طارق إمام: التقاط الكتب عادة لا أملّها

طارق إمام, مصر, كاتب, روائي

07 نوفمبر 2013

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة، ولا يُمكن أحداً أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه، الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية، ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة، الروائي المصري طارق إمام، وجئنا بالاعترافات الآتية.

                                                             
علاقتي بمكتبتي هي
من دون مبالغة هي علاقتي بمحيطي الطبيعي، فهي البيت فعلياً وكل ما عداها على هامشها، وعندما أتنقل من بيت لآخر يكون حرصي الأشد على المكتبة وسلامة الكتب والمكان الأنسب لوجودها.
وربما تلخص علاقتي بمكتبتي قصة كتبتها قبل سنوات عن مكتبة تقيم فيها الكتب علاقات بينها وبين بعضها، وتتكاثر وتتصارع عندما ينام الكاتب، فتولد في الصباح كتب جديدة وتمرض أخرى وتموت.
إنه مجتمع موازٍ يحيا بالقرب منا من دون أن نلحظ جلبته!

أزور مكتبتي مرّة كلّ
طالما أنا موجود في البيت لا تتوقف يدي عن التقاط كتاب، أو حتى تأمل عابر لكتاب قرأته غير مرة. وعموماً، علاقتي بمكتبتي ليست عملية، بحيث أعود لها فقط عند احتياج كتاب.
لقد صار التقاط الكتب عادة لا أملها. وقد أُخرج كتاباً فقط لأتأمله من جديد، أو لقراءة سطور عاودتني فجأة، أو للاطمئنان إلى حالته أو حتى لإزاحة التراب عنه وإعادته كما كان.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
أقرأ في مجالات مختلفة ومتنوعة من السياسة لكرة القدم، ورغم أن الرواية هي المجال الفني الذي أشتغل به، إلا أن قراءاتي الروائية لا تقل زخماً عن قراءاتي في الفلسفة والشعر والنقد والاجتماع.
أعتقد أن الرواية ابنة المعرفة الإنسانية والجسر الفني الأمتن بينها وبين الإنسان وليست فقط ابنة التجربة الحياتية الذاتية كما قد يظن البعض.

كتاب أُعيد قراءته
أعيد قراءة «ألف ليلة وليلة» باستمرار، فهو في ظني النص العمدة والعمود الفقري الفني للثقافة العربية، وأحد الأعمدة الكبرى للخيال الإنساني على مر العصور.

كتاب لا أعيره
الأعمال الموقعة بإهداءات شخصية من مؤلفيها لا يمكنني إعارتها تحت أي ظرف، خصوصاً الكتّاب الذين أحبهم ورحلوا، وبالتالي لن تتاح أمامي الفرصة لتعويض خطوط أيديهم، مثل خيري شلبي وإبراهيم أصلان وحلمي سالم.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
شكسبير، دوستويفسكي، كفافيس، ماركيز، جوزيه ساراماغو، أوجين يونسكو ووليام فوكنر.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
رواية «كتاب النحات» للروائي المصري أحمد عبد اللطيف، ورواية «التغيير» للكاتب الصيني مو يان، والأعمال الكاملة للشاعر السويدي ترونسترومر.

كتاب أنصح بقراءته
العهد القديم، ألف ليلة وليلة، والتراث الفني الإغريقي، فهي أعمال ملهمة للمخيلة الإنسانية في كل عصر ومكان، وتنطوي على تصورات مدهشة للعالم.

كتاب أنصح بقراءته
روايتي «ضريح أبي» الصادرة أخيراً عن دار «العين» في القاهرة.

كتاب لا أنساه أبداً
الكتاب الذي لا أنساه أبداً هو رواية «خريف البطريرك» لماركيز. إنها رواية ملهمة أشعر دائماً أنها تبدأ من جديد فور انتهائي من قراءتها.

بين المكتبة والإنترنت أختار
المفاضلة صعبة للغاية. لكنَّ للمكتبة بالطبع رصيداً وجدانياً عند كل كاتب. إنها تاريخ شخصي يبدو التخلّي عنه خيانة للعاطفة!