إلهام شاهين: ضحّيت بالزواج والأمومة ولست نادمة

إلهام شاهين,الزواج,الأمومة,نادمة,الاستماع,الفنانات الشابات,مشاريع سينمائية,هالة صدقي,الفنان,الشائعات,الطاقة الإيجابية,الاعتزال,بطولة الفيلم,الفيلم,حذف,البداية,مهرجانات,ممثلة

نيرمين زكي (القاهرة) 07 يناير 2017

مئة فيلم، رقم لم يصل إليه إلا عدد قليل من النجوم، الذين انضمت اليهم إلهام شاهين أخيراً بعد مشاركتها في بطولة فيلم «يوم للستات»، الذي يمثل الرقم مئة في مشوارها الفني.
إلهام وبعد تحقيقها هذا الرقم الذي كان حلماً يراودها ولم تكن تتجاوز الـ18 عاماً، كشفت عن الصعوبات التي واجهتها خلال مشوارها الفني، والتنازلات والتضحيات التي قدمتها، وتحدثت عن فكرة الاعتزال... وكواليس كثيرة متعلقة بفيلمها الجديد «يوم للستات»، كما تكلمت عن مشاريعها المقبلة، وعن نصيحتها لكل فنانة في بداية مشوارها.

        
- كيف استقبلت حصول فيلمك الأخير على جائزة واحدة، هي أفضل ممثلة التي حصدتها ناهد السباعي؟
مشاركة الفيلم في فعاليات الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي في حد ذاته إنجاز كبير ولا يمكن أحداً إنكاره، أما بعد حصول ناهد السباعي على الجائزة فشعرت بأنني من حصل عليها، وسعادتي بنجاحها لا يمكن أن توصف، فأنا منتجة الفيلم، وأي نجاح يحققه يعود بالنفع عليَّ في النهاية، والأمر الذي أود أن أكشفه ولا يعرفه الكثيرون، أنني توقعت فوز ناهد منذ أول يوم تصوير لها، فقلت وقتذاك إذا شارك الفيلم في مهرجان، ستفوز ناهد بجائزة مهمة، لأن شخصية «عزة» التي جسّدتها مركبة وجديدة وقد برعت في تقديمها.

- لكن ألا تخشين من تصنيف «يوم للستات» فيلمَ مهرجانات؟
بالعكس، شرف كبير أن يُقال عن هذا العمل إنه فيلم مهرجانات، في وقت لن يحول ذلك دون تحقيقه الإيرادات، التي لا تشغلني كثيراً، فأنا لا أسعى الى الربح، بل أهدف الى الارتقاء بالسينما واحترام عقل المشاهد ودفعه لمشاهدة أعمال ذات قيمة.

- وما الذي حمّسك لهذا العمل من البداية؟
أسباب كثيرة، فهو تجربة مختلفة ومغامرة حقيقية، لكن دفاعه عن حرية المرأة يعد السبب الرئيس لموافقتي على المشاركة في بطولته، كذلك تحمّل تكلفته الإنتاجية، وأعتقد أن ما من منتج في مصر يمكن أن يجازف بخوض هذا العمل لصعوبة إنتاجه وضخامته، لذا قررت الدخول في تحدٍ مع نفسي، وفخورة جداً بهذه التجربة.

- بمناسبة الحديث عن حرية المرأة، ما أكبر الصعوبات التي تواجهها المرأة العربية في رأيك؟
الحاجة الدائمة إلى رجل من أكبر المشاكل التي تواجه بعض النساء... فالمرأة الفقيرة التي حُرمت من التعليم تواجه صعوبات طوال حياتها، وتعيش أياماً شديدة القسوة معتقدة أن الرجل يحل لها مشاكلها. أما الطامة الكبرى فتكمن في اعتقاد بعض النساء بأن الرجال أكثر قيمةً منهن، وأنهم أفضل ولهم الحق والأولوية في كل شيء في الحياة.

- العمل يضم مجموعة كبيرة من النجوم، فكيف تعاملت مع أجورهم الضخمة؟
بعض الفنانين المشاركين في العمل رفضوا التنازل عن أجورهم، والبعض الآخر تنازل عن جزء كبير، لكن أكثر ما فاجأني هو موقف صديقتي الفنانة هالة صدقي، فقد رفضت الحصول على جنيه واحد وأكدت أنها ستشارك بهذا العمل من أجلي.

- هل خسّرك هذا الفيلم صداقتك لسماح أنور بعد حذف مشاهدها بالكامل؟
هذا كلام فارغ وشائعات سخيفة، فعلاقتي بسماح ما زالت قوية، ونحن صديقتان منذ أكثر من عشرين عاماً، وحذف مشاهدها بالكامل في الفيلم لم يزعجها أبداً، بل عبّرت عن احترامها لوجهة نظر المخرجة كاملة أبو ذكري، وقد اعتقد البعض أن هذا القرار صادر عني، وأنا أنفي ذلك، فكاملة هي التي تتخذ القرارات ونحن لا نعارضها على الإطلاق.

- لكن ما سبب حذف مشاهد سماح؟
هذه وجهة نظر المخرجة، ولا يمكنني أن أعارضها، لكن عندما شارك الفيلم في مهرجان لندن السينمائي، اعترضت إدارة المهرجان على مدّته التي تجاوزت الساعتين، ولذلك قررنا حذف مشاهد سماح بناءً على طلب المخرجة، وقد تفهّمت سماح قرار الأخيرة بكل طيبة.

- كيف وجدت ردود الفعل على الفيلم؟
ردود الفعل التي استقبلتها حتى الآن كانت في العرض الخاص للفيلم، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة، وكانت كلها رائعة، وفوجئت بتصفيق الجمهور لبعض المشاهد، مما جعلني أشعر بأنني واقفة على خشبة المسرح، ونجاح الفيلم في المهرجانات التي شارك فيها، وآراء النقاد التي استمعت اليها فاقت كل توقعاتي.

- خروج الفيلم الى النور استغرق ست سنوات، لماذا كل هذا الوقت؟
كتابة الفيلم استغرقت عامين والتحضير له عاماً واحداً، أما التصوير فتطلّب ثلاث سنوات، والسبب الأحداث التي شهدتها مصر، سواء ثورات أو انتخابات، هذا بالإضافة إلى إنشغال بعض الفنانين بأعمال أخرى، ولذلك فالاتفاق على مواعيد تناسب الجميع كان أمراً صعباً.

- يُعد هذا الفيلم الرقم مئة في مشوارك الفني... فماذ يمثل لك ذلك؟
عندما كنت في العشرين من عمري، كنت أسال نفسي دائماً هل سيأتي اليوم الذي أحقق فيه هذا العمل، ويصبح رصيدي السينمائي مئة فيلم، وبالفعل جاء اليوم الذي أقول فيه إنني شاركت في بطولة مئة فيلم، لذلك فـ«يوم للستات» له مكانة خاصة في قلبي، وتقديم مئة فيلم لم يتحقق بسهولة، فقد واجهت صعوبات جمّة وتنازلت عن أشياء كثيرة في حياتي لمجرد شعوري بالسعادة في السينما فقط، فبدون السينما لا أشعر بأن هناك قيمة للحياة.

- وما أبرز الصعوبات التي واجهتك حتى الوصول إلى المشاركة في بطولة الفيلم الرقم مئة؟
للنجاح ثمن، وعلى كل شخص أن يؤمن بذلك، فكان من المستحيل أن أكون ممثلة ناجحة وفي الوقت نفسه زوجة سعيدة وأمًّا لأطفال.
كان لا بد لي من الاختيار، فاخترت التمثيل، لكنني أرفض مصطلح التضحية، فأنا لم أضحِّ بشيء، وكل قرار اتخذته كان يتوافق مع مزاجي، فقد فضّلت السينما على الزواج والأمومة، وهذا هو ثمن النجاح الذي وصلت إليه.

- هل شعرت بالندم؟
أبداً، لأنني اتخذت هذا القرار بملء إرادتي، وبعدما شعرت بأن سعادتي تتحقق مع السينما فقط.

- هل تتذكرين كواليس أول عمل شاركت في بطولته؟
كان فيلماً بعنوان «رجل اسمه عباس»، وكنت حينها طالبة في معهد الفنون المسرحية، أدرس صباحاً ومن ثم أذهب إلى التصوير، أمضيت سنوات المعهد الأربع على هذا المنوال، ولم أشعر يوماً بالضيق أو الملل، بالعكس ضحّيت بكل ما هو ممتع في مرحلة المراهقة والشباب من أجل التمثيل، فعشقي للسينما عوّضني عن أي شيء آخر.

- ما النصيحة التي تقدمينها الى كل فنانة ما زالت في بداية مشوارها الفني؟
أقول لها إن السماء لا تمطر نجاحاً، فلا بد من بذل جهد كبير، ويجب أن تؤمن بمقولة «من جدّ وجد»، وتدرك جيداً أنها كلما اجتهدت، قدم لها الفن الشهرة والنجومية والنجاح ومحبة الجمهور، وهي أمور لن تتحقق بسهولة.

- هل راودتك فكرة الاعتزال يوماً؟
لم ولن تراودني إلا في حالتين، الأولى الإصابة باكتئاب شديد يؤدي إلى الموت، والثانية الإصابة بمرض خطير يمنعني من التمثيل، لذا لا يمكنني أن أعتزل، لأن الابتعاد عن السينما يعني لي حياةً بلا طعم أو أمل أو طموح.

- ألم تفكري في إصدار كتاب يحمل مذكراتك أو أبرز المحطات في حياتك كما فعل الكثير من النجوم؟
أنا لست متفرغة الى هذه الدرجة، بل مشغولة بالفن ومتابعة أحوال السينما، والاستعداد لخطواتي المقبلة، وليس لديّ الوقت الكافي الذي يسمح لي بكتابة مذكراتي أو إصدار كتاب أو الظهور في برنامج للتحدث عن حياتي. حالياً لا أفكر في هذا الأمر، لكن من الممكن أن يحدث مستقبلاً.

- من هو الشخص الذي حرص على دعمك ومنحك الطاقة الإيجابية للاستمرار؟
والدتي كانت من أهم الداعمين لي، ولولا وجودها في حياتي لما تمكنت من الوصول الى ما أنا عليه اليوم، فهي قدمت لي كل شيء ومدّتني بالطاقة الإيجابية. ومن الأشخاص الذين دعموني ولم يتركوني لحظة واحدة، أشقائي وأبناؤهم، وكذلك أصدقائي في الوسط الفني، فأنا محظوظة بوجودهم في حياتي، وعلاقتي بهم رائعة، ومن أقرب صديقاتي يسرا وليلى علوي وهالة صدقي وبوسي شلبي وأنغام ونيللي كريم وسميرة سعيد وبوسي ودلال عبدالعزيز، فأنا أحبّهن وهن يشجعنني دائماً على الاستمرار في اتخاذ خطوات ناجحة في السينما والدراما.

- لكن كيف تعاملت مع الشائعات التي انتشرت حول غضب بوسي شلبي منك بعد حضورك حفلة افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي رغم مرور يومين على رحيل زوجها النجم محمود عبدالعزيز؟
لن أعطي لمروّجي هذه الشائعات أهميةً ولن أردّ عليهم، فبوسي بالنسبة إليّ ليست مجرد صديقة، بل هي بمثابة أختي وأعتبرها فرداً من أفراد عائلتي، ولن أرد على محاولات الإيقاع بيني وبينها، كما لا تشغلني هذه النوعية من الشائعات السخيفة، والتي بسببها ما زلت أرفض الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء «تويتر» أو «فايسبوك».

- لكن هذه المواقع تزداد أهميتها بالنسبة الى الفنان مع مرور الوقت، فما موقفك منها؟
بالعكس، أنا أجدها مصدراً للطاقة السلبية، وبصراحة لا أملك وقتاً لهذه الأشياء الفارغة، كما لا أحب التواصل مع جمهوري الحقيقي بهذه الطريقة. أما بالنسبة الى أصدقائي، فأتواصل معهم من طريق الواتس آب، أما الـ«فايسبوك» و«تويتر» فلا أحبهما ولن أسمح بأن يضيع وقتي بسببهما.

- لكن ألم تحاول يسرا وهالة صدقي، وهما من أكثر الفنانين تفاعلاً مع جمهورهما عبر «تويتر» إقناعك بأهمية هذه المواقع؟
لكل شخص وجهة نظره، وبعيداً عن الصداقة القوية التي تجمعني بهما، أرى أن مواقع التواصل مجرد مضيعة للوقت، فأنا أرفض فكرة نشر صور طعامي أو لباسي أو ما أفكر به، فهذه حياتي الخاصة ولن أسمح لأحد باختراقها.

- هل هناك مشاريع سينمائية جديدة تستعدّين لها؟
بعد أن أطمئن على ردود الفعل حول فيلم «يوم للستات» سأبدأ التحضير لفيلم «نسيم الحياة»، وهو عمل نسائي يناقش حقوق المرأة، لكنه يختلف عن تجربة «يوم للستات»، ويجمعني من جديد بالمؤلفة هناء عطية.

- من هنّ الفنانات الشابات اللواتي يعجبنك؟
جيل الشباب حافل بالمواهب الرائعة والمميزة، ومع ذلك أميل الى مشاهدة أفلام هند صبري ومنى زكي، كذلك يعجبني تميّز منّة شلبي ونيللي كريم.

- أي أصوات تحبين الاستماع اليها؟
أعشق صوت أنغام وأحب كل ما تقدمه سميرة سعيد، كذلك يلفتني صوت غادة رجب، وأتمنى لهن جميعاً التوفيق.