اسرار "اوركيديا": باسل خياط لقتل نجمة لبنانية.. و"العكيد ابو شهاب" ينضم!

اوركيديا,عدنان العودة,امين حمادة

30 ديسمبر 2016

يميل الكاتب السوري عدنان العودة إلى مشاريع فنية تتخطى «أهمية الوجود في السوق» أو «بيع السلعة الترفيهية»، لذا فإنّه يغيب مواسم عدّة مؤثراً انتظار الظروف المناسبة التي تلائم قناعاته و «مراسه البدوي». ويشارك المخرج حاتم علي مواطنه العودة هذه الشروط، بحيث يميل بدوره إلى المشاريع التي يكون صانعاً فيها.

بعد تعذر تصوير مسلسل «موجة برد» (تأليف حسن سامي ونجيب نصير) لم يقتنع علي بنصوص لا تلبي معاييره، فاتجه إلى مصر حيث يصوّر الآن «حجر جهنم» (تأليف هالة الزغندي) على أن يعود في الشهور الأولى من عام 2017 المقبل إلى ملعب الدراما التاريخية التي وضع فيها بصمات خاصة عبر أعمال كـ «الزير سالم» (ممدوح عدوان) و «صقر قريش» و «ربيع قرطبة» (وليد سيف)، ليباشر تصوير «أوركيديا» من تأليف وسيناريو وحوار عدنان العودة، في تعاون ثان بينهما بعد مسلسل «أبواب الغيم» (2010)، ومن إنتاج شركة «ايبلا»، وبطولة مجموعة من الممثلين العرب، مثل السوريين جمال سليمان وسلوم حدّاد وسلافة معمار وباسل خياط وعابد فهد وقيس الشيخ نجيب ويارا صبري وسامر المصري ومي سكاف، والمصرية حنان مطاوع، واللبنانية إيميه صيّاح، مع تأكيد عدم مشاركة المذيعة التلفزيونية زينة اليازجي زوجة عابد فهد، وفق ما تداولت بعض المواقع الإلكترونية.

يرفض العودة في حديث إلى «الحياة» إطلاق وصف «فانتازيا» على عمله بسبب «عدم الدقة في استعماله غالباً حتى بات وقعه مستهلكاً»، بل يفضل وضعه في خانة «الخيال التاريخي». يختار صاحب «فنجان الدم» عنوان «أوركيديا» التي لقّبها الفيلسوف الصيني كونفوشيوس بـ «زهرة عطر الملوك»، ليستعيد منطق «حكايا الجدّات القائمة على التشويق وحمل الرسائل»، من أجل معالجة قصص تتضمن حروب الممالك وأطماع الحكم والنفوذ والثأر والاجتياح والهروب، والكر والفر في مفاصل السلطة ومؤامرات أروقتها وشخوصها والنزاعات مع الداخل والخارج، إضافة إلى سؤال دائم حول اليد العليا في علاقة القدر والإنسان.

وتدور أحداث المسلسل التلفزيوني المؤلف من ثلاثين حلقة حول «عتبة بن الأكثم» (باسل خيّاط) الذي يفر مع أخته «رملة» (إيميه صيّاح) ووالدتهما إلى ملك سامارا «إنمار» (جمال سليمان)، بعدما اجتاح ملك أشوريا «الجنابي» (سامر المصري) مملكتهم «أوركيديا» قاتلاً الوالد الملك.

يشب «عتبة» في كنف «إنمار» من دون إدارة ظهره لمُلكه الضائع، يشتد عوده ليبدأ رحلة الثأر واستعادة حكم والده، «أوركيديا» المتنازع عليها. ويصادف «الملك الضليل» العرّافة «الكاف» (مي سكاف) التي تنبئه بأن شقيقته «رملة» ستنجب ولداً يقتله إذا ما تزوجت، فيقع بين حدّ السيف وغمده: قتلها أو منعها من الزواج.

لا يترك العودة للمصادفة سلطة في نصه، فحتى اسم «الكاف» يستخدمه «لدلالته في اللغة العربية على «الكبح والمنع» وفق قوله، بحيث تمثل شخصية من لحم ودم وإنما بمواصفات سحرية، «الموروث الذي يقيّد الفعل الحاضر، كهاجس داخلي وعقل باطن».

يتجه العودة في تفصيلات شخصياته إلى إعطائها مبرراتها أو دوافعها الخاصة، فيبنيها من دون الاكتفاء بالقيم أو الشهوات الإنسانية العامة أو «المعممة». مثلاً تجسّد معمار شخصية «الملكة خاتون» زوجة «الجنابي» وشقيقة «إنمار»، في إشارة إلى تداخل الصراعات لاحقاً بين الممالك الثلاث، ومن جهة أخرى هي تبحث عن إنجاب وريث لعرش زوجها العقيم في تأكيد الأسباب الشخصية في الأفعال. ويكشف الكاتب أن خاتون تتمكن أخيراً من إنجاب «ولي العهد»، ولكن بأي طريقة؟ يترك الإجابة للعرض...

ورداً على سؤال حول «أنا» الكاتب في نص «أوركيديا» ولجوء «عتبة بن الأكثم» إلى خارج حدود وطنه مقهوراً، كما هي حال الكاتب الذي يرى بأن بنية مجتمعاتنا العربية قبلية سياسياً واجتماعياً وحياتياً، يجيب العودة: «على رغم الذهاب إلى التاريخ المتخيل، يطرح المشروع إشكاليات وأسئلة معاصرة وكبرى بمفاهيم كليّة، من ناحية اللجوء. أطرح السؤال عن الرحلة التي نخوضها كأفراد وكشعب، والصراعات الحياتية خلالها. أما عتبة فيمثل صراعاً كلياً». ومن المقرر أن يعقد المخرج حاتم علي مؤتمراً صحافياً في 17 كانون الثاني (يناير) المقبل، في العاصمة الإماراتية «أبوظبي»، للإعلان عن بدء تصوير «أوركيديا».

وأوضح العودة الالتباس الحاصل حول «اقتباس» نصه من مسلسل «لعبة العروش» بالقول انه لم يشاهده حتى، وأن الأمر عار عن الصحة، مشدداً على أن «اوركيديا» هو حكايته الخالصة.

نقلاً عن الشقيقة "الحياة" - عدنان العودة