شيماء هلالي: الرحيل... هذا أقصى ما يمكنني فعله

شيماء هلالي,الرحيل,البقاء في مكانها,آفاق,تكره الجمود,رغبتها,التطوير,تغيير ما حولها,خدمة الفن,فنانة ملتزمة,خطى بطيئة,ثابتة,الفنانة التونسية,الحياة,الفن,الحنين,مسيرتي,دار الأوبرا,الحفلات الغنائية,الإطلالات,الإعلامية,خطواتي,المهنية,الأغنيات,الخليجية,علاقتك بالموضة,أسراري,روتينك الصباحي

سارة عبدو 04 يناير 2017

لا يرضيها البقاء في مكانها، يقودها طموحها إلى آفاق جديدة، وهي تكره الجمود. نيّاتها صافية ورغبتها تجمح نحو التطوير وتغيير ما حولها إلى الأفضل. تعمل لخدمة الفن وتسمّي نفسها فنانة ملتزمة. بخطى بطيئة لكن ثابتة، تناضل الفنانة التونسية شيماء هلالي في هذا العالم، وتحدّثنا في هذا الحوار عن الحياة والفن والحنين، والعودة إلى تونس...

 

- أطلقتِ أخيراً فيديو كليب «عقّلته»، حدّثينا عنه وعن الأغنية الثانية التي صورتها.

صوّرت «عقّلته» في العاصمة اللبنانية بيروت تحت إدارة المخرج علاء الأنصاري، وهي أغنية باللهجة الخليجية، خفيفة، «مهضومة»، كتب كلماتها الشاعر تركي الشريف ولحّنها أحمد حداد ووزعها هشام السكران. ويتناول الكليب قصة شاب مغرور مفتون بجماله، أؤدّبه وأجعله يقع في حبّي. أؤدي في العمل دور أستاذة موسيقى وأظهر بثلاث إطلالات شبابية مختلفة عن إطلالاتي السابقة، والأغنية من ضمن ألبومي «شيما هلالي 2016» الذي صدر خلال صيف 2016، عن شركة روتانا للمرئيات والصوتيات، وضمّ 6 أغنيات متنوعة بين الخليجي واللبناني والمصري. أما الأغنية المصوّرة الثانية فهي «إنت إنت ما بتتغيّر»، تجربتي اللبنانية الثانية بعد «مين بيعشق بدقيقة» التي حقّقت نجاحاً كبيراً، وأتعاون فيها مع سليم سلامة، ملحّن أولى أغنياتي اللبنانية. الأغنية مميزة كلاماً ولحناً وتوزيعاً، أعيش فيها حالة درامية جميلة، وهي من الأغنيات العزيزة جداً على قلبي، وقد صوّرتها أيضاً مع علاء الأنصاري، وسوف تبصر النور مطلع العام الجديد.

- أحييتِ حفلة ضخمة في دار الأوبرا المصرية، كيف تحضّرتِ لها؟
كانت الحفلة ضمن إطار فعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ 25، أحييتها برفقة المايسترو محمد الموجي وفرقة موسيقية تضم 60 موسيقياً. وقد أسعدني جداً الوقوف على خشبة هذا المسرح الضخم، رغم أنه سبق لي أن عشت تجربة مماثلة على مسرح قرطاج حين كنت في الـ 17 من عمري. فكنت أصغر من غنّى على هذا المسرح، الذي يطمح أي فنان للغناء عليه. وإنه لشرف كبير لي أن يُدرج اسمي على لائحة أصحاب التاريخ الكبير في الأغنية العربية، الذين وقفوا على هذا مسرح دار الأوبرا، لأغنّي أمام الشعب المصري «السمّيع» المتذوّق للفن بدرجة كبيرة. عمري طال بعد هذه الوقفة...

- وقفت بسن الـ 17 عاماً على مسرح قرطاج وكنت أصغر من غنّى على هذا المسرح، ووقفتِ أخيراً على مسرح دار الأوبرا، ماذا بعد؟
يقودني طموحي للوصول إلى أعلى المناصب والمراتب. ألتفت إلى الجوانب المشرقة في شتّى مناحي حياتنا، وأؤمن بأن الإيجابية بمثابة أفضل الحلول لأشد الصعاب. أنا أعمل لخدمة الفن، أعمل من قلبي لحظة انتقاء الكلمة واللحن الجميلين. حتى في الكليبات، أتدخّل في الأفكار، ويدرك المخرجون الذين أتعامل معهم، أن شيماء فنانة ملتزمة، لذا يحرصون على تقديمي بالصورة التي تليق بي.

- كيف تبررين غيابك عن الحفلات الغنائية والإطلالات الإعلامية؟ أليس تقصيراً شخصياً إذاً؟
لست غائبة، إنما أدرس خطواتي المهنية وإطلالاتي الاعلامية جيداً، ولمَ لا تطرحين السؤال هذا على الإعلاميين والصحافيين؟! فهم الذين يعتّمون على فنانين يستحقون أن يطلّوا عبر شاشاتهم في أهم القنوات العربية وأبرز البرامج التلفزيونية وفي أضخم المهرجانات الغنائية. لكنني وبمجرّد وقوفي على مسرح دار الأوبرا المصرية، أبرهن لهؤلاء أنني موجودة على الساحة. أودّ أن أعاتب الإعلام العربي، فهو المقصّر، لا يضيء على الفنان الحقيقي الذي يقدّم الفن الراقي المحترم، بل يركّز على فناني الإثارة، «الفقاقيع». وللأسف، تدخل عالم السوشال ميديا وترى السخافات.
لا أعتبره تقصيراً شخصياً، فقد أصدرت الأغنيات وصوّرت الكليبات ونلت تكريمات، والتحقت أخيراً بشركة روتانا للمرئيات والصوتيات، وأنا اليوم أشارك في أكبر المهرجانات وأضخمها. كما غنّيت للموسيقار طلال الذي لحّن لأهم الفنانين العرب أمثال محمد عبده ورابح صقر، كذلك لحّن لذكرى وطلال المداح وأحلام.

- ما سرّ تركيزك على الأغنيات الخليجية؟
لم أركّز على الأغنية الخليجية دون سواها، فقد قدّمت في ألبومي الماضي 6 أغنيات مصرية كما غنّيت اللبناني أيضاً. لا ننكر أن الأغنية الخليجية بارزة ولها ثقلها وأنا من عشاقها ومنذ صغري أستمع إلى نجومها أمثال طلال المداح وعبدالله الرويشد وسواهما. أغني اللهجة الخليجية حبّاً بها، ولو أتيحت لي فرصة الغناء بالهندية فلن أقصِّر، (تضحك)...

- فكّرتِ بالتوقف عن الغناء، بعدما شعرتِ بأن المجال الفني بات سخيفاً، ثم تراجعتِ. هل حوربتِ؟
الانسان الناجح في حياته أو المتميز في أفكاره وعمله، تجدين دوماً من يحاول أن يثنيه عن هذا النجاح ويحاربه بشتى الطرق والوسائل، يشوّه صورته وينتقده في كل صغيرة وكبيرة للأسف... وفي هذا الوقت، أصبحنا مبتلين بغريزة الأذى التي باتت متفشّيه في قلوب معظم الناس. أنا صامدة وبالصوت العالي أقولها، لن أستسلم، وأنا موجودة بخطى مدروسة وثابتة، وأؤمن بأن في عالمنا العربي «ذوّاقة» يميّزون بين الفن الراقي، والهابط المبتذل.

- ألا تتواصلين مع عاصي الحلاني بعدما أديتِ معه دويتو «رجعلي أو رجعني»؟
لا تواصل بيننا، رغم أنني أعتزّ بمشاركته في هذا الدويتو، فهو ذو شخصية مميزة ومحبوبة، ولست الوحيدة التي تقول هذا الكلام، بل إن الناس جميعاً يُجمعون عليه. عاصي فارس بكل ما للكلمة من معنى.

- «السلطنة» تجمعك بجورج وسوف، فأنت «سلطانة الطرب» كما يلقبك بعض المعجبين، وهو السلطان. هل تغني له؟ وماذا تعلّمتِ منه؟
رافقني هذا اللقب منذ انطلاقتي الفنية، أطلقه عليَّ المعجبون، وقد تشرّفت بأن يرتبط اسمي باسم جورج وسوف. شرف لي أن يربطني شيء به... لقد أثرى المكتبة الفنية العربية بأعماله وعلّم كثيرين كيف يغنّون. أنا من عشاقه، أحب الاستماع إلى أغنياته والغناء له والتعلّم منه. أبو وديع نجم لا يتكرر، كثر حاولوا تقليده وفشلوا، وقد حورب أيضاً وبذل جهداً كبيراً ليصل إلى ما هو عليه.

- تحبّين قصيدة محمود درويش «العودة إلى تونس»، متى ستعودين إليها؟
أعشق محمود درويش وكتاباته، خصوصاً تلك القصيدة. (تبكي)... لم أبتعد عن تونس، أنا موجودة دائماً فيها، وهي موجودة فيَّ، إنها في قلبي، تونس هي أنا، شيماء هي تونس...

- انضممت إلى روتانا في حين غادر الشركة أغلب نجومها، ما الذي أغراك للتوقيع معهم؟
يدرك الجميع أن روتانا هي الشركة المنتجة الوحيدة التي تفرض نفسها بنجاحاتها ونجومها وأعمالها. ولا شك في أن هناك ما أغراني للانضمام إليها. بدايةً، لأنها شركة مهمة ولها تاريخها وتملك الخبرة الكافية في المجال الفني. كما أن ما دُوِّن في العقد أغراني للتوقيع. وأكثر ما ترك أثراً في قلبي، كلام الاستاذ سالم الهندي عنّي لدى توقيعنا العقد، حيث قال: «يشرّفنا أن تنضمّي إلينا، ونحن على ثقة بأنك ستكونين إضافة الى شركة روتانا».

- هل أنتِ راضية عن معاملة الشركة لك؟
راضية والحمد لله...

- أغلب نجمات «ستار أكاديمي» اتجهن نحو التمثيل، مثل أمل بوشوشة وميرهان حسين وأمل العنبري وأخيراً حنان لخضر، ألا تفكرين في التمثيل؟
أحب التمثيل لكن تركيزي منصبّ على الغناء، أما إذا تلقيت عرضاً لعمل تمثيلي يجذبني ويكون كفيلاً بأن يضيف الى مسيرتي، فلن أتردد في قبوله. العمل الذي يضيف إليّ وأضيف إليه، أؤديه من دون تفكير، ولكنه لم يأتِ بعد!

- هل أنتِ عنيدة بطبعك؟
عنيدة بحق، عندما أتأكد من كل النواحي أنني على حق، أصرّ على عنادي. علماً أنني لا أتخذ القرارات الصعبة من دون العودة إلى أصدقائي وإدارة أعمالي.

- إلى أي مدى تذهبين في غضبك؟
الرحيل... هذا أقصى ما يمكنني فعله حين أغضب.

- عرفكِ أهل تونس مغنيّة صغيرة، أخبرينا متى بدأت ملامح الفن تظهر عليكِ؟
اكتشفتني والدتي في عرس نسائي، طلبتْ أن أغني مع الفرقة الموسيقية التي كانت أساساً فرقة لبرنامج هواة في قناة تونس. شجّعوني للالتحاق بالبرنامج، وكنت أصغر مشاركة (10 سنوات)، وقد نجحت ونلت علامة جيدة جداً يومها. ثمّ أحييت مهرجانات ضخمة كمهرجانات قرطاج ومهرجان الحمامات، والتحقت بالمعهد العالي للموسيقى «الكونسرفتوار»، لدراسة الغناء الشرقي والعزف على آلة العود. مسيرتي انطلقت منذ نعومة أظفاري، عشقت الفن منذ الصغر وأنا من عائلة فنية، فخالي عازف مهم وشهير في تونس.

- ماذا يعني لكِ تنصيبكِ سفيرة للنوايا الحسنة ومنحكِ جوازَ سفرٍ ديبلوماسياً؟
سعيدة جداً بهذا المنصب الرفيع، فأنا أحب الأعمال الإنسانية ومستعدة لخوض غمار العمل التطوعي لإيماني الكبير بأهميته، لأن الشهرة والمال لا يصنعان إنساناً، وسأكرّس جهودي في الفترة المقبلة للعمل الإنساني.

- كيف تتابعين أخبار الموضة؟ وكيف يؤثر واقع أنك فنانة في علاقتك بالموضة؟
أواكب الموضة بشغف، بالإضافة إلى متابعة أبرز عروض الأزياء، لكنني لا أتبع الصيحات الغريبة لمجرّد أنها رائجة، فجينز البوي فريند Boy Friend الكل لبسه إلاّ أنا، لم أحبّه ولم أرضَ أن أرتديه، لم يعجبني. أنا في الحياة اليوميّة إنسانة بسيطة، لا أرتدي الملابس ذات الألوان القويّة واللافتة، بل أفضّل الألوان الكلاسيكيّة. وأعشق اللّمسة الأنثويّة التي تعطي المرأة الـ«ستايل» الجذاب والكلاسيكيّ في آنٍ معاً.

- هل تؤيدين نظرية أن المجوهرات تعبّر عن شخصية المرأة؟
لا أؤيد تلك النظرية، فشخصية المرأة لا يعبّر عنها أي شيء، الملابس والمجوهرات وتسريحة الشعر ليست سوى غطاء لباطنها. مواقف المرأة هي التي تعبّر عنها.

- ما هي نصيحتك إلى من تحب الموضة؟
كوني مميّزة بطريقتك الخاصة قبل أن تتبعي خطوط الموضة. فالموضة ليست ما تلبسين، بل كيف تتصرّفين، وهي تنبع من داخلك.- 


أسراري

- ما هو روتينك الصباحي؟
زيارة النادي الرياضي، فأنا أمارس الـCardio يومياً للحفاظ على رشاقتي، بالإضافة إلى رياضة الجري jogging.

- أين هو أجمل مكان للصبحية؟
مع العائلة، عندما نجتمع على طاولة واحدة لشرب القهوة وتناول الفطور معاً.

- ما هي أدوات العناية التي تستخدمينها كلّ يوم؟
كريم الترطيب والكريم الواقي من الشمس، كما أضع الماسكارا يومياً.

- وآخر مشترياتكِ؟
أنا من عشاق التسوّق، لا يمضي يوم أزور فيه المول من دون أن أشتري شيئاً. أما آخر مشترياتي فكان حذاء Jimmy Choo.

- كم بلغت أكبر فاتورة تسوق دفعتها؟
الآلاف...

- الاسم الذي ينادونك به في البيت؟
ميشو وشوشو.

- ما هو الشيء الذي لا تتركين المنزل بدونه؟
لا أترك منزلي بدون العطور المميزة والمنعشة، وأعشق منها رائحة اللافندر.

- من هو المصمم المفضّل لديكِ؟
تعاونت مع المصمّم زهير مراد في كليباتي وفي إطلالاتي التلفزيونية، كما أنني معجبة بتصاميم مصمم تونسي شاب يدعى علي القروي، ومن العلامات العالمية أحب كريستيان ديور Christian Dior وأنا من عشاق Philipp  Plein.

- عطر تعشقينه...
العطر الكلاسيكي «جادور» J’adore من ديور Dior.

- ماذا نجد دائماً في حقيبة اليد؟
الماسكارا وملمّع الشفاه Gloss.

- ما هو أحب أيام الأسبوع إلى قلبك؟
يوم الجمعة قريب إلى قلبي وأشعر بأن فيه ما يمسّني...

- أي تاريخ لا يمكن أن تنسيه؟
يوم توفيت جدّتي لأبي... كنت متعلقة جداً بها وتأثّرت كثيراً لفراقها، فقد تربّيت على يدها وكبرت في بيتها.

- ما هو الفصل المفضّل لديكِ؟
أحب شهر أيار/ مايو لأنني ولدت فيه، ولأنه يجمع ما بين فصلَي الربيع والصيف.

- ما هي رياضتك المفضلة؟
كرة المضرب والسباحة.

- ما هو آخر فيلم شاهدته؟
Sweet November ... وهو فيلم قديم عدت وشاهدته منذ فترة.

- وأكلتك المفضلة؟
أكلتي المفضلة تونسية وهي «الكسكس»، كما أنني مُغرمة بالمطبخ الإيطالي.

- شيء لا تعيرينه لأحد؟
سياراتي.

- هل لديكِ موهبة مخبّأة؟
أملك موهبة ولم تأتِ الفرصة بعد حتى أكشفها للناس، وهي التمثيل. أحب التمثيل بدرجة كبيرة وأتوق للوقوف أمام الكاميرا لتأدية دور.

- أي نوع من الأدوار تفضلين؟
أرى نفسي في الأدوار الدرامية.

- ما هو الشيء الذي تتفاءلين به؟
أتفاءل بصوت والدتي عندما تكلّمني.

- أي لون يشبهك؟
اللون الأحمر، كما أحب اللون الأسود أيضاً.

- شخصية استثنائية لك؟
والدي، متأثرة بشخصيته وفكره وتعايشه مع الناس.

- ما النصيحة الجمالية التي تسدينها الى معجبيك؟
نصيحتي صحية وجمالية في الوقت عينه، وهي ممارسة الرياضة، فهي تحسّن من مظهر أجسامنا وتضفي جمالاً عليها، وتمنحنا القدرة على الانضباط والتحكم في الضغوط وتفادي التوتر في حياتنا.


هذا أم ذاك؟

الأحجار الملونة أم الماس؟
الماس.

الذهب الأبيض أم الأصفر أم الزهري؟
الذهب الزهري ويليه الأبيض.

أسلوبك كلاسيكي أم عصري؟
أسلوبي Mix يجمع ما بين الكلاسيكي والعصري. ففي يومياتي ترينني بالجينز والسالوبيت والكاب، أما في السهرات والمناسبات فأرتدي الألبسة الرسمية.

قطع مجوهرات كبيرة أم ناعمة؟
الناعمة، لا أحب تلك الكبيرة!

شعر طويل أم قصير؟
طويل.

 

 

 

CREDITS

تصوير : شربل بو منصور