الجراحة ليست الحل الوحيد إستعيدي رشاقتك بالحمية مهما كان وزنك الزائد

ربط المعدة,الجراحة,الحمية,الرشاقة,زيادة الوزن,الكيلوغرامات الزائدة,ممارسة الرياضة,الرياضة

كارين اليان ضاهر 02 يوليو 2017

يبدو واضحاً أن عمليات ربط المعدة وتلك المشابهة لها أصبحت معتمدة بكثرة فصارت أكثر شيوعاً ويتم اللجوء إليها بطريقة قد تكون عشوائية من دون الارتكاز على المعايير والاعتبارات التي كانت أساسية سابقاً. في الواقع ثمة اعتبارات صحية تستدعي إجراء الجراحة، خصوصاً أنها ليست عملية سهلة وعلى المريض أن يكون جاهزاً وعلى أتم الاستعداد لما ينتظره من بعدها ليتخذ كل الإجراءات اللازمة ويلتزم بها. في المقابل، قد لا تكون الجراحة ضرورية، وحتى في حال الزيادة الكبيرة في الوزن يمكن ان تكون الحمية هي الحل للتخلص من اكثر من 30 كيلوغراماً زائداً، شرط ان تتوافر الإرادة للتقيّد بقواعد الحمية والنمط الصحي. اختصاصية التغذية آدال عردات تتحدث هنا عن أصول الحمية الهادفة إلى خفض عدد كبير من الكيلوغرامات الزائدة كبديل من الجراحة، مشيرةً إلى بعض الحيل التي تساعد على التقيّد بها والالتزام بقواعدها.

ما المعيار الذي يتم على أساسه اعتبار أن زيادة الوزن كبيرة وتتخطى الحدود؟
يُحدد معدل زيادة الوزن دائماً على أساس مؤشر كتلة الجسم، فإذا تخطى معدل 30 أو أكثر تصنّف الحالة في خانة البدانة. وإذا راوح المعدل بين 30 و35 تعتبر بدانة أولى. أما إذا تخطت معدل 35 فهي بدانة ثانية.

معايير إجراء جراحة ربط المعدة أو غيرها من الجراحات المشابهة تبدو اليوم مختلفة عن السابق بحيث صارت أكثر شيوعاً، ما سبب ذلك؟
من الواضح أن معايير إجراء جراحات التنحيف من نوع ربط المعدة قد اختلفت عن السابق. فقد كان الأطباء أكثر تشدداً في إجرائها، أما اليوم فصارت أكثر شيوعاً، خصوصاً أنه تؤخذ في الاعتبار معايير أخرى، إضافة إلى زيادة الوزن كآثارها على الصحة من كوليسترول وسكري وأمراض قلب حتى باتت العملية تجرى في حالة البدانة الاولى في حال وجود هذا النوع من المشكلات الصحية أو حتى خطر الإصابة بها، عدا أنه تبين مدى خطورة ذلك على الحياة. أما في السابق فكانت العملية تُجرى في حالة البدانة الثانية. لكن في كل الحالات ثمة معايير عدة لإجراء العملية، ولا يمكن إجراؤها عشوائياً. وهنا يأتي دور الطبيب في تحديد الحاجة إلى إجرائها بحسب معدل زيادة الوزن وآثارها على الصحة، على ان يفهم المريض جيداً مضاعفات العملية وما ينتظره من بعدها.

ما أبرز المشكلات التي يمكن مواجهتها بعد العملية؟
إضافة إلى الاكتئاب الذي يعانيه البعض من آثار العملية، يواجه كثر مشكلة تساقط الشعر ونقص الفيتامينات في الجسم. كما أنها تتطلب اتباع نمط غذائي صارم في المرحلة الاولى يعتمد على السوائل حصراً لتجنب المضاعفات. من هنا أهمية التروّي قبل إجرائها، سواء في ما يتعلّق بالطبيب أو بالمريض.

هل يعتبر التخلص من عدد كبير من الكيلوغرامات الزائدة أمراً ممكناً من دون جراحة؟
من المؤكد أن التخلص من عدد كبير من الكيوغرامات الزائدة يعتبر ممكناً شرط التحلّي بالإرادة والالتزام بالمتابعة الصحيحة والحمية المناسبة.

إلى أي معدل من الكيلوغرامات الزائدة يمكن خفض الوزن من دون الحاجة الى جراحة بفضل الحمية؟
يمكن التخلص من 35 كيلوغراماً او أكثر، لكن لا بد من التوضيح أن خفض الوزن بهذا المعدل الكبير لا يمكن أن يحصل في أقل من سنة، لأن عدد الكيلوغرامات الزائدة المنوي التخلّص منها يعتبر كبيراً، وثمة حاجة إلى المزيد من الوقت لتحقيق الهدف.

كيف يتم العمل على خفض الوزن بالحمية من دون اللجوء إلى جراحة؟
ثمة طريقة معينة لخفض الوزن إذا كانت الزيادة كبيرة في الوزن ولا بد من التقيد بها، خصوصاً أن المشوار طويل لخفض الوزن ويتطلب ذلك الكثير من الصبر. علماً أن في الفترة الاولى ينخفض الوزن بسرعة، لأن نشاط عملية الأيض يكون مرتفعاً لزيادة الكتلة العضلية مقارنةً بأشخاص هم أقل وزناً. فمن يعاني البدانة، يكون  لديه ايضاً معدل دهون مرتفع ومعها يزيد معدل العضلات. لذلك لا تكون هناك صعوبة في خفض الوزن بل ينخفض بسرعة. أيضاً تكون معدة الشخص واسعة لاعتباره يتناول كميات كبيرة من الطعام بما لا يقل عن 4000 وحدة حرارية في اليوم، وبالتالي يمكن العمل على خفض وزنه بنظام غذائي يحتوي على عدد مرتفع نسبياً من الوحدات الحرارية، وإن كان أقل بكثير من ذاك الذي يحصل عليه. ففي الفترة الأولى لا يمكن خفض الوزن وعدد الوحدات الحرارية بسرعة، بل يجب أن يحصل ذلك تدريجاً. يمكن الوصول إلى معدل 2000 وحدة حرارية وينخفض الوزن بشكل فاعل نظراً للفارق الكبير عما كان يتناوله ويحصل عليه. مع الإشارة إلى أن الشخص الذي يعاني هذه الزيادة الكبيرة في الوزن يحتاج إلى الحافز والمساعدة والإرشاد لخفض وزنه بطريقة صحية. وبعد الفترة الأولى التي يخسر فيها 15 كيلوغراماً، يمكن خفض عدد الوحدات الحرارية اكثر والانتقال إلى نظام غذائي آخر بهدف تأخير مرحلة الـPlateau التي يتوقف فيها الوزن عن الانخفاض.

ما الحل عند بلوغ مرحلة الـ plateau ؟
في هذه المرحلة، لا بد من التشديد على اهمية الرياضة، لأنها تسمح بزيادة نشاط عملية الأيض، وتعزز قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية. أو يمكن خفض عدد الوحدات الحرارية أكثر لزيادة القدرة على خفض الوزن. علماً أن في هذه المرحلة يكون عدد الوحدات الحرارية لا يزال مقبولاً لأننا نحرص على عدم خفضه بمعدل كبير من البداية، لذا فعند بلوغ مرحلة الـ Plateau أو الاقتراب منها يمكن أن تكون هناك حاجة إلى خفض عدد الوحدات الحرارية اكثر حتى نصل إلى 1200 وحدة حرارية. لذلك يكون الحل إما بممارسة الرياضة بمعدل اكبر أو بخفض عدد الوحدات الحرارية.

ما هو المعدل الطبيعي لممارسة الرياضة بالنسبة إلى شخص يعاني زيادة كبيرة في الوزن ويرغب في التخلص من الوزن الزائد؟
يجب ممارسة الرياضة من البداية بدءاً بـ3 مرات في الاسبوع لمدة 40 دقيقة في كل مرة. يمكن عندها الاكتفاء برياضة المشي. هذا مع أهمية التشديد على عدم المبالغة في ممارسة الرياضة، او اعتماد أنواع الرياضة القوية حتى لا يتكوّن العضل على الدهون. وفي مرحلة لاحقة يُنصح بممارسة الرياضة في كل أيام الاسبوع، ما عدا في عطلة نهاية الاسبوع حتى يرتاح الجسم.

هل تساعد الرياضة عندها على خفض الوزن بفاعلية كبيرة أم أنه صحيح ما يقال من أنها تحد من انخفاض الوزن؟
من المؤكد أن الرياضة تسمح بخفض الوزن أكثر. وتزيد فاعليتها مع ازدياد حدّتها. أما إذا لم تنجح في ذلك، فهذا يعني أن ثمة خطأ في الطريقة المتبعة، أو في نوع الرياضة التي تتم ممارستها، أو يمكن أن يكون هناك خطأ في الحمية المتبعة.

ما هو نوع الحمية المتبعة في هذه الحالة لخفض عدد كبير من الكيلوغرامات الزائدة؟
في الفترة الاولى يُسمح للشخص المعني بتناول كل الأطعمة، لكن بكميات أقل وتكون محدّدة. علماً أن حمية البروتينات لا تُحبذ في هذه الحالة، لأنها تسمح بالتخلص من عدد كبير من الكيلوغرامات بسرعة، وخلال فترة معينة، لكن لا يمكن الاستمرار بها لفترة طويلة فسرعان ما تتكدس الكيلوغرامات مجدداً وبمعدل أكبر. كما ان الحمية العالية البروتينات من نوع أتكينز تقتضي اتباع طريقة محددة وتتطلب المراقبة والدقة. لكنها ليست صحية في المدى البعيد في كل الحالات وتسمح بخسارة وزن سريعة، لكن تؤدي إلى اكتسابها مجدداً بكميات كبيرة وبسرعة. لذلك تعتبر الحمية الصحية المتوازنة هي الفضلى والتي تسمح بتناول أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية بنسب معينة بين نشويات وبروتينات ودهون، لكن وفق قاعدة 40 في المئة نشويات و30 في المئة بروتينات و30 في المئة دهوناً، على أن تكون الدهون صحية طبعاً.

أين تكمن الصعوبة بشكل خاص بالنسبة إلى شخص يعاني زيادة كبيرة في الوزن؟
تختلف الصعوبة باختلاف الشخص ونقاط ضعفه وما إذا كان يحب الاطعمة الحلوة اكثر أو تلك المالحة. لكن في كل الحالات من الأفضل الامتناع في البداية عن تناول أطعمة معينة تعتبر من الممنوعات بهدف تحفيز الشخص ليخفّض وزنه بخسارة اكبر عدد من الكيلوغرامات. فالفترة الاولى هي التي يحتاج فيها إلى المزيد من المتابعة حتى ينطلق في الحمية ويعتاد عليها. في المرحلة الأولى، يُنصح بزيارة اختصاصية التغذية كل أسبوعين بهدف المراقبة. علماً أنه لا بد من الاقتناع الشخصي بالحاجة إلى خفض الوزن، وإلا فما من وسيلة قد تنجح في تحقيق ذلك، ولن تفيد أي حمية. لكن مع وجود الحافز والإرادة، وبعد البدء بالخضوع للحمية وخفض الوزن، يزيد الاندفاع في المثابرة على خفض الوزن اكثر. يكفي وضع الهدف وتوافر الإرادة حتى يتحقق ذلك. وفيما تبدو المرحلة الاولى هي الاصعب، إلا أنه لاحقاً مع الاعتياد على النمط الصحي يصبح من الصعب تغييره ويمكن الاستمرار فيه بسهولة بعد ان يكون حجم المعدة قد صغر، وبعد الاعتياد على تناول كميات صغيرة.

كم من الوقت تحتاج المعدة لكي تصغر؟
تعتبر المعدة مطاطية، وهي لكي تصغر لا تحتاج إلى الكثير من الوقت. كذلك بقدر ما نأكل أكثر تكبر أكثر، أيضاً مع اتباع حمية خلال اسبوع او اثنين تصغر المعدة. لذلك تعتبر الفترة الأولى اكثر صعوبة حتى تعتاد المعدة على كميات صغيرة.

يواجه كثر مشكلة الترهل بعد التخلص من عدد كبير من الكيلوغرامات الزائدة، هل من نظام غذائي معين يساعد على تجنب هذه المشكلة؟
تبدو مشكلة الترهل شائعة جداً لدى الأشخاص الذين يخسرون عدداً كبيراً من الكيلوغرامات الزائدة. يبدو النظام الغذائي المتوازن الذي يخفّض الوزن شيئاً فشيئاً هو الافضل، لكن من الضروري هنا التشديد على أهمية ممارسة الرياضة لشد الجسم والحد من مشكلة الترهل. أما إذا كان الترهل زائداً فتصبح العملية ضرورية لشد الجلد. كما أنه عندما يكون معدل السُمنة أقل يكون الترهل أقل، خصوصاً في حال ممارسة الرياضة.

أيّ أنواع الرياضة تعتبر الأفضل في هذه الحالة؟
في الفترة الاولى تعتبر الرياضة ضرورية من بداية الحمية على ان تُعتمد رياضة الـcardio لحرق الدهون من دون زيادة كتلة العضلات. أما في مرحلة لاحقة، وعند الوصول إلى الكيلوغرامات الأخيرة، فيجب ممارسة تمارين خاصة بالعضلات لشد الجسم. ومما لا شك فيه أن البروتينات تعتبر مهمة عند ممارسة الرياضة، لكن يجب معرفة الطريقة الصحيحة لإدخالها في النظام الغذائي، فقبل ممارسة الرياضة يجب تناول وجبة صغيرة من البروتينات والنشويات، وبعد ممارسة الرياضة يجب أيضاً تناول وجبة صغيرة من البروتينات والنشويات، شرط ان تكون كمية النشويات قليلة.

متى تعتبر زيادة الوزن خطيرة وتشكل خطراً على الصحة؟
عندما تصل زيادة الوزن ومعدل البدانة إلى درجة يتخطى فيها مؤشر كتلة الجسم الـ 40 يزيد الخطر إلى حد كبير. وفي هذه الحالة، تجرى اليوم عملية ربط المعدة، ولا يمكن الانتظار أكثر. أيضاً إذا كان مؤشر كتلة الجسم 35 وترافق مع مشكلات صحية أخرى كارتفاع مستوى الكوليسترول أو السكري، قد تكون العملية هي الحل الوحيد. لكن لا بد من التشديد على أن العملية ليست سهلة، ومن الضروري التحضّر لها نفسياً. وسواء كانت العملية أو الحمية حلاً، لا بد من التحضّر مسبقاً والاستعداد للمرحلة المقبلة التي ستشهد تغييرات كثيرة.

يُعرف عن الأشخاص الذين يعانون زيادة كبيرة في الوزن أنهم يتجهون إلى الأكل بطريقة لا إرادية لأسباب نفسية وبسبب اضطرابات تؤثر في الشهية، كيف يمكن مساعدتهم على تخطي ذلك؟
إذا كان الشخص مستعداً لخفض وزنه، وحتى إذا كان يأكل كنتيجة لاضطرابات نفسية أو بسبب التوتر، فيمكن ان يتعلم طرق التحكم بنفسه وبشهيته عند الإحساس بالتوتر كممارسة الرياضة أو القيام بأي هواية في لحظات التوتر. أيضاً في المساء، يمكن الخروج للتسوق أو لممارسة الرياضة لاعتبارها الفترة التي يتجه فيها كثر إلى الأكل، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. يمكن تعلّم عادات سليمة تحول دون الاتجاه إلى الأكل عند مواجهة ظروف توتر أو قلق أو مشاكل نفسية. مع الوقت يعتاد الدماغ على التحكم في الجسم ويصبح نمط الحياة الصحي غالباً.