المخرج سامر برقاوي: هذا سر نجاح ثنائية تيم حسن ونادين نجيم

سامر برقاوي,نجاح,العمل,عالم الإخراج,عالم الفن,أعمال الأزمة السورية,مشروع الطواريد,الدراما السورية,العمل الإخراجي,الموسيقى التصويرية,الأعمال الرومانسية,الدراما,يوم البوليسي,نادين وتيم,الرومانسية,العمل الجديد,الموسم

لها (دمشق) 26 فبراير 2017

هو صاحب «لو، تشيللو، ونص يوم»... الأعمال الأكثر متابعة عربياً خلال السنوات الثلاث الماضية، هو الذي استطاع أن يطلق نوعاً درامياً جديداً في الساحة الفنية العربية، الدارما المقتبسة من الأعمال العالمية الناجحة، ورغم صعوبة الأمر، استطاع المخرج سامر برقاوي أن يصنع الاختلاف في تلك الأعمال لتبدو حقيقية ومميزة، وليكون الجمهور على موعد سنوي في الموسم الرمضاني بعمل جديد يحمل توقيعه.
وسيكون البرقاوي حاضراً هذا العام أيضاً من خلال عمله الجديد «الهيبة» الذي يجمع وللمرة الثالثة ثنائية الفنانين تيم حسن، ونادين نجيم، وما يميز الهيبة عن سابقه من أعمال برقاوي، أن العمل مؤلف لا مقتبس، أما على الصعيد المحلي، فسيكون المخرج سامر برقاوي حاضراً في الدراما السورية بعد انقطاع سنوات عن العمل فيها، من خلال عمله «شبابيك»، العمل الذي استطاع أن يعيد برقاوي من جديد إلى حضن الدراما السورية...
في موقع تصوير «شبابيك»، التقينا المخرج سامر برقاوي، ليحدثنا عن عودته إلى الدراما السورية، وعن خفايا عمله الجديد مع شركة الصباح «الهيبة»، وسر نجاح تلك الأعمال وثنائية تيم وندين، وعن حياته، وبداياته، كل هذا من خلال لقائنا معه.


شبابيك سامر برقاوي:

- لماذا شبابيك وليس عملاً آخر هو الذي أعادك إلى الدراما السورية؟
أحببت تجربة التنوع والاختزال في العمل، فهو يتناول علاقة الزواج ومشكلاتها، وفي كل حلقة قصة جديدة في عنوان جديد، وسميته شبابيك كرمزية للدخول وتشكيل منزل عائلي، لذلك أحببت الشبابيك أكثر من الأبواب، فالباب عادة يغلق أما الشباك فهو يفتح موضوعنا عن الزواج وعلاقاته.
ويتنوع الفنانون المشاركون في العمل، لكن تبقى أسماء الشخصيات نفسها في الحلقات الثلاثين، وأتمنى أن أقدم عملاً فيه شيء جديد، يحمل عبق الماضي من ذاكرة أعمالنا السورية، والتي كانت تعتمد على القصص القصيرة، ولنتجاوز من خلال هذه الأعمال معظم مشكلات الدراما التي نعاني منها اليوم.

- الحياة الزوجية ومشكلاتها موضوع تناولته الدراما منذ سنواتها الأولى، ما الجديد في عملك؟
الدراما الاجتماعية أكثر أنواع الدراما رواجاً، لكننا هنا نخصص من الدراما الاجتماعية مشاكل العائلة، فهو عمل خاص بمؤسسة الزواج بكل تناقضاتها وتبعاتها.

- كذلك يشهد هذا الموسم عودة المخرجة رشا شربتجي إلى الدراما السورية في عملها «شوق»، هل هو قرار إنتاجي سوري إعادة المخرجين المهمين إلى الأعمال السورية؟
بالطبع، لم يكن هناك تنسيق، بل ظروف تتوافر لتكون هذه العودة في مكانها، أساساً لم أنقطع عن البلد فأنا أعيش هنا وأعمل خارج البلد، لذلك عندما كانت الظروف مهيأة لمشروع عمل لدي هاجس دائم فيه، كانت عودتي إلى الدراما السورية بمعزل عن ظروف المخرجين الآخرين والتوقيت.


«الهيبة»... وثنائية تيم حسن ونادين نجيم:

- سبق وانتشرت إشاعة عن فسخ الشراكة بينك وبين شركة الصباح ليؤكد المسؤول عن الشركة أن عملكما مستمر، هل من أحد يصطاد في الماء العكر؟
تلك الإشاعات انتهت بمجرد التوضيح من الشركة، ونحن حالياً نحضر لعملنا الجديد «الهيبة»، وعلاقتي مع شركة الصباح بمعزل عن وجود عمل بيننا، هي مستمرة ومستقرة، وثابتة أساساً من أول مشروع، فكان هناك تحضير لمسلسل «الصبوحة» ولم تكن حينذاك الظروف مواتية، فقد تعارضت مع ظروفي أنا في تلك الفترة، والتقينا مرة ثانية في مسلسل «لو»، فبمعزل عن الشغل علاقتنا جيدة.

- ما نمط العمل الجديد، هل هو مستوحى أيضاً من قصة فيلم أجنبي، أم إن القصة جديدة ووليدة ذهن كاتبها؟
أعمالنا السابقة، مثل مسلسل «لو»، و «تشيللو»، و «نص يوم»، كانت تنطلق من ورشة عمل، بمعنى اقتباس أو تكليف أحدهم إعادة صوغ النص، لكن في عملنا الجديد «الهيبة»، الفكرة من عندنا، وتم تكليف الكاتب هوزان عكو صوغها، وهذا أول تعاون معه، فهذا العام قررنا الاتجاه نحو النص المؤلف لا المقتبس.

- هل هو الاستسهال، أم ضمان نجاح القصة، سبب اقتباس أعمالكم من الأفلام العالمية؟
الاقتباس من الأفلام هو أصعب وليس أسهل، فهنا لدينا تحدٍّ مع فيلم ناجح عالمياً، ولقد استهوتني بصراحة هذه النوعية من الأعمال، وشعرت بأنني أحقق نتيجة وأني خلقت نوعاً فنياً أحبه الجمهور الذي تابع تلك الأعمال وصدقها بمعزل عن النقد الذي ينافس أي نوع فني جديد، وما زال يستهويني هذا النوع الدرامي، ومن الممكن أن يخطر على بالي مستقبلاً موضوع مناسب ومغرٍ يستفزني، فأعود لأقدم هذه الأعمال التي تعتمد على إعادة تقديم فيلم أو رواية أو مسرحية، فنتاج الأدب العالمي كله متاح لإعادة تقديمه، فهو مشروع بحد ذاته لم يبدأ عندي ولن ينتهي عندي، فالأهم من أن العمل مقتبس، كيف هو مشغول وكيف تم تقديمه، هذا ما يهمني في النهاية.

- هل سيكون عملاً يحمل أيضاً التشويق والبوليسية إضافة إلى الرومانسية، أم هناك خطوط جديدة؟
العمل الجديد فيه خط بوليسي، وهو قائم على الاختلاف عما سبق وقدمناه، وكله ضمن إطار مشروع ابتدأت به وما زلت مستمراً، ومع وجود الخط البوليسي والرومانسي في العمل إلا أنه لا يتقاطع مع أعمالي السابقة، «نص يوم»، و«تشيللو»، بالتأكيد هناك تغيير على صعيد الشكل والمعالجة.

- هل نجاح الدراما التركية وأعمالك الرومانسية أيضاً، رغبة الناس في الابتعاد من واقعها بمشاهدة أعمال بعيدة من حياتها اليومية؟
ليست الرومانسية بحد ذاتها هي سبب النجاح، بل جدية التعاطي مع المشروع وتقديمه في شكل مقبول ومعالجته في شكل جيد هي ما يضمن نجاحه، وبالتأكيد المزاج العام يفتقد هذا النوع من الأعمال، خلال فترة الإحباط العام، والتماس مع الواقع شديد القساوة، أكيد يفكر الجمهور أحياناً في أن يذهب إلى نقيضه.
ففي عام 1967 بعد النكسة، شهدنا موجة أفلام مصرية اتجهت في معظمها إلى هذا النوع من الرومانسية، مثل أفلام حسين فهمي، ونجلاء فتحي، ومحمود ياسين، وغيرهم... تلك الفترة كانت رد فعل على مزاج عام وحالة إحباط، ويمكن أن يكون هذا السبب في الطلب على تلك الأعمال.
وأنا سبق أن عملت وقدمت كل الأنواع الدرامية تقريباً، وفي هذه الفترة وجدت نفسي في هذا النوع، بخاصة أن الجمهور متابع ومهتم.

- كثيراً ما سألك الإعلام عن ثنائية تيم حسن ونادين نجيم، وسؤالي: هل يمكن أن يمل الناس من تلك الثنائية في كل عام، وفي الموسم ذاته بقصص مختلفة؟
هذا بالتأكيد هاجس لي ولفريقي، بأن تعاني التجربة من الملل، لذلك أحرص دائماً على التجديد وتقديم الاختلاف في باقي العناصر الفنية، طالما أنه لدينا عناصر مستمرة وناجحة مثل تيم وندين.

- لماذا استقرت تلك الثنائية على نادين وتيم، هل بسبب الصداقة، أم إن الإنتاج يريدهما في الأعمال؟
هي شراكة بين العناصر جميعها وبين شركة الإنتاج، ونحن متفقون على النجمين تيم حسن ونادين نجيم، فهما قادران على بذل جهد دائم، وثنائيتهما نجحت والجمهور أحبها وينتظرها كل عام، وأنا أجد أنهما مناسبان للعمل طالما يستطيعان أن يمتعانا في كل عام فالتجربة مستمرة، وهذا لا يمنع أن تكون لدي في المستقبل محاولات أخرى مع نجوم آخرين.

- تزامن عملك نص يوم البوليسي مع إطلاق مجموعة من الأعمال الدرامية السورية البوليسية، هل هي موضة جديدة؟
لا أفكر بالمزاج العام وركوب الموجة السائدة، لذلك لا أعرف ما إذا كانت الأعمال البوليسية ستستمر أم لا، لكن أنا مشروعي مستقل تماماً، وفي مكان مختلف.

- هل برأيك استقطب عمل نص يوم عدداً أكبر من المشاهدين مقارنة بأعمالك السابقة بإضافة عنصر التشويق على العمل؟
بالتأكيد النص كان الأنضج من التجارب التي سبقته، كان حرصنا في نص يوم هو تلافي سلبيات التجارب التي قبلها، إضافة إلى أن الجمهور كان يكثر، أي يزداد المتابعون عاماً بعد عام.

- لماذا شراكتك مستمرة مع نادين نجيم ً، ما الذي يميزّها عن غيرها من زميلاتها اللبنانيات؟
بالطبع الخيارات مفتوحة لدي وليس بالضرورة أن يكملا معاً وكل شيء وارد وكانت لهما تجارب سابقة مع شركاء ومخرجين مختلفين.

- كذلك كانت للفنانة هيفاء وهبي تجربتها الدرامية، هل يمكن أن تخرج عملاً لهيفاء وهبي مثلاً، وما رأيك بما قدمته في الدراما؟
بالنسبة إلى هيفاء وهبي، أريد أن أوضح ما تم نشره في الصحافة وشعرت بأنه مغرض، حيث سألوني من من الفنانات اللبنانيات ممكن أن تتعاون معهن مستقبلأ، وكان جوابي أنني تابعت تجربة ميريام فارس الأخيرة، وهيفاء وهبي، وشعرت بأنها فنانة تتطور في مجال التمثيل وممكن أن يكون بيننا تعاون، إذا كانت الظروف الإنتاجية والفنية تسمح، هذا ما قلته حرفياً، وليس أنني أحب التعاون معها من باب التمني والحلم، بل إن كانت الظروف جميعها مناسبة فلا مانع من التعاون.

- هل تحب أن يطلق عليك لقب مخرج الأعمال الرومانسية، أم إنك لا تحب تأطير نفسك بنمط معين من الأعمال؟
لا أحب أن يتم تأطيري بنوع معين، وهذا غير منصف، فأنا ذهبت إلى جميع الأنواع من الكوميديا إلى الاجتماعي والرومانسي بكل أنواعه، باستثناء التاريخي، وطالما أني مستمتع فأنا أعمل في أي نوع.

- الموسيقى التصويرية «لنص يوم» كانت من بين أربع أفضل موسيقى مسلسل تلفزيوني في مهرجان في أستراليا، وكذلك شارة مسلسل «لو» فازت جماهيرياً كأفضل شارة مسلسل، كيف تنتقي موسيقى أعمالك في كل عام لتصبح من أهم ما قدم في كل سنة؟
هذا مشروع مستقل، يدخل فيه الجانب التسويقي، باختيار الفنان والملحن اللذين يناسبان نوع الدراما المقدمة، وأنا أخرج الشارات التي نقدمها، أقدم صورتها، فهناك هارموني معين بين تلك العناصر الثلاثة.


بداية الأعمال الإخراجية:

- تدرجت في العمل الإخراجي، وعملت كمخرج ثان مع زملاء لك، من هو المخرج الذي تعلمت منه الأكثر في عالم الإخراج بين من عملت معهم؟
الذي أعطاني الفرصة الأولى هو الأستاذ أيمن زيدان الذي آمن بي وأعطاني مشروعي الأول من خلال إخراج مسلسل «الوزير وسعادة حرمه»، وأذكر ذلك دائماً في كل فرصة تسنح لي، وأتقدم له بالشكر لأنه آمن بي، ولم يكن ممثلاً فقط، بل كان منتجاً ومديراً لمشروعنا.

- من هو الناقد الذي تنتظر نقده على أعمالك وتستفيد من ملاحظاته؟
غالباً أنا انتظر رأي الأصدقاء من دائرتي المحيطة، الذين أثق فيهم وفي آرائهم، فنناقش العمل في شكل تشريح نقدي، وفي النهاية الجمهور هو مرآة عملي.

- الحديث عن الدراما السورية مجال نقاش دائم، وفي معظمها تتمحور عن أن الدراما السورية أصبحت مجرد ورشات عمل للمنتجين الذي يطلبون أعمالاً محددة، هل تحولنا من الصناعة إلى تحضير أعمال مطلوبة؟
بالطبع، لعب الجانب التسويقي دوراً مهماً في انحسار الدراما السورية على مستوى المشاهدة العربية، لكنها ما زالت حاضرة، بخاصة أن ما من دراما بديلة أخذت مكانها، فالمشاهد العربي ما زال ينتظر العمل السوري، لذلك لا أجدها تذهب نحو الأسوأ، فهي تملك آليات البقاء لأنها صناعة حقيقية، وليست مشروعاً يخضع للتجريب.

- لماذا اعتذرت عن مشروع الطواريد بعد أن أسند إليك إخراجه، وهل سيلقى نجاحاً أكبر لو أخرجته أنت؟
الطواريد كان مشروعاً قدمته للشركة، وحدثت ظروف كانت صعبة لكي أنفذه، لكن لم يكن النص هكذا، وارتأت الشركة تكليف كاتب آخر للنص، لذلك لم أتابع الموضوع لآخره، بل كان مشروع فكرة قدمته.
لا يمكن أن أقول أنه كان سيظهر في شكل أفضل لو أخرجته، لكن بالتأكيد سيكون مختلفاً لأن عليه بصمتي.

- هل برأيك الابتعاد من أعمال الأزمة السورية هو السبيل للتسويق عربياً، وهل تنتهج أنت هذا الأسلوب في أعمالك؟
أعمال البيئة الشامية استمرت خلال مدة الأزمة السورية، على اختلاف تقويمنا لها، لكني أراها في هذا المكان أدت دوراً إيجابياً، لأنها بقيت كنافذة يطل منها الفنان السوري بكوادرنا السورية، وهذا يدل على أن مشكلتنا ما زالت مع الموضوع، فليس هناك فيتو على الدراما السورية، لذلك هناك بحث دائم من قبل المنتجين وصناع الدراما السورية عن حلول أزمتها.


سامر برقاوي شخصياً:

- الحديث الدائم مع سامر برقاوي هو عن الإخراج وعالم الفن، ولكن قلما نعرف عن حياته الشخصية، هل زوجتك من الوسط الفني، ومن هم أولادك؟
زوجتي «ميس ريحاوي»، لديها مؤسسة تربوية تعنى بالأطفال، ولدي ولدان هاني وصافي.

- أخوك مخرج أيضاً مصطفى برقاوي، هل أنت السبب في دخوله عالم الإخراج؟
مصطفى هو الذي اختار أن يقدم محاولات إخراجية، فقدم ثلاثة مسلسلات بالتوازي مع مشروعه في مؤسسته اللايت هاوس التي هي من تنفذ لنا البوست والغرافيك للأعمال، كان مشروعه مستقلاً لم يكن لي أي دور فيه.

- مع من تمضي أيامك بعيداً من العمل، وماذا عن صداقاتك الفنية؟
بالتأكيد بعيداً من العمل أكون مع عائلتي لأنني مقصر معها عندما أكون في التصوير، ومن أصدقائي المخرج الليث حجو فهو رفقة مشوار طويل، وفي الفترة الأخيرة، أنا لا أنقطع عن دائرة عملي، فعملياً الذين في الدائرة القريبة مني في العمل تحولوا إلى أصدقاء فعلياً، بخاصة فريق الكتابة، الذي أصبح جزءاً من عملية التنفيذ، وأتحدث هنا عن «باسم سلكا، بشار عباس، وأكثم، فقد أصبحنا أصدقاء في هذه الفترة...