كورشوفيل وإجازة الأبيض المترفة

كورشوفيل,إجازة,جبال الألب,التزلج,الشمس,Trois Valles,المنحدرات,الغداء,المشاهد الخلابة,الغامض,الأنفاس الصباحية,المهندسة المعمارية,الغالا,الوسط التجاري,البلدة هادئة,السوق,نزهة,رياضة,Ski Service,العشاء,الجناح,نجمات هوليوود,Black Orchid anti-age facial treatment,الفرنسيين,جناح Table a Partager,شاليه,الشعر,موريون,البيوت

ديانا حدّارة (كورشوفيل) 14 يناير 2017

ثلاثة أيام في أحضان الجبال الفرنسية احتفل خلالها بالعيد العاشر لفندق شوفال بلان Cheval Blanc ، امتياز حزته من هذا الفندق الفرنسي الذي يعكس اسمه جمال الأبيض الذي يزنّره على ارتفاع 1850 مترًا في بلدة كورشوفيل، هل يمكن أحدًا أن يتردّد في قبول امتياز هكذا وخوض تفاصيل الترف الفرنسي؟ بالطبع لا . من بيروت حلّقت نحو جنيف، لماذا جنيف وليس باريس ! سؤال قد يخطر في البال؟ الجواب بسيط لأن العاصمة السويسرية تبعد من بلدة كورشوفيل الفرنسية مدة ساعتين ونصف الساعة بالسيارة، ما يعني أنها أقرب إليها من باريس في المسافة .
كان الضباب يجتاح العاصمة السويسرية في شكل لا يخلو من الرهبة، لكن المفارقة أنه مجرد عبورنا الحدود البرية بين البلدين، استقبلتني الشمس الفرنسية بدفئها، بل شعرت بأنها تلاحقني وأحيانًا كانت تلاعبني لعبة « الغميضة » الطفولية، تغيب بين القمم لتعود وتفاجئني وجهًا لوجه، تشعرني بالدفء .
لساعتين ونصف الساعة تبادلت وسائق الفندق سام أطراف الحديث، فهو بريطاني الأصل يعيش في فرنسا مُذ كان عمره خمسة عشر عامًا، حين قرّر والداه الإقامة فيها، ( ويبدو أنه يحب كونه يعيش فيها ).
ما لفتني في حديث سام أنه يرغب في أن يكون طفله البكر المنتظر ذكرًا، وحين سألته عن السبب برّر ذلك بأنه ليكون الحامي لشقيقته إذا ما كان طفله الثاني أنثى ! يبدو أن العقلية الذكورية لا تفرّق بين شرقي وغربي، وأنا التي كنت أظن أن هذه العقلية موجودة فقط عندنا نحن أبناء الشرق ! بعد ساعتين من حوار الثقافات بين الشرق الذي أمثله والغرب الذي يمثله سام، والجمال المتناثر بين الأودية والبلدات الفرنسية التي عبرناها اخترقت المسافتين الأرضية والزمنية، وبدأنا الصعود نحو كورشوفيل، تدريجًا 1300 متر لو براز، ثم كورشوفيل 1550 ، كورشوفيل 1650 موريون، وكورشوفيل 1850 ، المستريحة بين القمم الألبية، في le Jardin d’Alpine ، والتي سميت على أساس ارتفاعها .
عكس مدخل البلدة ثم وسطها التجاري الترف الذي تحضنه، إذ تجتمع فيه كل بوتيكات دور الأزياء العالمية مثل شانيل وبربري وكريستيان ديور، أما البيوت المعتمرة القرميد الخشبي، فتنم عن ترف تحضنه بدفء بين جدرانها، كل تفصيل أنبأني بثلاثة أيام لن أنساها .

                           
اليوم الأول استقبال دافئ رغم أنف البرد
لاح لي الحصان برونو Peinado الذي يقف عند مدخل الفندق الخارجي والدبّ الشهير كزافييه يبدو أنه يبقي عينه على المتزلجين. توقفت السيارة عند مدخل فندق شوفال بلان، رحّب بي البواب ونادني باسمي، ثم عند البهو الدافئ استقبلتني بحفاوة وأناقة ثلاث شابات رافقتني اثنتان إلى غرفتي.
لا أخفيكم سرًا كنت أتوقّع أن أنزل في غرفة تعكس الأناقة الفرنسية، إلا أن الجناح الذي نزلت فيه فاق توقّعاتي، إذ برعت المهندسة المعمارية سيبيل دو مارغري في وضع لوحة ألوان جريئة تدهش العين والروح فالأحمر والأبيض اجتمعا معًا ضمن تفاصيل فنية كأنها دعوة إلى عالم مليء بالجمال.
دمجت المواد الثمينة، الكشمير، الفراء والجلود بهدوء مع التناقضات الأنيقة من منحوتات الصلب والبرونز والنحاس المصقول والتكنولوجيا الرقمية المستعملة في الإضاءة والاتصال، والأناقة الكلاسيكية للأثاث، وترّاس من الخشب يطل على القمم الشاهقة الشديدة البياض، كل هذا اجتمع في الجناح الذي أنزل فيه.
تركتني الشابتان لأستريح، وبعد دقائق جاءت شابة وسألتني عما إذا كنت في حاجة إلى ترتيب ملابسي! إنه الترف الذي بدأ يعلن أنه في خدمتي، فلاحقًا رنّ الهاتف وكانت دعوة إلى تجربة سبا relaxing body treatment، وعبوري إلى السبا كان يرافقه الترحيب بي بالاسم، ما جعلني أستحضر إعلان تلفزيوني حين يستغرب بطل الإعلان كيف يعرفه الجميع... ويسأل بالعامية اللبنانية: «يا عمي كيف عرفوا ما حدا شاف»، وأنا صرت أسأل نفسي «يا عمي كيف عرفوا اسمي، بالكاد وصلت إلى الفندق» برّرت ذلك بأنني أول الواصلين من الفريق الصحافي الذي دعته إدارة الفندق إلى المشاركة في الاحتفال بالعيد العاشر على انطلاقته في كورشوفيل.
في السبا بدأت الرحلة العلاجية من تعب السفر وإزالة التوتر الذي نعيشه جميعًا في يوميات عملنا الطويل، وكل المواد العلاجية هي من غيرلين، دامت تجربة السبا ساعة ونصف الساعة. بعد ذلك التقيت جون نوليه John Nollet مصفّف الشعر ومصمّم أكسوارات الشعر، رافقني إلى صالونه وعرّفني إلى تفاصيله، يتميّز تصميم الصالون الهندسي بالزخرفات مثل الثريا التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وكرسي جلد يشبه العرش مخصص لقص الشعر، وركنين منفصلين للتصفيف لتشعر الزبونة بالخصوصية، أجّلت موعد تصفيف شعري إلى اليوم التالي.
انتهى يومي الأول في شوفال بلان بنوم عميق كما الأطفال، لأستيقظ على خيوط الشمس تخترق غرفتي التي لم أغلق الستائر فيها. خرجت إلى الشرفة وكان البرد سيّد الجبال البيض، لكنه منعش ما يمنح شعورًا بالحيوية. وكما كانت تقول جدتي، رحمها الله، أن نوم ساعة في منطقة جبلية تشعرك بأنك نمت لساعات، وهذا يفسر شعورنا بالنشاط.

اليوم الثاني دروس تزلج ودلال جمالي من الألف إلى الياء
تحضّرت لوجبة الإفطار، ونزلت إلى المطعم، فوجئت بأن جميع النادلين يرحبون بي وباسمي من دون أن يسألوا عن رقم غرفتي «طيب يا عمي كيف؟» صار هذا السؤال يلازمني. التقيت لورا منظمة الرحلة وسألتني ما إذا كنت مستعدة لمغامرة التزلج في ربوع كورشوفيل.
رغم أن لورا إنكليزية فإنها لم تمارس هذه الرياضة قط، أما أنا فحاولت الاستناد إلى بعض التقنيات التي تعلمتها في طفولتي ومراهقتي. توجهنا إلى بوتيك Ski Service الخاص بالتزلج، حيث زوّدنا صاحب البوتيك بعدة التزلج، فيما المدرّبة الخاصة سألتنا ما إذا كنا نعرف قواعد الرياضة.
حاولت الادعاء، ولكن عندما قالت لنا أننا سنتوجه إلى الحلبة على المزلاجات أكدت لها أنه لا يمكننا فعل هذا، لذا كانت الطريقة الأسهل هو الصعود بالحافلة.
عند حلبة المبتدئين كانت مجموعات من الأطفال والمراهقين، تتعلّم أولى خطواتها في التزلج برفقة مدربيها وأهاليها. التجربة لم تخلُ من السقطات والزلات والانزلاقات، لكن الجميع فرح بما يقوم به. درسنا الأول في التزلج كانت مدته ساعة، انتهينا منه من دون وقوع حادثة.

اكتشفت لماذا يعرف الجميع اسمي !
بعد التزلج التقتنا آليس مسؤولة العلاقات العامة في الفندق لتعرفنا إلى غرفه وأجنحته. يتألف شوفال بلان من 36 غرفة وجناحًا، إضافة إلى شاليه منفصل.
أثناء حديثها عن خصوصية الفندق الذي يهدف إلى أن يشعر النزيل فيه بأنه في ضيافة أصدقائه في بيتهم، عرفت سر معرفة كل العاملين في الفندق اسمي، وإذا عرف السبب بطل العجب. يضم الفندق ثلاثة مطاعم بينها مطعم بار حيث تحيي فرقة موسيقية كل مساء عرضًا، ومطعم 1974، إضافة إلى جناح Table a Partager، وبهوًا لتدخين اليسجار، وسبا وصالون تجميل ونادياً رياضيًا وحوض سباحة داخليًا.
يمكن القول أن كل زاوية وتفصيل في الفندق عمل فني. جناح الأطفال من أجمل ما يمكن الطفل أن يمضي يومه فيه، ولا أنكر أنني ولورا تمنينا لو أننا صغيرتان لنلعب في أجواء مترفة، خصوصًا الأزياء التي يوفرها الجناح للأطفال ذكورًا وإناثًا، أما جناح الاسترخاء الذي فيه تلفزيون وطاولة «بيبي فوت»، فلا بد من أن يجعلك ترغبين في تمضية نهارك فيه وإن كنت راشدة.
من عالم الأطفال توجهنا إلى الشاليه الذي تم تجديده بالكامل ويمتد على مساحة 315 مترًا مربعًا موزّعة على أربع طبقات، التنقل بينها إما بالمصعد أو السلم.
 جمعت سيبيل دو مارغري في تصميم هذا الشاليه، المواد الجبلية التقليدية، والأعمال الفنية الأصلية لتوفر إجازة رائعة للعائلة والنزلاء الباحثين عن عطلة استثنائية في عمق المنحدرات الجبلية.
يضم الشاليه غرفة معيشة واسعة مع موقد حديث Fireplace وغرفة طعام وغرفة سينما خاصة، فضلاً عن سبا خاص للاسترخاء وساونا، لراحة النزيل القصوى، ثلاث غرف نوم فرشت بسخاء للاستمتاع بحلاوة الحياة وسط المناظر الطبيعية والثلوج التي تزنر المكان.
ما لفت نظري هو أن الفندق يفتح أبوابه أمام نزلائه أربعة أشهر فقط، أي خلال موسم التزلج من 9 كانون الأول (ديسمبر) حتى التاسع من نيسان (أبريل). أما الأشهر الباقية فيعاد خلالها ترميمه وتجديده.

العناية ببشرة الوجه والشعر فن لا يتقنه سوى الفرنسيين
بعد الجولة في الفندق والغداء، كنت على موعد مع Black Orchid anti-age facial treatment. كانت ميريام في انتظاري لتدخلني في تجربة عالم الجمال الذي يوفره سبا الفندق، إنه الدلال الذي ما بعده دلال.
بعد ذلك التقيت جون لأجل تصفيف شعري، يقوم فريق عمل جون بتحضير السيدة ويدخلها في تفاصيل العناية بالشعر وطقوسه.
لقد جربت سرير غسل الشعر نعم سرير! لا كرسي كما اعتدنا في صالونات التجميل، فغسل الشعر هنا يكون على سرير تتمددين عليه ثم تأتي الشابة وتبدأ غسل شعرك وأنت ممدّدة.
حين سألت جون عن كيفية ابتكار هذه الفكرة، فقال لي أنه سأل أحد أصدقائه وهو طبيب عن أسباب آلام الرقبة، وما إذا كان كرسي غسل الشعر يؤذيها، فأكد له أنه يسبب ضغطًا على الفقرات، وهذا يفسر الألم الذي نشعر به غالبًا بعد غسل الشعر في صالون التجميل، فسأله عما إذا كان سرير غسل الشعر يكون مفيدًا، فأكد له أنه فكرة ممتازة.
ابتكر الفكرة ونفّذها في صالونه ويا لها من فكرة رائعة! وجون هو مصفف مشاهير هوليوود من بين زبوناته أوما ثيرمان ونيكول كيدمان، عندما سألته عما إذا كان من الصعب التعامل مع نجمات هوليوود، فقال عندما يتعلق الأمر بالشعر أنا الصعب.

العشاء الأول للاحتفال
في جناح La Table a partager حول طاولة واحدة، من أعمال الفنان جيل هوانغ، تحلق 16 شخصًا من جنسيات أوروبية وكنت الوحيدة من الشرق الأوسط، وتحاورنا بلغة الأكل في أجواء دافئة. يهدف هذا الجناح إلى جعل الضيوف يعيشون لحظات ودية بين العائلة والأصدقاء.

اليوم الثالث الصعود إلى القمّة
عند بوتيك Ski Service كان كريسيتان في انتظارنا لرحلة سفاري في حضن الجنرال الأبيض. انتعلنا أحذية ثلج وRaquette (راكيت الثلج نعل مسنن يعدّل ليناسب الحذاء، ويستعمل للسير على الثلج فيجنب الانزلاق).
على مسافة كيلومترين ونصف الكيلومتر سرنا صعودًا نحو القمة، المشاهد البارونامية تتدرج في إدهاشنا، لزرقة السماء التي بدت لي أنها تعانق القمم البيض فيما الأخضر بينهما يتدحرج محاولاً نفض الأبيض عن غصونه.
عند القمة، وقفنا ولم أطل السماء بل كان سقفها مرتفعًا أكثر مما توقعت، نظرت إلى نقطة انطلاقنا فبدت لي بعيدة.
سرنا كل هذه المسافة، هل يعقل! سألت نفسي؟ لكن الجمال أحيانًا ينسينا المسافات، عدنا أدرجنا عبر المصعد الهوائي التليفريك، فوصلنا عند مدخل الفندق.

« الأكوا بايك » رياضة يجب القيام بها
عند الثالثة كنت على موعد مع «الأكوا بايك» في حوض السباحة الداخلي في الفندق. استقبلنا جوليو وسألنا عما إذا كنا جربنا هذه الرياضة قبلاً.
وضع جوليو الدرّاجات الهوائية في الحوض وكانت حرارة المياه 30 درجة مئوية، وأعلمنا أن الجلسة ستكون 30 دقيقة، فقلنا لا بأس بـ45، فردّ: «حسنًا كما تشاؤون ولكن أنا أكيد لن تتحملوا أكثر من 30 دقيقة». بالفعل صدق جوليو بتوقعه فهو الخبير.
قد تظنين أن هذه الرياضة سهلة وغير متعبة، ولكن بعد عشر دقائق يبدأ الشعور بصعوبتها عندما تشعرين بالحر في الماء، فالمياه تلزمك ببذل مجهود مضاعف، وأكد لنا جوليو أننا نتعرق وإن كنا في الماء.

نزهة في السوق
حصّة بعد الرياضة الممتعة،أردت الاستفادة من الوقت والذهاب إلى وسط البلدة التجاري لأتعرف إلى البلدة عن كثب.
عددت عدتي لأحمي نفسي من الصقيع، لا سيما القفازين، وسرت متبعة الإشارات نحو السوق، سألتني شابة عما إذا كانت تسير في المسار الصحيح فأجبتها أنني غربية عن البلدة مثلها، فترافقنا.
كانت الشمس عند الساعة الرابعة تهمّ بالرحيل عن القمم البيض، فيما بيوت البلدة هادئة تنبثق منها الأنوار، كل شيء جميل كأنني أسير في عالم افتراضي، لا يمكن أن أجد فيه تفصيلاً قبيحًا، كانت رفيقة الطريق بلجيكية جاءت حديثًا إلى البلدة لتعمل في أحد الفنادق «حلوانية» هي مثلي تريد اكتشافها، كنا نتبع الخريطة الرقمية الموجود في الهاتف، إلى أن وصلنا إلى الوسط التجاري، كان مزدحمًا بعض الشيء بالمتزلجين الذين يعودون أدراجهم، أما وجهات بوتيكات الدور الراقية فتتفاخر بما تعرضه.
حتى هذه البوتيكات تفتح أبوابها فقط في موسم التزلج، أي فقط أربعة أو خمسة أشهر. تركتني رفيقة الاستكشاف، أما أنا فعدت إلى الفندق كي لا يدهمني الظلام.

الأمسية الأخيرة عشاء « الغالا » في مطعم Le 1947
في مطعم Le 1947 الحائز نجمتي ميشلان، كنّا على موعد مع عشاء «الغالا» الاحتفالي للفندق، استمد هذا المطعم اسمه من السنة التي أطلق قصر شوفال بلان في بوردو عصير العنب.
في جو من الضيافة الرائعة استقلبنا ووسط ديكور حميمي جمع الأبيض والرمادي فيما الطاولات دائرية والكراسي تستريح عليها شالات الفرو الأبيض، إنها لمسات المهندسة المعمارية سيبيل دو مارغوري التي اعتمدت نمط الكوريان Corian Sphere في الديكور الداخلي، حيث المطبخ مفتوح على المطعم، فيشاهد الرواد كواليس تحضير أطباقهم، بأسلوب أنيق.
انهالت علينا أطباق الشيف الفرنسي يانيك ألينو الحائز أيضاً ثلاث جوائز ميشلان، وخضت مغامرة تذوق أطباق لذيذ شهية رغم أنها خالية من الدسم، فإنها لذيذة أكثر مما تتوقعين، هل تتخيلين بطاطا بوريه من دون زبدة أو حليب!
ودّعت كورشوفيل عند السادسة والنصف صباحًا، كانت البلدة لا تزال تنام تحت ستارة الليل الشتوي القارس، كل شيء كان هادئًا، والحركة خجولة، وحدهم الخبازون يبدأون يومهم قبل تسلل الشمس، المشاهد تحبس الأنفاس الصباحية، الشجر يرتعش من طبقات الجليد التي تغلفه أغصانه الرقيقة، فيما الدخان المتصاعد من مواقد البيوت يتحدّى ضباب البرد الصباحي.
بعد نحو ساعة، فوجئت بالضباب يتصاعد من بحيرة أنيسي Annecy التي تقع ضمن منطقة هوت سافوا Haute Savoie مشهد مثير للرهبة ذكّرني بأفلام الرعب، القوارب تتأرجح بين الضباب، فيما البط لا يأبه، يغط في مياه البحيرة التي تغطي جزءًا منها قشرة جليدية، فيما الشمس تحاول نسج دفئها على المدينة التي تمتد على طول البحيرة، والتي بدأ سكانها يحركون جمود الصباح.
بدأت زحمة السير عند الحدود الفرنسية - السويسرية، وكما عبرت جنيف نحو كورشوفيل الفرنسية، عدت وعبرتها نحو بيروت، وكانت العاصمة السويسرية لا تزال محتفظة بضبابها الغامض، لأودّعها بوضوح الذكريات التي حفظتها في ألبوم رحلاتي.

معلومة عن كورشوفيل
بين الأودية الثلاثة Trois Valles تستريح «كورشوفيل» منطقة التزلج الأكثر فخامة في أوروبا.
تشتهر البلدة بحلبات التزلج التي تقام عليها مسابقات التزلج العالمية، ولا سيما القفز من على القمم. تمتد مسارات التزلج على 600 كيلومتر، تتوافر فيها الفنادق الفخمة التي تدلل نزلاءها بكل وسائل الترف.
كما تتوافر 10 مطاعم عند بعض المنحدرات يتوقف عندها المتزلجون لينالوا استراحة منتصف النهار ويستمتعوا بالمشاهد الخلابة وهم يرتشفون الشوكولاته الساخنة أو يتناولون الغداء.
تعتبر كورشوفيل منطقة تزلج مثالية للمبتدئين وللمحترفين أيضًا، إذ توفر نشاطًا ترفيهيًا يعلم المبتدئين ويختبر مستوى المحترفين.

نصيحة محرّرة :
 عندما تمضين إجازتك في جبال الألب عليك أن تضعي في حقيبتك:
• قفازين، البرد القارس يسبب تشقق اليدين.
• قبعة صوفية تحمي الأذنين.
• سترة واقية من البرد، وسروالاً خاصًا بالتزلج.
• نظّارات شمسية بجودة عالية لتحمي عينيك من انعكاس الشمس.
• حذاء (بوتين) بكعب كاوتشوك يقيك الانزلاق.
• كريمًا واقيًا من الشمس والبرد في آن.