صحافة بإصبع سادسة!

نسائم,فاديا فهد,أقلام لها,صحافة

فاديا فهد 05 يوليو 2017

تغيّرت مهنة الصحافة. استنتاج يعود به كلّ من يُكلَّف بتغطية صحافية، كإطلاق عطر أو عرض أزياء أو حتى إصدار شريط غنائي، ويدرك فجأة أنه بات يحتاج الى أكثر من أسلوب جميل، وحسّ صحافي عالٍ، وموضوعية لا غبار عليها، وتحليل صائب، كي يكون صحافياً بارعاً. كلّ ما يحتاجه الصحافيّ اليوم هو هاتف ذكيّ وخط انترنت، وربما «إصبع سادسة» كي يستطيع أن يلبّي حاجات التصوير والنقل المباشر، لمجاراة موضة الإنستا والإنستا ستوري وسناب تشات والفايسبوك المباشر . الصورة العفوية هي الخبر، وفيديو قصير من مكان الحدث و«بوم رانغ» يفيان بالغرض. المقال والتحليل والمقابلة العميقة، أمور مضى عليها الزمن. الصحافي اليوم يذهب لملاقاة الأحداث والأماكن بكامل أناقته وهاتفه، ليتصوَّر قبل أن يُصوِّر، ويكون هو الحدث في قلب الحدث. 

يقول محلّلو السوشل ميديا إن موضة الصورة العفوية، تشارف على الانتهاء، وبات مستخدمو الإنستا يبحثون عن الخبر خلف الصورة، ولو بجملة أو جملتين. إشارة تؤكد أن حان الوقت للصحافيين الحقيقيين كي يعرفوا أن هاتفهم هو حبرهم الجديد، وينطلقوا في مغامرة صناعة صحافة جديدة، تفرض نفسها، أو يفرضونها بأنفسهم، مسلّحين بحسّهم الصحافي العالي، وقدرتهم على كتابة الحدث بصورة وكلمات قليلة فيهما زبدة الاختصار والاستشراف.


نسائم

ثم حلمتُ بشاطئ رملي ذات غُروب،

وطفلة بفستان أبيض يَنفخ الهواء فيه

فتبدو كأنها هبطت للتو من كوكب آخر

في مظلّة أثيرية.

ثم تروح الفتاة  تنقل بيديها البحر

الى حفرة صنعتها بإيمان كبير، ولا تتعب.