والشخصية وخسارة ملحم بركات في هذا الحوار... 


- متى يعود برنامج «حديث البلد»، وهل من جديد يتضمنه؟
سيعود «حديث البلد» في شهر كانون الثاني/ يناير 2017. البرنامج نسخة عالمية، بالتأكيد التجديد سيكون من خلال الأخبار والمضمون ولكن ضمن إطار النسخة العالمية، وأثبتت هذه النسخة أنها الأنسب والأفضل طوال السنوات. مع كل محبتي لبرامج الـMutli Guest ضمن هذه الـFormat لا نستقبل ضيوفاً لنسهر سوياً فقط، بل نختارهم من مجالات مختلفة لنقدم للمشاهد معلومات ومضموناً مختلفاً. المبدأ لا يقوم على الجلسة بحد ذاتها، بل نهدف من خلال الفنانة مثلاً أن نمرر رسالة اجتماعية معينة، نتحدث عن كتاب أو معرض، أو فرقة موسيقية.

- هل الشخصيات الكوميدية هي أيضاً من ضمن النسخة الأجنبية؟
بالفعل، حتى أنهم يطلقون عليه لقب Sniper، أي القنّاص، إذ إن وظيفته تتلخص بمراقبة أخطاء الضيوف وزلات لسانهم، كما يحاول التخفيف من عبء المعلومة فينشر البسمة، ويصل المضمون بسلاسة.

- من يختار الضيوف؟
هناك فريق عمل، ونحرص دائماً على اختيار الضيف انطلاقاً من حدث ما. ومهما كانت أهمية الضيف وليس لديه جديد يقوله، لا نستضيفه، وهذا الأمر يحدّنا نوعاً ما في «حديث البلد» أكثر من أي برنامج آخر.

- هل من ضيوف فُرضوا عليك فرضاً؟
لا شيء يُفرض فرضاً، نتناقش دائماً ولا حساسيات لدينا تجاه أحد، ولكن هناك بالتأكيد تفاوت في مخزون كل ضيف مقارنة بغيره، الدقيقة مقدسة على التلفزيون، أحياناً تُخصص للضيف أربع دقائق ونصف الدقيقة على الهواء، وذلك لإبعاد الملل وتقديم أكبر قدر من المضمون بأقل وقت، وفي كل حلقة نستقبل ما بين 12 و13 ضيفاً، لذا من المفترض أن يأخذ كل ضيف حقه في الحلقة.

- هل ثمة ضيوف ترفضين استقبالهم مجدداً؟
لم يسبق أن حدث خلاف مع أي ضيف، ولكن إذا أهان الضيف أحد الحاضرين أو قلّل من قيمته، يمكنني أن أرفض استقباله.

- مَن من الضيوف تفضلين بين السياسة والفن والثقافة؟
كل الضيوف التعامل معهم أسهل من الفنانين، هذا بالتأكيد مع محبتي لهم، إذ تبقى للفنان شروطه، ودائماً ما يقلق من كيفية ظهوره على الشاشة، حتى أننا نتعرض للضغط أحياناً بسبب بعض الشروط. ورغم ذلك نبقى على مسافة واحدة من كل الضيوف، ومهما كان المستوى الاجتماعي للضيف فهو ملك. إذ من الممكن أن تجدي أناساً من فئات اجتماعية متفاوتة، ربما نستضيف شخصاً لديه شكوى اجتماعية معينة ويجلس إلى جانب فنان ذي شهرة واسعة أو إلى جانب سياسي مهم، إلا أنه يأخذ حقه كأي ضيف في الحلقة.

- استقبلت في الموسم الماضي، الفنان جورج الراسي وزوجته جويل حاتم، هل تؤيدين أن تظهر مشاكل الفنان العائلية إلى العلن؟
في «حديث البلد» لم نعمد الى الاستفادة من قضيتهما أو نصطاد بالماء العكر، فقصتهما انتشرت منذ البداية على «فايسبوك»، وهذا خيارهما، وأعتقد أنهما لو حافظا على خصوصيتهما لكان الأمر أخف وقعاً عليهما، بعيداً عما يفكر به الناس.

- لو لم تكوني شخصية معروفة، لما ظهرت قضية توقيف زوجك إلى العلن...
قضية زوجي حصلت لأننا بتنا معروفين جداً. أي أننا تخطينا سقفاً معيناً وأزعج حضورنا بعض النافذين.

- ما هي التهمة التي يواجهها زوجك؟
زوجي موقوف على ذمة التحقيق منذ ثلاث سنوات من دون إدانة ومن دون صدور حكم، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القضاء اللبناني. حتى أن سجله العدلي يثبت أن لا حكم عليه.

- هل توقعتِ أن تكوني بهذه القوة والصمود لمواجهة هذا الموقف؟
من واجب كل امرأة أن تساند زوجها. نسمع الكثير عن القيم والأعراف، لكننا لا نعرف قيمتها إلا عندما نعيش التجربة. عندما تكونين صاحبة حق ترفعين رأسك ولا شيء يكسركِ، سواء كان ضغطاً مادياً أو أمنياً، أو حتى التهديد بالسجن. مثلاً رأيت علامات استفهام حول مساندتي لزوجي، للأسف نحن في زمن، بات الصحيح استثناء، أنا تصرفت كأي امرأة تقوم بواجباتها تجاه عائلتها، ووجدت أن ردود فعل الناس مستغربة من ذلك. أما بالنسبة الى القوة، فالحق يمدنا بقوة غريبة، وإلا لما رأينا شعوباً فقيرة تحارب طغاة، أو مواطنين عُزّلاً يحاربون مسلحين أو يقفون أمام الدبابات، لو لم يشعروا أنهم تعرضوا للظلم، إذ لا شيء يعطينا قدرة على التحدي والمواجهة إلا الظلم.

- هل تشعرين بمسؤولية كبيرة بممارسة دور الأب والأم؟
بالتأكيد، زوجي موجود دائماً ونستشيره في كل صغيرة وكبيرة، حتى في ظل غيابه جسدياً عن المنزل. إنما التفاصيل اليومية التي يتقاسمها الشريكان باتت كلها على عاتقي، ولا أنكر أن الأمر متعب وفيه ضغط وتوتر كبيران، ولكن استطعنا أن نكمل وألا ندع هذا الأمر يؤثر في نفسية الأولاد ونفسية زوجي وحتى في أداء الأولاد في دراستهم وفي أدائي في عملي.

- هل من موسم جديد من برنامج «مذيع العرب»؟
احتمال أن يكون هناك موسم ثانٍ، ولكن أوضاع التلفزيونات في العالم العربي والأوضاع الأمنية تنعكس أحياناً، فبعيداً عن تراجع الانتاج، باتت القنوات تتجنب أن تعرض برامج فنية موسيقية وترفيهية، وباتوا يفضلون البرامج السياسية والاخبارية.

- ماذا عن علاقتك بالممثلة المصرية ليلى علوي، وماذا عن تعليقاتها بما أنها ليست إعلامية وضمن لجنة تحكيم «مذيع العرب»؟
هي إنسانة متزنة جداً ولطيفة على الصعيد الشخصي، وعلى الرغم من أنها ليست إعلامية ولكن لا شك أنه تم إجراء مئات المقابلات معها، وتمتلك من الخبرة ما يكفي لأن تعرف من لديه استعداد ومن الشخص الذي أقنعها أم لم يقنعها، وأعتقد أن من غير الضروري أن تكوني معنية بالاختصاص لكي تبدي رأيك بصواب.

- ماذا عن طوني خليفة؟
لا شك في أن طوني خليفة لمّاح وقدير وكان مشاغب اللجنة، كما تربطني به صداقة ومودة كبيرتان. وقد أدخل نكهة مختلفة إلى البرنامج وإلى لجنة التحكيم.

- المشتركون تنافسوا من كل الدول العربية، ما الذي استفدته على الصعيد المهني؟
كل واحد منهم يعلمك شيئاً، هؤلاء الشباب يخضعون للضغط من دون خبرة وبدأوا من الصفر، يواجهون أكثر من اختبار خلال الحلقة الواحدة، لو التحقوا بأي مؤسسة إعلامية فلن يواجهوه لأن ثمة من يدعمهم ولن يعيشوا هذا النوع من المنافسة، وعلى الرغم من أن هناك من يدربهم في البرنامج ولكنهم يخضعون للاختبار مباشرةً على الهواء، ووجدت أن هناك جيلاً متفتحاً ويمتلك سرعة بديهة، علماً أن مدة الـcasting كانت قصيرة ولو كانت أطول لوجدنا مروحة أكبر من هؤلاء الشباب الذين يمتلكون قدرات كبيرة.

- كإعلامية، كيف تقيمين مستوى الإعلام في لبنان والوطن العربي؟
لن أعلق من منطلق أني إعلامية مخضرمة، إذ ان خبرتي قصيرة في عالم الإعلام. ولكن كمشاهد، هناك تراجع كبير جداً، بات الاهتمام بالشكل أكبر من المضمون، هناك مشاكل في مخارج الحروف، تترافق مع نقص في الثقافة، إذ أحياناً نرى أن شخصاً يقول معلومة ما فنجد أن المقدم لم يعِ ما يقصده أو لم يغص في الاجابة بل انتقل إلى السؤال التالي. أعتقد أن هذا لا يتعلق فقط بالتقديم، بل يمتد إلى المستويات الفنية والاجتماعية والأداء السياسي، هناك تراجع واضح في مختلف الميادين، ولن ننسى أن الشرق الأوسط يمر بمرحلة صعبة جداً من تاريخه، ومن غير المعقول ألا نتأثر إن كان في الفنون أو الإعلام المرئي والمكتوب والإلكتروني، وللأسف بتنا نبحث عن المنبر الإعلامي الموثوق، نعيش في عالم تحكمه اليوم الصداقات والعلاقات الخاصة، لكن لا يعني ذلك أنه لا يوجد إعلاميون محترفون، ولكننا نتحدث عن الأكثرية.

- هل تؤثر الصدقية والثقافة في الإعلامي الذي يملك الحضور والكاريزما؟
هذه الميزة يجب أن ينميها الإعلامي بالثقافة والإلمام والتحضير، إذ لا أصور «حديث البلد» قبل أن أحضّر لمدة ثلاثة أيام قبل الحلقة، ويتم إصلاح الـScript أكثر من مرة، وأكون قد حضرت موجزاً للذي سنقوله لأن الإيجاز أصعب من الإسهاب. الايجاز والمضمون المكثف هما أساس نجاح الإعلامي،
ما أن عليه ألاّ ينسى أنه الإعلامي وليس النجم، ومن غير المفترض أن تكون هناك منافسة بين الإعلامي والنجم.

- ماذا عن تجربتك في «ديو المشاهير»؟
هذا البرنامج كان من «أهضم» التجارب التي خضتها، لجنة الحكم «مهضومة» والأجواء كانت فرحاً وغناء، بالنهاية لن يتأثر مستقبل المشاركين في البرنامج لأنهم مشاهير، ولن يؤثر في توجههم واختصاصهم، وهدف مشاركتهم العمل الخيري والإنساني إلى جانب التسلية، وما إن أذكرهم أبتسم تلقائياً. كنت أنتظر الحلقات لكي أستمتع، التجربة كانت ناجحة وممتعة وأرغب في تكرارها. ويعود قرار عرض موسم جديد من «ديو المشاهير» إلى المحطة.

- لماذا التحقت بالعمل في مجال الإعلام؟
كل انسان لديه شغف، وأنا أمتلك هذا الشغف للإعلام، إذ درست العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم تزوجت وأنجبت، علماً أنه كان من المفترض أن أبدأ العمل مع قناة الـMTV في العام 2001، اجتمعنا حينها لنتفق على شكل البرنامج ثم أُقفلت المحطة. بعد ثماني سنوات وبعد عودتهم، اتصلوا بي وأطلعوني على فكرة البرنامج وقالوا لي أن هناك أكثر من إعلامي يشاركون في الـCasting لتقديم البرنامج. بالاتفاق بين محطة MTV وبين أصحاب حقوق البرنامج في فرنسا وقع الاختيار عليّ.

- هل شعرت بالخوف من هذه المسؤولية وخصوصاً بعد أن قدّم البرنامج الإعلامي نيشان؟
لم آخذ في الاعتبار أنه تم تقديم البرنامج من قبل إعلامي آخر، بالنسبة إليّ كل شخص يضع روحه ونفسه في البرنامج. وإذا فكروا بهذه الطريقة ينتفي مبدأ المنافسة الشرسة. أثق بتفرد الانسان وبأن كل شخص لديه شخصيته، ولكن التحدي كان تقبّل الناس لي، وأن أستطيع أن أقدم مادة جيدة لهم، ولغاية اليوم لا أقارن «حديث البلد» بأي برنامج، ولا أقارن نفسي بأي إعلامي آخر.

- هل ثمة إعلاميون تأثرت بهم؟
بالتأكيد، حتى باللاوعي يمكن أن نتأثر، فبناء خبرتنا هو نتاج ما شاهدناه بالإضافة إلى الصور العالقة في ذاكرتنا.

- هل ثمة أسماء تفتقدينها وتشعرين أن الشاشة اشتاقت اليها؟
الاعلامية ليلى رستم، كانت والدتي تستمع إليها باستمرار، كان الإعلام في عصر النهضة العربية في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وقبل الحرب اللبنانية، ربما كانت أجمل أيام لبنان. ومن الراديو إلى التلفزيون، هناك وجوه تعرفنا عليها بالأبيض والأسود، مررنا بمراحل كثيرة وأسماء كبيرة لا أستطيع أن أحصيها تأثرنا بها، ولكن الأهم أن يتفرد الإعلامي لا أن يقلد، يجمع الخبرات المتراكمة والمعلومات ولكن يظهر بشخصيته على الشاشة.

- هل هناك إعلامي أول في لبنان أو في العالم العربي؟
أرفض هذه التراتبية، أعتقد أن هناك إعلامي أكثر قبولاً والأمر ينطلق من الإحصاءات التي تجريها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وكان لي نصيب كبير منها. هناك من يشكك بهذه الاحصاءات، ولكن من غير الممكن أن نشكك بكل هؤلاء الخبراء والإذاعات، وهناك تصويت مباشر من غير الممكن أن يكونوا على خطأ. لست مع التسميات، ربما في هذه المرحلة نرى إعلامياً هو الأنجح وفي السنة المقبلة يتغير الأمر، ولكن لا يوجد الإعلامي الأفضل، لأن الأفضل هو مشروع قادم إذ ربما أكون في آخر سلّم الإعلاميين وأطور نفسي وأصل إلى مركز الصدارة، فالإنسان مشروع متطور دائم.

- ما هو طموحك في مجال الإعلام؟
أحب هذا المجال، وإذا جاء يوم ولم أعد أعمل أمام الكاميرا فبالتأكيد سأعمل خلفها.

- ماذا عن موقع «يومياتي»؟
هو موقع إلكتروني متنوّع، خاص بي، وهو موجّه الى المرأة العربية.

- لفتتني خانة تحمل عنوان «خبرة جدتي».
وهذا ما كنت أتحدث عنه، كنت أقول إننا نبني على خبرة أسلافنا، حتى بكل اختراع وإنجاز وكتاب نبني عليهم، فنحن نتاج هذه السنوات التي مر بها أجدادنا. في «خبرة جدتي» حاولنا أن نجمع الحداثة التي تتغير كل يوم مع  خبرة أجدادنا ونحاول أن نحافظ عليها وهي جزء من تراثنا. كل أوجه حياة المرأة موجودة في «يومياتي»، نحن ننادي بريادة المرأة ولكن ذلك لا يُطلب بل عليها ان تبذل مجهوداً على نفسها، من يُطلب بل عليها ان تبذل مجهوداً على نفسها، من خلال الثقافة، والثقافة لا تتنافى مع الشكل، إذ انتهينا من عقدة الخمسينات والستينات، ولكي تكون المرأة في الصدارة عليها أن تجمع هذه المتطلبات، وإذا كان ذلك صعباً يمكنها أن تأخذ جزءاً من كل شيء.

- لم تواكبي السوشيال ميديا أو لست فعالة كثيراً.
حياتي اليومية الخاصة التي تفيد الناس أعرضها، ولكن التي لا تفيد الناس لا أعرضها، مثلاً إذا عرضت ما أتناوله من طعام فهذا لن يفيد الناس، علماً أنه يجلب معجبين على «السوشيال ميديا» ويبدو بمثابة تلفزيون الواقع، إذ متابعة الفنان الذي نحبه وماذا يأكل وإلى أين ذهب وماذا يشتري، لا أجد فيه إفادة للناس ولكن لا يعني ذلك أنه ليس مرغوباًً. 

- على مواقع التواصل الاجتماعي بات كل فنان لديه حسابه الخاص ويستطيع أن يعبّر عما يجول في خاطره، هل انتفت وظيفة الصحافي اليوم؟
أولاً، مواقع التواصل الاجتماعي أعطت للفنان سلطة، إذ ان الفنان في السابق كان إذا أراد أن ينشر خبراً ما، على الصحافي أن يكون راضياً عنه، وإذا أراد أن يظهر على الغلاف عليه أن يدفع، بينما اليوم بات لديه منبره ويعلن عن أعماله ويبرر موقف ما أو ينفيه، كما أنه أعطى للصحافي مادة، بدلاً من أن يتصل بالفنان أو بمدير أعماله، بات يأخذ من حساب الفنان على مواقع التواصل الإجتماعي.

- ولكن انتفت حصرية الخبر.
وهنا يأتي دور الصحافي، للوصول إلى الفنان والحصول على معلومات جديدة غير تلك المنشورة. حتى ان المواقع الإلكترونية باتت تعتمد على جمهور الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي. باتت العلاقة متوازنة ولكن لا غنى عن الصحافي وعن النقد والتحليل، والصحافة ليست عبارة عن كمية معلومات، فلماذا يقولون «ناقد»؟ لكي ننتقد العمل بموضوعية،

- هل يزعجك عندما تنشر المواقع الإلكترونية صوراً لك يُكتب عليها منى قبل ومنى بعد، منى بالماكياج ومن دون ماكياج؟
تضحكني هذه الصور، أولاً هذا يعني دليل اهتمام، ان كان سلبياً أم ايجابياً. وما يضحكني أكثر عندما تكون صورة منى قبل ليست لي، وعندما تكون لي لا أنكر، ولكن عندما لا تكون لي أضحك ولا أعلق ولو علقت سأشجع من يقوم بذلك.

- «بلا حقائب» كتابك الشعري الوحيد.
هو الإصدار الوحيد، ولكن لدي كتابات كثيرة.

- لماذا لم تكملي؟
لأنني لا أملك الكثير من الوقت، إذ ان «حديث البلد» يأخذ كل وقتي، ولاحقاً أزمة زوجي، ثم انشغلت بعدة برامج، والآن أعمل على الموقع الإلكتروني. وأعتبر أن هذه الكتابات يمكن نشرها لاحقاً، ولكن عملي لا يمكن تأجيله.

- هل تعتقدين أن المرحلة التي تمرين بها حالياً، تستحق أن تكتبي سيرة ذاتية عنها؟
بالتأكيد، لكن بعد أن تمر، لأننا سنرى الأمور بوضوح وموضوعية أكثر، ونقيّم المرحلة أفضل. أعتقد أنها تجربة قاسية جداً، ولكن ما من تجربة إلا باستطاعتك أن تفيدي الناس من خلالها بطريقة ما.

- هل عُنفت اجتماعياً؟
على العكس، بل تلقيت الدعم والتضامن، الناس تفاجئنا أحياناً، إذ ثمة من لا نتوقع منهم المساندة والعاطفة والاهتمام وتلمسينها منهم، وهناك من تتوقعين منهم مساندتك ولا يكونون على قدر المسؤولية، وهنا أجد أن كل الوجوه تُكشف، ومن يقف إلى جانبك في أزمتك أو إلى جانب الحق يتحلى بالشجاعة، مهما كانت الأزمة وبالتالي لا يمكننا أن نلوم الناس إذا لم يتحلوا بالشجاعة، لا يمكننا أن نعلمهم أشياء لم يكتسبوها على مدى السنين، أو لم يرثوها.

- ما هي رسالتك للإنسان المعنّف اليوم اجتماعياً وجسدياً؟
للأسف، كلنا في العالم معنفون بشكل أو بآخرـ إن كانت بعض الأنظمة التي تعنف بشكل مباشر من السجن إلى منع حرية الرأي والتعبير، وان كان من الأنظمة الفاسدة التي تعنف بشكل غير مباشر عندما تحرم الناس من لقمة العيش ومن الحياة الكريمة، عندما تعملين بكرامة وأجرك لا يكفيك لأن تكفي عائلتك هذا تعنيف غير مباشر، عندما تعيشين في جو ملوث والنفايات محيطة بك هو نوع من التعنيف، فالتعنيف لا يكون دائماً جسدياً أو معنوياً، أحياناً نعنف الناس بتهميشهم، وعلى الانسان أن يسعى ويجرب أن يصلح وأن يعي الناس أنهم أصحاب قرارهم وعندما يأتي الاستحقاق لا يلتفون حول غرائزهم أو حول خطاب شعبوي، وعلينا أن نبدأ من أنفسنا لكي نبني مستقبلاً أفضل لأولادنا. أشعر اليوم أنني تحررت فكرياً بعد تجربتي وبت أرى الأشياء بموضوعية أكثر..

- فقدت الساحة الفنية منذ فترة الموسيقار ملحم بركات والممثل محمود عبدالعزيز وقبلهما صباح ووديع الصافي، ما الذي نخسره اليوم؟
ذكرنا أن هناك تراجعاً كبيراً على الصعيد الإعلامي، نحن نخسر الأصالة، ولكن في لبنان لا نزال نملك أصواتاً جميلة جداً، مثل وائل جسار ووائل كفوري ورامي عياش، ملحم زين وعاصي الحلاني وراغب علامة ومعين شريف ونادر الأتات وسعد رمضانً. ملحم بركات عشق الجمال وحوّله مع نزار فرنسيس إلى جمال الكلمة والموسيقى وأطرب الناس، بالتأكيد الكبار لا يتكررون لأنهم تميزوا وأسسوا مدارسهم الخاصة. كانت صباح تتمتع بايجابية وبقيت جميلة وأنيقة الى آخر لحظة في عمرها، وبعيداً عن إنتاجها الفني والتمثيلي، إرادة الحياة عندها علّمت بالناس. وديع الصافي مدرسة بحد ذاته، محمود عبدالعزيز فنان قدير وأتمنى أن أرى في السينما المصرية فنانين أمثاله وأمثال نور الشريف.

- كيف تمضين وقت الفراغ؟
أحب الجلوس بمفردي وقضاء وقت طويل في المنزل ولا يشعرني ذلك بالملل. أقرأ وأتابع عمل المنزل اليومي، وبين مسؤولية البيت والعائلة العمر يمر بسرعة.

- تهوين السفر، ما هو البلد المفضل عندك؟
أحب فرنسا كثيراً، فباريس مدينة الجمال والموضة والفن والأدب والعمارة. قد تختلف رؤيتي للسفر عن الآخرين، أحب أن أتعرف إلى شعوب جديدة، إلى عاداتهم وتقاليدهم وأسلوب تفكيرهم. ولماذا هم مختلفون؟ السفر يعلمنا الانفتاح على الآخر.


أناقة كلاسيكية

- ما هي الموضة التي تتبعينها؟
أتبع الموضة ولكنني أحافظ على كلاسيكية الإطلالة، ولا أواكبها بشكل أعمى، أستعين بها بما يناسبني ويناسب جسمي وشكلي وسنّي.

- هل المجوهرات أساسية في إطلالاتك؟
عندما كنت في لجنة تحكيم Celebrity Duets، وضعت مجوهرات لأن البرنامج فيه Glamour، يمكنني أن أضع بعض المجوهرات خصوصاً أن ملابسي كلاسيكية. ولكن خلال تقديم برنامج حواري لا أسمح لنفسي بهذا. الأناقة هي اللباس المناسب في المكان المناسب. ولكن إذا كانت حلقة البرنامج الحواري خُصصت لمناسبة معينة أو احتفال معين، فبالتأكيد ستختلف الإطلالة.

- ما هو لونك المفضل؟
أحب الأزرق لأنه يعطينا صفاء ومريح للنظر والأعصاب، كما أن أغلب ديكورات البرامج باللون الأزرق، بالإضافة إلى أن الكاميرا تحبه، أما الأسود فهو Safe.

- ما أجمل هدية تلقيتها وممن؟
عندما اتصل صاحب محطة الـMTV ميشال المر وأخبرني بأنني سأقدم برنامج «حديث البلد» في العام 2009، كانت أجمل هدية، وبالتأكيد غير هدية الأمومة لأنها تعطينا هدفاً في الحياة، وعزماً على الاستمرار، وأتمنى أن تحقق كل امرأة شعور الأمومة وألا يحرم أي رجل من شعور الأبوة.

- ماذا تقولين لزوجك؟
أنا فخورة به دائماً، كنت مرفوعة الرأس عندما كان خارج السجن ومرفوعة الرأس أكثر بوجوده داخل السجن، إذ إنهم اعتقدوا انهم سيقللون من قيمته إذا وجهوا اليه اتهامات باطلة، ولكن على العكس رفعوا من قيمته أكثر، وأقول له دائماً ان عظماء التاريخ تعرضوا للحظات ظلم، وهذا ما صنع عظمتهم.

- هل اكتشفت في شخصيتك صفة لم تعرفيها من قبل؟
كنت أعرف أن الظلم يستفزني على الدوام، لكنني اكتشفت أنني عنيدة جداً تجاه الظلم ولا أنهزم بسهولة. ولو كنت أعرف أننا مخطئون ولو بنسبة قليلة، لاتبعت الآية الكريمة التي تقول «اذا ابتُليتم بالمعاصي فاستتروا». ولكن الحق يعطينا قوة كبيرة.

- ماذا تقولين لأولادك؟
ربما لن نستطيع أن نورّثهم الكثير، بعدما انتزعت منا ممتلكات كثيرة، ولكننا سنورثهم السمعة الطيبة. وأعتقد أنه الشيء الوحيد الذي لن يستطيع أحد أن ينتزعه منهم.

- من هي الشخصية التي تحلمين بمحاورتها؟
أوبرا وينفري لأنها سيدة نشرت الإيجابية من حولها، وحرّضت الناس على الاستمرار والعيش بسعادة.

كل الأزياء والأكسسوارات من Fendi مجموعة Resort 2017

لا تـفوتي مشـاهدة فيديـو كواليـس هذه الجلسة التصويرية وتحدي الـ30 سؤالاً على www.lahamag.com وعلى تطبيقات iPhone وiPad وAndroid

CREDITS

إعداد: كارولين كاسيا Caroline Cassia - لون شعر : فاديا مندلق

تصوير : روجيه مكرزل Minime Production

شعر: وائل حلاوي

مكياج : نجاة بو يزبك من صالون بسام فتوح