تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

ستيفاني صليبا: حاولتُ الانتحار

لا يمكن صدّ الجمال من اجتياح القلوب عبر العيون، بهذا السلاح الناعم دخلت النجمة اللبنانية ستيفاني صليبا منازل اللبنانيين عبر موسمي مسلسل «متل القمر»، من دون أن تستكين الممثلة الشابة لـ«هبة الله» فيها، فعملت على تطوير ادواتها وأدائها بين جزء وآخر، لتملك المعادلة الصائبة بين الشكل والمضمون والأسلوب بذكاء تكشفه أجوبتها في مقابلة خاصة لـ«لها» تعلن فيها عن مشاريعها المستقبلية في الفن، وتدخل كواليس حياتها الشخصية بين أخبار القلب والطفولة والشهرة...


- كيف تقيمين الجزء الثاني من «مثل القمر»؟
هناك حقيقة لا يمكنني نكرانها، أنّ العمل طويل قليلاً، القصة كانت تحمل أن تكون مشدودة أكثر. الانتاج والاخراج وأداء الممثلين وفريق العمل كان مميّزاً، وتكملة ناجحة للجزء الأوّل. في بعض المحطات تكررت بعض الأمور، أي أنّ العمل كان يحتاج أن يكون نمطه أسرع قليلاً، وهي انتقادات توجهت إلينا ولا يمكنني التهرب منها. وأيضاً وقعنا في مشكلة عدم الإضاءة بشكل جيّد على أحداث معينة، كان هناك شخصيات جديدة طوال الوقت، وشخصيات تقوى وتضعف وتتغيّر، كان هناك تنوّع واضح ومميّز.

- كيف تطوّر أداؤك بين الجزئين الأوّل والثاني؟
تجربتي في الجزء الثاني من «مثل القمر»، كانت أفضل وأصبح لديّ خبرة في التعاطي مع الكاميرا، سأعمل على تطور أدائي باستمرار.

- ماذا تخبريننا عن نسب المشاهدة وردود الفعل على الجزء الثاني؟
لا أتابعه كثيراً، ولكن الأرقام جيدة جداً، وأنا راضية ولو لم تكن المحطة والمنتج مقتنعين لما عمدا إلى إطالة العمل. 

- كيف كان شعورك وأنت ترتدين فستان الزفاف في العمل؟
ليس لديّ تجربة جميلة مع فستان الزفاف، بسبب الحادث الذي تعرضت له عندما صوّرت مسلسل صرخة روح. لكن فستان زفاف «مثل القمر» له نكهة ثانية، بسبب حبّي الكبير له، فهو عملي ومشروعي ووضعت فيه كل طاقتي، وتابعت تصميم الفساتين بنفسي وكنت حريصة على التفاصيل ولن أنساه في حياتي.

- ما هي أولوياتك اليوم؟
مهنتي، التمثيل. الأولوية لتطوير ستيفاني الممثلة.

- ما هو مشروعك المقبل؟
أنتظر القصة التي ستجذبني، لديّ عروض كثيرة، لا يهمني فريق العمل، ما يهمني القصة فقط، أريدها أن تشدّني. وحالياً أقوم بقراءة نصين لبنانيين ونص عربي لأختار بينها.

- ماذا عن إتفاقك مع شركة الصباح؟
وقّعنا عقداً على مشروع محدد لا علاقة له بالمشروع الذي تصوّره الشركة الآن. والعمل الذي وقعت عليه كان من المفترض أن يتمّ تصويره في الصيف، وحصل تأجيل من الطرفين، إذ كان لديّ تصوير «مثل القمر» ولم أستطع التنسيق بين العملين، والعقد لا يزال سارياً ولكن ظروفه تغيّرت ولا أعرف ما الذي سيحصل في الأيام المقبلة. ولكن علاقتي مع الشركة ممتازة وأحترمها جداً وأعتبرها من أفضل وأهم شركات الإنتاج وأتشرّف بالعمل معهم.

- هل تفكرين بالمشاركة في الدراما المصرية، وهل تقبلين ما يعرف بأدوار «الجرأة» فقط؟
بالنسبة إلي كل الأبواب والخيارات مفتوحة، إذا حصلت على عرض فلا مشكلة لديّ، لكن المهم عندي الآن لبنان وأريد أن أثبت عملي هنا. الفرصة ليست مهمة، المهم أن تكون بقدر حجمها، لأنك إذا فشلت فيها ستخسر كثيراً. وطبعاً لن أذهب إلى مصر لتقديم دور الفتاة الجريئة فقط، لأننا اليوم في مجال الفن، وفي التمثيل أؤدي كل الأدوار ومن الممنوع أن أُحصر بدور واحد، المهم أن تكون القصة جميلة والدور مميّزاً لأشارك في أيّ عمل.

- في حال مشاركتك في عمل بدور «جريء»، ما هي شروطك؟
محدودة جداً. قبل القُبلة حتى. لأنني أعتبر أن الجرأة في الحديث والدور والشخصية وليس من الضروري في التصرّف، وفي «مثل القمر» كان هناك الكثير من الجرأة لكن لا تظهر بشكل مبتذل أبداً.

- هل تسعين اليوم للحصول على جائزة؟
أهم جائزة هي محبة الناس. لا يحق لي أن أحكم إذا كنت أستحق جائزة الآن لأنني جديدة على المهنة، لذا لا أعلّق على الموضوع.

- كيف تصفين علاقتك مع السوشل ميديا؟
السوشال ميديا مهمة جداً، لكنها تحتاج إلى تفرغ كبير، وأثناء ضغط التصوير لا أستطيع المواكبة كثيراً، لكن عندما يكون لديّ وقت أتابع جيداً وبشكل شخصيّ كل صفحاتي الخاصة، وأنا ناشطة أكثر على الانستغرام.

- كيف تتعاملين مع الانتقادات الجارحة؟
في البداية كنت أحزن كثيراً، وكنت أعتبر أن هذه الانتقادات شخصية، خاصةً أنني كنت أتعب كثيراً وأعطي كل طاقتي حتى أقدم شيئاً مميزاً يفرح الناس، وعندما تقدم دوراً إيجابياً وتتلقى بالمقابل انطباعاً سلبياً تنجرح كثيراً. ولكن الآن، بعد سنة ونصف في هذا المجال، أصبحت أشفق عليهم، وأفكر في قراره نفسي أن من يجرحك بالحديث ويلاحقك بشكل سلبي هو شخص غيور وحزين من نجاحك كثيراً. وفي الصحافة اليوم هناك تجريح، وهو أمر غير مسموح، يمكنك أن تنتقد عملاً، لكن من غير المقبول أن تجرح أي شخص وتتعرض له، وإذا قمت بذلك فلست صحافياً محترفاً. وهذا أمر معيب جداً. أنا درست المحاماة، وأعرف القليل عن مبادىء مهنة الصحافة، والصحافي أنهاأهم ما فيها، الأسلوب والطريقة، لأنّه يحق للجميع أن يقولوا ما يريدونه لكن بطريقة وأسلوب محترمين.

- ما هو أكثر ما يخيفك في الحياة؟
أخاف من المرض، بسبب تجربة مرّ بها أحد المقربين منّي. كما أخاف من المرتفعات أيضاً.

- ما تعليقك على الصورة التي انتشرت لك مع مايكل كبابة بحجة ارتباطكما؟
بصراحة لم أرها، ولكن الأكيد أنه لا تربطني به إلا علاقة صداقة قوية، هو شخص محترم ومهذب ومميّز وأتوقع له مستقبلاً واعداً. هناك رابط قويّ بيننا، لأنّه هو الشخص المسؤول عن إنقاذي من فوبيا الحيوانات التي أعاني منها منذ صغري، خلصني من هذه الأزمة التي كانت تعيقني في أعمالي، كنت أخاف مثلاً من الأحصنة ولكن تجرأت وركبت الخيل خلال تصوير «مثل القمر» بسببه. ما حصل أنّ مايكل كان يظنّ أنني أحب الحيوانات، فأهداني قطة صغيرة جداً، وابتليت بها وقضيت 10 أيام وكأنني في جهنم داخل المنزل، وعشت بسببها خوفاً كبيراً، ولكن من بعدها بدأت أتأقلم وأحببت الحيوانات. الفوبيا بدأت لديّ عندما كنت صغيرة، كان عمري 5 سنوات، وكنا في بيت جدي نجلس على الترّاس، وقام أحد الصيادين باصطياد عصفور ووقع أمامنا، وكان ينزف. حمله خالي وعمد إلى اخافتي به، صدمت وارتعبت كثيراً، وقررت أن أصعد إلى السطح وأرمي نفسي، كي أتخلص من هذا الخوف، لكن عائلتي تبعتني، وتمكنوا من حملي وإنقاذي قبل أن أقوم بذلك.

- هل تعيشين مع عائلتك؟ وكيف تصفين علاقتك بها؟
عائلتي تعيش في قريتنا في مزيارة قضاء زغرتا (شمال لبنان)، وأنا في بيروت بسبب عملي. لكنني أزورهم ويزورونني دائماً، كأنهم يسكنون معي. أنا متعلقة بهم جداً وعلاقتنا وطيدة وممتازة. في البداية كان البعد عنهم صعباً، لم يتقبلوا بسهولة فكرة التصوير المتأخر والعمل طوال اليوم والغياب، ولم يكن هناك رضا في البداية على فكرة أن أسكن وحدي، وكانوا يخافون عليّ كثيراً، ولكنهم اقتنعوا بعدها لأن ظروف الحياة وحاجاتنا تتطلب أحياناً اتخاذ قرارات مشابهة، خاصةً أن أهل المناطق البعيدة عن بيروت يضطرون أحياناً كثيرة للانتقال إليها للدراسة والعمل.

- علاقتك مع السياسة؟
لا أهتم بها وليس لديّ انتماء سياسيّ، خاصةً أن قريتنا ليست محسوبة على أي طرف سياسي وتسيّر كل أمورها بمفردها.

- بعد أن صورت في سوريا، ما هي أمنياتك للشعب السوري؟
ذهبت إلى هناك وعشت معهم شهراً وأعرف صعوبة ما يعيشونه، أتمنى أن يصبّرهم الله وأن تمضي هذه المرحلة على خير وتنتهي هذه المأساة. وتتحسن الأوضاع.

- أوّل أجر من التمثيل ماذا فعلت به؟
أذكر أنني أنفقته على شراء ثيابي في المسلسل.

- هل تفكرين حالياً بالارتباط والزواج؟
كلا لا أريد. يكفي أنهم قاموا بتزويجي في المسلسل وعشت ذلك الشعور جيداً. لا أفكر الآن بخطوة كهذه، لأنه ليس قراراً سهلاً، ولأن الزواج مؤسسة تحتاج إلى الكثير من الوقت والاهتمام لتستطيع بناء منزل وتكوين عائلة، خاصةً عندما تقرر إنجاب الأولاد، تصبح حياتك كلها لهم، وتعطيهم كل وقتك، وهو أمر غير وارد بالنسبة إلي الآن. وطبعاً لا رجل في حياتي حالياً.

- من هم المطربون الذين عشت من خلال أغانيهم حب المراهقة؟!
وائل كفوري، وخاصةً أغنيته مع نوال الزغبي «مين حبيبي أنا؟»، وأحب لراغب علامة أغنية «نسيني الدنيا».

- ماذا تشاهدين على التلفاز؟
أشاهد الكثير من المسلسلات الأجنبية، ولا أتابع الكثير من البرامج.


عام 2016 عام التناقضات الأجمل!

- كيف تلخصين لنا عام 2016 مع بداية العام الجديد؟
من أجمل سنين حياتي، حملت الكثير من التناقضات، كان فيها أمور جميلة وأمور بشعة، ولكنها كانت إيجابية بشكل كبير. أجمل ما فيها نجاح مسلسل «مثل القمر»، وأنني أصبحت خالة لأوّل مرّة لتوأمين، وأنني تخلصت من فوبيا الحيوانات أيضاً. وأسوأ ما فيها كان الحادثة التي تعرضت لها في سوريا، ووفاة جدي منذ فترة وأنا متعلقة به جداً وأحبه كثيراً. وما حصل في هذا العام هو دليل على أنّ الحياة تأخذ منك وتعطيك في الوقت نفسه.

  

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077