فوجئ المشاهدون، الذين جلسوا أمام شاشات التلفزيون ينتظرون عرض الحلقة الثانية من برنامج "البرنامج" للإعلامي باسم يوسف، بخروج قنوات cbc ببيان أذاعه الإعلامي خيري رمضان على الهواء مباشرة من خلال برنامجه "ممكن" يعلن فيه أن القناة قررت منع عرض الحلقة حتى تسوية المشاكل التقنية بين إدارة القناة وفريق عمل البرنامج.

وللمرة الثانية خلال أسبوع واحد يثير باسم يوسف الجدل، فبعد ما أثارته الحلقة الأولى من "البرنامج" في الوسط الفني، وعلى موقعي "فيس بوك" و"تويتر"، من ردود فعل ساخنة وإقامة دعاوى على باسم يوسف تتهمه بإهانة المؤسسة العسكرية وعلى رأسها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، والهجوم الذي شنته الفنانة غادة عبد الرازق والإعلامية رولا خرسا، وبين رد من باسم يوسف نفسه على هذا الهجوم بقوله على "تويتر": "دي مكنتش حلقة في برنامج يا جدعان"، توالت ردود الفعل للأسبوع الثاني على التوالي حول منع حلقة باسم يوسف، خاصةً بعد أن أصدرت إدارة شبكة قنوات cbc بياناً تنصلت فيه من كل ما قدمه باسم في الحلقة، مما أثار حالة من التوتر بين باسم وإدارة القناة، وتناول نشطاء على الفيسبوك باسم بالهجوم الشديد، داعين إلى وقفة أمام مسرح راديو الذي يسجل فيه باسم حلقته مما أدى إلى بعض المشاحنات بينهم وبعض العاملين في البرنامج.

أسباب الإلغاء

منع إذاعة الحلقة الثانية من "البرنامج" جعل التكهنات تدور حول أسباب الإلغاء، وتناوب نشطاء الفيسبوك التعليقات على منع الحلقة، فقال أحدهم: "بعد غلق برنامج (البرنامج) كيلو الحرية في مصر بكام؟؟!" وذكرت إحدى الناشطات المعارضات لباسم: "وقفوا برنامج باسم يوسف علشان اكتشفوا أول إمبارح بالليل إنه بيخدش الحياء.. على أساس إنه كان بقاله سنة بيخدش كروت شحن؟!". وآخر كتب: "توفيق عكاشة عنده فرصة كبيرة يقدر من خلالها يتعاقد مع "باسم يوسف" بعد وقف برنامجه على "cbc" أهو يكسب ثواب في باسم يوسف ويأكله عيش".

Top of Form

وكان باسم قد تناول في حلقته التي تم منعها بيان قنوات cbc بالسخرية مما أدى إلى إثارة حفيظة القناة وقررت وقف الحلقة، وتناول أيضاً في حلقته غياب المهنية في الإعلام المصري والعربي، ورصد العديد من التصريحات غير المنطقية التي يرددها صحافيون مثل مصطفى بكري وأحمد موسى ومحمد الغيطي، حول شراهة الرئيس المعزول نحو الطعام، متسائلاً عن مدى مصداقية هذا الكلام، والأهم مدى استفادة الجمهور منه؟

وخصص الفقرة الثانية بالكامل بطريقته الساخرة للاحتفال بعيد الميلاد السابع عشر لقناة الجزيرة، ورصد فريق الإعداد الكثير من الأخطاء والمغالطات المقصودة التي تقع فيها القناة القطرية، مع انتقاد موازٍ للقنوات المصرية التي تحرص على نقد الجزيرة، بينما لديها سلبيات هي الأخرى مهنياً، وكال باسم يوسف النكات للضيوف المصريين على قناة الجزيرة بسبب طبيعة تصريحاتهم، خصوصاً الدكتور محمد الجوادي المتخصص في تاريخ مصر الحديث.

وفي الفقرة الثالثة من الحلقة، التي لم تشهد وجود ضيف، قال باسم يوسف للجمهور بجدية واضحة إنه مستعد لوقف البرنامج إذا قيل له إن حلقاته تهدد الأمن القومي لمصر، لكنه لا يعتقد أن مصر بهذا الضعف حتى يهددها برنامج ساخر، مؤكداً أنه لا يصنع برنامجه حتى يهاجم أحداً لصالح أحد، ويشفي غليل طرف ضد الطرف المعارض له، لكنه يقدم وجهة نظره من خلال السخرية مما يحدث على أرض مصر.

ردود الفعل

وتوالت ردود الفعل بعد قرار cbc إلغاء الحلقة، حيث أصدرت حركة "تمرد"، ممثلة في مؤسسها محمود بدر عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، بياناً هاجم فيه قرار المنع، مؤكداً أن هذا المنع يخدم الإرهاب، وقال: "لو منعت باسم من التلفزيون هتمنعه إزاي من اليوتيوب، هتمنعه إزاي يعمل حلقته في الشارع وننزل نشوفه؟... مع باسم يوسف، مع حرية الإعلام".

وفي رد فعل سريع من مؤسسة الرئاسة المصرية على وقف الحلقة أصدر أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئاسة بياناً صحافياً جاء فيه: " الرئاسة تحترم حرية الرأي والتعبير وإيقاف أي محطات لبرامجها يعد شأنًا داخليًا".

وقد تنوعت ردود فعل الوسط الفني ما بين مؤيد لإيقاف البرنامج ومعارض لهذا القرار، وكان من أبرز الذين أيدوا قرار القناة غادة عبد الرازق وعزت العلايلي وهاني شاكر وآثار الحكيم والكاتب فيصل ندا وكمال أبو رية وطلعت زكريا وطارق لطفي وغادة إبراهيم.

أما أبرز الذين اعتبروا إيقاف برنامج باسم يوسف ضد حرية الرأي، فكان منهم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وأحمد زاهر والإعلامية لميس الحديدي والسياسي حمدين صباحي.

وقد ترددت أنباء عن عمل باسم يوسف خارج مصر بعد سفره إلى دولة الإمارات، وهو ما جعل باسم يسارع إلى نفي هذه الشائعات، ويؤكد أنه سافر لحضور مهرجان الفورمولا 1، وأنه لا يمكن أن يعمل خارج مصر تحت أي ضغط، ولو اضطرته الظروف سوف يعود لإذاعة الحلقات عبر اليوتيوب.