جمال سليمان: فخور بنجوم بلدي... ولم أستقل طائرة أميركية إلى سورية

جمال سليمان,مسلسل «أوركيديا»,رمضان,ليالي الحلمية,أفراح القبة,سورية

القاهرة - أحمد مجاهد 21 يناير 2017

فنان مثقف وموهوب، يُثبت في كل عمل فني يقدمه للجمهور العربي أنه يستحق النجومية والمكانة التي وصل اليها بين نجوم بلده سورية. النجم الكبير جمال سليمان يتحدث الينا عن مشروعه الفني المقبل «أفراح إبليس2»، ومسلسل «أوركيديا» أيضاً، وتكريمه الأخير، ويرد على شائعة ركوبه طائرة أميركية للمشاركة في مؤتمر سياسي عُقد في سورية، ويبدي رأيه في نجوم بلده، ويكشف موقفه مما يحدث في حلب والوطن العربي.

- هل استقررت على العمل الذي ستخوض به منافسات رمضان المقبل؟
 بالفعل أستعد لبدء تصوير مشاهدي الأولى في الجزء الثاني من مسلسل «أفراح إبليس»، وذلك بعد نجاح جزئه الأول، وأتعاون فيه مع المخرج حسني صالح، وهو من تأليف السيناريست مجدي صابر، ويتولى إنتاجه المنتج لؤي عبدالله الذي يتفاوض حالياً مع بعض الفنانين للمشاركة في هذا العمل.

- هل ستختلف ملامح شخصيتك التي قدمتها في الجزء الأول؟
بالطبع ستحدث تغيرات في ملامح شخصية «همام» في الجزء الثاني، بعدما يدخل مرحلة تعافيه وتماثله للشفاء من المرض الذي أصابه في ختام الجزء الأول، عقب وفاة ابنه الأكبر، والذي لعب دوره الفنان الشاب أحمد سعيد عبدالغني.

- ما حقيقة تقديمك جزءاً ثانياً من مسلسل «حدائق الشيطان»؟
تم تغيير اسم المسلسل الى «حدائق الأشباح»، لكن لم يُحدّد موعد التصوير بعد، كما لم نقم بتحضيرات للمسلسل أيضاً.

- لكن بعض مسلسلات الأجزاء لا تنجح، بدليل أن الجزء السادس من «ليالي الحلمية» لم يحقق أي نجاح يذكر!
مسلسل «ليالي الحلمية» يعتبر من كلاسيكيات الدراما العربية والمصرية، والتي ترسخ في ذاكرة المشاهد العربي الى الأبد، ويمكن تقديم أجزاء من العمل لأنه يرصد التغيرات الاجتماعية التي تحدث نتيجة الظروف السياسية في البلاد، وأنا من الأشخاص الذين يتحمسون للأعمال التي تحمل قيمة، ويبتعدون عن الأعمال السطحية، وأكثر ما يهمني أن يتضمن العمل الفني أحداثاً مختلفة يمكن أن تُقدم على أجزاء، فلا يملّ المشاهد عندها من التطويل الذي يلجأ اليه البعض لمجرد تقديم جزء جديد من العمل.

- علمنا أنك ستخوض أيضاً ماراثون رمضان المقبل بمسلسل آخر هو «أوركيديا»، فأي مفاجآت سيحملها للجمهور؟
 بالفعل، سأباشر تصوير مشاهدي فيه خلال الأيام القليلة المقبلة، ذلك بعد انتهائي من تصوير الجزء الثاني من مسلسل «أفراح إبليس»، وأتعاون فيه مع صديقي المقرّب المخرج حاتم علي،  لكنني في انتظار أن ينتهي من مسلسل «حجر جهنم» الذي يصوّره حالياً.

- هل صحيح أن العمل يضم نجوماً من سورية ولبنان؟
يشارك في العمل باسل خياط وسلوم حداد وسلافة معمار، وهو من أضخم المسلسلات إنتاجاً، وتدور أحداثه في إطار تاريخي إذ إنه يناقش علاقة الحاكم بالمحكوم، وأعتقد أننا سنصور بعض مشاهد العمل في رومانيا، لاحتوائها على معالم تاريخية كثيرة ومميزة.

- هل أنت راضٍ عن مسلسلك الأخير «أفراح القبة»؟
 العمل كان عبارة عن بطولة جماعية، والفنانون الحقيقيون يبدون دائماً استعدادهم للمشاركة في أي عمل جماعي مميز، طالما أن هناك موضوعاً مهماً ومخرجاً قديراً وإمكانيات متوافرة للمشروع الفني، وأؤكد بصدق أن الأنانية لم تعرف طريقها الى أي فنان بيننا حين عُرض علينا العمل، إذ كنا نهتم جميعاً بتقديم مشروع فني كبير، كما استمتعت بشخصية «سرحان الهلالي» التي جسّدتها، فكانت شخصية قوية أغنت مشواري الفني، وسعدت بنجاحي فيها ونجاح العمل على مستوى الجمهور والنقاد.

- هل توقعت الأصداء التي حققها المسلسل؟
 بصراحة، توقعت أن يلقى صدى لدى فئة معينة من الجمهور، لأنه قد يكون عملاً فنياً نخبوياً، لكن ردود الفعل عليه فاقت كل التوقعات، مما يشير الى أنه ليس صحيحاً أن الجمهور يريد أعمالاً فنية بسيطة، بل يمكن أن يتابع الأعمال الدرامية المعقدة ذات المستوى الفني العالي.

- هل تتمنى أن تكرر التعاون مع المخرج محمد ياسين؟
 يملك المخرج محمد ياسين ميزة التحكم في عمله، ويدرك تماماً ماذا يريد، وذلك نابع من فهمه العميق للشخصيات الموجودة في أي عمل فني يقدمه، وفي الحقيقة ارتحت للتعاون معه في «أفراح القبة»، وهو سر نجاح هذا العمل، لأنه استطاع توظيف كل فنان منا في دوره المناسب، فظهر المسلسل مثل السيمفونية الرائعة التي أدهشت الجميع.

- لكن ألا تزعجك الشائعات التي تردد أن هناك أعمالاً درامية حققت نسب مشاهدة أعلى من «أفراح القبة» رغم إعجاب الجمهور به؟
 إطلاقاً، فتحقيق أي عمل درامي نسب مشاهدة عالية قد تتجاوز الملايين، لا يعني أنه الأفضل درامياً، وأن المسلسل الذي لم يضاهه في نسب المشاهدة يكون أدنى منه فنياً أو أقل جودة، على العكس قد يكون العمل الذي حقق نسب مشاهدة قليلة هو الأهم في نظر الجمهور، فالبقاء في النهاية يكون للعمل الأفضل فنياً والأكثر رقياً.

- لماذا انتشرت أخيراً مشاهد العنف في مسلسلاتنا العربية؟
 ذلك يرجع في رأيي الى مواكبتنا الموضة في الحقل الفني، أي أنه إذا نجح مسلسل صعيدي، نعمد جميعاً كمبدعين وصنّاع للدراما التلفزيونية الى تقليده وتقديم النوعية نفسها، وكذلك الأمر بالنسبة الى المسلسلات التاريخية والأكشن، التي تساير الموضة في الأعمال الفنية، وأرى في ذلك خطأ فادحاً.

- ما السبب؟
السبب يعود الى أن أذواق المشاهدين تختلف ويحبون رؤية أعمال درامية وفنية متنوعة، ومن الممكن أن أتابع بشغف مسلسلاً كوميدياً، وفي الوقت نفسه أشاهد مسلسلاً تاريخياً، والمشكلة في أن الناس يحاولون استنساخ بعضهم أو تقليد نجاح حققه عمل فني معين، وهذا خطأ فادح بالطبع، لأن التنوع مهم، وكل شخص يجب أن يقدم الشيء الذي يحبه ويجيد فيه، ويكون جديداً بالنسبة اليه أيضاً، حتى لا يكرر نفسه ويكرر الآخرين، وذلك ما نتمناه من شركات الإنتاج، كي نرى أعمالاً درامية مختلفة ومميزة.

- كيف ترى أحوال الدراما السورية الآن؟
 الإنتاج الدرامي السوري مثل أي شيء في سورية، يكافح لكي يبقى على قيد الحياة، والحقيقة أن الفنانين السوريين يبذلون جهوداً مضنية حتى يستمروا في هذه الظروف الصعبة، وكل ما يتم تنفيذه أصفه بالعمل البطولي، وأنظر اليه نظرة تقدير واحترام.

- ما هو إحساسك بتكريمك أخيراً كأفضل ممثل في مهرجان «مؤسسة الأهرام الصحافية»؟
 أرى أن التكريم يكون له قيمة ومذاق خاص حين يكون منظماً وراقياً، خاصة أنني كُرّمت مع قامات فنية كبيرة، لذا كان تكريم «مؤسسة الأهرام» رائعاً وله مذاق خاص بالنسبة إليّ، فالفنان يسعد بهذه التكريمات.

- ألا تتمنى تقديم شخصية فنية معينة؟
 شاهدت أعمالاً فنية تجسد حياة شخصيات عالمية الناس تحبهم، ومع ذلك تذكر عيوبهم ومميزاتهم وقوتهم وضعفهم وصدقهم وكذبهم وفخرهم بأنفسهم، وندمهم أحياناً، هذه هي الحياة، كما لا أحب تقديم شخصية من دون أي عيوب مثلماً يفعل البعض، وأعتقد أن أي شخصية مهمة في المجتمع، سواء كان فناناً أو سياسياً سيكون نافذة حقيقية للحديث عن تاريخ بلده، فمثلاً شخصية عبدالحليم حافظ يمكن أن تعكس تاريخ الوطن العربي لأكثر من أربعين عاماً.

- هل تهتم بمتابعة نجوم بلدك أمثال عابد فهد وقصي خولي وباسل خياط، خاصة أنهم اقتحموا الدراما المصرية في السنتين الأخيريتن؟
 عابد فهد من النجوم الكبار وصديق عزيز لي، وكذلك قصي خولي وباسل خياط، وأرى أن الدراما السورية قدمت فنانين مميزين نفتخر بهم، ومن الطبيعي أن يكونوا وغيرهم من النجوم العرب في مصر، فهي هوليوود الشرق، لذا يجب أن نستوعب هذه العبارة جيداً.

- ماذا تقصد بـ «يجب أن نستوعب هذه العبارة جيداً»؟
 أقصد أن «هوليوود» لم تغلق نفسها على فنانين أو نجوم معينين، على العكس فقد كانت تستقطب أشخاصاً من كل دول العالم، مثل روسيا وأستراليا وجنوب إفريقيا، واستقطبت كذلك النجم المصري الراحل عمر الشريف، وكانت منفتحة على أي موهبة وفنان يحبه الجمهور ويريده، وأرى أن تجاربي كفنان سوري في مصر ناجحة.

- لم نشاهدك حتى الآن في مسلسل مكوّن من 60 حلقة، ألا تستهويك تلك النوعية من الأعمال؟
 أقولها بصدق شديد، إن تقديم عمل درامي مميز مرهق جداً، لأنه يحتاج الى أكثر من 15 ساعة عمل في اليوم، أما تجربة مسلسل مكوّن من 60 حلقة فهي «فورمة» عالمية، وهناك أعمال درامية تلفزيونية مكونة من 120 حلقة، وهي أحد أشكال الإنتاج الدرامي، وكل ما يهمني أن يحمل العمل قيمة وينال إعجاب المشاهد العربي.

- ما حقيقة نقلك عبر طائرة أميركية للمشاركة في مؤتمر «رميلان» في سورية؟
 هذا الكلام عار عن الصحة، لأنني كنت وقتذاك مشاركاً مع وفد من القاهرة للقاء وزير خارجية مصر، وتبعه عقد مؤتمر صحافي مهم، وأُطلقت هذه الشائعات من أحد المواقع الإلكترونية التي لا تهتم بتقديم إعلام صادق ومهني.

- كيف ترى ما يحدث في سورية وحلب ووطننا العربي؟
 أقولها بصوت عالٍ، نحن نحتاج الى إقامة حوار مجتمعي على نطاق واسع وغير إقصائي لأي طرف، ونبذل فيه جهداً لكي يتعرف المواطن العربي على نفسه، بل ويشارك أيضاً في إيجاد حلول مناسبة، وأتمنى أن يتوقف القتال لتعود سورية إلينا ونراها دولة حرة وديموقراطية، ويعيش الناس فيها متساوين ومطمئنين.