حوار مع الفنان الذي نحت أجمل وجوه العالم... جرّاح التجميل راج كانوديا

الفنان,جرّاح التجميل,راج كانوديا,محاربة الشيخوخة,عمليات تجميل,قارات العالم,المجلس الاستشاري,الأكاديمية الأميركية,الأنف,العين,scarless closed rhinoplasties,المشاهير,طبيب المشاهير,عالم المشاهير,زميل,المرضى,معايير,الآخرين,الفيلر,Kanodia,التمارين الرياضية,إلقاء المحاضرات

جولي صليبا 05 فبراير 2017

يشتهر الدكتور راج كانوديا لكونه أحد أهم جرّاحي التجميل في العالم، مع أكثر من 37 عاماً من الخبرة، أنجز خلالها أكثر من 9000 عملية تجميل أنف مغلقة من دون ندوب (scarless closed rhinoplasties).
لا عجب إذاً في أن يكون الدكتور راج «ملك الأنوف» في هوليوود، و«ملك الجمال» في العالم أجمع.


إنه نحات أكثر من كونه طبيباً، ويشتهر بنتائجه الطبيعية عند استعمال البوتوكس، والفيلر، واعتماد الإجراءات غير الجراحية الهادفة إلى إعادة الشباب الى الوجه.
عمل الدكتور راج كانوديا مع أفراد عائلات ملكية في العديد من الدول، وتعاون مع عدد لا يحصى من المشاهير، والكثير من أصحاب الشركات والمديرين التنفيذيين الذين يرغبون في الحفاظ على شباب الشكل والروح على حد سواء.

دكتور كانوديا، عملت مع الكثير من المشاهير في الماضي ... كيف تحولت إلى جرّاح تجميل النجوم؟
مضى زمن طويل على عملي في الجراحة التجميلية، ولذلك لا أستطيع الخروج من منزلي من دون رؤية وجوه عملت على تجميلها. ونظراً الى فلسفتي والتقنيات التي أستخدمها في الجراحة التجميلية، اشتهرت سريعاً بعمليات تجميل الأنف التي تفضي إلى نتائج طبيعية.
بعد ذلك، أصبحت معروفاً أكثر فأكثر بطبيب المشاهير، واستمرت هذه الشهرة في التزايد عندما ظهرت في البرنامج التلفزيوني الشهير Dr. 90210.
ولعلّ إحدى أهم حلقات ذلك البرنامج، كانت استضافة العارضة العالمية سيندي كراوفورد التي امتلكت بعض الشامات المشكوك في أمرها، وقمت بإزالتها للتأكد من أنها ليست سرطانية. بعد استئصال تلك الشامات بطريقة دقيقة وفنية، لم تظهر أي ندوب في الوجه.
ما زلت أطلّ أيضاً في القناة الإخبارية الأميركية E! News للتحدث عن آخر صيحات المشاهير في العمليات التجميلية. وأودّ الإشارة إلى أنني تعرفت إلى عالم المشاهير من طريق أستاذي ومرشدي الدكتور باركس.

الدكتور باركس ! هل كان زميلك؟ أخبرنا المزيد عنه ...
بعد إنهاء تدرّبي في قسم جراحة الوجه التجميلية في جامعة إيلينويس عام 1979، تقدمت بطلب للتدرّب على جراحة الوجه التجميلية مع الدكتور موري باركس، أحد أشهر أطباء التجميل في هوليوود والعالم.
كانت المنافسة شرسة جداً ذلك العام، لأن الدكتور موري قرر أن يوافق للمرة الأخيرة على تدريب طبيب معه. سافرت إلى لوس أنجلوس للتنافس مع 50 طبيباً آخر، وبعد يومين، اختارني أنا. كان الأمر بالنسبة إليّ أشبه بالتخرج من كلية صناعة الأفلام والحصول على وظيفة مع ستيفن سبيلبرغ.

وماذا حصل بعد ذلك العام؟
بعد انتهاء تدرّبي لمدة عام كامل، طلب مني الدكتور باركس الانضمام إليه بصفة شريك مساعد (Junior Partner) على أن أساعده في عمليات تجميل الأنف وجراحات الوجه التجميلية والحقن التجميلية طوال السنوات الأربع التالية.
خلال تلك السنوات الأربع، كنت محظوظاً كفاية للتعرف إلى رائد آخر في جراحة الأنف التجميلية، وهو الدكتور جاك شين. عمل الطبيبان في غرف عمليات مجاورة، ومنحاني فرصة هائلة لمساعدتهما ومراقبة أسطورتين حقيقيتين في جراحة الأنف التجميلية.
وخلال إقامتي في شيكاغو، كان الدكتور أوجين تاردي، أحد أشهر الأسماء في جراحة الأنف التجميلية خلال تلك الفترة، بمثابة أستاذي ومرشدي الكبير.
هكذا، سمح لي العمل مع ثلاثة من أعظم الخبراء في جراحة الأنف التجميلية المغلقة بأن أبلور أفكاري وتقنياتي بدقة بالغة.

سمعت أن لديك معايير صارمة بالنسبة إلى المرضى الذين تستقبلهم . لمَ أنت انتقائي إلى هذه الدرجة؟
يتم قبول 50 في المئة فقط من المرضى الذين نعاينهم للخضوع لعمليات تجميلية. نادراً ما أُجري جراحة تنقيحية في حال لن أحصل على نتيجة نهائية تعزز التوازن في الوجه.
إذا كانت لديّ رؤية، لكنني أعجز عن تنفيذها، أو إذا كانت توقعات المريض مختلفة كثيراً عن توقعاتي، فإنني لا أنجز العملية. أريد العمل مع أشخاص سعداء يحبون وجوههم وإنما يرغبون ببساطة في إجراء تصحيح بسيط.

خلال العقود الثلاثة الماضية، أصبحت تعرف بـ « ملك الأنوف » و « ملك الجمال ». لماذا يأتي إليك المرضى من كل أنحاء العالم للخضوع لحقن البوتوكس والفيلر؟
ربما للسبب نفسه الذي يدفعهم إلى المجيء إليّ لتجميل أنوفهم. فأنا أحرص دوماً على الحصول على نتيجة طبيعية من خلال الحقن، وأحقق ذلك عبر تقنيات خاصة جداً. وسواء استعملت البوتوكس لتخفيف التجاعيد، أو استعملت الفيلر في الوجه لتحسين محيط القسمات، فإن المفهوم هو نفسه، أي صقل اللوحة بطريقة فنية.
المهم تجميل اللوحة من دون فرض خصائصي عليها. أحب ترميم لوحة للفنان Rembrandt. بعد انتهاء الترميم، تبقى اللوحة لـ Rembrandtولا تصبح لـ Kanodia.
إلا أن الناس يظنون لسوء الحظ أن البوتوكس هو بوتوكس، والفيلر هو فيلر، أياً كان الطبيب الذي يُجري الحقن. لكنني أؤكد أن هناك فارقاً كبيراً في مهارة الطبيب الذي ينجز الحقنة.
هذا الفارق يمكن ملاحظته في لوحة فنية ثمنها دولاران ويمكن شراؤها من «والمارت»، أو لوحة فنية ثمنها 20 مليون دولار ويمكن شراؤها من «سوثبيز». الفارق لا يكمن في اللوحة، وإنما في الريشة. ليست الأرضية التي تُحدث الفارق، وإنما الفنان.

كيف تنجز حقن البوتوكس بطريقة مختلفة عن الآخرين؟
أستخدم البوتوكس بطريقة دقيقة جداً، خصوصاً أنني أهتم بالعديد من الممثلين. أستخدم إبراً خاصة رفيعة جداً أستوردها من اليابان وفرنسا بحيث تكون الحقن غير مؤلمة البتة. كما أعتمد تقنية مضبوطة لتوفير الكمية الصحيحة من المنتج في العمق الصحيح والمساحة الصحيحة.
الحفاظ على حركة الوجه هو سرّ البوتوكس الناجح، ليس فقط للممثلين وإنما للجميع في رأيي.

اعتقدت أن هدف البوتوكس هو تجميد  الوجه؟
على الإطلاق. هدف البوتوكس هو إضعاف العضلات لتقليص الانقباضات، ولكن ليس تجميد العضلات. لا يفترض بالوجه أن يبدو متجمداً. وإذا حصل ذلك، يعني أنه تم حقن كمية كبيرة من البوتوكس. أؤكد أن البوتوكس هو فن، ويفترض أن تكون نتائجه غير ملحوظة في حال تم حقنه بطريقة صحيحة.
ينطبق الشيء نفسه على الفيلر، بحيث يبقى الاعتدال أساسياً. يستخدم معظم الأطباء الفيلر لـ«ملء» الأنسجة، لكنني أستخدم الفيلر لشدّ الوجه.
أعتمد تقنية الشدّ وأحقن المنتج في أعماق البشرة وأشدّ الأنسجة الطبيعية، مما يسمح لي بتوفير نتيجة طبيعية متجانسة.
ويخفف ذلك من خطر تكوّن الكتل والنتوءات والمظهر غير الموحد. أفتخر باستعمالي مقداراً قليلاً جداً من المنتج، مقارنة مع باقي الأطباء، لكنني أحصل دوماً على أفضل النتائج.
يأتي المشاهير إلى عيادتي لأنهم لا يريدون أن يبدوا «مصطنعين»، ويعرفون جيداً أن العمل الذي ننجزه بواسطة الفيلر يعطي طلّة طبيعية تماماً.
يأتي إليّ المرضى من المملكة العربية السعودية، ودبي، وقطر، وروسيا، وباريس، ولندن، ومومباي، وأوستراليا وسويسرا للخضوع للبوتوكس والفيلر مرات عدة في السنة.

ما هو الفيلر الأكثر شعبية الذي تعتمده في الآونة الأخيرة؟
الشفاه من دون شك. أنجز أكثر من 30-40 حقنة في الأسبوع. يتم ملء الشفتين لسوء الحظ بطريقة سيئة جداً في أنحاء العالم بسبب استخدام تقنيات سيئة. وبالنسبة إلى حقن الشفاه، أقول دوماً للمرضى إن «الشفاه مثل الطيور الطنّانة.
إنها خفيفة جداً ويجب أن تتحرك أثناء التكلم». وفي حال حقن الكثير من الفيلر، تصبح الشفاه ثقيلة وتبدو مصطنعة. أما تقنية الشدّ التي أستخدمها فتتيح لي رفع الأنسجة الطبيعية في البشرة، بحيث تبدو النتيجة النهائية طبيعية. لا أملأ الشفتين أبداً، بل أشدّهما، وثمة فارق كبير بين الأمرين.

كم تكلّف عملية « كانوديا » Kanodia ( الاسم المستعار الذي تطلقه فتيات لوس أنجلوس على عملية تجميل الأنف عندك ) ؟
20 ألف دولار تقريباً، لكن السعر يختلف باختلاف طبيعة الأنف.

أخبرنا قليلاً عن قرارك بمشاركة شغفك مع الجيل الجديد من الجرّاحين؟
نعم، أرغب في إحياء شغفي، أي الفن شبه المنقرض لجراحة الأنف المغلقة. يتحدث الجميع عن الجراحة التجميلية على أنها مسعى فني، لكن لا يتم تعليم الكثير في هذا الصدد خلال التدريب الجراحي.
يتم التشديد خصوصاً على التركيب البنيوي، والمهارات التقنية، والتقنيات الجراحية، لكنني أريد إضافة الفن إلى هذا المفهوم. أؤكد أن الرؤية الفنية أساسية بالنسبة إلى أي جرّاح تجميل.
فبعد أعوام طويلة من المشاركة في العديد من المؤتمرات حول عمليات تجميل الأنف، لاحظت وجود نقص واضح في التشديد على عنصر التصميم في عمليات تجميل الأنف.
والمؤسف أن غياب هذه الفلسفة الفنية يجعل عملية تجميل الأنف إجراء جراحياً أساسياً مفتقراً إلى العنصر الجمالي، وتصبح بالتالي عملية تجميل الأنف مسألة تقنية أو جراحية.
الأنف هو محور الوجه البشري والقسم الأكثر ارتباطاً بما نسميه الشخصية. لذا، يجب التعاطي مع أي تعديل في شكله بعناية كبيرة، ودقة بالغة ومهارة فائقة، لأن ما من جراحة تجميلية ستؤثر في مظهر الوجه بقدر عملية تجميل الأنف.

سمعت أنك تعلّم تقنياتك وفلسفتك في أرجاء العالم ...
نعم، أحاضر دوماً في مؤتمرات طبية دولية، وأعلّم طريقتي الفريدة في عملية تجميل الأنف المغلقة وإعادة الشباب إلى الوجه لكل الأطباء المتدربين والزملاء والرفاق من كل أنحاء العالم انطلاقاً من عيادتي في بيفرلي هيلز.

ما هي هواياتك حين تتوقف عن العمل أو إلقاء المحاضرات؟
أحب الاعتناء بالحديقة. فإيجاد النباتات النادرة هو أحد هواياتي، وبعد زراعتها كما يجب، أفصلها إلى شتلات وأوزعها. بدأت بخمس نبتات زنجبيل هاواي، وبات لديّ الآن أكثر من 5000 ربما.
أحب أيضاً زراعة زهرتي الهندية المفضلة، زهرة الشامبا. رائحتها مذهلة، ولديّ الآن أكثر من 30 شجرة شامبا في حديقتي.

ماذا عن التمارين الرياضية؟
أذهب إلى النادي الرياضي ثلاث مرات يومياً وأتدرب مع مدرّب خاص.

تحبّ إذاً ممارسة التمارين الرياضية ! ما هي تمارينك المفضلة؟
أحب التمتع بصحة سليمة وممارسة التمارين بانتظام. في الواقع، أتمرّن مع ثلاثة مدربين مختلفين، لكل منهم تركيزه المختلف. الأول لتمارين القوة، والثاني لتمارين المرونة، والثالث لتقوية الظهر وثباته.
الجمع بين كل هذه التمارين ضروري من دون شك. لطالما كنت مهووساً بالتمارين الرياضية منذ نعومة أظفاري، ووجدت أن هذه التمارين هي سرّ نجاحي وسعادتي.
قد أفوّت على نفسي افتتاح معرض فني أو العرض الأول لفيلم سينمائي، لكنني أبذل ما في وسعي لعدم تفويت النادي الرياضي. أتعامل أيضاً مع اختصاصي في معالجة الأنسجة العميقة، يُجري لي تدليكاً دقيقاً ومعقداً للوجه، مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، وأعتبر هذا الأمر أساسياً أيضاً في الرفاهة.

يبدو أنك تتبع أسلوبَ عيشٍ صحياً جداً . هل من سلبيات لديك؟
في ما يتعلق بالطعام، أحاول البقاء دوماً بعيداً عن الخيارات غير الصحية. فالغذاء السليم هو أساس الجسم السليم والعقل السليم.

ما هي هواياتك الأخرى؟
أحاول التعبير عن شغفي في الجمال والهندسة المعمارية من خلال مبنى عصري ومذهل أشيّده في الشارع المقابل لمنزلي الحالي. القسم الخارجي للمنزل مصنوع بالكامل من الرخام، مع نوافذ زجاجية عملاقة من الأرضية إلى السقف في كل طابق، ومصطبة على السطح تتسع لنحو 500 ضيف، ومنتجع صحي، ومسرح سينمائي، وحوض سباحة كبير، وطبعاً فناء أمامي كبير وحديقة. سيكون هذا المنزل أحد أروع المنازل في لوس أنجلوس، ويفترض أن ينتهي التشييد خلال 10 أشهر إلى 12 شهراً.
عدت للتو من إيطاليا بعدما اخترت الرخام الذي سيتم استخدامه، لأن هذا المنزل مصنوع من أفخر أنواع المواد. ولعل أفضل ما في المنزل هو إمكانية الرؤية بـ360 درجة من المحيط الهادئ إلى وسط مدينة لوس أنجلوس إلى جبل بالدي.

الدكتور راج كانوديا جرّاح تجميل أميركي مشهور، وعضو في الأكاديمية الأميركية لجراحة الوجه التجميلية، والكلية الأميركية للجرّاحين، والأكاديمية الأميركية للجراحة التجميلية . نشر العديد من المقالات الطبية ولا يزال رائداً في العمليات الجراحية والتكنولوجيا الجديدة .
إنه خبير في محاربة الشيخوخة وعمليات تجميل الأنف، وقد حاضر في كل قارات العالم، وهو في الوقت الحاضر عضو في المجلس الاستشاري في معهد باك لمحاربة الشيخوخة .

                            

 بمَ تختلف تقنياتك وفلسفتك عن باقي جرّاحي التجميل؟
في البداية، أودّ القول إنني أنجز جراحة الأنف التجميلية المغلقة، أي أن كل العمل يُنجز داخل الأنف من دون جروح أو ندوب خارجية (الأمر الشائع في جراحة الأنف التجميلية التقليدية).
وبالنسبة إلى فلسفتي، أفضّل التحسينات البسيطة على التغييرات الجذرية. هناك ثلاثة أمور أكرهها في عملية تجميل الأنف: حين يكون الأنف معقوفاً إلى الأعلى مثل «الآنسة بيغي»، وحين يبدو مقروصاً مثل مايكل جاكسون، وحين يبدو مجوّفاً مثل منحدر تزلج على الثلج. المهم في رأيي الحفاظ على طابع الأنف، بحيث لا يدرك أحد أنه خضع لعملية تجميل.
تكشف معظم الأنوف عن مزايا جذابة، يجب التعرف إليها وعدم المساس بها. يملك معظم جرّاحي تجميل الأنف رؤية لما يعتبرونه «أنفاً مثالياً» ويحاولون فرض هذه الرؤية على كل وجه.
إلا أن الجراحة التجميلية الناجحة للأنف هي سلسلة من التحسينات الدقيقة التي تترك المريض مع نسخة مصقولة من ذاته. إنها الجراحة التي تخدع العين البصرية، بحيث لا يدرك التعديل الذي حصل، وإنما يلاحظ وجود تحسن. ومن هنا أهمية الاختيار المناسب للمرضى مع رؤية منسجمة للنتيجة النهائية.