يبدو أن جاك نيكولسون قرر التقاعد والابتعاد عن عالم التمثيل بعدما أمضى 60 عاماً في هوليوود. جاء هذا الكلام على لسان صديقه المقرّب بيتر فوندا الذي أعلن أنه لا يريد التحدث نيابة عن نيكولسون، لكنه يستطيع القول إن صديقه تقاعد مبدئياً بعدما أنجز الكثير من الأعمال الناجحة على الصعيد المهني.

وكان نيكولسون قد اعترف قبلاً بأن التقدم في العمر ساعده على «صقل شخصيته». فالرجال يفعلون كل ما في وسعهم لجذب النساء اليهم. وقد عاش نيكولسون تلك التجربة أيضاً، بحيث شعر أنه قادر على جذب كل النساء. لكنه لم يعد يفكر بهذه الطريقة الآن بعد أن تقدم في السن.

يتحدث نيكولسون أيضاً عن العديد من التطورات التي حصلت في شخصيته مع التقدم في العمر، والتي لم تكن تخطر في باله أبداً. إنها مسألة توازن على حد قوله، إذ يجدر بالإنسان التكيف مع كل مرحلة من مراحل عمره. قد يتفاجأ البعض عند معرفة امتعاض جاك نيكولسون من الشهرة والأضواء. فهو لا يحب أن يُعامل على أنه شخص أسطوري لأنه إنسان عادي مثل كل الأشخاص الآخرين.

تجدر الإشارة إلى أن جاك نيكولسون ولد في 22 نيسان/أبريل 1937 في مدينة نيويورك. واشتهر الممثل الأسطوري بدوره في فيلم  The Shining، وتم ترشيحه لنيل 12 جائزة أوسكار، وفاز بثلاث منها. حاز نيكولسون أيضاً سبع جوائز غولدن غلوب، منها جائزة Cecil B. DeMille عام 1999 تقديراً لإسهامه المميز في الفيلم.

يعتبره الكثير من نقاد السينما أحد أفضل الممثلين في تاريخ السينما الأميركية، رغم أن بدايته في التمثيل جاءت من طريق الصدفة. فقد ذهب نيكولسون، 17 عاماً، لزيارة أخته في لوس أنجلوس وحصل على وظيفة سكرتير في استوديو إنتاج أفلام كرتون تابع لشركة «مترو غولدوين ماير» (MGM). وعمل تحديداً مع الرسامين الشهيرين ويليام هانا وجوزيف باربيرا، صاحبَي فكرة أفلام «توم وجيري»، اللذين عرضا عليه أداء أصوات للرسوم المتحركة، لكنه رفض، وقال إن طموحه هو التمثيل.

تدرّب نيكولسون على التمثيل مع مجموعة من أصدقائه، وحصل على أدوار صغيرة في المسرح والتلفزيون. كانت البداية في عالم السينما عام 1958، في فيلم شبابي بعنوان «قاتل الطفل الباكي»... وأدى فيه دور البطولة.

في عام 1969، حقق نيكولسون انطلاقة كبيرة وكانت بدايته الحقيقية في مجال التمثيل، إذ شارك في بطولة فيلم Easy Rider مع صديقه بيتر فوندا. كان هذا الفيلم شرارة نجاح مدوٍ انتشرت أصداؤه في العالم أجمع، وكرّت سُبحة الأفلام الناجحة والجوائز العالمية ليتحول جاك نيكولسون إلى أسطورة هوليوودية حقيقية.