ألفت عمر: رسالتي إلى زوجي: «لا تجعل خلافاتنا تقترب من الطلاق مجدداً!»

ألفت عمر,خلافات,الطلاق,الرياضة,كتاب,الصفات,الجمهور,القاهرة,الرسالة,مسلسل,اعتزال الفن,الوسط الفني,أعمال فنية

مؤمن سعد (القاهرة) 15 يناير 2017

تعترف بأن ابتعادها عن تقديم أي أعمال فنية طوال العامين الماضيين كان بسبب المشاكل والأزمات التي عانتها في حياتها الشخصية، الفنانة ألفت عمر تحدثت بصراحة عن الخلافات التي حدثت بينها وبين زوجها، وأكثر ما يعجبها في شخصيته، ويضايقها فيه، كما أبدت رأيها في غادة عبدالرازق ومنّة شلبي، وكشفت عن حلمها الذي انكسر بوفاة الساحر محمود عبدالعزيز، وحقيقة نقل إقامتها إلى دبي، وتعرضها للظلم والصراعات في بداياتها الفنية، وابنها الوحيد سليم؛ والصفات المشتركة بينهما.


- ما سبب غيابك لأكثر من عامين عن تقديم أعمال فنية جديدة؟
آخر أعمالي كان مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» مع الزعيم عادل إمام، لكن بعده ورغم عشقي الشديد لعملي، قررت الابتعاد لفترة حتى أتفرغ لتربية طفلي الوحيد سليم، إذ شعرت بأن واجبي كأم يحتّم عليَّ التضحية بعملي لأحيط ابني بالرعاية الكاملة، خصوصاً أنه كان يومها في شهوره الأولى ولا أطمئن لتركه لدى مربية، فلم أفكر حينذاك في شهرتي التي ربما تتأثر بغيابي أو التعب الكبير الذي سأبذله للعودة الى الساحة الفنية مرة أخرى، وكل ما كان يهمني القيام بواجبي نحو ابني، الذي هو أغلى إنسان في حياتي.

- لكن خلال فترة ابتعادك حدثت مشاكل بينك وبين زوجك أحمد لطفي وصلت إلى ساحات القضاء، فما سببها؟
لا أنكر أن ذهني كان مشوشاً، وفي مهنتي القائمة في الأساس على الإبداع، من الصعب فصل المشاكل الشخصية عن الحياة المهنية، لذلك كانت تلك المشاكل من ضمن العوامل التي جعلتني أتخذ قراراً بالابتعاد، وتلك الفترة كانت من أصعب المراحل في حياتي، لأنني كنت حزينة لدرجة تصل إلى الاكتئاب، فعانيت من عدم التركيز والتخبط في اتخاذ أي قرار، ولأنني إنسانة حساسة، فأي شيء يحدث لي يؤثر فيَّ، سواء بالسلب أو الإيجاب، هذا فضلاً عن ظروف أخرى شخصية، لا أريد الكشف عنها، أثرت في نفسيتي لفترة طويلة، لكن كل ذلك تغير وأصبحت اليوم أفضل بكثير من الماضي.

- هل أنت إنسانة ضعيفة في مواجهة المشاكل والأزمات؟
بالعكس، لا تظهر قوتي إلا في المشاكل، أما في الحياة الطبيعية فأعتبر نفسي رومانسية وعاطفية، ولا أحب السيطرة على من حولي أو التحكم بهم، ويمكن أن أتغاضى عن أشياء كثيرة لإرضاء الطرف الآخر، وأتعامل مع كل الأمور ببساطة ورحابة صدر، لكن في الشدائد أتحول إلى شخصية أخرى ترفض حتى البكاء لئلا تظهر ضعفها، كما لا أتنازل عن حقي خوفاً من الصراعات والمشاكل.

- هل تأثرت علاقتك بزملائك في الوسط الفني بسبب هذا الغياب؟
كنت حريصة على التواصل معهم باستمرار، خصوصاً من تربطني بهم علاقة صداقة قوية، وأبرزهم نقيب الممثلين أشرف زكي وزوجته روجينا والفنان محمد رمضان وإيمان العاصي وإنجي شرف وإيهاب فهمي وأحمد صيام، وسعيدة باهتمامهم الدائم لمعرفة توقيت عودتي والاطمئنان عليَّ، كما أن إصرارهم على الوقوف الى جانبي جعلني لا أشعر بطول الغياب.

- البعض توقع أنكِ تفكرين في اعتزال الفن نهائياً، فهل فكرت في ذلك فعلاً؟
لم أفكر ولو للحظة في اعتزال الفن، وكنت واثقة بأنني سأعود مرة أخرى بعد أن يكبر ابني، وكل أصدقائي والمقربين مني؛ سواء داخل الوسط الفني أو خارجه يعلمون ذلك، فالكثيرون حزنوا لابتعادي؛ خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققته أخيراً على مستوى الوطن العربي من خلال مسلسل «عمر»، الذي كان بمثابة شهادة ميلاد جديدة لي في عالم الفن، ومع ذلك وجدت أن ابني يحتاج إليّ أكثر من فني في تلك المرحلة، ولم أندم أبداً على ذلك، لكن اليوم وبعدما تجاوز ابني سنواته الثلاث، قررت أن أعود الى الساحة الفنية مرة أخرى، وأحضّر حالياً لمشروع سينمائي جديد بعنوان «انفلات أمني»، من تأليف وإخراج تامر نصر، وإنتاج ألبير رأفت، ومرشح لبطولته الفنان أمير كرارة وهنا شيحة. أما في الدراما التلفزيونية فلم أستقر على أي عمل بعد، وأنتظر العمل القوي الذي يسمح لي بالعودة المؤثرة، وهناك العديد من المشاريع الدرامية التي تُعرض عليَّ، لكنها لا ترتقي الى المستوى الذي أتمناه.

- وما حقيقة نقل إقامتك الى دبي؟
كنت أصور مسلسلاً جديداً بعنوان «السر في بير» في دبي، مما اضطرني للبقاء فترة طويلة خارج مصر، وبحكم انشغالي الدائم وقتذاك لم أستطع نفي شائعة نقل إقامتي الى دبي، لكن كل من يعرفني عن قرب يدرك أنني لا يمكن أن أنقل إقامتي الى أي مكان في العالم، ذلك لعشقي لوطني الذي ولدت فيه وتربيت، ويحمل كل ذكرياتي الجميلة، ويحتضن أهلي وأصدقائي وأحبابي، ولولا ظروف العمل لما بقيت كل تلك المدة بعيدة عن بلدي.

- ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل «السر في بير»؟
كانت تجربة مختلفة في كل شيء بالنسبة إليّ، وأجسد من خلاله شخصية كوميدية، وهو يمثل لي الظهور الثاني في الأعمال الكوميدية، وأتعاون فيه مع مجموعة كبيرة من النجوم والنجمات من كل الدول العربية، أبرزهم بسام قطيف وأسعد فضة، ومن مصر إيهاب فهمي وأحمد صيام، والمسلسل من إخراج وإنتاج أحمد الخافجي، وهو من نوعية المسلسلات الطويلة، ومؤلّف من مئة وعشرين حلقة، وقد انتهينا من تصوير ثلاثين حلقة يتم عرضها حالياً على عدد من القنوات الفضائية العربية، ومن المفترض أن نكمل تصوير باقي الأجزاء قريباً.

- هل أنت راضية عما وصلت اليه حتى الآن؟
طموحي لا حدود له، وما وصلت اليه اليوم لا يوازي طموحاتي، ذلك أنني ظُلمت كثيراً في بداياتي، وتعرضت لصراعات عدة حاولت أن توقف مسيرتي الفنية حتى قبل أن تبدأ، وربما يكون ذلك ناجماً عن طريقة دخولي الى المجال الفني، واعتمادي على موهبتي فقط، ولم أرتكز على أشياء أخرى تساعدني؛ منها مثلاً جمالي الخارجي أو مساعدة الآخرين لي أو التساهل في تقديم بعض الأدوار الجريئة أو أدوار الإغراء، وكنت كلما حققت نجاحاً في خطوة مهمة أتلقى ضربة قاصمة تعيدني خطوات الى الوراء، وأبرزها الحرب التي شُنت عليَّ بعد نجاحي في مسلسل «قضية رأي عام» من بطولة يسرا، ومحاولة البعض تشويه صورتي لدى الجمهور، ورغم كل ذلك أفتخر بما حققته، لأن أعمالي ربما تكون قليلة مقارنة بسنوات عملي، لكن جميعها أعمال هامة وتحمل رسائل هادفة وقيماً فنية كبيرة.

- من هم الفنانون الذين تتمنين التعاون معهم؟
للأسف، الفنان الوحيد الذي كنت أحلم بالعمل معه توفي قبل أن أحقق هذا الحلم، وهو الساحر محمود عبدالعزيز، الذي استطاع أن يحصد محبة الملايين واحترامهم على مستوى الوطن العربي كله، وأصبح حلمي الآن مقتصراً على المخرجين، فأتمنى العمل مع المخرج شريف عرفة وعمرو عرفة وكاملة أبو ذكري، لأنهم من أهم المخرجين الموجودين على الساحة حالياً، والتعاون معهم يُكسب أي فنان الكثير من الخبرات.

- من هم الفنانون الذين تحرصين على متابعة أعمالهم الفنية؟
أهتم بمتابعة كل أعمال غادة عبدالرازق، سواء الدرامية أو السينمائية، وأجدها تتمتع بالقدرة على الظهور بإطلالة جميلة وجذابة؛ وفي الوقت نفسه يلفتني أداؤها التمثيلي الرائع في كل شخصية تجسدها، كما أنها تمتلك موهبة فريدة من نوعها، وحتى الآن لم تُخرج كل طاقاتها الفنية الكامنة، كذلك أحب مشاهدة أعمال منة شلبي، وقد أُعجبت بها أكثر عندما قررت أخيراً أن تغير من جلدها وتختار أدواراً مختلفة وبعيدة تماماً عن نوعية الشخصيات التي كانت تقدمها في بداياتها الفنية، لتثبت للجميع أنها تستحق المكانة والنجومية التي وصلت إليها.

- بعد عودتك إلى زوجك، ما الرسالة التي ترغبين في توجيهها اليه؟
لا تحاول أن تفعل ما يُحزنني، وأنت تدرك جيداً ما يؤثر في علاقتنا، ويجعل المشاكل تتفاقم بيننا حتى وصلنا الى الطلاق. أرجوك لا تدع الأمور تسوء بيننا إلى هذا الحد مرة أخرى، وأتمنى أن تساعدني دائماً في الحفاظ على كياننا الأسري وبيتنا الذي يضم ابننا سليم.

- بعدما وضع زوجك يافطة في أحد شوارع القاهرة يبدي فيها حبه الشديد لك ويطلب منك أن تسامحيه، وصفه البعض بالرومانسي الحالم، فهل هذه طبيعته؟
زوجي لا يُظهر رومانسيته إلا في أوقات معينة، وبالتحديد عندما يشعر أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحل الأمور بيننا، وأحياناً يستخدمها وسيلة لإرضائي، مثلما فعل عندما وضع يافطة في الشارع، ولولا هذه البادرة لما كنا عدنا الى بعضنا مرة أخرى، والكثيرون أبدوا إعجابهم بتصرفه هذا، وأكدت لي فتيات أنهن يتمنين الزواج برجل رومانسي مثل زوجي، من دون أن تفكر أيٌ منهن في الأسباب التي دفعته لوضع هذه اليافطة، وهو كان متأكداً من استحالة رجوعي اليه؛ ورغم محاولاته الكثيرة للصلح، فاجأتني اليافطة وجعلتني أغيّر كل حساباتي وأتراجع عن قراراتي السابقة.

- هل ندمت بعد معرفة الجمهور بهذه المشكلة؟
تضايقت وقتذاك كثيراً وشعرت بالحزن، لأن البعض انتقدني وظنّ أنني بذلك أحاول استغلال تلك المشكلة لكسب المزيد من الشهرة، خصوصاً أنني ظهرت حينها في أكثر من برنامج تلفزيوني، لكنني لست السبب في إعلانها، والدليل أن مشاكلنا استمرت أشهراً عدة من دون أن يعلم بها الجمهور، وزوجي هو الذي كشف عنها بنشره يافطة الاعتذار لي، كما أرفض التحدّث عن حياتي الشخصية؛ ولا أسمح لأحد بالتدخل فيها.

- ألم يكن ابنك دافعاً قوياً لعودتك الى والده؟
كان ابني من أهم الأسباب التي دفعتني لإنهاء كل الخلافات بيننا، وطوال فترة طلاقنا لم أكن أفكر إلا بابني، وكنت أحزن كثيراً عندما أتخيل أنني سأكون سبباً في حرمانه من عطف والده، وأكثر ما أسعدني بعد عودتنا، الفرح في عينيّ ابني سليم، فرغم صغر سنّه كان يشعر بكل شيء يدور حوله.

- ما الصفات التي تعجبك في زوجك، وأكثر ما يضايقك منه؟
طيبته من أكثر الصفات التي تعجبني فيه، لكن في الوقت نفسه لديه طباع كثيرة من الصعب التأقلم معها، وأبرزها العصبية الشديدة والتي لا أستطيع تحملها أحياناً، وطلبت منه مراراً أن يغير من طباعه؛ لكنه فشل في ذلك، كما أن من الصعب أن يعترف زوجي بأخطائه، لكن إذا وجد أن الأمر زاد عن حدّه، يستخدم كل الوسائل ليرضيني.

- هل يتدخل في اختياراتك الفنية؟
علاقته بالفن لا تتخطى كونه مشاهداً للأعمال على شاشة التلفزيون أو السينما، ولذلك لا يتدخل في اختياراتي، لكنه أحياناً يبدي رأيه في ما أقدمه، كما أنه يدعمني ويشجعني على استكمال مسيرتي الفنية، ويتمنى لي النجاح في كل خطوة.

- هل يشبهك ابنك سليم في صفاتك الشخصية؟
يشبه والده في الشكل، لكن في الصفات يقترب مني كثيراً، كما أنه يفضّل أنواع الأطعمة التي أحبّها، ويقلدني في الكثير من الحركات التي أقوم بها، لكن حتى الآن لا أستطيع أن أحكم على تصرفاته، لأنه لا يزال في سن صغيرة، وبالتأكيد عندما يكبر ستتبلور شخصيته.

- تعرضت والدتك أخيراً لأزمة صحية نقلت على أثرها إلى المستشفى...
قاطعتني قائلة: لم أشعر بغلاوة أمي إلا بعد مرورها بهذه الأزمة الصحية، وعشت أياماً صعبة جداً يملأها الخوف والقلق عليها، وأطلب من الجميع الدعاء لها بالشفاء العاجل، فوجود أمي في حياتي يمثل لي الاطمئنان والأمان والراحة، ولا أتصور حياتي بدونها.

- تعشقين القراءة، فما هو عنوان آخر كتاب قرأته؟
نشأت منذ طفولتي على قراءة الروايات والأعمال الأدبية، بداية من «رجل المستحيل» وروايات «عبير»، وصولاً الى روايات نجيب محفوظ ويوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس، والروايات الأجنبية، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أميل إلى قراءة الكتب الدينية، وتلك التي تتحدث عن علم النفس، ومن آخر الكتب التي قرأتها واستمتعت بها كثيراً، رواية «هيبتا_المحاضرة الأخيرة» والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي، وحالياً أقرأ رواية بعنوان «في كل أسبوع يوم جمعة» للكاتب إبراهيم عبدالمجيد.

- هل تحبين السفر؟
أحب السفر لأنه ينعشني ويخلّصني من كل الهموم والمشاكل ويمدّني بالراحة النفسية، كما أنه يعزز ثقافتي من خلال التعرف على ثقافات جديدة والاختلاط بشعوب أخرى مختلفة في عاداتها وتقاليدها، والأماكن الساحلية من أكثر الأماكن القريبة الى قلبي، ذلك لعشقي الجلوس على شاطئ البحر، ففي مصر أفضّل الذهاب إلى الجونة والغردقة وشرم الشيخ، أما خارجها فأحب السفر إلى باريس وتايلاند.

- ما هي الرياضة التي تمارسينها؟
أمارس رياضة المشي لمدة ساعة يومياً، ولا أمارس أي رياضات أخرى، بل أحافظ على وزني من خلال تنظيم أكلي من دون اتباع نظام غذائي معين، وأحاول أن أتناول الأطعمة الصحية والمفيدة التي لا تحتوي على سعرات حرارية عالية أو دهون.

CREDITS

تصوير : محمود عاشور

شعر: مازن عبدالرازق

مكياج : أمين

شكر خاص : ستايلست - أحمد عبدالله