نتالي سابا: أهلي عارضوا دخولي مجال الغناء

نتالي سابا,الغناء,الظهور,جذب الأنظار,القراءة,أجنبية,دراسة الموسيقى,ألبوم,الجمهور,حفلة زفاف,توزيع موسيقي,Snow,الموسيقى الغربية

نورهان طلعت (القاهرة) 18 ديسمبر 2016

رغم صغر سنّها إذ لا تزال في الـ 18 من عمرها، حققت نجاحاً كبيراً دفع شركة «سوني» العالمية للبحث عنها والتعاقد معها، وبالفعل قدمت معهم أول ألبوماتها.
المطربة الشابة ناتالي سابا تحكي لنا قصتها مع الغناء، ولماذا عارضها أهلها في البداية، وتكشف نوعية الموسيقى التي تحبها، وتتكلم على اسمها الذي يجعل البعض يظن أنها أجنبية، وهواياتها ودراستها، و«لوكها» المختلف في الشكل والغناء أيضاً.


- متى بدأت مشوارك الفني؟
بدأت الغناء وأنا في سن السابعة، من خلال «كورال» صغير، وكنا نتدرب على الصوت وكيفية الأداء، واستمرت رحلتي معهم لأكثر من سنة. عندما بلغت الـ 13 عاماً، انضممت الى ورشة عمل مع الموسيقار فتحي سلامة، وتعرفت من خلاله على فرقة غنائية بدأت معها أولى حفلاتي في القاهرة، كما شاركت في إحياء عدد من الحفلات في الزمالك ووسط البلد، لكن عندما صرت في سن الـ15، ابتعدت عن كل ذلك وتفرغت لتأليف عدد من الأغاني، ثم عدت للتدريب في الأوبرا، وبدأت تسجيل أغانٍ أقوم بعرضها على عدد من أصدقائي لأعرف رأيهم فيها.

- لكن كيف جاءت انطلاقتك الحقيقية؟
قُمت بتحميل عدد من أغنياتي على موقع «Sound cloud»، فاستمع اليها شخص لا أعرفه أبداً، وأرسلها إلى صديقة له تعمل في شركة «سوني» العالمية، وبدورهم تواصلوا معي، وطلبوا مني إرسال أغنيات أخرى حتى يستمعوا الى صوتي بتركيز أكبر، وبالفعل أعجبوا بها، وجاءوا إلى مصر وتعاقدوا معي رسمياً، وسافرت بعدها إلى السويد وسجلنا أول ألبوماتي، وكان «ميني ألبوم»، وتوليت بنفسي كتابته وتلحينه، ومن ثم أحييت عدداً من الحفلات في دبي وبيروت وتركيا والهند.

- لماذا لم تكن بدايتك من القاهرة ثم أوروبا وحدث العكس؟
الأغاني التي أقدمها باللغة الإنكليزية، وتمت إذاعتها في أكثر من 33 محطة إذاعية خارج مصر، لذلك تفاعل معها الجمهور في الخارج أكثر من الجمهور المصري، بالإضافة إلى أن الكثير من المصريين كانوا لا يعلمون أنني مصرية في الأساس، بسبب اعتمادي على الأغاني والموسيقى الأجنبية، لكنهم بدأوا اليوم يستوعبون ذلك، وأحياناً أغنّي باللغة العربية في بعض الحفلات، لذلك كانت انطلاقتي في الخارج أسرع بكثير، لكنني أركّز حالياً على إحياء عدد من الحفلات في القاهرة.

- هل واجهت اعتراضاً من عائلتك في البداية؟
نعم، في البداية واجهت اعتراضاً من أهلي، خاصة والدتي، وذلك لصغر سني، فكانوا قلقين جداً ويشعرون بأنني لن أكمل المسيرة، وأن الموضوع سيأخذ فترة قصيرة ثم أبتعد عنه، لكنهم وجدوا أن تمسكي بحلمي يزداد يوماً بعد يوم، فأصبحوا يشجعونني أكثر، خاصة والدتي، التي تحمّست للموضوع أكثر مني، وباتت تنصحني وتختار معي ما يناسب لوني الخاص، فبعد اعتراضها تأكدت من أنني فعلاً أحب الغناء، ولديَّ موهبة، وبذلك تبدّد قلقها، ووقفت بجانبي وما زالت تدفعني الى الأمام.

- كيف استقبلت رغبة شركة «سوني» العالمية في التعاقد معك؟
بالتأكيد فرحت كثيراً، وأعتقد أن أكثر ما لفت انتباههم فيّ هو طريقتي وأسلوبي ونوعية غنائي، وخامة صوتي التي تليق بالموسيقى الغربية، فأكثر ما كان يهمهم أن يكون هناك اختلاف، وهذا ما ساعدني على الانطلاق من الخارج.

- أنتجت شركة «سوني» لمايكل جاكسون وأديل وغيرهما من كبار النجوم، فكيف تجدين التعامل معهم؟
هم من يديرون كل أعمالي، وتبنوني فنياً، ويحرصون على تدريبي بشكل جيد، وإقامة حفلات لي وتنظيمها بشكل مميز، ويتعاملون معي بحرفية، كما لم يفرضوا عليَّ شيئاً، بل أتناقش معهم في كل أمر، حتى في الأغاني تركوا لي حرية الاختيار، وكانوا يستشيرونني في كل التفاصيل، ويأخذون رأيي في أماكن الحفلات والأفكار الجديدة التي يمكن تنفيذها.

- هل أصبح الجمهور يعرفك جيداً في الخارج؟
بالطبع، وقد شعرت بذلك في حفلاتي الأخيرة، واكتشفته من خلال حفظ الجمهور للأغاني وترديدهم لها، ولمست ذلك أيضاً وبقوة في حفلي الأخير في بيروت، بحيث تفاعل الجمهور معي طوال الحفل، الأمر الذي أسعدني وفاجأني في الوقت نفسه لأن الألبوم لم يطرح منذ فترة طويلة، كذلك شهدت حفلاتي الأخيرة في القاهرة حشوداً جماهيرية، لكنهم لم يعرفوني كجمهوري في الخارج، فذلك يحتاج الى مزيد من الوقت.

- هل قُمت بتأليف كل أغاني ألبومك وتلحينها؟
نعم.

- لماذا؟
كان هناك عدد من المؤلفين والملحنين الذين اتفقت معهم الشركة ليحضّروا أغاني الألبوم، لكن أُخلّ بالاتفاق بعد ذلك، فخطرت لي فكرة كتابة أغنيتي الأولى معهم وهي «Snow»، وجاء ذلك بالصدفة أثناء سفري الأول الى السويد، حيث رأيت الثلج يتساقط على شرفة غرفتي، فاستوحيت كلمات الأغنية من هذه الأجواء وعرضتها عليهم، فأعجبتهم الفكرة للغاية وطالبوني بالاستمرار وكتابة المزيد من الأغاني، وبالفعل كتبت باقي أغنيات الألبوم بمفردي، إلى أن تم تجهيزه وطرحه.

- لماذا تعتمدين في أغلب أغنياتك على المزج بين الموسيقى الغربية والشرقية؟
بدأت الفكرة مع الفنان محمد منصور، من خلال أغنية جمعتني به؛ وهي «أيامنا الحلوة»، ففي البداية كانت الأغنية عنده ويرغب في غنائها ويريدني أن أغنيها معه، وبالفعل قدمناها معاً، وبعد ذلك طلبت منه غناءها باللغة الإنكليزية فوافق، ونفذت الفكرة ودمجت بين الشرقي والغربي على طريقتي، ثم ضممتها الى ألبومي وأعجبت الكثيرين، ففكرتها كانت جيدة، وقد طبّقت هذا المزج في أكثر من أغنية.

- هل توقعت النجاح الكبير لأغنية « Snow »؟
هي أول أغنية طُرحت لي وتم تصويرها فيديو كليب، وعرفني الجمهور من خلالها، وقد حققت الى اليوم أكثر من مليون مشاهدة، وهو ما لم أكن أتوقعه أبداً، وفور طرحها فوجئت بردود الفعل الإيجابية حولها، وكما أسلفت، هذه أول أغنية أكتبها في الألبوم ولها ذكريات جميلة عندي، خصوصاً أنها تعرضت للعديد من التجارب حتى استقررت على الموسيقى النهائية لها.

- لماذا أعدت تقديم أغنية «حط إيده ياه» لبوسي بتوزيع موسيقي مختلف؟
أيضاً هي ليست فكرتي، فثمة شخص، لا يحب ذكر اسمه، هو من فكّر في إعادة توزيع الأغنية وتلحينها مرة أخرى، لكن بطريقة مختلفة تماماً عن اللون الشعبي الذي قدمته بوسي، كما كان يرغب في أن تُقدّم بالطريقة التي قررها، وقال لي إن صوتي مناسب لتنفيذ فكرته، وبالفعل سجلت الأغنية في نصف ساعة فقط، ورغم مرور عامين على طرحها، لا تزال أصداؤها تتردد وتحقق نجاحاً كبيراً كلما استمع اليها الجمهور، ودائماً ما يُطلب مني تقديمها في الحفلات، لكنني لا أستطيع غناءها بدون الفرقة التي نفذتها، لأنني لا أملك حقوق ملكيتها.

- ألم تخافي من المقارنة... خاصة أن الأغنية الأصلية حققت نجاحاً كبيراً؟
لا وجه للمقارنة بين الأغنيتين، فالموسيقى غيرت الأغنية الأصلية فبدت وكأنها مختلفة عنها تماماً. أيضاً كانت فكرة جيدة أن نطبّق ذلك على أغنية ناجحة، ليشعر الجمهور بمدى الاختلاف بينهما، وأن لا شيء يربطهما باستثناء الكلمات.

- لاقت الأغنية صدى كبيراً في حفلة زفاف حسن الرداد وإيمي سمير غانم، هل لاحظت ذلك؟
بالفعل، لاحظت ردود فعل إيجابية، ولمست مدى إعجاب الجمهور بها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحديد تداول المقطع الخاص بحفلة الزفاف.

- ما الأغنية الأكثر نجاحاً مع الجمهور حتى الآن؟
«Black birds» و«Sweet dreams»، لكن «Snow» من أكثر الأغاني التي يطلبها مني الجمهور.

- هل تخططين لطرح ألبوم جديد؟
أكتب حالياً عدداً من الأغنيات الجديدة، لكنها تبقى مجرد كتابات وتحضيرات، بحيث لم يتم تجهيز الألبوم الثاني بعد، فما زلت في طور الاستعداد للترويج لألبومي الأول من خلال إحياء حفلات جديدة في عدد من الدول، من بينها بالتأكيد القاهرة، التي أرغب في تكثيف حفلاتي فيها خلال الفترة المقبلة.

- هل ترغبين في السفر والاستقرار في الخارج لاستثمار نجاحك؟
بالفعل، فلطالما راودني هذا الحلم، خاصة أن تعليم الموسيقى في الخارج أفضل بكثير مما هو في مصر، خصوصاً في ما يتعلق بنوعية ما أقدمه، فالجمهور يتفاعل كثيراً مع الأغاني التي أقدمها في حفلاتي في الخارج، لكنني لا أعلم ما إذا كان ذلك ستكرر ثانيةً، ففي مقبل الأيام، سأقرر ما إذا كنت سأستقر في مصر أم أسافر الى الخارج.

- ما أكثر الصعوبات التي واجهتك حتى الآن؟
لا شيء باستثناء الدراسة، فالاهتمام بالدراسة إلى جانب حرصي على القيام بالتدريبات وكتابة الأغاني يلقيان عبئاً كبيراً عليَّ، فطوال الوقت أحاول التوفيق بين هذه المسؤوليات، لكن هذا العام بدا الأمر أكثر صعوبة، لأنني في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية التي تتطلب مزيداً من التركيز والدراسة، مما يزيد الضغوط عليَّ، كما سأنشغل في الفترة المقبلة في التحضير للحفلات، مما يجعل الأمور أكثر تعقيداً.

- هل ستتابعين دراسة الموسيقى أم تفضلين دراسة مجال آخر؟
لم أقرر شيئاً في هذا الخصوص، لكنني أُفضّل الانتهاء من هذه المرحلة لأركز في عملي بعيداً عن أي ضغوط.

- لماذا يظن البعض أنك أجنبية؟­
أعتقد أن لاسمي دوراً كبيراً في ذلك، فمن خلاله يظنون أنني أجنبية، لكنني أؤكد أن والديَّ مصريان، فوالدي له أقارب في لبنان، واسم «سابا» أخذته من عائلته، لكن «ناتالي» اسم عادي، ومنتشر في مصر، وأعتقد أن الجمهور سيستوعب هذا الأمر بمرور الوقت.

- ما هي هوايتك المفضلة؟
أعشق الرقص بمختلف أنواعه وعلى أنغام أي موسيقى، كما أحب تلقي التدريبات بشكل منتظم، فهي تساعدني كثيراً في الغناء.

- وماذا عن القراءة؟
لا تستهويني أبداً، ولا أستطيع قراءة كتاب كامل أو قصة، فذلك يُشعرني بالملل السريع، ويدفعني للتفكير في أي أمر آخر، وقد جربت كثيراً التأقلم مع القراءة لكنني فشلت، وأعتقد أن من يقوم بذلك يجب أن يكون محباً لقراءة الكتب، وأنا أهوى الاستماع إلى قصص يرويها شخص ما أكثر من قراءتها بنفسي، كما أحب مشاهدة الأفلام.

- هل تتعمّدين الظهور بلوك مختلف لجذب الأنظار؟
لا أتعمّد ذلك أبداً، فأنا عفوية وأظهر منذ صغري على طبيعتي من حيث أسلوب ملابسي وتسريحة شعري، فطريقتي في الحياة تشبه الموسيقى التي أقدمها، ولا أحب المبالغة أو التصنّع، ودائماً أرتدي ما يعجبني وأكون مقتنعة به، بصرف النظر عما إذا كان يعجب الآخرين أم لا.

     
- ما هو طموحك المستقبلي؟
أن تكون لي موسيقى خاصة بي وتميزني عن غيري، وعندما يستمع اليها الجمهور يعلمون أنها لي، وأتمنى أن أحقق هدفي، فقد بدأت حلمي منذ الصغر إلى أن تعاقدت مع شركة عالمية، وأسير بخطوات ناجحة أرغب في الاستمرار بها والتطوير من نفسي، كما أهتم بالوصول الى أكبر شريحة من الجمهور، سواء في مصر أو خارجها.